#مرت سنة واخاف لا يروح العمروأنا أنتظر والشوق باقي ما انمحى

9
-
إنتهت من تزيين نفسها لبست جلابيـة بيضه تتشـابه للون قلبها وبشرتها تأملت نفسها لثواني وهي تحس إنها بالغت بالمكياج ماتعودت تحط إلا نادراً وبمناسبات كبيرة لذالك تحسه كثير ومُبالغ ! ترددت لوهلة تمسحه أو لا بالذات أن الروج أحمر أخذت منديـل وبتنهي ترددها بأنها تمسحه لكن دخوله أربكها
ذياب أردف وهو يتجهه لدورة المياة : تجهزي بنروح لاهلي
مُجرد ما دخل واغلق الباب ابتسمت بسخرية ووجع جلست على الكرسي ما كلف على نفسه حتى يناظر لها ! لو شافها ماكان بيقول تجهزي لأنها جاهزة صحت على آمل انه يعتذر على اللي صار لكن الواضح إن ماعنده نية أبد ، حست بأحباط ومسحت دمعتها الحارة الي شاركت حزنَ الموقف لبست عبايتها ونقابها وخرجت للصالة دقـايق قليلة وخرج ناظر لها وركزّ بعيونها الي قرأ الحزن فيها وخرج وترك الباب خلفه خرجت وراه واغلقت الباب ركب للسيارة والصمت يجتاحهم

ذياب ببـرود : اهلي لا يدرون باللي يصير بيننا
أردفت بغصة : ليه ؟ لانـه شيء خطأ صح ؟
ذياب بحدة : ما تعلميني الخطا انتي ! نفذي الكلام ويكون بعلمك ما أحب طوله اللسان والمراددة !
انغرست سكاكين بقلبـه ووجع تسلق بصدرها من قوةّ السكاكين وصلت لحنجرتها وعجزت عن الرد!
وصلوا وتعطر تحت إنظارها
ببرود : ادخلي من هالباب
هزت راسها بخفة ونزلت وهي شايلة معها وجع العالمين كله بقلبها الصغير العاجز عن كمية هالألم
تسمرت اقدامها بالأرض من سؤاله !
ذياب برفعة حاجب وببرود : هي! وش كان اسمك؟
تسمرت بمكانها ووجع كبير غرس بداخلها التفتت عليـه وتلاقت عيونها الذابلة بعيونه الباردة !
بلعت غصتها وهي تحس بسكاكين تغرس بقلبها بسُخرية ممتلئة بالوجع : أسال أهلك عن اسمي !
أختفت من قدامه من دخلت للداخـل تلقائيًا أستقبلتها أمـه بالحضن و الترحيب الحار والوجهة البشوش على رغم جياشة الضيقة والحزن الي بداخلها إلا انها حست بالراحة من محبة أمه الظاهرة من أفعالها الي تسـابق كلامها
حليمة ببتسـامة : حياك الله يا بنتي أحنا مستأجرين هنا من أسبوع وباذن لله بنقعد بهالقرية و بنسبقكم للـدمام ، وأن شاء الله ذياب بيسعدك ويفرحك
ابتسمت لها بوجع تحاول تخفية الجرح الي أنزرع بداخلها أخفته ببتسامة مُزيفة ، أخذت معها بالسوالف لحتى ما مرت سـاعات طويلة
رشفت من القهوة وهي تردف : ذياب هو الوحيد الي يفرق عن أخوانه جارح أخوه الكبير عصبي لكن ميزته يتصرف بعقلانية نفس صالح أصغر عيالي ذياب الله يهديه ما يتصرف بعقلانية ابد مو نفس أخوانه
ضماد كتمت وجعها وتسلحت بسلاح الابتسامة المزورة والثبات وبكل مافيها ، كانت تتصنع الهدوء والفرحة وبداخلها كل شي مكسور ومهدوم ! حتى أحلامها الي بّنتها وقت الخطوبة و المُلكة تبخرت
.
كانت تسمـع لسوالف أمـه الي ادخلت السرور واليهجة لقلبها على رُغم جياشة مشاعر الضيق والحزن إلا أن انشرح صدرها من امه وأخيرا ودعتها لأن بهالوقت رحلتهم ، ركبت السيارة ومـاكان في أي حوار بينهم كانت ملاحظة السماعة الي بأذنه والواضح أنه يكلم شخص وهمسه وأبتسامته استحقرتهم للحظة ! ثم أستوعبت كل أفعاله من بداية الزواج وأستنكرت كل افعاله مو بس فعلته هذي .. وصلوا للمطار وطاروّا لجورجيا فاق الغضب والقهر عندها بسبب تجاهله لها ! حتى مابادر وحاول يعتذر شدت على شنطتها الصغيرة الي بحضنها وهي تتأمل الغيوم من خلف النافذة
------
قايد ألجمته بكلامها تسمر بمكانه يحاول يستوعب بدايـة كلامها ! ناهية عـن أخر الكلام الي كان مُحترم زعلها وغضبها الهائل منه
قـايد : ابوك كان بيسبب لي مشاكل ويورطني ؟
وريـد أجتمعت الدموع بعيونها وهزت راسها بالإجابة : إيه ! بس خلاص دامه أنسجن الحين مابيحاول يضرك نهائيًا ولا يحتاج أني ابقى تحت ظلك وذمتك !
ضحك بخفة وعدم إستيعاب ثواني قليلة لحتى أستوعب كلامها وتحول حالة من ذهول لغضب : ولا يحتاج تبقين ؟ يعني تظنين انك تحميني ؟ أنا ورع عندك يوم تفكرين نتزوج عشان تفكيني من أبوك ؟ ورع انا ؟
وريد الصمت إجتاحها و التعب أستنزف كل طاقتها أردفت بعد مُدة قليلة من الصمت : لا بس أعرف ابوي وهالطريقة الوحيدة الي بتخليه يهدأ ويقصر الشر
قايد إرتفع ثروة الغضب عنده : عساه ما هدأ ولا قصر شره ! انا ابي شـره ماني ورع عندك ياوريد اعرف احمي نفسي واحمي أختي

ترسد القهر بجوفها رفعت راسها وأستقرت عيونها بعيونه : لولاً الله ثم أنا كان الحين أنت بالسجن ! مالي فضل ولا أتمنن عليـك ولا اذكر أفعالي الحسنة عند شخص سويت له معروف حاول تستوعب أنا ساعدتك مو أذيتك عشان تتهجم علي بكلامك ! ان كان في أحد يحق أنه يعصب ويصرخ فهو أنا
وريد وقفت إمـامه وبغصة تتوسد حنجرتها : أنا وأختك تركتنا هنا بدون إتصال وولا شي ! انا كنت بنجن كنت اقول فيييه شي بس يُسر تقول شغله ! كيف تتركنا بدون ما تتصل وتتطمن كيف ؟
قربت منه خطوةّ وبغصة : انا يمكن ما أهمك حتى مو ما أهمك إلا أكيد ! لاني بنت سليمان ! بس أختك ؟ كييف كذا كيف
قايد بنرفزة : متخبط لي شهر وعليها والنوم مايزورني بسبب إني ادور على أثرك وبالاخير مو مهتم ؟
إحتاجها مشاعر طفيفة وغريبة لوهلة كانت بتسألة "هذا حالك بغيابي؟" لكن كبريائها وزعلها بهاللحظة أقوى من عاطفيتها وخرجت من الغرفة لاجل تنهي الكلام معه لكنها تفكر بكلامه الأخييـر
----
دفعتـه بعنف وشدةّ وأرتبك من إرتجافها نبضات قلبها تسارعت وصدرها يُعلو ويهبط وبصمة الخجل مرسومة على ملامحها تزاحم بداخلها توتر وخجل وذهول
أشرت على الباب برجفة : حارث يا تطلع يا أنا اطلع !
حارث لقط أنفاسـه بصعوبة وهز راسه : مالش طلعه من هالمكان إنتي !
خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفـه مسحت وجها بتوتر وضعت أيدها على قلبها الي نبضاته تتسـارع تمنت لوهلة إنها تقدر تطلعه وتوقف دقاته تحس أن قلبها أنهد ماعاد يقدر يثبت بمكانه بين ضلوعها ! أستنكرت الابتسامة الي راودتها وتلقائيًا ضربت فمها بخفة
همست بغضب وقهر من نفسها : لا تبتسمين لا تبتسمين !
تجمدت ملامحها بالهدوء مُجرد ما دخل والجوال بيـده سبيكرّ والواضح إنه منغمس بهالمكالمة
حارث قرب من الدولاب وفتحة وهو يرمي بعض من ملابسه بعشوائية على السرير: دام انها شهر أجل الوضع جدّي
العميد بجدية : أيه أحتمال
حارث ببتسـامة خفيفة : يمكن اكون شهيد لاتنسوني من دعائكم ياعميد
تقشعر بدنها من كلامه ورفعت راسها بذهول له حست بوجع يستقر بقلبها !

أقفل الخط بعد كلام خفيف والتفت عليها كانت تناظر له بكل هدوء وثبات
أردف : بسافر وبطول خليش هنا إنتي ! لا تطلعين الا يوم يجيك خالش وياخذش ويفضل أنك تقعدين هنا ! اذا بغيتي شي فياض يجيبه لش
وبغيرة وحدّة خفيفة : لا تطلعين له ولا تتكلمين معه خلي حرمته تعلمه أو جايد وأخته تقول له !
أي احد بيساعدش من أخواني وعيالهم
أردفـت بهدوء : وين بتروح ؟
حارث بسخرية : يهمش ؟
ناظرت لخيوط الي بباطـن أيدها وتراقبتها بتركيزّ من قمة التوتر الي إجتاحها وبهدوء : الله معك
حارث بقهر مكبوت : لـوين بنوصل بالهجر ؟ انا بفهم تبيـن للأبد ؟
الجمرة مستقرةّ بثانيا صدرها وبحلقها : الي يقهرني اني كنت أقرب لك من أزارير ثوبك ! قلتها لك وبرجع أقولها لك كنت حيل قريبة منك ! وأنت ابعدتني عنك
هزّ راسـه ببرود : لا تزعلين مني أجل يمكن أروح ولا أعود ! ويمكن يوم يوصلش خبر انك ترملتي بتفرحين يا ميـان
خرج من هالغـرفة تاركها تحت تأثير كلماته غرس بداخلها وجع وتأنيب ضمير تسلق الخوف لأوردته غرس أشواك الحزن بقلبها نفس ما غرست أشواك الضيقة بقلبـه هاللحظة الكبرياء مقيد أقدامها حتى عماد الي زار قلبها وعقلها قيدّ اقدامها عن اللجوء لحضن حارث !
يـوم جديدّ العشاء كان يرتجف والصداع مستقر برأسه وده يتخلى عن رأسه لعل أن هالصداع يخف! رجفة تسري بكامل جسمه وقـدامه مشروباتّ عديدة وهي المخدرات ! والجوال بأذنه يكلم
بنفس هالتوقيت فتحت عيونها بخفة وصحصت بمكانها دخلت لدورة المياة وخرجت بعد دقايق قليلة كل الي تتـذكره إنها أول ماجت نامت على طـول فتحت الباب وهي مستغربة من الريحة الغريبة ! دخلت للصالة وشهقـت بذهوووول ورجفة تسرّي بداخلها من هول المنظر الي تشوفه
ذياب رفـع رأسه للجهة الي صدر منها شهقة : جارح رقم الغرفة 45 يلا !
قفل الخط وبغضب : ليه جايه؟
ضماد بذهـول : هذاااا وش ؟ هذا وش ؟ هذا مخدرات ! ذياب إنت تتعاطى !
ذياب بغضب وأرتباك : اطلللعي من هنا اطلعي
ضماد أجهشت بالبكاء :تتعاطى ! هـ هذي مخدرات تتعاطى إنت ؟
ذياب وقف بغضب وقرب منها وبعجلةّ خنقها وثبتها على الجدار : أنطمي !! أيه انا اتعاطى ومدمن وش تبين ؟ وشش تبين ؟ تبين تشربين ؟
سحب قـارورّة ورماها عليها بكل جهتها بغضب شهقت بذهول والقزاز أنتثر قدامها !
هزت راسها بالنفي وببكاء هستيري : أنا مالي قعده هنا بكلم أهلي
ركضت للغـرفة لكنه كان أسرع منها بكثير وقبل ماتأخذ الجوال سحبه منها ورماه على الكنبة رماها بكل قـوته وقُبل عُنقها بجمود لأجل يثبتها !

همس بلهفة : تهاني ! وينك عني ؟
انلجمت من كـلامه وأجهشت بالبكاء الهستيري وهي تحاول تبعـده عنها : أترررركني ذياب ! أتركني أنا ضماااد مو تهاني
تجاهلها وهو مُستمر يقبلها وكانت بعيونه تهاني مو ضماد الي صرخت بضعف وبكاء من سحب تيشيرتها سحبت الفازّة الي على الطاولةٍ وضربت رأسه أرتخت أيدينه وراسه سُقط على كتفها ! والـدم سـال من رأسه دفعته عنها ووقفت وهي تلقط أنفاسها بصعوبة مسحت دموعها والخوف إجتاح لأعمق قلبها شهقت ببكاء ودمـوعها تُنهمر بغزارة على خدها
ونبضات قلبها تتسـارع همست بذهول : مات! مات أكيد مات
فزّ قلبها بخوف من سمعت الباب يطرق تحس أقدامها مو قادرة تشيلها تحتاج لاكثر من رئة لاجل تقدر تلقط أنفاسها الخوف انسكب وأحتضن قلبها ودها تتحلل من هالرعب والرجفة الي مو قادرة تخدمها بشيءٍ حتى مو قادرة تتجرأ وتشوف توقفت نبضات قلبـه ؟ مـات ؟ قاومت رعبها ومشت لجهة الباب الي مُستمر يدّق !
فتحته ودمـوعها تنهل على خدها بغزارة مو منتبهه ولا مركزة ولا حولها باللي ظهر قدامها من فتحت الباب ، صقع بالذهول وغض بصره وتراجع للخلف وصد للجهة الثانية عرف إنها زوجة أخوه والغضب إجتاحه كيف تفتح الباب هي ؟ ليه ما تسترت ؟ ليه ظاهرة كلها ؟ ماكان يـدري إنها مو بوعيها وأن الي حصل غشى على عقلها وعلى كل خلايـاها !
جارح بحـدة وهو صـاد بكامل جسمه : سلامات ! وين ذياب ؟
الذهول متسرب لملامحها وإثارة مرسومة على ملامحها بدقةّ وبرجفة : مـ مات !
الهواء بدأ يعلى أكثر وأكثر وكانها للتـو تستوعب الجريمة الي أرتبكتها الالم يهجم عضلات صدرها بوحشيةّ صرخت ببكاء وببكاء هستيري : مات ! أنا قتلته أنااا
ناظر لها بذهول وعدم إستيعاب حاول بكل إستطاعة إنه يشتت نظراته عنها ويغض بصره لكـن كلامها أذهله وتصرف بالا إراديًا ،
دخل وهو يسرع خطواته ويـدور يالغرف : وش تقولين إنتـ !

بُتر كلامه وأنصعق باللي يشوفه تسمرت أقدامه بالأرض الدم مُنتثر حـواليةّ وكانه جثة هامدة ! قرب بخطواتة السريعة ووضـع أيده على رقبته مسح على وجهه بأرتبـاك إلتفت على ضماد اللي كانت تجهش بالبكاء الهستيري وسُقطت بالارض وكانها فقدت القدرة على المشي للأبـد من هول الخوف !
همست ببكاء : مات ؟ قول لي مات ؟
جارح شـاله وهو يردف بغضب عارم : نبضه خفيف خرج من الغرفة وهو مذهول وأستعجل خطاوية متجاهل نظرات الناس وذهولهم ، بينمـا ضماد كانت تبكي حرقةّ على نفسها وعلى الي سوته وعلى الي عاشته وتدعي إنه ما يموت لأجل ماتصير قاتلةّ مهمـاً كان سيئ إستحال ترضى باللقب المُجرمة ماتقدر تتجرد من تأنيب الضمير للأبد
---
حارث بهدوء ينتج منه ضيقةّ : ماعليـك يا رجال الله يزّينها بس
فياض بضيقة من ضيقته : ما ودك تصارحها ؟
هز راسه بالنفي : لا بالله ! خلها على هالوجع يافياض لو زاد ما بتتحمله
فياض بنرفزة : وأنت يا حارث ؟ على أساس حالك طيب ! تتوجع حيل يا عم وحالك ماهب بخير صارحها خلها تدري إنك بريئ وأن اخوها منتحر
حارث مسح على وجهه: انا قادر اتحمل هالوجع بس هي ماتقدر على هالوجعين !
اكمل بتغيير المـوضوع : بسلم عليهم وأمشي تبي شي ؟
فياض أبتسم بخفة وأحتضنه بخفة : درب السلامة يا حارث وأنتبه لنفسك لاوصيك عاد !
حارث بادله الابتسامة وبهدوء : الله يسلمك وأنت خلك حول هالبيـت وأن كانت تبي شيء لاتقصر ! نجد بتعلمك اذا حرمتي محتاجة لشي
فياض بهدوء وجدية : لا توصي حريص
دخل حارث للداخل وقعد معهم وهو مو حاس بالوقت ، وفياض تسمر بمكانه والتفكير بيآكل عقله أقترب لجناح حارث وهو حاس بتوتر غريب طرق الباب وهو يجمع شجاعته المعتاد عليها

ميـان استغربت للحظة لو إنه حارث بيفتح الباب بدون مايطرقه ظنت إنه إحدى الباب قربت للباب ومُجرد ما سمع المفاتيح تتحرك دلالة على إن الباب بينفتح
أردف بعجلة : لا تفتحين ! أنا فياض ولد أخو حارث
إجتاحها ذهول وتسرمت أقدامها بالارض وهمست بخجل : تفضل ؟
فياض بهدوء : يا أم نادر بختصر لش ، عمي ماله ذنب ماهب متسبب بقتل أخيك ! عمي كان يتوعد بالانتقام وعشانش رمى جمرة الانتقام وراه ! أخوش هو الي أنتحر وفي أدلة تثبت أصحة هرجي ، وحارث مايدري أني علمتش ولا يبيك تدرين بس لازم تعرفين متدمرّ أكثر منك والله يغفر لأخوك ! وذلحين عمي رايح ولا هب واضح بيرجع شهيد ولا لا تأكدي واذا تاكدت منه طيبي خاطره هو يبيش يا أم نادر
كانت تحت تأثير كـلامه والذهول تسرب لوجها بكلامه سبب زلازل قوي بقلبها ! كانت ترتجف من قوة الذهول أجهشت بالبكاء الهستيري وأيدها على فمها ! بينماً فياض دخل للمطبـخ وتنهد براحة من شاف نجد موجودة المنغمسة بالتجهيزّ القهوة
أردف بعجلة : نجد اتركي الي بيدش وروحي لحارث قولي له يروح لحرمته تبيـه

نجد أستغربت تواجدة وأستغربت أكثر من توتره الملحوظ وبهدوء : ليش ؟ وش صاير ؟
قرب منها ومسك أيدها : أعجلي واعلمش بعدين ولا تقولين له أني قايل لش انا !
نجد أجتاحها الفضول للمعرفة لكنها خرجت من المطبخ وهي تتوجه للصالة وتعمدت تجلس بجانب حارث وكانت تنتظر يوقف من السوالف لحتى تقول وأخيراً قدرت تهمس له وتقول له ! أستغرب حتى إنه أنذهل لكـن حاول يخفي استغرابه وودعهم وراح للجناح ، توقفت نجد ورجعت للمطبخ
تربعت ودافع الفضول الكبير يشدها للمعرفة : قلت له وراح وش السالفة ؟
فياض تنهد براحة وبهدوء : مافي إلا كل خير ! أنا ذلحين بمشي لخلف وجايد بالمقهى وراجع على 1
إرتبكت وحست بشعور غريبّ من كلامه تلقائيًا تذكرت وقت عاتبته عشـان هالسبب وكان تبريرها أن عشان ما تنحرج من أهلها ! والحين علمها وين بيروح ومتى بيرجع

نجد بتردد وهدوء : تبي تتقهوى ؟ مافي أحد هبوب وراحت تصلي العشاء
هز راسـه بالنفي وأردف بممازحة خفيفة : خليني ألحق على عمري لو شافني عمش حارث بتصيرين أرملة !
بلعت ريقها وشدت على نفسها بالصمت كان بداخلها رغبة إنها تقول " بسم الله عليك " وجاهلة عن معرفة سبب هالغربة ! كل الي قدرت تسويه بهاللحظة انها تهزّ راسها بعدم معرفة باللي يصير وبمغزى كلامه ، خرج من المطبخ وهو حاس براحةّ كونه علم ميـان لأنه شال هم عن حارث متأكد تماماً أن حارث بيعصب ويمكن يشيل بخاطره عليـه لكن مايهّمه ! الي يهمه إنه ماعاد بيشوف حارث ينهلك من الضيق وهو مايقدر يسوي شيء كل الي يقدر يحاول يواسية بكلامه الي هو عارف أشد المعرفة أنه مايسوي شيء هالكلام ! كان يردد الدعاء بداخله أن الله يصلح بينه وبيـن زوجته لأن فعلياً كان يشوف حُب حارث لميان من عيونه وكان أنه شال إتهام باطل وتحمله وشال هموم متكية على قلبـه وتحملها وقال إن هالهموم على قلبه مثل الرحابة ! أهم شيء هي ما تتضايق وتحزّن على أخوها بهالكثر
-----
بداخله تساؤلات وإستفاهمات كثيرة لكن ماينكر إن سرور زار قلبـه لأنه بيشوفها قبل مايخرج ! شافها قبل شوي لكـن ماشبـع ولا أرتوى شوقه لها ولا بيرتوي بسهولة أبداً
دخل للغرفة وبهدوء : قالت لي نجد انش تبيني !
أستغرب صمتها وأستغرب أكثر من تغطيتها لوجهه كانت حاضنه أقدامها لصدرها وتهتزّ ووجها مغطي بيدينها قرب منها بخوف خفيف عليها وسحب أيدها ورفع حاجبيه بذهول من وجها الأحمر ودموعها الي تُنهمر على خدها
وبذهـول : ميان ؟؟ ليه تبكين ! أحد قال لش شي!
دفعته بعنف وصرّخت ببكاء هستيري : أبعـد عني!
وقفت قـدامه وهي تمسح وجها : عماد أنتحر صدق أو لا ؟
ترسد بالذهول وبلع ريقـه وبهدوء : وشلون عرفتي؟
ميان اجهشت بالبكاء : يعني صدق ! يعني صدق حارث ؟
حارث مسح على وجهه بضيق : صلي على النبي أول شيء وتعالي أجلسي يّمي ! أخوش عقله ماهو برأسه يوم جيته كان سكران
ميان ببكاء ووجع يستقر بجوفها : ليش ما علمتني؟ كيف قدرت تشوف صدري مجروح منك وساكت ؟ كيف تحملت كلامي ؟ هان عليك صدي ؟ هان عليك أني أبعد عنك ؟ هان عليك أني ماعاد اطيق شوفك ؟

قرب منها وهو يحضن وجها بيـدينه وبلهفة قُبل جبينها : علي الحرام ما هان علي ، بس بعد ماهان علي أخليك حزينة على أخيش كذا ! أن واحد يقرب لش منتحر ماهب سهل هالوجع حيل ماهب سهل
لوهلة كانت تتخبطّ بكلماته ومشاعره الي حاول يوصل لها سبب إنه أخفى عنها ألتهب صدرها من وجعه وبغصة : قيامة قامت بصدري بسببك يا حارث ! ماكنت مستوعبة كيف الي أحبه ذبح أخوي وجعت قلبي حيل يا حاااارث
حارث شدها لُحضنه وقبل كتفها وأبعدها عنها وبحنية طاغية مسح دموعها : انا أسف ، انا هنا عشان أمسح دموعك واطبطب على قلبك
تعلقت برقبتـه وشدت على حضنه ودموعها هلت على وجها وتجرح حلقها من تدافع الغصات : ماعاد المخدة قادرة تتحمل دموعي .. أبي صـدرك هو ملجائي !
عجزّ يسيطر على قلبـه المبتهج وبهمس : الصدر وراعيه حلالش ما أسمح دموعش تنزل إلا بحضني ولا أسمح لاحد يبكيك غيري انا
----
أردفت بتردد يجتاحها ونظراتها مصوبة بالفنجال : بسألك يُسر !
يُسر ابتسمت بخفة وهدوء : سمي !
كانت مترددة كيف تلفظ بصيغة السوال جمعت شجاعتها وبنفس نبرة الهدوء : قال لي إنه كان يدور علي وإن النوم ما ينـامه ! وانا كنت أظن العكس ماتوقعت وأنه يدور علي وأنه شايل همي ابداً
يُسر عدلت جلستها تلقائيًا عرفت المقصود بكلامها ماكانت بحاجة لمعرفة أسمه : أنا شاهدة ! قايد فعلاً كان يدورك وكان ندمان مره يا وريد أساساً كان يلوم نفسه كثير
وريد أرتبكت ونزلت راسها للأسفل وهمست بضيقة: ما ادري يسر حطي نفسك مكاني ! ايش ممكن تسوين بهالوقف ؟
بسخرية أكملت : زوجك مسافر عنك وما أتصل فيك وانتي تنخطفين ويمر على اختطافك فترة وبعدين يرجع زوجك ويدورك !
يُسر بجدية طبطبت على أيدها : ما ألومك انا وأدري إن قايد غلطاااان ، مو عذر أفهم بس ترا قايد ماقد سافر وأتصل علي لان مافي وسيلة اتواصل فيها معه ويدري إني بخير لاني ما أطلع وما كان في اشخاص يحاولون يضرونا عشان يخاف علينا

لوهلة كانت بترد على كلام يُسر لـولاً دخوله ونطقه للسـلام ردت يُسر السلام ببتسامة بينما وريد همست بالرد بدون حتى ما ترفع نظرها له !
قايد جلس قريب من وريـد بتعمد وبراحة خفيفة : جاني نقل هنا الحمدلله ! بإذن لله يوم يومين وينقلوني هنا ولا عاد بسافر
ضحكت يُسر بفرحة وقُبلت راسه وهي تبارك له بينماً قايد طبطب على كتفها بحنية وقبل أيدها الي كانت على كتفه : الله يبارك فيك
وجهة نظراته لوريـد الي كانت تمثل الانشغال بسكب القهوة لفنجالها : ماتبين تباركين ؟
يُسر تلقائيًا سحبت نفسها من حست إن مكانها بين غلط
وريد ببـرود يجتاحها وبزعل: ماراح أبارك ، وبدري لو ماطلبت نقل أبرك
عقد حاجبه وبهدوء : وش قصدك ؟
وريد بقهر منه : واضح قصدي ! ليه تو تطلب نقل؟ خايف يصير خطف مره ثانية ؟
قايد حدق فيها وهو يراقب مـلامحها : معك حق بزعلك وعصبيتك بس حاولي تفهميني شوي !
وريد أردفت بضيق : أفهم إيش بالضبط ؟ أفهم إنك مو متعود تكلم أحد وتتطمن عليه ؟ أفهم إنك حاس أن اهلك بأمان وعادي عندك تتركهم بدون إتصال ؟
قايد بجديّة : ماني متعود ولا ابي ادق عليك
وريد ضحكت بخفة من فرط الاستغراب الشديد : ايوا قول كذا ، ليـه ماتبي تدق علي ؟
ما رّد عليها وهو يشتت عيونه بكل مكـان إلا لجهتها هو بنفسه ما يعرف وش السبب تحديداً ، في ألف سبب بالنسبة له وكلهم مجهولين بالنسبة لها لكن خطر ببالها سبب وتأكدت بنفسها إنه هو
توقفت وبغصة وإبتسامة الألم مرسومة على ثغرها: طبعاً السبب واحد ! لأني بنت سليمان وما تتشرف تدق علي ومن كثر ما تكره أبوي كارهني معه وكل
ما تشوفني تتذكر أبوي وأفعاله ! إيلين كانت بنته بعد من دمه ولحمه إذا تشوفني بنت سيئة لاني بنته المفروض تشوف إيلين كذا بعـ

بُترت جملتها من تـلاقتّ صفعة على خدها غمضت عيونها بذهول عارم تسمرت بمكانها ودموعها بغزارة تسقط خدها ما تبكي من ألم الكف ولا من ذهولها تبكي لأنها ذكرت إيلين بهالشكل ولأنها ما لامته على الكف !
إجتاحه غضب العالمين الي تسرب لأقصاه وعروقة من فرط غضبة وضحواً وضوح الشمس وملامحة من قوةّ حدّتها كانها تطعنهاا : اعطيتك وجهه وقلت معها حق خلها تطلع مابداخلها لكنك تماديتي ! اذا بتذكرين إيلين ترحمي عليها غيره اسكتي ماهي بنت أبوك إيلين بنتي أنا
خرج تاركها لحالها تنزّف وجع وندم تمنت إنها تستوعب كلامها قبل ما تردفه جلست بنفس مكانها ومسحت وجها وعيونها تذّرف دموع
-----
كل تفكيره محصور بهبوب أبتسم بخفة ونزّل راسـه للأسفل وهو يسترجع ذاكرته لأمس وقت نطقت بأسمه وشكرته ! تنهد من جياشة المشاعر الي يحملها إتجاهة وده يطبطب على قلبـه اللهفان عليها يسأل قلبـه دائماً ولا يلقى الجواب مين يلوم القلب بحبها ؟ ما يدري كيف قدرت تأخذ قلبـه بجذورة وتتركه بدون تفكير وعقل كلللل تفكيره إتجاهة حتى قلبـه يحسه إنه ينبض لأجلها وكانه يحبها من سنيييييـن عديدة ! وهو أساساً مستغرب من هالنقطة من توفت عمته هبوب كانت صغيرة تربت وكبرت قدامه حتى يذكر أيام مراهقتها ووقت بدت تتغطى عنه ماكان يهتم فيها أبدا كان يعتبرها نفس خواته لكـن من بعد ما شافها تغييـر كل شيء تغيرت نظراته عنها صار يشوفها - حبيبه -
كانت لابسـة نظارتها الطبية وبحضنها بطاية أردفت: يامك خلف قم جيب خياطتي بدولاب المطبخ
قبل مايُستجيب خلف فز جايد بلهفة : انا انا بقوم !
خلف إتسعت عيـونه بذهول وراقب جايد بنظرلته لحتى أختفى ودخل : شفتيه يا يمه ؟ علامه هذا
الجدة حصة بهدوء وتركيزّها محصور بالبطانية : أجيدّ منك وأنشط منك وانت خلك مقابلني لاشغله ولا مشغلة
ضحك بخفة وقرب منها ليُقبل راسها ويرجع مكانه وترقّب باب المدخل بانتظار جايد

دخل جايد واللهفة تسبّق خطواته وكل مافيـه يجره للمطبخ طرق الباب والابتسامة ما أنزاحت عن ثغرة حاول يسيطر على نفسة ويخفيها لكن البهجة مرسومة على ملامحه بوضوح
نجد وبهدوء : مين ! أدخل مافي احد
تلاشـت إبتسامته ودخل بخيبة دور بعيونه على هبوب وميل فمه بضيق
نجد باستغراب وعيونها على عيونه الي تّدور بالمطبخ : جايد؟ وش فيك على وش تدور ؟
سكـت للحظة طويلة ثم أردف بضيق حاول يخفية لكن الغضب إجتاحه : ماهب لازم تعرفين
خرج بقهر لكـن تأفف بغضب من تذكر طلب جدته ورجع تلقائياً
ليردف بحدةّ خفيفة : وين خياطة جدتي ؟ تبيها
كانت مستغربة عصبيته الي مالها مُبرر ولا سبب واضح ومعروف عن جايد نادراً يعصب وعلى أشياء تستاهل العصبية أعطته الخياطة
وبهدوء وتردد : ما رحت للمقهى مع فياض ؟
جايد : رحنا وما طولنا رجعنا أنا وخلف بس
نجد دخلت للغـرفة وجاهلة عن سبب تفكيرها فيـه بهالوقت إجتاحها فضول كبير تعرف مكانه ! تأففت وهي تزيح الفضول من راسها بصعوبة فتحت الدولاب ومررت عيـونها على ملابسها الي كانت شاريتهم جدد ولا سبق لبستهم أخذت بنطلون أسود وتيشيرت ازرق غامق مُجرد ما إنتهت تزييـن نادت هبوب وتبادلوا السوالف والضحك لوقت طويل لحتى مامرت ساااعتين تقريبًا و أستئذنت هبوب بعذر إنها تنام وفعلياً النوم زّارها شد مسامعها أصوات وتعقدت حاجبها وهي تمشي لجهة الباب الخارجي للبيـت وكان الباب شبـة مرّدود ! شهقت بذهول وخوف وتلقائيًا غطت فمها بيدها خلف و جايد بمشاده شجار مع رجال ! لاحظت أن جايد بحالة لأول مره تشوفه فيها وهي العصبيةّ والصراخ شهقت من شـافته يقبض على ياقة الرجال الي تقريباً بعمره وخلف كـان يحاول يهدّي الوضـع طالماً أن خوي الي متهاوش مع جايد يحاول يهديهم
جايد بغضب عارم دفعة : لا عـاد أشوفك تفهم!!
سحبـه خوية وهو يحاول يهدي الوضـع وأختفوا من إنظارهم بالسيارة
خلف بحدة : وانت مشاكلك مع منذر ما تنتهي ؟
جايد بغضب وأنفعال : ما تشوف جاي يفحط وصوت الاغاني مرتفع ؟ ماهي حارة اوادم ذي ؟ فيها المريض والكبير والصغير !
خلف بحدة خفيفة : خويه أعتذر عشر مرات لكن العناد راكب براسك تبي الاعتذار منه !
جايد صـد لجهة البيت وما أنتبه للي يراقبهم : عناد ولا ماهو عناد لو رجع يسوي هالحركة بكسر رجوله
خلف : وأنت وش بلاك ؟ كان ميت لك أحد الحمدلله والدينك عايشين ومالك رفيق غير عمامك وش مضايقك ؟
بسخرية ومُمازحة : صار لك فترة علومك متغيرة ولد ليكون تحب وخانتك مع هالوصخ منذر ؟
بهاللحظة أجتمعت الشياطن براسـه أفتقد القدرة على تحكم بنفسه مُجرد ما تخيل هبوب مع منذر حرارة الغيرة أهلكت قلبـه يحس أن روحه تلتهب تحترق من نار تلظى وأنفاسه الي يلتقطها ماكانها سبب وجوده بهالحياة يحس أن أنفاسه تحرقه ماحس بنفسه إلا وهو يلتفت على خلف ويلكمة بأقوى ما عنده إلى درجة طاح على طوله بالأرض وحس بلحظة أنه بيفقد وعيـه من شدة الدوخة الي داهمته ، هبوب تضاخمت الصدمة وشهقت صدمتها هذي أقوى بكثير من الاولى ! بذات أن كلام خلف مر على مسامعها
----
كلماته الدافية ولمساته الحنونه ماكانت غير إنها تشفي جروحها ووجعها تبخر كرها وغيضها له وحل محـلة اللهفةّ والحُب والأمتنان ، تمنت تبقى بحضنه ولا تبعد عنه شعرة قبل خدها وراسها بحنية طاغية متشبع رضا ومتشبع حُب ومتشبع لهفة بعد ماقبلها وأحتضنها بعد ما شاف رضاها عنه الرحابة سكنت وأستقرت على مـلامحة سكنت فؤادة وصوته المتلهف دخل من أوسع أبواب قلبه
بلهفة مرّر أيده على خده : يكون بعلمش أني واصل أعلى لذّات الهوى
ميان همست بغصةّ وهي ترجع ترتمي على صدره وشدت نفسها عليـه: انت مستقر بداخلي وبين ثنايا روحي
أبتسم على مشاعرها المبهجة والمُحببة لقلبه كل حرف من ثغرها له رنة تتسرب لاقصى قلبـه فاكيف لو عبرت عن حُبها له بصوتها العذب ؟ بصوتها الي يتمنى يسمعه طول عمره وما توقف كلام يتمنى محد يسمعه غيره أبدا
أردف بجدية وضحكة خفيفة كافية إنها تعبر مابداخلة : يا حلو عقب الصد والجفى ضمتش ! كاني مالك الدنيا يكفي أنك ملك لي ! عزّ الله أنش أحلى ما ملكت يابعد الدنيا

والله أني كنت على شوفتك مُغرم وملهوف !
قُبل طرف فكها وعيـونه تتأمل تفاصيلها الجميلة : لو تشوفين أقصى مشاعري تدرين أن كلامش لي ماهو بعادي !
بسمة خجولة وهـادّية ترسمت على ثغرها بلعت ريقها تلقائيًا وتلاشت الابتسامة وببحة ووجع من تذكرت عماد : ملي بهالحياة غيرك وغير خالي ! كان موجود عماد وراح الله يرحمه ويغفر له يارب
ميان رفعت راسها لناحيتّة وبنبرة مائلة للترجي : وين بتروح ؟ وبتطول عني ! كيف بتحمل علمني ؟
حارث مسك أيدها البيضة الي تعاكس لون أيده : بتتحملين وبنتظر الليلة الي بتجمعنا
أردف وهو يبعد خصل شعرها عن وجها : وأن ماجيـ
قاطعته بفزَع وخوف واضح للأعمى قبل البصير وبترجي : تكفى لا تتكلم كذا !
حارث : لا تخافين وأدعيلي واي شي تحتاجينه كلمي نجد تقول لفياض وبيساعدش
ميـان بنبرة هامسـةّ وفيها حزن خفيف : ما أحتاج لشيء وأنت معي
قُبل راسها برقةّ وخفة وبهمس مليئ بالحنية : لا يغشاك الضيقّ بغيابي! أنتظريني لين أجيك وطلعي مابقلبش بصدري ، أدعيله بالرحمة والمغفرة واطلعي اجلسي معهم لا تقعدين لحالش هنا وشيلتك لا تتركينها
ميان ببتسامة خفيفة رغم الحزنّ الي مترسد بقلبها ويضغط عليـه إلا إنها أردفت بمحبة : أساساً كل حزن فيني يروح مقابل لحظة وحدة اعيشها معك !
ضحك بخفة وهو يردف وفمه ملاصق بجبينها يقبله بخفة : بنعيش لحظات طويلة مع بعض بإذن لله ومن علمش هالكلام يابنت ؟
أردفت بخجل خفيف وإبتسامة خفيفة ترتسم على ثغرها : هذا شعوري مو كلام
ضحك بحب أنعكس على مـلامحة وكان بيرد لـولًا الأصوات الي وصلت لمسامعة وتأكد إن في مشكلة! بالذات إن هالشباك مُطل على الشارع
أردف وهو يركض لجهة الباب : خليش لا تطلعين !
.
بلحظةّ جايد هجم على خلف للتو كان فياض ينزل من السيارة وركض بذهول من هالمنظر ومسك خلف الي كان على الأرض وأنفه يتساقط دم منه !
فياض بحدة خفيفة : علامكم ؟
هبوب دخلت للـداخل من حست أن الوضع تكهرب وبيجتمعون خوالها وفعلياً من دخلت لداخل خرج حارث على صـراخهم وعصبيتهم
خلف مسح أنفه بكم ثـوبه وتلقائيًا قبض على ياقة جايد وبغضب : لا تحط حرتك فيني يالورع ماني بعاجزّ عن اني اكسر راسك ذلحين
دفعه بعد ما إنتهى كلامه وقرب حارث إمـامهم وبنبرة حازمّة وحادة : مهبل إنتم ؟ تتهاوشون بالشارع ؟ وش فيكم !!
خلف بقهر وحدّة : اذا فيك خير جرب تقرب مني مره ثانية علي الحرام لامسح وجهك بالبلاط
إلتفت وهو يتجهه لسيارته بخطوات غاضبة وسريعة
فياض بتنهيدة : وين يا خلف ؟
تجاهلة وهو يركب سيـارته ويمشي بسرعة برمشة عيـن أختفى من إنظارهم
حارث بغضب مكبوت : ماد أيدك على عمك يالرخمة ؟ وش مسوي لك يالهادي يوم أنك تضربه بوسط الشارع ؟
جايد مسح على وجهه بغضب عارم من كل شيء وأولاً من نفسه : أعتقني يا عم من هالتحقيق
همس فياض وهو يشوف جايد يمشي والواضحة إنه متجهة للمقهى : أتركه يا حارث خله
---------
التوتر مستقر بقلبـه على إنه مشاكله كثيرة مع ذياب أخوه وضده بأشياء كثيرة إلا أنه يخاف عليـه ويحبه وشوفه بهالموقف أحرق قلبـه والحمدلله أن نجى والدكتور طمنه هلى حالته وقال مايحتاج يبقى بالمستشفى إلا يوم واحد لأن حالته كويسة ، تذكر ضماد الي مرت بمخيلته وذهنه والغضب إمـلا قلبـه ترك المستشفى بأكمـاله ورجع لنفس الفندق طرق الباب بشدة ومافي إستجابة ! ظن حتى أنه شبة متأكد إنها هربت ماكان يدري وش الي صار بينهم وليه كانت بتسبب بموته بعد جهد ومحاولات قدر يكسر قبضة الباب وأنفتح دخل وتحديداً للغرفة أستقرت عيونه عليها كانت جالسة بالأرض وظهرها مسندّ على الحائط ودمـوعها تُنهمر على خدها وتهتزّ لا إرادًيا وعيونها مصوبه إتجاهة الدم
مسح على وجهه بقهر قرب منها وبحدةّ : وش صار بينك وبين ذياب ؟ ليه ضربتيه !
ضماد رفعت راسها لجهته والألم مستقر بقلبها : مات ؟
جارح هزّ راسه بالنفي : لا بس كان بيموت بسببك !
ترسدت الراااحة بقلبها مسحت دموعها تسللت فرحة عنيفة لصدرها هاللحظة رفعت راسها وهمست : الحمدلله !

وقفت وكانت بتخرج بينماً جارح كتم عصبيته بصعوبة وصد لجهة الثانيةّ غاض بصره
وبنبرة حادةّ بترت خطواتها : ما ابي أتعامل بالشدة معك ! أنا اعرف ذياب متهور ومجنون ويمكن الغلط منه مو منك ! علميني وش صار وانا بتصرف أن كان هو غلطان مالك الا الي يرضيك
أجهشت بالبكاء كانه رش ملح على جرحها : تـ تحرش فيني !
بذهـول وتسرع وغضب خفيف : ما إنتي زوجته !!
ضماد صرخت بوجهه رغم أن الخجل تكدس فيها وببكاء هستيري : مووو بببرضااااي ! هذا من غير أن يناديني بأسم تهاني ويحسب اني ابتهال ! و من غيرررر أني اكتشفت زوجي بشهر العسل يتعاطى مخدرات ! و تعامله معي بأول ليلة
كان بيـرد لكن أنذهل من شاف دخـول ذياب بيـده شاش الي كان على راسـه وفيه دم
جارح وبذهول : وش جابك أنت ! شلون سمحو لك تطلع
التفتت ومُجرد ما شافت ذياب الذهول والخوف تمكن من كل أوصالها ماحست إلا إنها تتخبأ خلف جارح وتمسكت بتيشيرته
الذهول إجتاحه وأرتبـك من تخبت خلفه وكانها تستنجد فيه وتتشجع فيـه وتطلب الأمـان منه ! وفعلياً هذا مقصدها تدور الأمان بهالغربةّ ولأن هالأمان ما حصلته عند زوجها بتدوره عند أي احد غير أقرب شخص لها بهالغربة !
ذياب بغضب عـارم : تعالي ! ناوية تذبحيني أجل ؟
ذرفت عيونها بالدمـوع والخوف إمتلا بقلبها شدت على قبضتها بتيشيرت جارح
جارح بحدةّ خفيفة : ذياب ! أطلع برا نتفاهم
صرخ بحـدة وهو يرمي الشاش الي بيده بالأرض : ليه أطلع ! أساساً إنت وش جابك هنا بغيابي ؟
وجهه انظاره على ضماد المتخبيةّ خلف جارح وبحدةّ : وش كنتي تسوين مع أخوي ؟ وش تبين منه يا ^^^
أنقبض قلبها من القذقة الي سمعتها صرخت ببكاء هستيري : أشرف منك بكثيررر ! إنت بالذات لاتتكلم عن الشرف
إجتاحة جنون العالمين وأقترب منها : وش تقصدين؟
جارح مدّ أيـده لاجل يُبتر خطوات ذياب وفعلياً قدر يوقفه وبنبرة حازّمة : ذياب !! هالمـوضوع بينحل أو أنفصلو مالي دخل بمشاكلكم

ذياب بنبرة مائلة للحدّة : إيه مالك دخل مشكلة بيني وبين زوجتي !
للحظة شدت على قبضة تيشيرت جارح وكانها ترتجية إنه ما يتركها عنده
جارح بصرامة : بتكلم معك تعال شوي معي
ذياب هز راسه بخفة وهو يلتفت على جراح ينتظره يخرج معه لكـن جراح همس بنبرة قصيييرةّ بصعوبة قدرت تلقط الجُملة " لا تفتحين الباب له " خرجوا من الغرفة وركضت للباب وقفلته أكثر من مرة بخوف وضعت أيدها على قلبها الي نبضاته تتسـارع بجزّع وصدرها يعلو ويهبط من شدة خوفها أستغفرت ربها وأرتمت على السرير وأستمرت تدعي الله لنفسها وتستغفر لحتى ماغلبها النوم ونامت
----
إنتهى هاليـوم بخيره وشرّه .. خرجت من دورة الميـاة وببالها تنفذّ كلامه وتخرج عند أهله حست بشوق له يسري بداخلها تنهدت وهي تدعي بأنه يرجع بخير وسلامة إنتهت من تزيين نفسها وتأملت لنفسها لثـواني بالجلابيةّ ابتسمت بهدوء وتركت شعرها الي بدأ يطول ويتوسط كتفها خرجت والطرحةّ على شعرها طرقت الباب ومُجرد
ما سمعت صوت هبوب دخلت بتوتر وخجل يلازمها سلمت على المـوجدين وجلست تحت أستغرابهم الشديد بتواجدها بينهم
شعـاع ببتسامة : أخيراً شفناك وجلسنا معك ! أنا ام فياض زوجـه باسل الله يرحمة ويغفر له
نويـر ببتسامة تستقر بثغرها : وأنا ام جايد و ضماد
أردفت بخجل خفيف وهدوء : هلا فيكم كلكم
فاتن ببـرود وعدم إعجاب لوجودها وبدون نفس: هلا فيك إنتي! إنتي الضيفة وأنا من اهل البيت من زمان
ناظرت لها بأستغراب شديد من أسلوبها الي ما حبته وشوفه نفسها الواضحة
الجدة حصة بنرفزة خفيفة : هاو وش هالحتسي ! هالبيت بيت نادر ولدي وخلاه لعيـاله وعيال عياله وحريمهم زي ما إنتي زوجة لعقاب ميـان زوجة لحارث ولا يا فاتن ؟

ضحية أردفـت بحدة خفيفة : بس كلام فاتن واضح يا عمتي ، وبعدين هي حاشرة نفسها بغرفتنا وشجاها تطلع ذلحين؟
ميـان بهدوء مُريب : إذا وجودي غير مُرحب فيه عادي بدخل لجناحي !
ضحية بنرفزة : أيه ماهب مرحب فيش ولا تدخلين الجناح لأنـه لولدي وبإذن لله فترة ويطلقش
كلام ضحية الكل إنذهل منـه وتضايق منه ما عداً فاتن الي كانت تبتسم بخباثه !
الجدة حصة بغضب مكبوت : وهالحتسي يا أم عقاب ؟ وهذا وانتي مره كبيرة وفاهمة تقولين كذا
ضحية بغضب مكبوت : تزوجها واحنا ما ندري بنت مين وأنا ماني براضية فيها ولا برضى حتى ! وشلون بيجيب عيـال ويأسس عائلة معها وأمه مو راضية ؟
الجدة حصه بهدوء وبرود : ويوم أخذتك ولدي عقاب ما كانت راضية أنا ! وقلت له يامك خذ من بنات عمك لكنـه رفض وأصر ياخذش وأسس عائلة كبيرة اللهم لك الحمد وجاه عقاب وحارث وخلف وسراج ، و باسل وسلوى الله يرحمهم ويغمد روحهم بالجنه
الكل تفاجئ من رد الجدة حصة كان أقوى رد لكلام ضحية الي أجتاحها قهر وغضب .. ميان خرجت من الصالة بزعل مكبوت
---
متأكدة أخوك مو قايل شي ؟
يُسر ضحكت بخفة وهدوء : أكيد ما راح يقول شيء
أساسا هو من زمان كان وده أني أكمل دراسة يقول ابيك ترفعين راس أخوك
أبعدت اللأب توب عنها وببتسامة خفيفة : أجل خلصنا تسجيل وبإذن لله الاسبوع الجاي يوضح إذا انقبلنا أو لا
يُسر بحماس خفيف : الله لو ننقبل بالمعهد مع بعض بدرس مع زوجة أخوي وش فيه أحلى من كذا
وريد ضحكت بخفة من حماسها وشغفها وكلامها الناتج بسبب فرحتها : قولي أن شاء الله قولي
دخل للغـرفةّ وأبتسم بهدوء من شاف إبتسامة يُسر الي وقفت إمامه مُباشراً
يسر ببتسامة وحماس : متى جيت ؟
نزل شمـاغه على السرير وبهدوء : توني داخل وش عندك هنا يالملقوفة؟
بخجل خفيف مزدوج بأحراج : قايد سجلت معهد أنا ووريـد وبإذن لله بننقبل بعد أسبوع بنشوف
وجهة إنظاره لوريد الي أرتبكت من التقت عيونها بعيونه ووجهت إنظارها للأب توب الطافي
قايد أبتسم بخفة وأرتمى على السرير : الله يوفقكم يارب
ابتسمت بهدوء : امين يارب يلا عن إذنكم
يسر خرجت من الغرفة وأتجهت للصالة بكل شغف يطغي على روحها وأستمرت تدعي بانهم ينقبلون وأشغلت نفسها بالتلفزيون الي أخذ نص أرباع وقتها لحتى ما داهمها النـوم وتلقائيًا صلت الوتـر ونامت بكل أمـان وطمانينة

كانت مرتبكة وشبـة متوترة وبحيرةّ عميقة كيف تبدأ بالموضوع ؟ كيف تعتذر ؟ كان مرتمي على السرير وأيده على عيوه مغطيها كانت تدري إنه مو نـايم
أردفت بهدوء : قايد !
وريد أكملت بدون ما تنتظر منه إجابة : ماكان لي داعي أتكلم بهالطريقة عن إيلين ! بس مقصدي مو شيء سيئ وقلت هالكلام بوقت غضب
تنهدت بضيق يداهم قلبها : أنا اسفه
قايد ببـرود : صحيني بعد صلاة العصر

إجتاحها ضيـق أكثر من تجاهله وبعناد : بتكلم معك أفهم شوي أني ندمانه على الكلام الي قلته ولو أنه صح ماكان سامحتك على الكف ترا !
وبغصة : الله يرحمها يارب
عـدل جلسته وناظـر لخدها وشاف إثار أصابعة مرسومة على خدها قرب منها عورتك الضربة ؟
سؤاله ونبرة صوته ينتثر منه الحنيةّ الي طغت على روحها حست بأرتبـاك وخجل يستقرون بجوفها من حست بيده الضخمة الدافية تلتمس خدها و على إثار أصابعة تحديداً بمكان الصفعة !
وريد بلعت ريقها بصعـوبة وحست بالخجل الي أستوطنها وأرتسم على ملامحها : ماتعور !
ضحك بخفةّ وهو متاكد إنها تكذب : أنا اسف طيب
إجتاحها أرتبـاك وتـوتر من كـلامه ومن نظراته المستقرة عليها ولا أزاح عيونه عنها وكانها لوحةّ فنية رُسمت للتامـل
همست وهي تهز راسـه بالنفي لأجل أيده تبتعد عن وجها وفعلياً أبعد أيده وبهدوء : حصل الخير !
قرب منها وبحركة سـريعة وضع راسه على فخذها أرتجف قلبها والاكسجين أنقبض عليـه حست للحظة إنها تحتاج لاكثر من رئة لاجل تستعيد انفاسها ! جرائته كثيييرة على قلبها الهش وعلى ملامحها الي توردت

العبي بشعري عشان أقدر انام
مافي رّد ولا أعتراض ولا موافقة على كلامه كل الي طلع منها إنها ترفع أيدها وتغمسها بشعره !
وبهدوء مُريب : أبي اتوظف
قـايد وعيونه مغمضة : أنا موظف وبصرف على البيت وعليـك وعلى يُسر ماهو ناقصكم شي بإذن لله
وريـد سكتت للحظة قصيرةّ ثم اردفت : يد وحدة ماتصفق ! لازم نتساعد وقد تكون المصاريف واجد ومابتقدر تلحق علينا !
قايد ببتسامةّ خفيفة فتح عيـونه وبنيةّ إحراجها : إنتي ويُسر بس ! لو جبنا عيـال بهذيك الساعة نفكر
وصل لمبتغاه ووجهًا تلوون بالأحمر من شدة الخجل بلعت ريقها بتوتر وتأففت وهي تحط أيدها على عيونه لاجل يغمضها أزداد خجلها من ضحكته
وبقهر مكبـوت : نام نام ! ماباقي شي على الصلاة
أبتسـم بخفةّ وأستقر بقلبـه شعور التمني إنها ماتبعد أيدها عن عيـونه جاهلًا عن سبب الراحة الي استقرت بأقصى نقطة بقلبـه
-----
الجو شبه مرتبـك ومتوتر بينهم ماكان في أصوات عالية وتتصادر منها البهجة والحماس والروح ! هالمرة كان هدوء ماكان فيه صوت إلا عقاب الي ينشدّ شيلة و سراج الي كان يلعب بلعبـه سيارة أطفال ويحركها بحماس ، وفيـاض بيـده ترمس القهوة ومد الفنجان لجايـد الي أخذه
عقاب ناظر لجايد : وين خلف يا ولد ؟
جايد بهدوء مزدوج مع برود هز أكتافه : ما أدري
عقاب بضحكة خفيفة : ما تدري وينه ؟ أنت وياه كانكم توام ما تفارقون بعض وذلحين تقول مادري تسمع يا فياض ؟
فياض أبتسم بخفة وهز راسه بالإجـابة : أسمع ياعم أنشهد كانهم أخوان وأكثر
رفع جايد أنظاره لفياض الي تعمد يقول هالكلام وبهاللحظة دخل خلف وأردف بالسـلام ! ومُجرد ماألتقت عيونه بعيون جايد إلتفت بزعل شديد وكان بيخرج لولاً مقاطعة عقاب
عقاب باستغراب : يا ولد! وين ؟
خلف بقهر مكبوت ألتفت على عقاب : عندي شغل
عقاب : تعال تعال تقهوك توك جاي ثم نروح نصلي العصر وتخلص أشغالك
خلف بتنهيـدة وهو يتهرّب : عقب ما اخلص شغـ
عقاب بحدة خفيفة : يا ولد أعقب تكسر كلمة أخيك الكبير ؟ تعال تعال أجلس يّم توامك توني أنشد عنك أقول له وين توامك

خلف ببـرود قرب من فياض وجلس وهو يتكي عليها: ومن هو توامي ؟
فياض راقب جايد الي ما رفع أنظاره لخلف مجرد ما ألتقت عيونه بعيون خلف نزل عيونه ولا قدر يرفع راسه بالذات لجهته : توامك جايد ! ماهب أنتم مع بعض أربع وعشرين ساعة ولا تتونسون إلا مع بعض؟ يا عم أخبر يوم كنا ورعان خلف و جايد ينحاشون مني ما يبون ألعب معهم يقولون أحنا نكفي كل لعبهم وطفولتهم ومراهقتهم قضوها سواً
عقاب بلهفة للأيـام الماضية وبضحكة خفيفة : إييه وحارث كان رفيقك أنت .. أخواني كلن ماخذ رفيق من عيال أخوه لكن كلكم أهل وسواً الله لا يفرق بينكم
فياض أردف بـ أميـن وتـوقف وهو يردف : يلا بجهز واروح أصلي
وقف وقبـل ما يخرج إلتفت عليهم وبنبرة عاليـة : إذا ما حليتو الموضوع الي بينكم بعلم عمي عقاب
ضحك بخفة وخرج وهو عارف إن كلامه الأخير الي تعمد أن عقاب يسمع بيغضبهم حيل!
-
دخل للغرفة وهو ينزع ثـوبه قرب لدورة الميـاة وقبل ما يلتمس قبضة الباب أنفتح الباب وخرجت نجد الي شهقت برعب من خرج إمـامها فياض ! متلبسةّ الفوطة وفوطة صغيرة على شعرها الي تنقط ماء خفيف أرتعد قلبها وأنشحب لونها من فرط التوتر والخجـللل كونها بهالمنظر إمامه !
فياض بهدوء مُريب : جهزي ثوبي الأبيض
دخل وغمضت عيونها وهي تلتمس قلبها الي نبضاته تتسـارع من شدة خجلها وتوترها وخوفها ! حست للحظة إن قلبها أنخلع من مكـانه ، جهزت ثوبه وتركته على السـرير ولبست دراعةّ سماوية وفيها لؤلؤ من الأعلى واكمامها لنص أيدها وخفيفة ابتسمت برضى مُجرد ما نشفت شعرها وتركته مفرود ورفعت نصه أكتفت بقلوس ومسكرة
خرج وأرتبكت وهي تشوف فوطة تستره فقـط ! لأول مره يكون بهالمنظر وهي موجودةّ لكن ملاحظ إنها تتزين ولا حوله ، وخبث إجتاحه ونزع الفوطة وفوراً وصلت شهقتها لمسامعة وغطت عيونها بيدينها الي تعلن رجفتها !
صرخت من فرط الذهول والخجل والإحراج : فيييااااض!!
فياض كتم ضحكته بصعوبة وتلبس البرود : علامش يابنت ؟ ليه تصيحين ؟
لبس على طول وسحب ثـوبه وهو يلبسه بعجلةّ لأجل يلحق على الصلاة التفتت عليـه لكنها لحد الآن مغمضة عيونها بيدينها النحيلة اتجهت للباب ضحك بخفة على شكلها ومُجرد ما مرت من عنده سحب يدينها وصرخت بخفة وعيونها مغمضة
وبنبرة رجاءً ودمـوعها على وشك النزول من فرط خجلها وإحراجها الشديد : أتركني اطلع تكفى !
فياض ضحك : أفتحي أفتحي عيونش قدني لبست وخلصت !
تلقائيًا تلاشـت ضحكته وترك يدينها وحاول يّقاسي صوتها ويقاسي قلبه من تذكر ماضيها الي بنظره لحد الحين مو ماضي!
نجد فتحت عيونها وتـزعزع أحراجها وبنبرة شبة حادة : لاعاد تعيد هالحركات !
قـرب منها خطوةّ ونظراته كفيلة بأنها ترعبها : وإذا عدتها ؟ وش بتسوين مثلًا ؟
ما أنتظر إجابة و قبض على خصرها بيـدينه الصلبة وأردف وهو يجر صوته الحادّة لمسامعها : علميني وش بتسوين ؟
أرتبكت من أصرارة ومن قبضته على خصرها حست ببرود تعانق خصرها النحيل ورجفّة تسري بكامل جسمها : فياض !
إجتاحته إبتسامة مليئ بالسخرية من خوفها الملحوظ حتى مـلامحها تغيرت وانشحبت من شدة التوتر والأرتبـاك لأنه مسك خصرها ، سحب يدينه وتلقائيًا أبعدت عنه من ترك لها الحريةّ
أردفـت بتردد يجتاحها: ابي أكلمك بمـوضوع !
فياض وهو يسكرّ أزرار ثـوبة : وشهو ؟ مابي أتاخر على الصلاة أعجلي
نجد هزت راسها بالنفي وبهدوء : لا خلاص مو مهم تقبل الله
إلتفتت لجهة البـاب لكنها شهقت بخفةّ من سحبها من معصمها ولفهّا عليـه
بنبرة مائلة للحدّة : علامش؟ تسفهميني كذا وتمشين تحسبيني أصغر عيالش ولا وش ! ترا اغلاطك كثرانه أنتبهي لنفسش لا تخلينا نرجع لنقطة البداية
نجد حست بألم يعتصر معصمها وحاولت تنقذّ أيدها بصعوبة من بيـن أيده الغليظة وبضيقةّ : أيدي فياض!

فياض بحدّة وغضب مكبوت أرخى أيدها : قولي وش عندش ! قولي
للحظةّ حست بغزارة الدموع تجتمع بمحاجر عيونها هزت راسها بالنفي وهي تحس لو تكلمت بحرف بتهجش بالبكاء الهستيري من قوةّ الحدة والقساوة الي شافتها منه بهاللحظة ! بـدون سبب يحتاج لهالردة الفعل الي تشوف إنه بـااالـغ بالعصبية ! حدة صوته وكلامه ونظراته تلقائيًا تذكرت بـداية زواجهم والايام الي عاشتها معه المُره ! ظنت إن هالأيـام صارت بالماضي لكـن جُملته وتهديدة الي ماقاله مُباشراً قبض قلبها " لا تخلينا نرجع لنقطة البداية " .. ماقدرت تستر دموعها أكثر وإنهمرت دموعها على خدها تحت إنظارة المذهولة ! عصبيته بهاللحظة تبخرت وأجتاحة ذهول بسبب دموعها وبكائها الصامت
أرتبـك : وش ! ليش تبكين ؟
تسلحت بالقهرّ من نفسها قبل مايكون منه لإنها أختارت خيار التحدي ووعدت نفسها بأنه مايشوف دموعها كيف الحين تبكي على سبب حتى هو يجهله! دفعته بخفة وكل مافيها يرتجيه بأنه يتركها بهاللحظة لكنه تسمرّ بمكانه بعناد
وأردف يكرّر : أسالش انا لا تسفهيني !
نجد بغبنه تستقر بأقصى ضلع بقلبها ومسحت عيونها بطرف أصبعها : فياض أكرهك انا
ألجمته بكلامها وناظر لها بذهول ما تفأجى من كرها له هو مُدرك أشد الادراك تعامله لها والحياة الي يعيشها معها لكـن كونها أعترفت له بالصريح أنذهل بالذات بأن باخر فترة العلاقة بينهم هدئت وصارت أهدا بكثير من بداياتهم المُره والقاسية والبشعة للطرفين !
فياض وهو يتلبس البرود : لا تحبيني مابي الحب من أحد انا
تسمرت بمكانها وهي تناظره بثبـات وبرود هزت راسها بخفة بمعنى " طيب " أبعد عن المكان ليفتح لها مساحةّ كبيرة تلقائيًا خرجت من الغرفة حست برااااحة تتعاظم بداخلها يكفي إنها راقبت تعابير وجهه الي تغير حاله من حدّة وغضب إلى برود وذهـول تنهـدت وهي تجلس على السرير بضيق على حالهم الوَد ودها تشوف النهـاية ووش يصير ؟ مين بيطفي اللهيب الي بينهم ؟ مين الي بيوقف عن إشتعال النيران الي بينهم ؟

مسحت على وجها بضيقةّ قربت للكنب وتفكيرها محصور بحياتها ، رضت إنها تكمل حياتها معه لأن تأكدت تماماً مالها خيار ثاني لمين بتشكي ؟ لمين بتقول ابي انفصل عن فياض ؟ لأمها الي احتمال تفقد عقلها مُجرد ما تسمع كلام نجد ؟ لان رافضة ورا أسم بنتها يكون المُطلقة ، ولا لأبوها وأخوها الي خايفة عليهم من المشاكل ؟ على رغم بأن هالشيء إستحال يصير كون هالحياة حياتها لكنها هي خايفة هي تفكر إذا تطلقت من فياض بتخرب علاقته مع الكل ! جاهلةّ عن إستيعاب الحقيقة حتى لو تطلقت من فياض يكون ولد عمها وقريبها لو انقطعت علاقتها فيـه ما بتنقطع علاقته مع أبوها واخوها وأهلها ، والي تركها ترضى أكثر إنه تغير لو ذرّة غياباته المُستمرة عنها وهدوئة عكس غضبة المُستمر ، ريحوّ قلبها واستقرت الطمانينة فيـه
-------
ضماد من أمس ما نامت إلا نص ساعة من قوة الرعب الي إجتاحها عياّ النوم يزورها تحس في اي لحظة بيدخل عليها الخوف مستقر بوسـط جوفها وعيونها مركزة على الباب للحظة راودها سؤال وخلف هالسؤال جياشة من الخوف " اخوه راح ؟ " أملها الوحيد جارح أخوه هو الي بيفكها منه هو الي بينقذها ولو راح جارح مين بينقذها من ذياب ؟ إستحال أحد يتدخل بالذات إنهم بدولة أجنبية صحيح ممكن تحصل مساعدة هنا لكـن بكلمتين بيحل الموضوع وينهيه عكس لو كـانوا بسعودية بدولتهم إستحال الموضوع ينتهي بسهولة إلا لما يتأكدون إنها بسلامة وأمن بيـن أهلها وبدولتها وبأمـان !
طرق الباب وفزّ جسمها برعب أرتعشت أعضاءها وسكنها الخوف بلعت ريقها بصعوبة ووقفت وهي تقرب للبـاب وملتزمة الصمت
ظن إنها نايمة لكن إجتاحة أحساس إن يمكن تكون صاحية والخوف مستقر فيها لذالك مانعة نفسها من الكلام !
جارح بهدوء مُريب : البسي عبايتك وأطلعي بنتفاهم
حست بأرتياح فضييـع يستقر بجوفها وبتردد : وينه؟
جارح عرف المقصود وبهدوء : جالس وهادي تعالي إنتي بأمـان يا أختي

طمس الرعب الي مستقر بقلبها بسبب كلماته وهدوئة حاسة بأمان بقربه وشكرت ربها ألف مره على تواجده معهم ما أعتبرته إلا بمثابة عمامها وأخوها لبست عبايتها وطرحتها وتنقبت وهي تفتح الباب ألتقت عيونها بعيونه وأرتبكت وهي تنزل راسها بأحراج بالأمس خرجت له بـدون حتى عباية تستر جسمها والحين بكامل سترها ! لكـن الأهم أنه متفهم وضعها
همس وهو يكسر عينه ويصدها عنه : تعالي !
دخل للصالة وهي خلفه مُجرد ما ذياب شافها أشتحن الغضب بداخلة وكتمه بصعوبة لأنه وعـد جارح ولا يقدر يسوي شيء بتواجده !
ضماد بغصة : ما ابي أقعد لحظة هنا ! ابي ارجع للسعودية ولأهلي
جارح بهدوء مُريب : المشاكل تحصل بين كل زوجين ! مايصلح من أول مشكلة تطلبين الطلاق
ضماد أجتمعت الدمـوع بعيونها وقلبها يحترّق بسبب ما عاشته : خدعني وخدع أهلي بمنظره طلع يتعاطى مخدددراااات وينادي زوجته بأسم بنت !
تجرح حلقها من حدِّة كلماتها الي أوجعت قلبها وقلب جارح بينماً ذياب كان فعـليًا مو حاس بأفعاله الشنيعة وذنـوبه الي يشوفها بسيطة والي يوجع أكثر إنه يبرر لأفعاله وتارك الذنب عليها لأنها وافقت عليه جاهل عن الحقيقة لو تدري باللي بتعيشه معه إستحال تفكر توافق عليـه ! على رغم الوجع الي يضغط على قلبها وخلعة من وسـط صدرها إلا إنها مو معترضة على قدر الله وتكرر بقلبها إن اللي يصير خيرة وتواسي نفسها بذكر الله
ذياب بحدة : وانا ما أبيك والبنت الي أناديها هذي اللي أحبها وأتمناها بمكـانك !
تسرب الوجع لصدرها حست بأعصار بجهةّ صدرها وقلبها من قساوةّ أعترافه حست روحها تلتهب إنمًا متاكدة مو مُجرد أحساس ، ضلوع صدرها تنقبض بشدة لا إراديًا ضغطت على قلبها كانها تهون عليـه وتطبطب كانها تحاول تثبّته بمكانه لأنه بينخلع من الوجع ! على رغم إن كلماته قتلت روحها إلا انها ثابته بمكانها وتبتسم من حر جوفها والوجع يأكل من طرف قلبها

جارح بغضب قـرب منه : ولد !! أنتبـه لكلامك وأحشم الموجدين
ذياب بحدة : لا تتدخل بيني وبين زوجتي يا جارح الأمور طيبة ماعليـك !
جارح ناظر لضماد الثابته بمكانها وكل مافيها يتمنى إنها تنفرد بالغرفة حابسة دموعها وحابسة صراحها وحابسة الضعف الي ينهش قلبها ومتلبسة القوةّ والثبات !
وأردف ببـرود يجتاحة : زوجتك أعتبرها مثل أختي ماني رجال لو بترك بنت لحالها بالغربة بدون أمان وخوف ومن مين؟
بسخرية وقهر على حال ضماد : زوجها ولي أمرها !
حست بدموعها تبلل نقابها من شدة الأمان والطمانينة الي أستقروا بأعمق نقطة بقلبها مسحت طرف عينها من فوق النقاب
وبنبرةّ مبحوحة : لا تتـركني معه ! أنا طالبتك طلبة إنك ما تخليني معه
أنتفض من الحميةّ حس برجائها وثقتها فيـه ترسد برجولته ، على رغُم بأن كان يفكر يهدي الوضـع بينهم ويبعد عنهم ولا يتدخل كونهم أساساً أزواج والمشاكل بينهم واردة وطبيعية على رغم بمعرفته بأن خطاء ذياب ما يُعتبر بسيط نهائياً بعيداً عن مُناداة زوجته بأسم ثانية بأيام المفروض تكون أجمل ايام تعيشها ، يشرب مُخدرات ! على إن معرفة أهله بهذا الموضوع الي ظنو إنه تعالج وترك هالخرابيط
ذياب إجتاحه غضب عالميـن بجوفه : أنا جدار ؟
صرخ بقهر يحيط على صدره وقلبـه وقرب وقبل ما يـوصل لها وقف إمامه جارح الي منعه من تكملة طريقه : جارح أبعد !! بيني وبيـن زوجتي لا تتدخل !
جارح بحدّة : وهي أختي ! زوجتك ما تعرف تصونها وتحترمها وتصير سندها بذات بهالغربة ! لا تستقوي على حرمة يالحرمة لا تستقوي وأنت تظن مالها أحد هنا ، في أنا اخوها الكبير
ازداد غضب ذياب وصراخه وإرتفعت أصواتهم لكن ضماد ماكانت تسمع لكلامهم كانت تحت تأثير كلام جارح ودفاعة ووقفته معها الي فعليًا وقفة رجال ! أثبت رجولته بدفاعه عنها وبذات إنه ما يعرفها أحتوائها وأعتبرها أخته وخاف عليها من ذياب مثل ما يخاف على أخته ! شعور إنها وحيدة تلاشى تماماً حست بالقوةّ من قوته لأنها حصلت الجدار الي تسند عليـه حصلت الكتف الي تنثر حزنها عليـه على إنها مُدركة أشد الادراك إن هالكتف مو مُحرم لها ولاتقدر تسمد راسها عليـه ولا هي مفكرة بهالشيء لإن فعليًا أعتبرته أخوها الثاني ! أخوها الغريب الي يحميها من زوجها القريب

مسحت دموعها الي إنهمرت على خدها وتبلل النقاب بدموعها جلست على الكنب الي كان خلفها وأصواتهم وصراخهم المرتفع بدأ يتلاشى من جارح الي سحب ذياب معه بالخارج حست أن الصوت بدأ يختفي وراحة عمييقة توسدت بقلبها إجتاحة شعور بالذنب إنها خربت علاقة أخوان وتسببت بمشاكل بينهم ! لكنها حاسة بالعجز وما تنكر محتاجة لعكازة تسندها وهالعكازّ كانت ظهر وأيد جارح الي حماها بوقفته قدامها وغطاها بظهره ، تلقائيًا رجعت للغرفة وقفلت الباب حاسة بضياع فضيع حاسة بأنهيار يهدم إضلاعة صدرها روحها صايرة هشاشةّ والوجع فاق القدرة على ثباته بقلبها الود وده ينفجر من شدة الضيقّ فرشت سجادتها وصلت ركعتين وأجهشت بالبكاء الهستيري إلى درجة إنها نامت على السجادة بدون ما تحس بنفسها
-----
تأجلت روحته للحد الجنوب لشهر هالمرة يوم ونص ورجع للقرية بدون حتى ما يعطي أهله خبر حاب يفأجاهم بالذات إن الكل يظنه بيقعد شهر قلبـه ملتهف ومتشوق لشوفتها هي تحديداً من بين كل أهله الي ينتظرونه .. دخل للبيت وتحديداً للداخل قرر يسلم على الكـل ثم يدخل لجناحهم بهجتهم وسرورهم بشوفته أسعده كالعادةّ تقريباً نص ساعةّ
حارث قُبل راسها بأحترام : بشوف أمي وأسلم عليها واخذ لي غطه ساعتين
الجدة حصه بتنهيدة : وروح لحرمتك وطيب خاطرها أمك الله يهديها شوي رمت عليها حتسي
حارث هز راسه ووقف وهو يتجهه للمطبخ مُجرد ماشافت إمامها ولدها حارث شهقت بفرحة وهو أبتسم على فرحتها بكل مرة يختفي ويرجع للبيت فرحة أمه ما تتغير وأدعيتها وشكرها لله أنه رجع بسلامة ما ينقطع عن لسانها
ضحية بزعل : ماعاد تنشاف وينك تختفي عني !
حارث بلهفة : معك حق يالغالية أعذريني
سكـت لدقايق ثم أردف بضيقةّ تجتاحة : وصلني علم إنك تضايقين حرمتي يا يمه ! مب هذي حرمة حارث ولدك ؟

ضحية بنرفزة شديدة : تحرضك علي بعد ؟
حارث تنهد : والله انها ما شكت لي عنك ولا عن أحد اساساً ما شفتها من دخلت جيتكم وذلحين رايح لها
ضحية بضيقة : ما ابيها وأنا امك ! أنا ابي لك بشاير مستحيل أرضى بغير بشاير صدقني لو انها مو زينة لك ما قلت لك خذها ! كل أم تختار لولدها أحلى وأزين البنات
سكتت للحظة استقرت بالتفكير ثم أردفت : أن كانك تبي هالميان لا تطلقها بس تزوج عليها بشاير! مافيها شي الشرع حلل أربع خذ بشاير زينة البنات كلها
حارث بملل : زين يمة زين
كانت بتدخل للمطبح لكن خطواتها خانتها وتوقفت من سمعت صوت حارث وكلام امـه ورّده الي أوجع قلبها كان العـالم كله أتكى على صدرها من شدة الوجع الي توسط صدرها وقلبها غصةّ تستقر بجوفها وكان جمرة بحلقها وبيـن قلبها وصدرها !
---------
بذهول يتوسده : علامكم يا رياجيل ؟ شنهو الي بينكم ؟ ليكون الشيطان دخل بينكم ؟
إلتزموا الصمت مافي إجابة لإسالة عقاب الي تأكد إن الجواب أتضح له وإنه فعلياً دخل بينهم الشيطان
عقاب بغضب مكبوت : تدرون أني ما اداني مشاكل العائلية ! حلوّ هالمشكلة لو اني تدخلت ماهب حاصل خير
جايد بهدوء مُريب : بيني وبينه يبه !
عقاب بحدة : بينك وبينه ؟ والله انك تبطي يا ولد ! مشكلة تصير بهالعائلة لهم خيارين يا أنهم يقصرون الشر ويحلونها ولا العائلة من اكبرها لاصغرها تتدخل ! ما أحنا عائلة عشان نتفرج على مشاكلكم ونسكت مابنا خير كذا
خلف ببرود تـوقفّ : ولدك سـاكت لحد يتدخل ياعقاب لو أمي حصة بكبرها تتدخل ماهب مرجعينا نفس قبل
جُملة " ماهب مرجعينا نفس قبل " غرست وجع بصدر جايد أجزمت هالجملة إن غلطة كبير بحق رفيق طفولته ومراهقته وشبابه وعمه بنفس الوقت وصندوق أسرارة ! خلف خرج بزعل وعتب شـديييد يحمله بقلبه إتجاهة جايد واللي ضايق إضلاعته أنه مابادر ولا كلف على نفسه يعتذر .. جاهل عن الي يعيشه ويفكر فيه جايد كيف يبادر ؟ كيف يخطي خطوة الاعتذار و خلف رافض بأنه يحط عينه بعيون جايد ؟

جايد تنهـد وهو يمسح على وجهه من سمع سؤال أبوه " ياولد وش مسوي له أنت ؟ " أردف وهو يوقف : بحلها يبه
جرّ خطواته للخارج وعيونه ترقبتّ طرف خلف الي للتو يخرج من البيت لحقةّ وهو يتبعة بنظراته وقبل مايركب للسيارة
جايد بندم يعترية : ماهب على الاسـاس الأخوان يصير بينهم مشاكل ويتصالحون بدون مايجي بالخاطر شي !
تسمرت خطواته بالأرض من تذكر هالجُملة الي قالها وهو بعمر الـ ١٨ وقت تهاوش مع جايد قال هالجملةّ له
إلتفت عليـه بنبرة حادة : على كيفك الشغلة ؟ تمد أيدك وتغلط بدون سبب ثم تجي تدور الصلاح ؟ والله أنك تعقب يا جايد ، لا أشوف وجهك لا أشوفه لصالحك أنت لا اشوفه
ركب سيـارته وحرك من البيت بأكمالة يحس حتى جدران البيت تضغط عليـه

----
لأول مره يضيق بهالشكل الأبواب كلها مغلقة بوجهة دائماً كل مايضيق من شيء يلجأ لخلف الي يطبطب عليـه ويوقف معه ويستند عليه والحين مين له ؟ يعرف إنه بـالغ بعصبيته حيل يعرف إن شوقه ولهفته لهبوب سببت بزعل كبير بقلبـه لأنه ماشافها كان أقصى الاشياء قادرة تغضبه وللأسف الي تأذى خلف .. يحس إن الدنيا كلها مستقرة بجوفه من شدة الضيق للحظةّ وصله صـوت يميزّة من بيـن كل هالبشر الصوت اللي مُجرد ما إنهل على مسامعةّ فز قلبـه قبل ما يلتفت ويدور على صاحبة هالصوت !
همست بتـوتر وتردد يجتاحها : فيك شيء ؟
جايد إلتفت على الحوش بأكمالة وهو خايف أحد يشوفهم خايف عليها مو على نفسه أبدا وبنفس الـوقت عرف إنها خلف الباب المردود إذا احد وقف قدامه أو جاء من خلفها بيعرفون إنهم يتكلمون من اصواتهم! لكن من بعيـد إستحال أحد يعرف لأن الباب كان بينهم
كتم إبتسامته وتنهيدته : كيف اقدر أقول اني مانيب بخير وإنتي تنشديني عن احوالي ؟ من سمعت صوتش وأنا بخير
تعقدت حاجبييها بعدم فهم وأرتباك خفيف يجتاحها من كلماته الجريئة : كنت متهاوش مع خالي خلف!
جايد والودَ وده يلتفت عليها ويشوفها لكـن كل شيء بهاللحظة يمنعه وبلهفةّ ومشـاعر الحب تتضخم بقلبـه : ماعليك من خلف ، لو خطبتش بتوافقين ؟ أبيك أنا والي خالقني اني احبش

رمشت بعدم إستيعاب وذهـول تسلل لقلبها و خجل صبغ لون وجها وصدرها يهبط ويُعلو ضلوع صدرها قبضت بشدة لدرجة حست بألم خفيف ! ماعاد تدل الدروب التفتت بعجلة وهي تدخل وتحاول تستوعب أعترافه وتستوعب جراءته الي بالنسبة لها زايييـدة عن حدها والأهم والشيء الي مو فاهمته المشاعر الغريبة الي حركت كل ضلع بقلبها ؟ ماتدري هي مشاعر حزينة ولا سعيدة !
ما تحبه ولا تكرهه هذا شعورها إتجاهة لكن وش سبب المشاعر الغريبة المستقرة بجوفها ؟ المشاعر الي ودها تسمع أعترافه أكثر ! المشاعر الي حست بلذّة اعترافه ؟ بينماً فاق صبره وقدرته على كتم المشاعر أكثر لأن حُبه لها ماعاد يتسع لقلبـه وده يبوح بهالمشاعر الي مليـان قلبـه
-----
ميان رجعت للغـرفة بعد ماسمعت نقاش حارث مع أمه وهي تجر الخيبةّ معها من شدة الضيقة تحس بوجع مُهلك يجتاح قلبـه تحس إن الهواء مايدّل رئتها تنفست بعمق والغيرة أكلت طرف قلبها وكان لذّعة لذعتها بوسط قلبها دخل للغرفة وإلتفتت عليه وأيدها على عُنقها ناظرته بهدوء مزدوج ببـرود يعتريها ،غمضت عيونها مُجرد ما سحبها لحُضنه وأستنشق ريحة شعرها وقُبل راسها ماحصل منها أي مُبادرة ماكان يتصادر منها إلا الجمود والثبات والصمت ! أبعدها عنه وتأمل ملامحها الثابته الباردةّ
بهدوء مُريب : علامش ليش ضايقه ؟
ميـان تسلل لقلبها وجع مُهلك وهزت راسها بالنفي بعدم رُغبة للكـلام !
حارث ملل أيده على خدها الناعم وبزعل : ماهب المفروض الفرح كاسيك ؟ تستقبلين حبيبش بهالبرود ؟ بحق والله لو أنا بفرش لك صدري
بسُخرية أردفت : ما فرشت صدرك لي ! أول مادريت ان زوجي جاي سمعت منه كلام أستقبلني بقساوة كلامه
تعقدت حاجبيه باستغراب كبير: وش تقولين انتي ؟ وش الي سمعتيه مني !

ابتسمت بسخريةّ وهي تبتعد عنه بخطوات وتتمنى إن تزيح هالشعور الي يراودها مشت بجهةّ للباب وقبل ما تـوصل للباب توقفت من سحبها وقبض على خصرها بيـدينه
حارث بحدّة خفيفة : لا تقولين كلام بدون نقاطه ! تكلمي بدون إلغاز
بضيق مُستقر بإضلاعة قلبها : روح تزوّج اللي تبيها
الي أمك تقول لك تزوجها روح خذها انا راضية لاتشيل هم
فهم مغزى كلامه وكتم ضحكته الي راودته بسبب غيرتها المفضوحة مرر أيده على خصلة شعرها : تغارين ؟
بلعت ريقها بصعوبة وتحس بدموعها متحجرة بعيونها هزت راسها بالنفي وبغضب مكبوت من فرط غيرتها : انا ما أحب اللي يتدخل بيننا يا حارث من تزوجنا وأمك تجيب لك طاريها عشان تتزوجها هذي !
أيده لامست ظهرها وشدها لحُضنه قُبل جبينها وبهدوء وجدّية : عيوني ما تشوف غيرك ! مابي من بنات حواء غيرش إنتي
ميان بغصة : ليه قلت لها زيـن ؟ تفكر تاخذ علي؟ صدقني اقدر ارد على أمـك بـ
قاطعها بجدّية عارمة وغضب مكبوووت بصعوبة : خالتك او عمتك لا تقولين امك احترمي أن زوجك قدامك يا ميـان ماودي أزعل منش ابد
هزت راسها بقهر وهي تبعد عنه وبضيق : أنا احترمها بس هي ما تحترمني !
حارث حست بقهر وغيظ بقلبه وبنبرةّ حادة : هي ؟ أحترمي نفسش يا ميـان لا تزيدين النار حطب ياتقولين عمتي وخالتي ولا أم عقاب أو اسكتي لاتجيبين طاري أمي بلسانش بهالطريقة ! تقللين أحترامك وقدامي !
ميان حست بالضيق من ضيقه : مو قصدي أقلل احترامي لها بالعكس انا احترمت نفسي وبزيادة الى درجة اشوفها تغلط وترمي كلام علي لكني أسكت وامشيها لكن أن توصل تتدخل بحياتنا أنا ماقدر أسكت اذا إنت بتسكت وتسمح لأحد يتدخل بيننا !
حارث فاض الغضب بداخلة وهو يتماسك بأخر قطرة هدوء : وش انا ورع الماما بمشي على قرارتها الي تخص حياتي ؟ ماني سامح لامي ولاحد يتدخل بيني وبينش ولا في أحد يتدخل وقلتها لش يابنت الناس مابي أحد غيرش ولا أشوف أحد غير ميان
ميان حست الهدوء يوسد بداخلها ومسحت على وجها وهي تتمنى تمسح قلبها من الغيرة بهالطريقة لعل يخف وبهمس قربت منه واقدامها أرتفعت عن الارض بحيث توصـل له وأيدينها حاوطت رقبته وشدت على حضنه وبهمس : أسفه

ما رد عليها والهدوء مستكن فيـه بعد أعتذارها مابادّلها الحضن ، أبعدت عنه بهدوء وهي تتأمل ملامحة الباردة المؤشرة للزعـل
ميـان بتنهيدة ابتسمت بخفة : مو على اساس بتغيب شهر ؟
بهدوء مُريب مزدوج مع برود : طلعوني بدري
ميان بزعل وبحةّ : حارث ! لا تزعل مني لما سمعتك ترد عليها وتقول زين والله الغيرة شبت بقلبي! حتى لو واثقه إنك ماراح تتزوج أنكسرت كثير
حارث بجديةّ : أنا ماني زعـلان لانك غرتي بالعكس غيرتش أحبها واللي ما أحبه الي يقلل أحترامه لأمي
ميـان بهدوء وهمس : أسفه
رفـع راسها بيـده وقُبل خدها : انا كان بداخلي سواد وظلام وحقد وغضب و اللي زرع الورد بداخلي انتي ولا أبي احد يسقي هالورد غيرك
أستمر بقبلاته الهادية ومائلة للجراءةّ متجاهل تماماً خجلها الهائـل و أيده مُحاصرة خصرها الضيق أستمر يُقبلها بلهفة وحُب وهو الي يتحكم بخطواتها بحيث إنه مثبتها من خصرها وأتجهه فيها للسـرير

Comment