#مرت سنة واخاف لا يروح العمروأنا أنتظر والشوق باقي ما انمحى

4
-
حست بدوخة وخجل يعتريها وأرتبـاك وذهول مشاعرها أختلطت وبتوتر ملحوظ : تبين أجيب لك شيء تاكلينه ؟
إيلين هزت راسها بالنفي وهمست : ما أبغى شكرا
وريـد قُبلت خدها برقةِّ وببتسامة مكبوته : تمام أول ما تتشافين بخلي أبوي يجي ويتعرف عليك تمام ؟
أنشحب لون وجهه قايد بغضب عارم حس بثوران غضبه وعضل وجهه وتلوون بالأحمر مسك نفسه عن الهجيـان وأنه يندفع عليها بغضب هجومي ! خرجت وريد وهي جاهلة عن قايد وكمية الغضب الي يحمله
شهقت بذهول ورعب من مسكها من ذراعها وبغضب : انتي وشش تقولين ؟ تحسبينه على كيفك؟ مين انتي عشان تقررين أختي تشوف مين؟ لا تنسين نفسك مو يعني فتحت لك المجال وعلمتها أنك اختها تسوين الي براسك !
بلعت غصتها وبمرارة وبحة : أنا اختها ! زي ما أنت اخوها انا اختها وابوي هو أبوها ! يحق له يتعرف عليها شوف انا افهمك كثير ! إنت زعلان وكارهني وكاره أبوي على الي سواه بأمك بس إيلين مالها ذنب
ناظر لها بسُخرية وضحك بغليان : انا زعلان ؟ أنا حاقد ! انا ميت انا محترق ! تدرين ليشش ؟ لأن ابوك حي يرزّق لأنه يتنفس لانه ياكل ويمشي لأنه يبتسم لأنه حُر !

تحسبين ماني فاهم نيتك ؟ تحومين حولنا أكيد وراك بلاء ! بالنهاية بنت أبوك انتي وهو الي رباك تقنعيني انك مو خبيثة وواطية زي أبوك ؟ مسويه انك بصفنا وانتي للحينك عنده ها ؟
رفعت عليها بذهول من كلماته الجارحة وصفعته على خده بعنف وكلماته قطعت قلبها لإشلاء وبنبرة باكية : أنت الواطي وأنت الخبيث أنت حاقد ! خف من هالحقد بيحرقك أنت وشش تبي اسوي ؟ تبي اذبحه ؟ تبي اطلع من البيت ؟ تبي اسجنه ؟ وشش تبي اسوووي ؟ هو لو مُجرم لو قاتل بالنهاية ابوي ! ومهما كان هو ابوي أفهمني !!
أبعــدت عن المكان بكبره خرجت من المستشفى وهي تحمل قلبها المكسور ادركت مهما سوت استحاله يتقبلونها ! وهي مو بحاجة انهم يتقبلونها هي تبيهم يمسحون لها تتقرب من أختها !
تنهدت وهي تهمس بوجع : ما ألومهم أبوي غلطته ماتنغفر له !
تأفف قايد بقهر وغيض تركت بصمة كبيرة بالكلام الي فعليًـا أستوعب إن مالها ذنب بأفعال أبوها ! هزّ راسه ينفض هالكلام لها ذنب او مالها ذنب مابيسمح لها تقرب منهم وتحتك فيهم نهائيًـا ! وتركت بصمة على خده " كف"
----

قفلت الخط وتركت الجوال على الكمادينه أجهشت بالبكاء الهستيري ! بكاء على فقد صقر وعلى شوقها لضماد وهبوب وعلى الي صار فيها برمشة عين انقلبت حياتها فوق وتحت ! كانت باستمرار تتحلطم وتشتكي من حياتها ماتوقعت بيوم من الايام بتندم انها ماقالت الحمدلله على حياتي ! ماتوقعت ان لازم انها ترضى بحياتها ! كانت تشوف حياتها أصعب واسوء حياة لانها انحرمت من الحرية انحرمت من شوفتها للحياة من زاوية ثانية انحرمت من الجوالات انحرمت من الخصوصية انحرمت من انها تختار ! مالها حُرية الاختيار باصغر الاشياء حتى الملابس ماكانت تقدر تختارها هي ! الا بموافقة جدتها ! كانت تعتقد إن الحرية جريمةة ! نفس الطيور الي تولد بالقفص تماماً !
فتح على الباب ناظر لها بكل برود وهو يشوفها تمسح دموعها بحركة سريعة لحتى ما يلاحظ
ببـرود يعترية : تعالي أكلي لا تموتين علينا ! مانيب فاضي ابتلش فيك !
فاض قهرها ونفذ صبرها لتُردف : انا ميته أساسا ! من صرت على ذمتك وانا ميته ! من اشوف نظراتك لي تّقل اني شي وصخ وانا ميته ! من اسمع كلامك القاسي وانا ميته ! انت ما تأثر فيني ولا واحد بالمية انت ما تهمني بس انا بفترة تعبببااااانه والكلام السلبي بيأثر فيني حيل وأنت ما تقصر ! كانه شي واجب عليك تسمعني ياه يوميًا

ويكون بعلمك انا أعرف اني غلطانه بسس أنا قايله لصقر لا تكلمني ولا تشوفني الى ان نملك على بعض ووافق ولكن صار يخربها شوي ويدق ! انا ابيـه بالحلال وهو يبيني بالحلال لاننا نحب بعض ! طلقني! طلقني يا فياض خلني أعيشش حياتي مع من أحب هو ينتظرني أنا متـاكدة ينتظرني أتطلق عشان يجي يخطبني !
بلعت غصتها وبمرارة وقلبها ينزّف من الحزن : شوف انا بحياتي كلها مافي شي دخلها حلو إلا صقر من دخل حياتي وهي صارت حلوة ماعاد اشوف الحياة أسود ! اكتشفت ان هالحياة حلوة بس انا عيشتي مو حلوه وبفضل الله ثم صقر صرت حتى أحب عيشتي واتقبلها
الغيرة تخترق أحشائه ودقات قلبـه ترتفع وكان سهم أنغرز بقلبـه تلقائيًا سحبها من شعرها وشده بعنف وهو يرفع راسها له همس بغضب قاتـل : بتنسينه و بتكرهين طاريه وعينك تشوف بالطيب ولا بالغصب! أقصري الشر واختاري سلامتك ولا تنطقين اسمه !
----
دخلت للغرفة سُقطت انظارها عليـه كان جالس على الكنب وعلى كتفه فوطة صغيرة وفوطة أصغر يمسح على شعره بكل هدوء قربت منه ونزلت الجوال على فخذه
ميان أردفت بقهر : لوسمحت أنا ما ارضى تكلمني بهالاسلوب عند أهلك ! وبالذاتٍ لو استنصقت من أهلي وقدام أحد !
تـوقف بسُخرية عارمةٍ : يهمني انك ترضين او لا ؟ وبعدين وين الأهل الي تتكلمين عنهم ؟ ما أشوف احد عندش ! ما غير أخيك ولا هب موجود !
تقّسم إن حست بالم وكان سهم يخترق قلبها بوحشية كل ذرة في جسمها تألمها حدقت بعيونها وابتسمت ببتسامة مالها معنى : أهلي ميتين وهم راضين عني واخوي ما ادري وينه بس أنه راضي علي و إنت ؟ عايش مع أهلك وهم يخافون منك ولا كانك فرد من أفراد العائلة يستحون ويخافون منك وانا أُجزم ان نص تصرفاتك ما تعجبهم بس مايتكلمون بسبب خوفهم منك ولا هم راضيين عنك
حس إن كلامها كان ضـربه له كلامها حقيقي وهو مُدرك هالشيء لكن ما قد أحد قال له بشكل الصريح إلا ميـان !
حارث ناظر وهو يحاول يحافظ على هدوئه وبنبره رجـوليه حاول يخفف الحدة الي فيها وكبت الوحشية الي كاد يطلق أنيابه عليها : مالك خص بأهلي خليش بنفسك وكثر الله خيرك وانا بمزاجي ساكت عن طوله لسانك لا تختبرين صبري يا ميان لا تحاولين تستفزيني ماهب لصالحك
أبتسم بثقة : وأنا صـادق ليش زعلتي ؟ يعقب هالرخمة ياخذ بنت أختي ! هذا الهوا الي يستنشقه حرام عليـه لكـن ماعليـه مارّد بيجي يوم ويكون قدامي ومارده بيترجاني أغفر عن خطاه ومارده بيتحسف بس تدرين وش اسوي فيـه ؟
سحب الكلبشة وحركها قدامها باستفزاز : بدخله السجن وبذوق الراحة لاصدروا حكم عليه بالقصاص

تمنت إنها تخمد نيران غضبه الي حرّق نفسه أول حرق نفسه بالغضب وبالحقد العااااارم وبالغبنه الي شلعت روحه بالذاتٍ الحقد الي لو يشوف عماد يتحضر قدامه ما سـاعده من قوة هالحقد ! لإن عماد خانه وتسبب بقتل زُملائه وخويه الروح بالروح لو كان المُتسبب بقتل أخوياه مو شرطي ماكان حقد هالكثر ! لأن هذا مُراد الارهابين قتلهم لكـن يموت خويه من خويهم بالسلاح ؟ هم يسلمون أنفسهم لبعض ! آمنوا بعض على ارواحهم ! فضفضوا لبعض عبروا عن شوقهم لأهاليهم لبعض
إقتربت منه لحتى ماصارت امامه تماماً رفعت راسها له وأردفت : تمام عندي لك خبر مايعجبك
حارث سكـن للحظةٍ قبل دقايق كان يتكلم بحقد عارم ومن غيرت الموضوع هدا ناظر بعيونها وبهدوء: غردي وشنهو الموضوع ؟
ميان ابتسمت وهي ترجع خصل شعرها لخلف إذنها وبثقة ورقةِّ : بتحبني وبتمىت فيني وما تتحمل تعيش لحظة وحدة بدوني !
أبتسم بسُخرية عااااارمة على حالها غيرت الموضوع بأرادتها ماتبي تسمع تهديد الغليظ والمُرعب ! تبي تشيل فكرة الانتقام من راسه " تظن " بانها تقدر ! كيف تقدر وعيونه عجزت تغمض من 5 سنين ؟ كيف تقدر وقلبـه مشتعل بالنيران من 5 سنين ؟ كيف تقدر وهو ينتظر شوفه عماد من 5 سنين ؟ كيف تقدر وكل مافيه مشتفق على الانتقام ؟
حارث ضحـك وفعليًا قدرت تشّفط هائل من غضبه: أحبش ؟ فارقيني يا مره
فعليًـا ابعدت عنه بأمتار و رجعت شعرها بغرور : اليوم تقول فارقيني وبكره تترجى قربي بس أقولها لك من الحيـن تحلم فيني وتعقب بعد !
حارث أحتدت ملامحه وبغضب احتلت جميع أركان جسمه : من الي معلمك هالحكي ؟ اعقبي إنتي ! لا تعقبين الرياجيل لا اجي واوريك الويـل
جلست على السرير بكل هدوئها لتُردف: توريني الويـل ؟ أوكي !
حطت رجل على رجل وناظرت لاظافرها وببرود: تمام نتنقل للموضوع الأهم إذا كنت قدام أهلك لا تكلمني باسلوب سيئ ! وبالأخص أهلي احترمهم كوووونهم أهل زوجتك
بدلت قولها بعماد أو اخوي بأهلي والمقصد اساساً عماد لحاله لأن هو المتبقي لها بهالدنيا إستحاله يتكلم بطريقة وحشية عن أهلها المتوفين !
حس بثوران الرجل الشرقي وبذروة التملك أردف بحدة وهو ينتقل عيونه الحادة عليها : اسمعيني ولايكثر لاطلعتي من هالغرفة شالك على راسك ! البيت به أخواني وولد أخي
على رُغم بانها لامست الجدية بكلامه وحست إنها بحاجه لنفور منه طالماً تكلم بهالنبرة الشبة مُرعبة تأففت باستفزاز ورجعت شعرها للخلف : بدري على الغيرة يا زوجي العزيز بس لا تنسى كلامي وأنا مابنسى كلامك !
حارث ناظر لها بنفضه وبغضب : أعقبي بسس وشهو الي بدري على الغيره ؟ شايفتني مانيب رجال ماغار على محارمي ؟
استغفرت ربها بشكل مُلحوظ الرعب إجتاحها ولكن كااابرت وتصنعت البرود والاستفزاز : ماقلت كذا انـ
قاطعها بحدة وعيـونه جمر من نار يتوعد بأنه يحرقها وحرك العصى الي كان يشيلها معه بدون هدف ولا حاجة لها : اصص بس قلتها لك وبرجعها اقولها ساكت لك بمزاجي ! ولا كان من أول طوله لسان خليت عصاتي تلعب على ظهرك
خرج من الجناح بأكمـاله وهو متنرفز من كلامها الي هو سبب عصبيته المُبالغ فيها ..
ركب سيارته وبسُخرية : أجل باحبها ؟ تبطي
---
مرت ثلاث أيام بدون احداث مُهمة حارث أنغمس بشغله ولا جاء للقرية من وقت ماخرج من جناحه ولا بحاجة يودع أهله لانهم تعودوا عليـه فجاة يكون بينهم وفجاة يكون بعيد عنهم بأمتـار ! بينمًـا ميـان كانت تخرج للجدة حصه وتجلس معها كثير لحتى ما أرتحت لها وبالمثل الجدة حصه حبّتها كثيييـر وتقربت من ضماد وهبوب ثلاث أيام تقضي يومها معهم بالغرفة او بالسطح او بالصالة كانت مرتاااحة على أختفاء حارث بدون مشـاكل وبدون ماتحتاج بأنها تخفي خوفها قدامه كانت فعليًا مرتاحة لكنها مستغربة ثلاث ايام مختفي من البيت ليه محد سأل عنه ؟ ليه محد دوره وفقده ؟ ماتدري إن اذا قعد بالقرية أسبوع يستغربون منه ! لِذالك متعودين على أختفاءه ولكـن مايُصل الاختفاء لشهر بدون أتصال او رسالة منه .. بينمًـا فياض ثلاث أيـام ما شافها برُغبة منه ومنها يرجع للشقة وعلى طول للغرفة ينام ويصحى يترك الاكل بالصالة ويطلع من الشقه ولو كان موجود ماتطلع هي من الغرفة ! لكـن هالمرة دخل لغرفتها والقى أمر عليها بانها تجهز لأجل يرجعون للقرية ! هالخبر كفيـل بانه يخليها تبتهج الفرحة ترسمت على ملامحها وركبت السيارة بجانبه مرت أكثر من سـاعات بالطريق وماكان في صوت غير الأغنية المُنخفض على الصوت ! بينمًـا إيلين مره وضعها يتحسن ومره يسوء ! وريـد من بعد الصفعة وانفعالها على قايد ما تناقشت معه نهائيًا تجي للمستشفى وتلقي نظرة على إيلين إذا كانت صاحيه تدخل وتسولف معها بهدوء وتتطمن على حالتها من الدكتور وتخرج من المستشفى بكل هدوء يتلبسها ! وقـايد متجاهلها تماماً مايبي يحط حرته بابوها فيها لأنه بيحطها بابوها فقـط
يُسر بتنهيدة : أجلسي يا وريد تعبتي وانتي واقفة
وريد جلست بجانبها ومسحت على جبينها بأرهاق: كانت أمنية من أمنياتي تكون عندي أخت ! ماكان عندي صديقات وليومك هذا ماعندي ولا صديقه ماجربت هالشعور
يُسر أجتاحه الاستغراب وأردفت بعد تردد : غريبة ! ليـه ؟
وريد ابتسمت بضيقة : أبوي مانعني ! يخاف علي ! يخاف إن يضايق وحده وهالوحدة تعلم أبوها او اخوها ويوصلون لي من خلال البنت الي بصاحبها ! تخيلي ! أمس قال لي هالكـلام
ودموعها أستقرت بعيونها وبرجفة خفيفه : أمس تهاوشت معه وقلت له اني انحرمت من شعور الأصحاب تبي تحرمني أختي ؟ قال انا ابي مصلحتك عشان كذا ما نعتك من انك تصاحبين أحد !
بلعت غصتها وهي تحس بمرارة والضيق يعتريها : قال لي بكل برود أخاف أضر وحدة وأهلها يضروني فيك !
صدرها إرتفع بانفاس مضطربة وبغصة : أعترف لي إنه يضر بنات كبار او صغار مايفرق ! تخيلي ابوي الي كنت اشوفه قدوتي الي كنت اشوفه ملاك مايغلط الي كنت اتعلم منه ! الي كنت أتعمد أغلط عشان ينصحني ! تخييلي يطلع الغلط راكبه من راسه لظفره
كانت تردد بين كلمة وكلمتين " تخيلي " من هول الي عاشته وكانها فعليًا هي مو مستوعبة ان ابوها كذا لِذالك تقول تخيلي ! تمنت إنه خيال ولا يكون حقيقة لكن للأسف حقيقة ومُـره ! كـان واقف من البداية ويسمـع كلامها يقرأ الحزن على عيونها وملامحها الي مهما بانّ عليها التعب والارهاق والحزن إلا إنها جميييلة ! جمييلة بشكل وده إنه يلتمس ملامحها لأجل يتاكد من حقيقة جمالها وده إنه يتاكد هي خلقة جميله كذا ؟ أستغفر ربـه وصد عنها للحظة تمنى إنها اخته ولا زوجته بيهجم عليها كانه أسد مُفترس ويغضب وحتى يمكن تصل للضرب طالماً إنها كاشفه وجمالها مكشوف !
صلبت رجوله بالأرض بصدمة وغضب أستوحش ملامحه أقترب منه وبحدة : وش جابك هنا ؟
سُلميـان ببرود : بشوف بنتي !
أشر له على وريـد وبحدة : هذيك بنتك ! خذها معك لو تبي بس المستشفى الي فيه خواتي لاتخطي فيه خطوة !
فزّت وريـد وبالمثل يُسر إقتربت وريد وبذهول : يبه وش تسوي هنا ؟
سُلميـان ببرود أكبر : جاي أشوف بنتي أ
صمت للحظة وهو يحاول يتذكر اسمها صغر عيونه لحتى ما رموشه العلوية التصقت برموشه السفليه : شسمها ؟
مابين الشك واليقين أردف ببرود : إلين ؟ او أرياف ؟ عمـوماً يبدأ بحرف الالف !
الغضب أعمى عيـونه كيف يقول انها بنته وهو أسمها ما يعرفه ؟ قبض على ياقته وضرب ظهره بالجدار وبغضب عاااارم : وقطـع يقطع هاللسـان يالردي !
وريـد شهقت بذهـول وبرجفة : تكفى أتركه !
يُسر عضت طرف شفتيها من خلف النقاب بخوف : قاااايد ! أتركه !!
يُسر بتنهيدة : أجلسي يا وريد تعبتي وانتي واقفة
وريد جلست بجانبها ومسحت على جبينها بأرهاق: كانت أمنية من أمنياتي تكون عندي أخت ! ماكان عندي صديقات وليومك هذا ماعندي ولا صديقه ماجربت هالشعور
يُسر أجتاحه الاستغراب وأردفت بعد تردد : غريبة ! ليـه ؟
وريد ابتسمت بضيقة : أبوي مانعني ! يخاف علي ! يخاف إن يضايق وحده وهالوحدة تعلم أبوها او اخوها ويوصلون لي من خلال البنت الي بصاحبها ! تخيلي ! أمس قال لي هالكـلام
ودموعها أستقرت بعيونها وبرجفة خفيفه : أمس تهاوشت معه وقلت له اني انحرمت من شعور الأصحاب تبي تحرمني أختي ؟ قال انا ابي مصلحتك عشان كذا ما نعتك من انك تصاحبين أحد !
بلعت غصتها وهي تحس بمرارة والضيق يعتريها : قال لي بكل برود أخاف أضر وحدة وأهلها يضروني فيك !
صدرها إرتفع بانفاس مضطربة وبغصة : أعترف لي إنه يضر بنات كبار او صغار مايفرق ! تخيلي ابوي الي كنت اشوفه قدوتي الي كنت اشوفه ملاك مايغلط الي كنت اتعلم منه ! الي كنت أتعمد أغلط عشان ينصحني ! تخييلي يطلع الغلط راكبه من راسه لظفره
كانت تردد بين كلمة وكلمتين " تخيلي " من هول الي عاشته وكانها فعليًا هي مو مستوعبة ان ابوها كذا لِذالك تقول تخيلي ! تمنت إنه خيال ولا يكون حقيقة لكن للأسف حقيقة ومُـره ! كـان واقف من البداية ويسمـع كلامها يقرأ الحزن على عيونها وملامحها الي مهما بانّ عليها التعب والارهاق والحزن إلا إنها جميييلة ! جمييلة بشكل وده إنه يلتمس ملامحها لأجل يتاكد من حقيقة جمالها وده إنه يتاكد هي خلقة جميله كذا ؟ أستغفر ربـه وصد عنها للحظة تمنى إنها اخته ولا زوجته بيهجم عليها كانه أسد مُفترس ويغضب وحتى يمكن تصل للضرب طالماً إنها كاشفه وجمالها مكشوف !
صلبت رجوله بالأرض بصدمة وغضب أستوحش ملامحه أقترب منه وبحدة : وش جابك هنا ؟
سُلميـان ببرود : بشوف بنتي !
أشر له على وريـد وبحدة : هذيك بنتك ! خذها معك لو تبي بس المستشفى الي فيه خواتي لاتخطي فيه خطوة !
فزّت وريـد وبالمثل يُسر إقتربت وريد وبذهول : يبه وش تسوي هنا ؟
سُلميـان ببرود أكبر : جاي أشوف بنتي أ
صمت للحظة وهو يحاول يتذكر اسمها صغر عيونه لحتى ما رموشه العلوية التصقت برموشه السفليه : شسمها ؟
مابين الشك واليقين أردف ببرود : إلين ؟ او أرياف ؟ عمـوماً يبدأ بحرف الالف !
الغضب أعمى عيـونه كيف يقول انها بنته وهو أسمها ما يعرفه ؟ قبض على ياقته وضرب ظهره بالجدار وبغضب عاااارم : وقطـع يقطع هاللسـان يالردي !
وريـد شهقت بذهـول وبرجفة : تكفى أتركه !
يُسر عضت طرف شفتيها من خلف النقاب بخوف : قاااايد ! أتركه !!

سُليمـان دفعة بشدة ودخل للغرفة الي خلفهم شّك إنها لإيلين لأنها أقرب غرفة عندهم وفعليًا كانت تتوسط على السرير الابيض طفلة ملامحها باهتة ومُرهقة !
دخل خلفه قـايد وهو يلقط أنفاسه يحاول أنه يمسك غضبه إمام إيلين همس له بحرارة :اطلع قبل لاطلع روحك !
سُليمـان بغضب : وليش أطلع ؟ انا أبـوها خلوها تدري فيني !
ناظر لإيليـن ليُردف ببرود : أسمعي يا بابا انا أبـوك اول ما تقومين بالسلامة بأخذك زيـن ؟ والمحاكم بيننا بتعيشين معي ولا بخليك تشوفين هالقـايد!
إيلين أردفت وهي تلتقط أنفاسها بتعب وبخوف : انا أحب قايد ما أحبك ! و بابا هو قايد و بابا هايف ! إنت لا
---
قرب للبيـت بعد ما إنهاء من صلاة العشاء ووخلفة بمسافه بعيدة فياض وولده جايد ! بهاللحظة نزل من السيارة وألتقت عيونه بعيون عقاب صد عنه بزعـل يعتريه وقبل مايدخل للبيت وقف !
قاطع قطواته صوت عقاب : السلام عليكم ! صليت معنا بهالمسجد القريب ؟ ما شفتك
القرية من صغرها ماكان فيها إلا ثلاث مساجد تقريبًا أردف ببرود : لا ! صليت بمسجد فاروق أقرب لي ولا ابي اتاخر عن الصلاة
عقاب بتنهيدة : زيـن تعال بهرج معك !
خلف ببـرود : مابه شي بيننا عشان نهرج مع بعض يا عقاب
عقاب بنرفزة : وليش مافي ؟ أنا اخيك مانيب غريب إذا زعلت عليه تنتهي علاقتك به ! أخوان أحنا لو نتذابح ماردنا لبعض
وصلوا جايد و فياض لهم إقترب فياض وهو يسلم على خلف بموّدة ومحبة وبالمثل خلف يراودة نفس المشاعر المحبة والمودة ورحب فيـه بحرارة
عقاب حك مؤخرة عُنقه ليردف : يا عيـال أسبقونا لدوانية
تفهموا الوضـع تلقائيًا وانسحبوا لداخل البيت
وتنهد خلف وهو يناظر لعقاب بكل هدوء مُريب !
عقاب بلهفةّ : إنتم وصية أبوي ! وصاني عليكم وأنا طول عمري أعدكّ ولدي ماهب أخوي ! والابو والولد لُابد تصير بينهم مشاكل لكن ماردهم لبعض وأنا اشوف معك الحق قرار الزواج شي يخصك ويخص حياتك الخاصة والقرار بيدك إيه أو لا ! كان أمداك تقول لا ! بدون ماتقلل من أحترام أمك برفعة صوتك ! وانا معك ادري انها ضغطت عليك وخلتك تعصب لكـن هذا مو عذر إنك ترفع صوتك على أمك
خلف تنهد بضيق وضّاق خاطره أكثر من طرى أبوه : الله يرحمه ويغمد روحه بالجنه .. ومعك حق يا أبو جايد انا اخطيت عليـك وعلى أمي
أقترب منه ليُقبل راسـه بكل أحترام وباحراج خفيف: العذر والسموحة منك يا أبو جايد
أبتسم عقاب برااااحة حاوط كتفه ودخلوا للبيـت وأتجهوا لدوانية وأتجهت نظراتهم لسراج الي يضرب على الفرشه بغيض وهو يقلد " حارس المصارعة " كونه تأثر فيـه بشدة ويعد لثلاثة !
جايد إرتفعت نظراته لخلف القـريب منه نزل فنجانه وأبعده عنه بكل خفة لأجل ماينتبه له ونقزّ على خلف لحتى قدر يطرحه بالأرض تحت إنظارهم وضحكمهم
وأردف وهو يلهث وبحماس : عددد يا سراج عد
----
جالسة بمفرش هبوب وساندة ظهرها على الجدار وبجانبها بمسافة قصيرة ميـان الي أختلطت فيهم وإمامها ضُماد وعلى يسارها هبوب
أمالت راسها ببحة : ويقول إنه مملك مو مصدقته ! أنتم ما تتخيلون كيف نحب بعض انا وصقر !
ضماد بتنهيدة وضيقة على حال أختها : يا نجد تكفين ما يصلح تسوين بحالك كذا ! مايجوز انتي على ذمه رجال غير صقر !
نجد ببكاء هستيري : هو على كيفي يوم صرت على ذمه غيره ؟ جاوبيني ؟ على كيييفي ؟
هبوب بضيقةّ أقتربت منها وقُبلت راسها بحنية عارمة : نجد أذكري الله وامسحي دموعك ماتدرين أكيد إنه خيره لك ! يمكن ربي ما يوفقك مع صقر يمكن تتطلقين اذا تزوجك ! يمكن حياتك تكون كلها مشاكل معه يمكن يخونك ما تدرين وين الخيره !
مسحت دموعها بعنف بباطن أيدها وبحدها : مايسويها صقر أفهموني ! يحبني كثييير كثير كثير مايخوني لو أموت !
تنهدت بضيقة وببحة : خلاص تكفون خلونا نقفل على الموضوع !
رفعت أنظارها على ميان الصامته قبل ثلاث أيام وقت حارث اعطاهم الجوال وكلمو نجد كانت ميان موجودة بينهم وتأكدت من أساله هبوب وضماد أن نجد مُجبورة على الزواج ! ولكـن الحين عرفت إنها تحب شخص ثاني ! اندهشت تماماً الكلام عجزّ يفسر عن دهشتها !
نجد بأرتباك : ماراح تعلمين عمي صح ؟
ميان ابتسمت بخفة وبتساؤل : ما اعلمه ايش ؟
نجد أزادا ارتباكها وخوفها : إني مجبورة على الزواج وأحب صقر ! راعي البقالة
ميان هزت راسها بالنفي وبتأكييد : مستحيل اعلمه تطمني ! هالسر بيني وببنكم
هبوب ابتسمت برقةِّ : ميان صاحبتنا الجديدة بتحتفظ بهالسر !
ابتسمت لها ميـان ثم إتجهت انظارها على الباب
شعاع ببتسامة خفيفة : نجد يا أمي ! تعالي شوفي رجالك يبيـك !
نجد أرتبكت وتلقائيًا ناظرت للباب تـوقفت : وينه ؟
شعاع بهدوء : بغرفتكم
.
ماتدري كيف شالتها رجولها للغرفة من شدة التوتر والأرتبـاك والخوف أكيد بيكمل غضب وكلام الجارح ثلاث ايام ما تناقش معها بتاتاً ! أكيد إنه بيقول كلام جارح يعوض ال3 ايام الي كان ساكت فيها دخلت لغرفته الواسعة جالس على الكنب وعيـونه عليها بلعت ريقها بصمت
فياض ببرود : تجهزي ! بتروحين مع جدتي
أستغربت وهمست بصوتها الي جاهدت بأنه يُتزن : وين ؟
فياض هزّ أكتافه بعدم مُبالاة : ما أدري لحفلة بسيطة لجيراننا مدري ويش !
هزت راسها بالنفي وبهدوء : ما ابي أروح
بنبرة أستفزاز : بس ما اشاورك أنا ! روحي معهم جلستي بالشقه أسبوع وعليها وجدتي سألتني تقول بها شي نجد ! روحي ولا تشككين الناس فيك
--
دخلت لدورة المياة أكرمكم الله وخرجت بعد نص ساعة ومـاكان موجود ! لبسـت فستان هادي أحمر وأكمامه علاق وطـويل ومن تحت شبة واسـع ولكـن من بطنها وأعلى ضيـق وفتحة الصدر شبة كبيرة .. مـرت ساعة تقريبًا وهي متجهزة تماماً وماكان في أحد بيروح غيرها على إن أصرت لهبوب تجي معها لكنها رفضت بسبب صُداعها وضماد بسبب إنها مواصلة من أمس وميـان تلقائيًا رفضت لأن الكل يجهل هويتها ! كان زواج كبير مو حفلة بسيطة على قولته ! من دخلت لبيـت العريس وهي جالسة بالحوش سلمت على المعازيم وخرجت للحوش بضيق يسكن روحها ! سمعت همسات بأن بتبدا الزفة استعجلت لداخل وهي تلبس عبايتها وطرحتها وتجلس بجانب جدتها .. أنزفت العروس بموسيقى لامست قلبها تأملتها وتأملت فستانها الابيض سمعت قول المطربة تطلب من المعاريم يتغطون لاجل بيدخل العريس تغطت ودخل العريس وخلفه جيش فرحان له كان مبتسم ويضحك ويرقص بيـده العريس سُقطت نظراتها على وجهه العريس ! صقر هذا ! صقر ما غيره ! ما تعرف أمه ولا تعرف خواته ولا تعرف أحد من أفراد عائلته لِذالك ماعرفت إنه هو العريس تلقائيًا سُقطت عيونها المليانة دموع على الطاولةٍ الحلا فيـه لصقة صغيره ترحب بالمعازيم ومكتوب تحتها " صقر و روى " كيف ماركزت على الاستقبال ؟ كيف ماركزت على كل زينه وكل حلا يتقدم لهم مكتوب أسم صقر وزوجته ! كيف الحزن أعمى على عيونها وما خلاها تركز لهدرجة ؟ انبتر قلبها المكسور توسعت حدقه عيونها بصدمة حست بشلال دم ينزف من قلبها مو أحسساس ! إلا متاكدة ولا كيف هالالم كله بدون دم ؟ طاحت بجحيم الحزن والأنهـلاك والغبنه والحرقة والغيرة ! أنتفض قلبها وأنشلع ماقدرت تبلع ريقها من بشاعة الشعور قلبها المتألم قدر بأنه يهد أضلاع صدرها تحس إنهااااااااا سقطت من جبل عالي
.
ميـان دخلت لغرفتها وهي تحس بنعاس تأففت وهي تـرجع خصل شعرها للخلف إقتربت من المراية وهي تنزل اكسسوراتها بأهمال التفتت وشهقت بذهـول وهي تشوف إمامها حارث أرتبكت من قربه وأبعدت بهدوء
لتُردف بغيض : الواحد يطق الباب .. يكح .. يتنح شي !
حارث : خوفتك ؟
أرتبكت من سؤاله وهزت راسها بالنفي بدون ماتناظر فيـه : ما أخاف !
أبتسم بسُخريه ورفع راسها بأصبعه : تقدرين تتكلمين وانتي تطالعين بعيوني !
رفـع حاجبيه بتقليـدّ لطريقة كلامها الى مضى عليه 3 ايام : تمام عندي لك خبر مايعجبك
ابتسمت بخفه من فهمت عليـه يقلدها ولأجل تقلده صمتت تنتظره يلقي هالخبر
قبض على خصرها وأقترب منها ليهمس عند إذنها: لو اشوفك ميته من الضما ما امد لك كاسه موية !
وتقولين بتحبني ؟
ميان ابتسمت وأردفت بـدلع :توك تحصل الرد ؟ لو ادري إن كلامي خوفك وخلاك تختفي ثلاث أيام كان قلته من زماااان
أقترب منها بسُخرية وبتساؤل : شلون خوفني ؟
هزت راسها بتأييـد : خفت تحبني وغبت عن البيت
حارث ضحك ضحكة عاليـه : لو أنحشر معك بهالغرفة لحالنا سنه ما حبيتك ! ما تعرفيني زين أختفيت ثلاث ايام عشان شغلي ماهب عشان كلامك الي مايودي ولا يجيب
أنحرجت من ضحكته وانجرحت من كلامه طعنها بالصميم مع كل حرف قاله تحبـه بفترة مُراهقتها والحين تسمع هالكلام الجارح منه ؟ حست بمصاداقية كلامه بذات لما قال " ما تعرفيني زين " هي كانت تتسأل ليه أهله ما يسالون عنه وهو مختفي ؟ والحين عرفت الإجابة لأنهم يعرفونه زيـن عكسها !
أكمـل ببرود ليغير مجرى الموضوع : جدتي صاحية؟
هزت راسها بالإجابة وببـرود يتساوى مع بروده: إيه
دخل لدورة الميـاة يأخذ شور خرج بعد وقـت قليل ولا حصلها موجودة لبس الثوب الأبيض ومشط شعره وتعطر وخرج بزينته الجذابة دخل الصالة وهو يردف بالسـلام ردوا عليـه ما عدا هي أكتفت بأنها تحرك شفايفها بهمس ، أبتسم لهبوب الي توقفت وسلمت عليه وقُبل راس جدته وجلس بجانبها هبوب أخذت ترمس القهوة وسحبت فنجال
حارث ناظر لميـان وببرود يعتريه : صبي لي قهوة يا ميـان !
أرتبكت هبوب وحست أن الجو متكهرب مدت لها الترمس لتُردف بممازحة : خالي ما تحب تشرب القهوة الا من يد ميان ؟
الجدة حصه بنرفزة عبست : عشتو ! ما عاد به وغدان وش دخلك بيـن المتزوجين انتي !
حست بالخجل يعتريها من كلام جدتها تمنت إنها سكتت ولا تدخلت فعليًا همست بخجل : أمزح يا جده
تـوقفت لتُردف بعد ما مدت له الفنجال: عن إذنكم
الجدة حصه عقدت حاجبيها : على وين يا بنيتي ؟
ميان ابتسمت لها بخفة : بنام شوي يا يمه !
أختفت من الصالة تحت إنظارهم دخلت للغرفة وأقتربت للتسريحة فتحت أول دولاب وطلعت الجوال إلي قبل يوميـن فتشت شنطتها الي كانت بظهرها وقت أخذها حارث ومن حُسن حظها حصلت جوالها وهي كانت تظن بأن حارث مأخذه وهو بالأساس ماخطرت بباله انه يفتش شنطتها لأن اساساً ما أنتبه للشنطه شافت 6 مكالمات من رقم غـريب ! دقت عليه ومافي إستجابه دقت مره ومرتين والثالثه كانت الثابته
إشتللللـع قلبهااااا ازدادت نبضاته لوهلة ظنت إنه فعليًا بيخرج من قفص صدرها ! شششهقت شهقة بانت من اخر وريد من قلبها
وببكاء هستيري ورجفة : عممــاد ؟؟ إنت عمااااااد
جااااوبني عماد جاوبببني وييينك يا أخوي ؟؟ خمسس سنين !! خمسسس سنين ما تكلم أختك ماتدري وين أرضها ما تدري وششش صار فيها ؟؟
عماد بتنهيدة مُتعبة : سامحيني يا خيتي
أجهشت بالبُكـاء الهستيري : ويينك ؟ علمني وينك
عماد : إنتي الي وينك يا ميـان ؟ وينك فيه علميني
أردفت وكان قلبها ينتفض : أنا بـ
انسحب الجـوال من إذنها والغضب تغلف على قلبه وأرتسم على مـلامحة وأنفاسه تحرقه لشدة غضبه : وينك يا وااااطي ؟ وينك يا**
قفل الخط تنفس بحرقةّ ورفع جواله وهو يدّق على عسكري كان على جمر ينتظر رّده وفعليًا رد
بغضب : ارسلت لك رقم حدد لي موقعه
ميان شهقت بخوف : حـ
قاطعها وهو يمدّ أيـده بمعنى " اسكتي " وصُمتت !
قفـل الخط وإلتفت عليها والغضب يفتك رأسه أقترب منها ونظراته الحارقة تحذرها كـونها بتطيح بجحيم غضبه : وش قـال لك ؟
ميـان هزّت راسها بالنفي برجفة ودموعها مليـانه بخدها أقترب منها وشـالها بعنف من عُنقها وثبتها على الجدار وأرخى يده من شاف ملامحها الي شبت أحمرار من الخنقة وعيـونها كانها بتخرج !
صـرخ بغضب يفتك رأسه وبنفضه : علميييني ! أحسن لك علميني ولا مو حاصل لك خير علميني ولا أدفنك وأنتي حيه
تصاعدت انفاسها بضيقة خنقتها وببكاء هستيري وضعف لأول مره يشوفه بعيونها : لا تسوي فيه شي!
بنفذ صبر وأيده الي على عنقها ترتجف ورخاها يحس الأرض تهتز من تحته بأقوى زلزال يمر فالتاريخ حس بدوخة عارمة من شدة غضبه وبتهديد: وش قال لك ؟ علي الحرام إن اخر مره أسالك هالسؤال !
ميـان فلتت نفسها منه والضيقة تكاثر في صدرها : ماقـال شييي !!! سألني ويييني بس ! ولو أدري وينه تحسب اني بقولك ؟ برمي اخوي بالنار ؟
لقط أنفاسه الغاضبة واردف بشرار : بتحرقه هالنار وعد مني لك
رقبت ملامحة الغاضبه وجبينه الي عروقه برزت من شدة غضبه ونظراته المرعبة خرج وهو تارك وعدها يتردد بمسامعها جلست على السرير بقلق وخوف على اخوها أخذ الجوال منها وتمنت إنها حفظت الرقم غمضت عيونها بضيق وهي تحاول تتذكر الرقم وما تذكر إلا الاربعة مُكرره برقمه همست وهي تدعي له !
ركب سيارته وهو يحـرك متجه للقسم وأنفاسـه تلهفّ وكان معلق على البوري بسبب الاطفال المنتشرين بالشارع والناس الي تبيع بعرّبياتهم والغضب يتصاعد لروحه ، قدر يتجنبهم وأسرع للقسم وبسبب سرعته قدر يوصل بوقت أسرع بكثير نزل وهو يركض وأتجه تحديداً للعسكري الي أول ما شافه توقف أحتراما له
وبأرتبـاك : حضرة الضابط ! توني كنت بتصل عليك للأسف الرقم الي عطيتنا الجوال تقفل وماقدرنا نحدد الرقم !
تصاعد غضبه لملامحة كل خليةّ فيه تشتعل نيران ضرب أيده على الجدار بعنف
اكمل بخوف منه ويحاول يخفيةّ : ولكن في معلومة بتفيدك
أرتبك من رفع نظر حارث له بصمت وكانه ينتظره يكمل كلامه
العسكري " نهار " فتح البروجكتر وأشر على الرقم: الرقم مو سعودي مفتاح الاتصال 971+ الرقم أماراتي مو سعودي ، يعني صاحب هالرقم مو باراضي السعودية ! او يمكن إنه بالسعودية بس يستخدم رقم أماراتي ناظر له بذهـول جلس على الكرسي وهو يحاول يتذكر شي قبل ٥ سنين لعل يحصل خيط حبل يفيدة بشي ! عُماد بالامارات ليـه ؟ على حسب علمه أن مالهم صله بالامارات نهائيًا ! فزّ كل ضلع فيه وهو يخرج ويركب سيارته ويرجع للبيـت دخل للبيت بعجلة حتى إنه ما أغلق باب سيـارته ! تحت إنظار جايد و خلف الي كانوا عند الباب بدون مايتكلم بشي دخل وأتجه لجناحه دخل وأتجهت عيونه عليها جالسة بقلق وخوف فزّ قلبها
وقـربت له وقلبها بينخلع من الخوف : لقيته ؟
أردف : قلتي كنتو بتسافرون وانفجرت السفينة وضعتو ! وين كنتو ناويين تسافرون ؟
إجتاحه الأرتبـاك وغرس بقلبها الخوف بلعت ريقها : ليش ؟
أحتد صوته وهو يتصبر : جاوبي بدون ليش !
هزت راسها بالنفي وجلست على الكنب بعناد : انا ماراح أعلمك ! تفهم ماراح اعلمك واعطيك معلومة يمكن بسببي يموت اخوي
تنفس بحرّقة وسحبها من ذراعها لحتى ماتوقفت إمامه مُباشر شدّ على معصمها وبغضب مكبوت : بيموت بسببك او بسبب غيرك ! صدقيني مو لصالحك إنك ما تعلميني !
شدّ على معصمها لحتى ما حست إن ايدها بتنخلع حاولت إن تخفي الالم وانها تتظاهر بعدم اللامبالاة بس فُشلت بُنيتها أصغر واضعف من بُنيته صرخت بألم ونزلت راسها وظهرها لتحت لعل إنها تقدر تفك نفسها منه
شدّ أكثر ورص على اسنانه : ماهيب مشكلة تنكسر أيدك ؟

صرخت بألم يعصر قلبها : الامـاراااات !
أرتخت أيده وخف الالم لكـن لازال يألمها تأكد تمامـاً بان عماد بالامارات خرج وهو يتجهه لخارج البيت ويتصل على رئيسة
جايد بعقدة حاجب : عمي في شي ؟
بعجلة وبدون ما يتوقف: مافي شي
جايد أستغرب وبهدوء مُـريب وعدم تصديق : نزلت من سيارتك مستعجل حتى الباب ماسكرته وجيـ
حارث قاطعه قبل ما يركب سيارته : بعدين ياجايد بعدين
خلف بسُخرية أردف : ما تعرف حارث ؟ أتركه لا ينثر جنونه علينا
الرئيس عايض : لازم تاخذ حرمتك معك !
حارث إتسعت عيـونه بذهول : ليه ؟ ليه يا عقيد !
أردف : بتفيدك كثير اخوها بيدق عليها وانت راقبها واذا دق علم الشباب ويحددون مكانه
أكمل كلامه بجدية : الموضوع سهـل بس لازم تهدأ وتترك العصبية على جنب شوي ! مو اول واحد الحكومة تدوره ! حط ببالك أي واحد نبيه بنجيبه من تحت الارض
حارث بتنهيدة مسح على وجهه : حاضر
-
صارت تشوف الكل مُكرر تسمع الأغنيه والتصفيق والضحك بشتات وضيـاع إضاءة البيت عاليةّ لدرجة أول مادخلت حست بصداع بس الحين ماتحس بهالأضاءة تحس إنهم طفوها لأن بدأت الرؤية تتشوش وقفت بصعوبة خرجت من البيت وهي تشوف الاطفال الي يلعبون قدامها متكررين ! وكلمات ووعـود صقر الكاذبة تتردد بعقلها باستمرار
" أحبك إنتي وبتزوجك مستحيل اخليك لغيري "
" يحرمون علي بنات حواء يا نجد يا مافي زواج "
" ما التفت ولا اشوف غيرك اخسي اتزوج غيرك "
لحقتها ضحية بغضب عارم منها بحكم إن من وقفت وهي تناديها بصوت منخفض بس ماردت عليها كانت بتسألها " وين رايحه ؟ " لكن بهاللحظةٍ هوى جسم نجد بالأرض من انعدمت الرؤية عندها شهقت ضحية وهي تنزل لمستواها وتضرب خدها بخفة وتناديها باستمرار ! دق جوالها وردت بعجلة
فياض بعد ما تأكد إن تمت الزفة أردف بملل : جده ماودكم تطلعون ؟
ضحية ردت بخوف : فياض مرّتك طاحت مغمى عليها مدري وش بلاها ! تعال أدخل للحوش مابـه أحد هنا
هو يعرف وش فيها هو الي خطط وتعمد بأنها تشوف صقر بعيونها تزوج دخل بعجلة وقرب منها وهو يضرب خدها بكل خفة
ناظر لجدته وبعجلة : جيبي عبايتها يمه
فعليًا توقفت ضحية وهي تدخل لداخل اخذت عباية نجد وشنطتها وخرجت ومدت له لبسها العباية بعجله ورمى الطرحة على وجها بحذر وهو يغطي خصل شعرها خرج من البيــت وخلفه ضحية الي لبست عبايتها وبرقعها
وصل للبيت ونزل وهو شـايل نجد وخلفه جدته الي تقرأ الاذكار بهمس مسموع وخوفها عليها متضح
دخل للغرفةّ ونزلها على سـريره
ضحية بقلق : ليش ما وديتها للمستوصف ؟
بتنهيـدة : ما عليها خلاف يا جدة لانها ما أكلت زيـن
ضحية ابتسمت : إيه وانا قلت ليكونها حملت ! مرّ أسبوع وعليها وهي عندك
أبتسم بسُخرية عارمة .. حامل وهو ما لمسها ؟ خرجت ضحية وأغلقت الباب خلفها جلس على الكنب وعيـونه عليها يقرأ بعيونها الحزن الهائـل ! يقرأ حُبها لصقر أستغفر ربه وصد عنها بغيرة ! بدأت تتحرك بإنزعاج مُلحوظ فتحت عيونها وهي تحس بصداع يُداهمها ناظرت لفياض الي مركزّ أنظاره عليها أسترجعت ذاكرتها وغمضت عيونها بعنف وصورة صقر وهو بكامل زينته والبشت عليه بعيونها رّقصه وزفته وعروسته هالصورة بين عيونها
ضغطت على راسها بصداااع ضربت على مخها بخفة لأجل الصورة الي ببالها تتوقف الصورة من بالها وضغطت أكثر بمحاولة تخفيف شدة الحزن الي تكاثر بقلبها ، ثمانية وعشرين حرف تعجزّ عن وصف حزنها وذهولها وضيقتها !
أمتلت عيونها دموع وبرجفة : ليش سويت كذا ؟
فهم مقصد سؤالها تلقائيًا حدّق فيها وأردف ببرود: الي سويته ينفعك أكثر من يضرك ! أستوعبي بالأول أن صقر متزوج وما يحبش ! يكذب لو أنه حُبه صادق ماكان تزوج كان أخذك ! ولا بعد كان فرحاان وهو يدري أن أهلك قفطوك !
صحيح كلامه وهالشي دمّر قلبها وخلعه من مكانه
صورته لازالت معلقة بعقلها الحزن هشم قلبها وأجهشت بالبكاء وهي تضرب مخها بعنف : كييف بنسسى انا ؟ كييف يسوي فيني كذااا ؟
تسارعت دقات قلبها حتى تنفجر العبرة ودموع عيونها عاجزة عن إنها توقف ، قلبها يجاهد ويتصبر على إنه مايطلع من ضلوعها
بلعت غصات الالم وببكاء هستيري وبرجفة : ليش؟ انا وش سويت له ؟ وشش سويت غير اني حبيته !
الذهول تملكه واحتل حواسه الغيرة انهشت قلبـه أنهيارها على صقر بحد ذاته إنهار قلبه الصلب !
وقف بنيه خروجه من الغرفة ما يقدر يقعد بالمكان الي هي فيـه ويشوف أنهيارها وحزنها على صقر ومايقدر يعصب وينجن عليها لأنها بحالة تبكي الحجر ! وقفت قدامها قبل ما يخرج من الغرفة ضربته بعنف على صـدره
تدحرجت الغصة الى ان وصلت لوسط حنجرتها : وببكاء هستيري : ليييشش خليتني اروح ؟ أرتحت الحين ؟ فهمني أرتحت اني رحت وشفت؟ روح قول لهم روح قول نجد تحب واحـ
-
تجمد الدم بعروقه وتسـارعت دقات قلبه أنتقض بغيرة وقاطعها : أعقبي يا نجد أعقبي ! انا سترك وغطاك انا ولد عمك وانتي شرفي وعرضي ما اضرك
ضحكت بسُخرية من بين دموعها : ما سترت علي ! أنت مسكتني من شعري ورميتني بالحوش وصرخت علي وعلمتهم بفعلتي قدام أمي وعماتي ! هذا مفهوم الستر عندك ؟ ضريتني بكلامك وبلعتها لكن ضريتني أكثر بفعلتك وديتني للعرس وانا توقعت إنك تبيني أغير جو وانبسط ماتوقعت إنك موديني عشان تحرق قلبي !
كل أوصـال جسمها يرتجف ويرتعش ضربت على قلبها وببكاء هستيري وبغيره : مو قادره أتنفس انا مو قادره أتنفس ليش استغفلني ؟ ليش كذب علي ليش ؟ أنا حبيته والله حبيته
أشعلت النار على أقوى معيار الغيرة تغلي بقلبه راقب وجها الي دموعها أمتلته قبض على ايده يحاول يمسك نفسه ويراعيها : أسسسسكتي كانك تبين النجاه اسكتي ! لا تهرجين كذا أحترمي اني ولد عمش قبل ما اكون زوجك واحترمي ان الرجال تزوج
خرج بعد ما رمى كلماته
-
" غيره فياض على نجد لانها من محارمة مو غيره حب "
--
سُليمـان مُجرد ما أنهمرت كلمات إيلين على مسامعه خرج بغيض وحقد يتكاثر بقلبه !
خروج قايد الي مسكه من ياقته ولكمه بعنف تجاهل صرخة وريد وشد أكثر على ياقته من حس بأن جسمه بيهوى على الارض
قايد بغضب : وشش جابك لهنا إنت ؟ لا تستعجل وتجي للموت بنفسك !
سُليمان دفعه بغضب : إيليـن بنتي وباخذها غصبًا عنك القانون موجود والحق معي !
قايد أشتعل القهر بداخله وبغضب : تخسى ! بنتك الي ما تدري عنها ؟ بنتك الي مو معترف فيها ؟
سُليمان أقترب من وريـد ومسك أيدها بعنف : امشي معي إنتي !!
سحبها معه وهي تحاول تفلت نفسها منه وبنبرة ترجي : يبه تكفى أتركني مابي اجي معك ! بقعد هنا
مارّد على كلامها وأستمر بأنه يسحبها لخارج المستشفى تحت أنظار قايد الي تجاهل إنها مجبورة على الخروج مع أبوها ! وتجاهل إنه فعليًا يسحبها ولا كانهم بمكان عام ! داهمته ذاكرته وقت عطته المبلغ لاجل يعالج إيلين ! ووقفاتها معهم بالثلاث الايام هذي كانت تقعد بالمستشفى كثير وتسأل وتستفسر على حالة إيلين ! و ما قدر يسمح إنها تروح مجبورة وهي وقفت معهم ! قرب منهم وسحبها لخلفه من بيـن أيد أبوها !
أردف وهو يرص على أسنانه : دامها ماتبي تجي معك تخسى تأخذها
سُليمان ضحك بقهر : تتدخل بإيلين قلت ماعليه بكيفك لأنها أختك ! بس تتدخل ب وريد انا هنا أوقف بوجهك وأقول مالك دخل ماهي أختك !
قايد بغضب مكبوت : واذا ماهي أختي اشوفها مجبورة وأسكت ؟ دامها ماتبي الروحة والله ماتطلع من هالمستشفى وما تجي معك لو تجيب الدورية كلها !
سليمان تنفس بحرقة وأردف بتهديد : إنت تتدخل ببناتي كثير يا ولد !
ناظر لوريد وبحدة : وانا دلعتك كثير يا وريـد وهذي النهاية تفضلينهم على ابوك ؟
أبتعد عنهم وترك هالمُمر والمستشفى بأكماله وهو يتوعد بقايد بحقد وغييييض وغضب !

مسح على وجهه وشعره وهو يتأفف مايبي يواجهة إيلين بعد ماعرفت أبوها مشاعره تضعف عند خواته !
وريـد قربت منه وبيدها قارورة موية مدتها له رفع راسه واستقرت عيونه عليها لثواني وأبتسم بسُخرية وصد عنها بمحاولة كبته على غضبه
وريد بعفوية : تبي كوفي ؟ او تبي شي بارد ؟ او جوعان ؟ ماشفتك تاكـ
قاطعها بغضب وهو يـوقف وبانفعال : وشش دخلك اكلت ولا ما اكلت وش دخلك وش تظنين نفسك انتي ؟ زودتيها إنتي انشغلي بنفسك وبابوك وفكينا مانبي لا مويه ولا شيء ساعدتينا بمبلغ علاج إيلين لصقتي فينا خلاص بنسدد هالدين لا تشغلينا
سكتت بذهول الي سيطرت على أطرافها سرت بجسمها رجفةّ خفيفة
وبلعت ريقها بصعوبة : وش تقصد ؟ اني اتمنن عليكم يعني ؟ إنت تدري اني دفعت مبلغ إيلين وانا مابي ولا ريال منكم ! دفعته عشان إيلين أختي
أمتلت عيونها دمـوع : إنت زعلان ومعصب على الي عاشته أمك بسبب ابوي ولكن انا بريئة ! انا أكثر وحده بريئة بهالقصة أعلمك ليه ؟ لأنك تحاسبني على شي انا ما سويته تحط حره أبوي فيني تعاقبني وتحاسبني وكاني انا الي ماذيه خالتي مريم !
أستغفر ربـه بضيـق وهو يعرف إنها بريئة بس مايقدر يقنع نفسه بهالشي مايقدر يسكـت وهو كل مايشوفها يتذكر أبوها
بسُخرية أردفت والغصة مستوطن بحلقها : ليت تشوف أخطائك وتركز عليها ! تظن إنك الوحيد الصح والباقي غلط للمعلوميةّ إنت غلطان نفس
ما أبوي غلطان
أرتعش جسمه بغضب وبحدة : لا تشبهيني فيه ! اخسي وأعقب أصير مثله ! انا بوش غلطت ؟
أردفت بقهر : نفس ما تشوفني غلطانه وانا مالي ذنب ! فانت غلطان بهالشيء وتحاول تبعدني عن إيلين !
ضحك بسُخرية : ابعدك عن إيلين وانا بنفسي قايل لها عنك ؟
اكمل بجدية : صدقيني لو ابي ابعدها عنك اقدر بسهولة ماكان خليتك تقعدين ثانية وحدة بهالمستشفى
بلعت رِيقها بتصـديق و بضيقه : حاول تغير وجهة نظرك عني لأنها تضايقني
-
شدت على قبضة قارورة الموية وابتسمت بسُخرية : وأسفين على الازعاج المفروض ما اسوي عمل خيري المفروض اترك انسانيتي على جنب اذا شفتك لان المعروف ما ينفع معك ! ماتبي مني شي وبنشغل بنفسي وبابوي على قولتك أسفين كثير لاني اشغلتك وأزعجتك
اكملت بقهر يتلبسها : فعلا انا وش دخلني فيك إنت صادق وشكراً لك لانك وقفتني عن حدي ماعاد بشغلك وازعجك
ابعدت عنه بقهر وضيق تحس إن ودها تجهش بالبكاء الهستيري مسكت نفسهل بصعوبة وابعدت عنه دخلت للكوفي الي بالمسشتفى وهي تجلس على الكرسي بضيق يتوسط صدرها ! تأفف قايد وأقصى ضلع بصدره منهلك ! ما يألومها لانه قسى عليها كثييير بنظراته وصده ومرات بكلامه
--------
الحزنّ والأنهيار بدأ يستولي على تعابير وجهه نجـد جفل قلبها ونبضات قلبها تعالت !
هزّت راسها بالإجابة والحزن مستقر بقلبها والحزن هبط على اعضائها لدرجةّ تحس ماتقدر تشيل نفسها من مكانها من ثقل هالحزن همست : متزوج! صح تزوج
نفضت راسها لعل وعسى الصورة المعلقة بعقلها تتلاشى لكنها مستقرة براسها وغزّت براسها كانها تعاقبها تحس أوصال جسمها ماعاد قادرة تشيلها كان جبل متكي عليها كل بقعة بجسمها تبكي مسحت على وجها برجفة وجلست تلقائيًا أو سقطت ما تدري ! بس الي تدري إنها ماتقدر توقف على حيلها المهدود ماتقدر تشيل نفسها
رفعت راسها له ودموعها مكارثة بوجها : سكت لك كثير وتغاضيت عن كلامك وتجريحاتك لي لأن كنت خايفة تاذيني بصقر بسس الحين ما عندي شي أخسره ! لانك أذيتني حيل أذيتني خلاص كذا ؟ أرتحت خمد الحقد الي بداخلك ؟
قرب منها ورفع راسها من قبض على فكها تأمـل عيونها الغارقة بالدموع و بالحزن : انا بسس فتحت عيونك على شي كنتي تجهلينه ! لو ماعشتي هاليوم بتمر ٣٠ سنه وانتي تفكرين بصقر وتحبينه وتشوفين أني سارقتك منه وفرقتكم ! عشاان كذا الي سويته صح ما ابي تتوهمين بانه يحبك ما ابي تفكرين برجال وهو متزوج وانتي جالسة هنا تحترينه !

الي أوجع قلبها واهّلك كل خلية فيه ودمره أن كلامه حقيقي وصحيح كلماته تنهال على مسامعها ولا عاد في عذر تلومه ! فعليًـا لو مر مليون عام بتظل تشتاق وتحب لصقر ومايكون فياض بنظرها إلا الي سرقها من صقر حتى لو علاقتها مع صقر كانت مُبنية على حرام بتظل تكره فياض لان بنظرها ما أعطاهم فرصة يعدلون خطاهم ويتزوجون تلقائيًا دخل بينهم ودمرّ العلاقة وتزوج نجد ! لولا هالزواج ماكانت عرفت إنه تزوج ! صحيح الاخبار تنتشر بهالقرية لكن بتظنه مجبور على الزواج ! بتظن إنه مو هو بتظن كل شيء بس ما بتصدق إنه تزوج برغبته وبكامل رضاه ، خرج من الغرفة وهو كان متمسك باعصابه وغضبه وغيرته تحمل بعنف وضغط على وجع قلبـه حاول يخفف على جرحها بدون ما يبين هالشي ! يشوف زوجته وبنت عمه مكسورة ومنهارة وتبكي عشان عشيييقها ؟ رش ملح على قلبـه وضغط عليه وهالمرة قسى على قلبـه وواساها وبخاطره إنه يغضب ويصرخ وينجن عليها لأنها تبكي على صقر وحزينه عليـه !
----
الجدة حصة : لعنبو هالشنب بتدخل الثلاثين وإنت ماهب يم الزواج ولا تفكر به ؟
خلف أردف وهو ينزل الفنجال من أيده: أفهميني يا يمه حصة تكفين ! أنا رجال ما اصلح للزواج ولا أدل به درب !
الجدة حصه صغرت عيونها وبجزع : ولد ليكون فيك بلا وعشان كذا ماتبي الزواج ؟
خلف أنتفض برجولة وفزّ بجسمه : يمه وش هالهرج !
الجدة حصه بحدها : أجل وراك ما تتزوج ؟
خلف بنرفزة : ما لقيت بنت الحلال
الجده حصه : بنات الحلال والحمايل وش كثرهم !
شهقت بخفة وباستنكار وأنتقاد : ولا قصدك تدور لك وحده تحبها وتعشقها وبتاخذها ؟ إنت وين تظن انك فيه ؟ بامريكيا ولا ويش ؟
ضحك بخفة على كلام جدته ليُردف : لا يمه بس مالقيت المُناسبة !
الجده حصه ابتسمت بخفة : دلال ! بنت ناصر خوي عقاب اخوك
هز راسه برفض وبهدوء : أبوها مادي ومصلحجي
الجده حصه : طيف بنت السالم ساكنين قدامنا !
خلف بهدوء : شفتها بالشارع البنت بيضه حيلللل وأنا ما احب البيض بزياده
الجده حصه : نوف عبدالله الي أمها خويه امك !
خلف برفض : ابوها مات من سنه ويقولون أنها اكتئبت الي فيني مكفيني ماني ناقصها
الجده حصه : لانا بنت ال زايـد ؟
خلف برفض : متهاوش مع اخوها
الجده حصه : جود ؟ ابوها حذيفة الي يشتغل بمحل الذهب ! البنت متعلمة ودارسة ودكتورة
أنتفض بغيض : يمه تبي اخذ دكتورة انا ؟ تشتغل بين الرياجيل ! ماباقي الا هذي ! وبنت حذيفة مدلعة على حسب كلام أمي والبنات
الجدة حصه بحدها : لعنبو دارك قل مابي الزواج أبرك طلعت عيوب بهم على الفاضي ! انت بتتزوج البنت ولا بتتزوج ابوها واخوها يومنٍ ترفضهم عشان اهاليهم ؟ وخذ لك وحدة فاهمه وواعية ومتعلمة احسن لك من وحدة جالستن عندك بدون فايدة ولا زايده !
هز راسه بالنفي وباعتراض شديد وبغيرة : تحرم علي اذا موظفة بوظيفة مختلطة
وأكمل بهدوء : وانا سامع انها متزوجة ! فكينا من هالطاري يا يمه يرحم والدينش !
أبتسسـم على دخول جايد الي أنقذه بدخولة : إييه جايد حياك الله
أستغرب جايد ليُقترب منهم وبممازحة : وراه هالرجال مسحور ؟
الجدة حصه بغضب : فالك ما قبلناه !
خلف برفعة حاجب : أعتذر مني انا عمـك ياورع
جايد بضحكة خفيفة : والله إنك تخسى ! انا من يوم اكتشفت صغر عقلك حاذف العمومة ورا ظهري أقعد بس لا اذبحك هنا
هجم عليـه خلف ولف أيد جايد تحت تأوهه تحت صراخ وخوف سراج
الجدة حصه بغضب : يا عيـااال يا عيـال اقعدوا لابارك الله فيكم كسرت ايد ولد اخوك
خلف بضحكة وهو مستمر يتضارب مع جايد : يستاهل خليه يتأدب
خرجت وهي تتحلطم بغضب وقهر منهم
------
دخل للغرفة واستقرت عيونه عليها جالسه على الكنبة ومنزله راسها للأسفل وغارسة أيدينها بجذور شعرها وتهز قدمها بعنف من شدة توترها تأملها لثواني ولمح الضيق على تعابيرها انتفضت من ركزت انظارها على نعال بُني " اكرمكم الله "رفعت نظرها تلقائيًا للي لابسه واستقرت عيونها على ملامحة الحادة
بجمود : جهزي ملابسي وملابسك بنسافر
ميـان رفعت راسها له بذهول : نسافر ؟ وين ؟
أنزعج من أسالتها وأنزعج اكثر من لمح دموعها المتعلقة بعيونها على أستعداد للنزول مارد عليها ولف لجهة الباب بنية خروجه لكن توقفت بجسمها الصغير قدامه بقصد تمنعه من الخروج
حدقت بعيونه وهي ترّدف بحدها وقلبها يتألم :لقيت أخوي ؟
حارث قرب منها ورفع أصبعه السبابة وضربه بخفة على راسها وبشرارة : وقفي أساله وشغلي مخك عشان تعرفين أني رجال صابر وساكت عنك ! لا تخليني أنثر جنوني وأخليك تعوفين الدنيا وباللي فيها !
بُترت تساؤلاتها واستشعرت حشرجة عنيفة وقاسية تمر بقلبها ترك بصمة الجدية على تهديدة ..

حارث أردف بجمود وحزّم : موعد الطيارة باقي لها سـاعتين البسي عبايتك وغطي وجهش
تكتفت بهدوء مُريب : وين رايحين ؟
حارث بنرفزة : قايلك ما أحب الأسـاله الكثيرة فكينا منها
ميـان خوفها على عمـاد يجتاح قلبها صغرت عيونها بتساؤل مُريب : طيب وش عرفت عن أخوي ؟
قرب منها خطوتين الى صارت قدامه تماماً نزل راسـه لناحيتها حاوط خصرها بيـدّ وقربها منه أكثر وحدق بعيونها: وش فهمتي من كلامي؟
أرتبكت من قربه زّلزل ثباتها وانخدشت قوتها أرتعش اطرافها بكل ضلع من ضلوعها تستشعر برجفة تسري بجسمها ومن قوة إرتباكها تستشعر قلبها بيفور من ضلوعها ! أزدادت دقات قلبها وخصرها أرتج بعنف من قبضة أيده تحررت نظراتها لكـل مكان بهالغرفه إلا هو
همست بصعوبة لتثبت أن لها سُلطة على قلبها الي كان يرفض هروبها من بين أيد حارث : أبعد عني !
إرتعشت مسامعها وجمدت ثروة توترها وخجلها من قربه من أردف بـ " ماني طالب قربك " كلماته تركت قلبها يتحضر ما تعرف تحدد مشاعرها إتجاهة لكنها مو كره ولا حُب ولا أعجاب لان ! ما تدري وش مشاعرها إتجاهة شي بداخلها يبيه ويقول ليت إن مابيننا عداوة ودم وثار ! وشي ثاني يقول أبعدي عنه غايته وحدة والي هي الأنتقــام حارث أبعد عنها بعد ما رمى كلامه الي يُظن إنها ماتتأثر بهالكلام يُظن مشاعرها إتجاهة نفس مشاعره فقط تدور حول الأنتقام والكره والتحدي والغيض !

Comment