#مرت سنة واخاف لا يروح العمروأنا أنتظر والشوق باقي ما انمحى

2
-
يوم جـديد العصر تحديدًا القرية، سّلم من الصـلاة وإلتفت بهدوء وسُقطت عيـونه بعيون اخوه الأكبر عقـاب إستـوقف وهو يخرج من المسجدّ ليُلتفت على عقاب الي ناداه
عقاب بغضب مكبوت : وين كنت ؟ إتصل عليك ولا ترّد ولا رجعت للبيـت ؟
حارث ببرود : تحاسبني ؟
عقاب بنرفزة : حارث أحترم أخيك الي أكبر منك !! وشش العلم حرمة وزوجه مين هالحرمة ؟
ببـرود : مابـه علم ولا شي ! متزوج وبس ماهب أنتو تقولون تزوج تزوج ؟ هذاني تزوجت !
عقاب أبتسم بتسليك ومجاملة وهو يرفع أيده بقصد السلام ويردّ على أهل القرية الي يرمون السلام ويسالونهم عن أحوالهم همس بغيض : أمش أمش ماهب بوسط الشارع نتكلم ! إنت ماتداني طاري الحريم ولا تداني سوالفهم ولا تداني الزواج وتجي معك حرمه وتقول متزوجها من خمس سنين ؟ ماهب مشكلة تزوج ليه ما علمتنا ؟ ومن هالحرمة الي مأخذها ؟ وشلون تأخذ وحده ماهب مننا ولا فينا ؟ شلون تأخذ وحده من برا القرية ؟ لعنبو دارك إنت ما تتحمل دلع الحريم ولا تتحمل الرفلات ولا تتحمل وحدة عاداتها وتقاليدها غير عننا وشلون مأخذ وحده ماهي من القرية ؟
حارث بقهر مكبوت : خذ نفسس يا رجال خذ إنتهى الموضوع زواج وتزوجت لاعاد تجيبون طاري هالموضوع !
-
دخلوا للبيـت وخلفهم جايد وفياض تنح وهو يُطرق الباب وتلقائيًا حريم أخوانه نزلو براقعهم على وجيهم
حارث ببـرود : يا بنات روحن داخل ولد عمكم بيدخل
وفعليًا توقفت ضماد وخلفها نجد وهبوب ودخلوا للغـرف تحت تذمر وغيض نجد وهي بكامل نرفزتها
أردفت وهي تجلس على السرير وبقهر : وإذا بيدخل؟ يا خير يا طير ! يا ذا فياض يرفع ضغطي
هبوب بتنهيدة : حرام علييييـك وش سوا لك ؟ والله إنه حليل تدرين جدتي تعشقه
أردفت بسُخرية : جايبه شي جديد ؟ جدتي تحب كل الذكور العائلة
نجد بحدها أكملت : تتذكرين يوم هاوشنا عشان ضحكنا بالسوق ؟ شوي ويذبحنا ورجعنا للبيت !
ضماد شهقت بذهول وقرصتّها : جدتي لا تسمعك وتحرقك صدق هي خلقة معصبه ! وبعدين إنتي وش هالحقد ؟ للحين ما نسيتي وهالسالفة لها سنه
نجد ببرود : ما صارت سنه للحين باقي شهر وتصير !
هبوب بمـلل : بنات أنا مليت ابي أطلـع !
ضماد وهي ترفع شعرها وتربطه : زوجة عمي شعاع بتطلع تشتري نواقص المطبخ روحي معها
نجد شهقت : بروح أنا بعـد !!
هبوب بضحكة خفيفة : توك تسفلين بولدها !

بنفس البيت ولكن بجهة مُختلفة أرتشف من القهوة وهو يناظر لأخوانه وعيال أخوانه وأمـه !
أردف بتنهيدة : ما يهـون زعلك علي يالغالية ! لكن ما أحب كثرة الأسالة ولا أحب الي يتدخل فيني إنتي تدرين إن هذي حياتي واتزوج وأخذ الي ابيها
ضحية بغبنه : لا تكسر كلمتي ! بتأخذ بشاير ! وشش تبي الناسس يقولون عني ؟
فياض بتنهيدة : هدي يا جدة خلاص انا بأخذها هالبشـاير
إلتفتت عليه بغضب : قلت لأهلها إني جاية اخطبها لحارث قلت للناس قريب بتحضرون عرس ولدي حارث وبشاير أكبر منك بسنه !
حارث بحدة : ماهب ماخذها ولا انا بأخذها مالها  نصيب عندنا وإنتي يا يمه لا عـاد تقولين كلمة لناس وإنتي مب متاكدة منها أنا مانيب ورع تختارين لي الحرمة الي تبينها ماهب انتي الي بتعيشين معها تقفل المـووووضوع ولا عاد أحد يفتح عندي هالطاري !
خرج وهو يتجهه لخلف البيت إلى قسمه جناحه
في حال إفراد العائلة بيخرجون من البيت لازم إستئذان يا من رجال البيت أو من قائدة البيت ضحية !
شبكـت يدينها ببعض بإرتبـاك مُلحوظ : يا جدة عادي نطلع أنا وهبوب مع زوجة عمي شُعاع ؟
ضحية رفعت نظرها لهم وبضيّق: روحو روحو ! ولا تبعدون عنها ماني ناقصة فضـايح !
هبوب أبتسمت بتوتر وهزت راسها : شكراً جدة
خرجوا وهم كابتين على فرحتهم دخلوا للغرفة ولبسو عباياتهم بشكـل سرّيع .. شُعاع خرجت من البيت بعبايتها الراس الساترة كل جسمها وعلى إيدينها قفازات سـود بحيث إن تستر أيدينها أبتسم بلهفة وحب وهو يقترب لأمـه وهو يُقبل راسها
وبتنهيدة : على وين يالغالية ؟
شعـاع " أم فياض " : رايحة للسوق وأنا أمك في أغراض للمطبخ ناقصة
فياض بهدوء أغلق الباب وهو يردف : مشينا بوصلك
هزت راسها بالنفي لتُردف : بنت عمك وبنت عمتك جايين معنا يبنّ لهن غرض من السوق ويتمشون شوي
فياض رفع حاجبيه بسُخرية : وين هم رايحات يتمشون ؟ كله سوق شعبي
شعاع بضيق : يا ولدي تراهن محبوسات بالبيـت ماهب زيكم يطلعون ! حتى للجيران والعزايم يملن من القعدة كلها سواليف كبار ولا في احد كبرهن

ركّضت نجد للبـاب من شافته مُغلق وظنت إن زوجة عمها راحت لأن كانت تنتظرهم عند الباب وقالت " أستئذنو من جدتكم أنا انتظركم هنا "
فتحت البـاب وهي ترّدف بنبرة عـاليةّ : عمممـه !
شهقت بذهـول ورعب من شـافتها عند الباب وقدامها ولد عمها فيـاض
فياض إلتفت على صوتها وبغضب إنهش قلبـه بسبب صوتها المُرتفع : بببنت !!
إجتاحه التوتر والأرتباك والأحراج وهمست : أحسب عمتي راحت !
فياض بغضب مكبوت ناظر لهبوب الي خرجت وتوقفت بجانب نجد : وعلى رفعة صـوتش وصراخش إلي كلنّ سمعه مافي روحه عودي وراش !
نجد بذهـول : جدتي قالت روحو !!
فياض بغيض : وأنا أقول مافي روحة طلعتي من البيت تقبضين لسانش وما تتكلمين تفهمين ولا لا ؟ وذلحين عقابش ماتروحين
شُعـاع بذهول : يا يمه وش تقول إنت ؟ خلها تجي
نجد زمت شفايفها وهي كاتمة دمـوعها وغضبها : والله لأعلم عليك جايد وأبوي وعمي حارث
أبتسم سُخرية على تهديدها وبعنـاد أكبر : أعلى
ما بخيلك أركبيه وذلحين أدخلي البيت
إلتفتت بغضب وهي تدخل للبيـت ودموعها متحجرة بعيونها
فياض ناظر لهبوب وبحدة : بتجين إنتي ولا بتظلين واقفة ؟
إرتبكت وتقشعر جسمها بخوف منه هزت راسها بالنفي وبهدوء : نجد مو رايحة أنا ما اروح
رجعت بأرتباك بخوف من ردة فعلة ودخلت
فياض بسُخرية : أحسن
-
مترددة خطوة تأخذها للأمـام وخطوة ترجعها للخلف كلام قلبها يُعاكس كلام عقلها لكنها أتبعت قلبها بكل عاطفية وطرقت الباب متجاهلة إرتجاف جسمها والقشعريرة الي سرّت بجسمها
يُسر فتحت الباب بلعت ريقها بذهـول وهمست : وريـد ؟
وريـد إنقبض قلبها من شدة التوتر وهمست : أبي اشوفها يُسر
يُسر بذهول : بيذبحني قايد لو عرف !
وريـد بذهـول : أختي ! أختي هذي يُسر
وبغصة وترّجي : تكفيـن يُسر ! خليني أشوفها بسس  ماراح أعلم أني أختها بشوفها بس
يُسر بتنهيدةّ حزنت عليها وفتحت الباب لها دخلت وهي تتـأمل البيت الي فعلاً يُقال عنه بيت شعبي الجدران مخّدوشة وخربانه صغيييرة السقفّ ممكن لو امطرت ورعدت بينهدم عليهم الشبابيـك الحديد مثبته بصعوبة بسهولة تقدر تنخلع ! وعلى رُغم حالته الي لا تُرثى عليها إلا إنه نظيييـف !
يُسر أشرت على الغرفة وهمست : موجودة هنا أسمها إيلين
بلعت غصتها ودمـوعها تغرق خدها وبإعجاب : إيلين !
دخلت للغرفة وكتمت شهقتها سحبتها بقسساوة وكتمتها بصعوووبة ! من شافتها بدون شعر وبدون حـواجب عرفت إن أختها مريضة سرطان !
أنقبض قلبها وأوجعها إقتربت منها وبغصة : إيلين؟
إيلين همست بتوتر : مين إنتي ؟
إقتربت منها وهي تجلس بجانبها مسكت أيدها وقُبلتها : أنا وريـد !
بلعت كلمتها بصعوبة ولا كانت تُرغب بإنها تقول لها " أنا أختك يا إيلين " سُقطت الطرحة على أكتافها وبـان شعرها الحرير الكثيييّف وكان مفلوت وأتضح طوله لتحت ظهرها !

إيلين بذهـول وفرحة : شعرك مره حلو ! أنا ابي شعري يصير حلو زيـك
إنكسر قلبها أنغمر الحزن بقلبها وبوجع : اوعـدك بأن بتطولين شعرك اوعـدك إني بسوي كل شي عشان تتعالجين طيب ؟
إلتفتت على الطاولة الي تتوسط فيها مقص سحبته بجنون لتُردف ببحة : بقص شعري الحين ونطول شعورنا أنا وانتي مع بعض !
ربطت شعرها وقصـت الذيــل الطـويل وصار طول شعرها لعُنقها تحديداً ! حتى ما ألتمس كتفها !  عكس قبـل ثواني كان لتحت ظهرها ! شهقت إيلين بذهول وبهاللحظة دخـل قايد إلي سمـع كلامها وإقترب منها بغضب وإنفعال ماقـدر يسيّطر على غضبه
-
ميـان من أمس ما اكلت شيء ولا شـافته ! حست بجوع يداهمها أبتسمت بسُخرية وهي تتذكر هبوب وقت جت واعتذرت لها من ورا الباب وقالت إن المفتوح مو موجود عشان تجيب لها أكل ! إلتفتت وهي تحس برجفة من شدة الجوع والضما ! حتى الحيوانات محد يقدر يتركهم بدون أكل وبالذات الموية فكيف إنسانه يحبسها بدون أكل وبدون موية؟ لمحت قارورة موية على الكمادينه ركضت لها وشربتها كلها وهي تتنفس بصعوبة وحست إنها ما أرتوت تحتاج لموية أكثر ! هالموية أحرقت وأوجعت قلبها لإنها حاررررة ما تدري لمتى وهي موجودة بهالغرفة ! وفوق كذا مفتوحة يعني شربت من وراه ! لو مو مُضطرة إستحالها تتجرأ ! فزّت من سمعت صوت مفاتيح كانت جالسة على الأرض ومتكية ظهرها على السرير فتح البـاب ودخل تلقائيًا سُقطت عيونه عليها !
تـوقفت بغضب وهي تشدّ على عبايتها الي ماقدرت تنزلها تخاف إنه يدخل مرّت من عنده بنية إنها تخرج من الغرفة لكـن قبض على ذراعها
وهمس وهو يرص على أسنانه : على وين ؟
ميـان بقهر مكبـوت : إتررركني أنا مو عبدة عندك عشان تحبسني وتمشيني على كيفك
حارث أبتعد عنها وأغلق الباب وقفله ووضع المفتاح بجيب ثـوبه وبسُخرية : تعالي أخذيه ؟
إرتبكت وهزت راسها بالنفي بتوتر همست : بطلع من هنا إتركني
حارث ببرود أكثر : وين أخوك ؟

ميان بغصة : ما أدري ! والله ما أدري حارث تكفى أتركني أروح إنت ما تحبني وتبي تنتقم بسس ! خلني أروح تكفى
حارث بغضب أقترب منها وهو يقبض على فكها بعنف شدّ علييه والنيران الي تطلع من عيونه شلوطتها همس بغضب حادّ : ما أحبك ولا أدانيك ولا ودي أشوف وجهك ولا ودي أسمع صـوتك بسس إنتي زوجتي وهذا مكـانك رضيتي ولا ما رضيتي طقي راسسـك بالجدار ، لا لقيت أخـوك وسجنته قدام عيييـونك وعدموه قـدام عيييـونك بطلقك وأرميك بالسجن لأنك واطية ! بعييييشششــك شوي من الي عشته بالخمس السنين المُر الفقد الفراق الاخو والصديق أنا فقـدت أخوي وأنتي بتفقدين أخوك !
--
كانت تجهش بالبُكاء بحرقه وقهر يحتويها متجاهلة مؤاسـاة ضماد و نجد وأردفت بقهر :وش هالعيشة؟ ودايـم جدتي بصفهم خلاص قلنا عمامي معها حق تصير بصفهم عيالها بس الحقير فياض وتسلطه وتسلط جايد ؟ شكلها ناسية إننا حفيداتها زي ماهم أحفادها بسس جدتي عندها كلمة الرجال مُهمة وأنا بالطقاق وش هالعيشة الزفت ! لو أهـرب أبرك لي
إتسعت عيونها بذهول وكان ذهـول ضماد ونجد أشد من دخول ضحية الي إنذهلت من الي سمعته إشتعل بداخلها الجنون إقتربت من نجد الي توقفت برعب وكانت بتبرر لكـن شهقت بذهول من الصفعة الي وصلت لخدها !
بذهـول وغضب وكانها تطلع حرةّ زواج حارث فيها شدت شعرها : تبين تهربين ؟ تبين تجيبين لنا العار ؟ تبيـن ؟ والله لأقول لعمك حارث لاخليه يريبيك من أول وجـديد
ضماد بذهول وخوف : جدة تكفين إتركيها ! ماتقصد كذا بس زعلت لان فياض عيا يخليها تروح
ضحية تجاهلت كلامها وشدت أكثر على شعرها وهمست بغضب : دامـك تفكرين بالهروب أنا ادور لك عريس يأخذك !
رمتها على السرير وخرجت وأجهشت بالبكاء الهستيري : اتزوج !!!
هبـوب عضت طرف شفتيها وهمست وبخوف : تكفيـن يا نجد أسكتي لا ترجع مره ثانية ما تعرفين جدتي ؟ قالت كذا لانها معصبة
نجد بحرقة قلـب وغضب أردفت من بين دمـوعها الحارة : لو أخذت واحد غير صقر والله لأنتحر تفهمووون ؟ والله لانتحر

ضماد شهقت برعب ووضعت ايدينها تغطي فمها من ذهولها كيف تصرح إنها تحب واحد بصوتها العالي ؟ هي ونجد يعرفون إنها تحب صقر الي يشتغل بالبقالة وهو الشخص الوحيد الي حبته بهالقرية وراضية تتزوجه على إنها دائمًا تتباهى وتقول إستحال إني اتزوج واحد بهذي القرية ولكنها وقعت وحبت وعشقت ! ووقت يتكلمون عنه كانو يتهامسون حتى ما يذكرون أسمه يسمونه بأسم بنت ويتكلمون عنها على أساس هالبنت صقر ! من شدة خوفهم وحرصهم بأن احد يسمعهم ووقتها متأكدين تماماً إن بتصير جريمة قتل ببيتهم ف كيف جتها الجراءة تصرح بهالشكـل ؟
هبوب شهقت برعب وأغلقت الباب ورجعت : مجنونه إنتي ؟؟؟ لو أحد سمعك !!
خرجت ضحية للحـوش على دخول فياض وأمه الي سلمت ودخلت للبيت وبيدها أكياس الاغراض
ضحية بجمود : تعال أجلس
جلست على الجلسة الأرضية وجلس بجنبها بعد ماقُبل راسها باحترام : سمي يالغالية
ضحية بقهر : ذلحين تدور لي واحدنٍ زين ياخذ بنت عمك يستر عليها
فزّ قلبـه وكانه لسعه كهرب من قالت بنت عمك عرف المقصودة نجد لأن بنت عمه الثانية ضماد مخطوبة فأكيد تقصد نجد والأدهى من هذا نجد الوحيدة منهم الجريئة وملسونه .. هبوب خوافه وضماد خجولة
-
أستوحش بغضب وإنفعال : العلم ويشش يا أم عقاب بنيتكم مسوية بلاء ؟
ضحية بتنهيدة : مو مسوية بس بتسوي سمعتها تبكي عند هبوب وضماد وتقول لهن لو اهرب ابرك
للحظة إنزاح عن صدره هم وأمتص غضبه كانه فهم مغزى كلامها إنها مقهورة منه لانه ما خلاها تروح : تعقب اكسر رجولها رفضت أخليها تجي معنا للسوق
فياض رفع نظره لجدته وبسُخرية : وزعلت !
ضحية بغضب : وإذا سوتها ؟ ناقصنا فضايح ؟ ماهب كافي عمك تزوج وحدتنٍ ماندري عن اصلها و فصلها ؟ وهذي لاهربت وين نودي وجيهنا ؟
أشرت على نفسها بغرور وحرقة قلب : انا انا ضحية بيوم وليلـة يصير بي كذا ؟ اللهم لا أعتراض بس ياويلي عنـك ياولدي أجل تسوي بي كذا ؟
فياض تنهد وهو متفهم غضب وقهر جدته إستوقف مُباشراً : الله يحلها إنتي لا تشغلين بالك وتذبحين عمرك بالتفكير وعمي ماهب ورع يعرف الي يسويه وهالعـوبة نجد خليها على جنب
ضحية بضيقة : وينهم عمـامك ؟
فياض بهدوء : عمي عقاب بالدوانية هو وعمي سراج وعمي حارث ماهب معهم يمكن عند حرمته و خلف كالعادة ماهب موجـود
ضحية أزدادت ضيقتها من قال " عند حرمته " أردفت بضيقة : وين ولد عمك جايد ؟
فياض وهو يسحب مفاتيحة وبوكه : بالدوانية وأنا رايح لهم بغيتي شي يالغالية ؟
ضحية أخذت نفس عمييقّ لتردف بغيض : ما ابي شيء غير إن بنت عقاب ما تسود وجيهنا لو هربت من البيت وش بنسوي بحالنا ؟ كلنٍ بحتسي عننا بنت عايلة آل نادر هربت ما نقدر نطلع ولا نقدر تسوي شيء بنظل علك بحلوق الناس لو تمر على السالفة ١٠٠ سنه ماهب ناسيين هالفضيحة وبالذات أحنا ! أحنا يا فياض أنا زوجة نادّر الي كان مُلقب بشيخ القرية كلنٍ يعرفه هنا ويعرف علومه وشجاعته هالقرية باسمه وكل محل باسمه

وفي أعداء وناس كثير تتمنى لنا الشر من الحسد والحقد عششان كذا لو هالمجنونه سوت شيء
ما أحنا بخير .. ابي احد يجي يأخذها شوف لي أحد ولا برميها على قبـال عاملنا وخلها بدون مهر ولاشي أهم شيء ما تسود وجيهنا وتطيح سمعتنا بالأرض
فياض بنرفزة : تهبى تسوي شيء تراها وغده يا جده وإنتي ما تعرفين هالحريم شلون صايرات ؟ يحتسنٍ
" يتكلمن " عن الهروب من أهاليهم يبحثن عن حريتهم وهذا كلام بس لا صار شيء لاهلها هي أكثر وحدة بتبكي عليهم .. ومن قهرها وزعلها قالت كذا لأني منعتها من الروحة لو سمعتي كلامها قبل ماارجعها وامنعها من هالروحة كان الحين رحت وقصيت لسانها لكن دامه بعد ما رجعتها عارف ليش قالت سذا ولا تشيلين هم قبل ماتفكر تسود وجيهنا بقطع رقبتها أنا
-
------
بانفعال ماقـدر قااايديسيّطر على غضبه وسحبها من ذراعها وأنجبرت بانها تتـوقف وهو مذهول من شعرها المقصـوص بشكلللللل كبيرّ بعد ماكان شعرها لوسط ظهرها صار بوسط عُنقها الفـرق شاسع ولو ما قاطعها لكانت حلقته كامل سحبها برا البيت تحديداً
وريـد حست إن أيدها انخلعت من قوة القبضة ووقفت بغضب وقهر : إتررركني وجعتني !
قايد بغضب : قلتي لها ؟ قلتي لها شيء ؟
وريد بغصة : ما قلت لها بس بقول لها اني اختها بقول لها هي لازم تعرف
تجاهل كلامها واردف بحدة : وشش تسوين هنا ؟؟
وريـد بقهر مكبوت : أختي هنا
قايد ضحك بسُخرية : أختك ؟
وريـد بألم يتوسط صدرها ابعدت شعرها عن وجهًا وبغصة : أسمع إيلين تعبانه وتحتاج لعملية عشان تتعالج وانا مستعدة اتكفل بكل شيء ! لا تحاسبني على غلطة أبوي لأن مـ
قايد صرخ بغضب والشرآر يتطاير من عيونه : اقصري الشر وأبعدي من هنا لا اطلع حرتي فيك ! وأختي محد بيعالجها غيري تفهمين ؟ ريـال واحد منك ولا من أبوك ولا من أحد ما نحتاجه لو نموت
وريـد بغيض : لا تكـابر !! لا تكـابر إنتم محتاجين لاتكابر وغيرك الي بيموت ! لو تشتغل من هنا لبُكرة ما تقدر تجيب ١٠٠ الف خلني أساعدك ! لا تكابر على حساب أختي !
قايد بسُخرية ضحك بخفة : أختك ؟ أختك الي تاركينها من يوم جت على الدنيا ؟ كبرناها وعيشناها وعلمناها ثم تجين وتقولين أختي ؟ وقصيتي شعرك عشان تصيرين زيها كذا بتريحون ضميركم ؟ إنتي متعافية وأختي مريضة لو تحلقين راسك ضميرك ماهو مرتاح كذا
وريـد الدمـوع أجتمعت بعيونها وبغصة : أنا وش ذنبي ؟ وشش ذنبي ؟ لو ادري ان عندي أخت بسكت؟ لو ادري أن اختي مريضة واقدر اسوي شي بسكت ؟

قايد بغضب : فكيني من شرك لا أحرقك إنتي وأبوك وهذي أخر مره اشوفك فيها ولا ماهو حاصل لكم خير بسس لين تتعالج إيلين لي تفاهم خاااااص مع أبوك وقايـل لك من قبل وبرجعها أقولها لك روحي قضي وقتك مع أبوك لانك بتشتاقين له
إلتفت للبيـت ودخل وهو يغلق الباب تاركها بدمـوعها وغصتها إقتربت من الباب وهي تطرقه
وريـد ببكاء هستيري وهي ترفع صوتها : ماني راااايحة من هنا تفهم ؟ هذي اختي زي ماهي أختك ومالك حق تحاسبني على شيء مالي ذنب فيه ! أختي لا تتتتموت بسبب كبريائك وانا مو غريبة تفهم مو غريبة انا اختها لو كنت بدفع الفلوس عشانك هنا كابر وأرفض بس مو على كيفك تكابر والي بتاكلها أختي !
قـايد هز راسه بالنفي بقهر ونرفزة من سمع كلامها إلتفت على يُسر الواقفة وبحدة : ليه تدخلينها للبيت ؟
يُسر بتنهيدة : سمعت كلامها الي تو ؟ معها حق يا قايد ماعندنا شيء نبيعه غير الجوالات والبيت ! والبيت لو بعناه ما يجيب لنا ٥ الف وجوالاتنا قديمة وخربانا حتى ٥٠٠ ما تجيبها ولو أشتغلت من هنا لبُكرة ماراح تجيب ١٠٠ ألف يا قايـد ! وإنت ماتسمح لي اشتغل يعني لحالك إستحالك تجيب هالمُبلغ وحتى لو توظفت أنا ماراح نجيبه !
قـايد أردف بأصرار وبحدة : بشتغل بشركة وبأخذ قرض ويمدي أعالجها بهالقرض الي بأخذه
يُسر ببحة : قايد أفهمني شوي الوظايف ماتجي بسهولة يبي لك شهادة وعشان تتوظف بشركة لازم شهادة جامعة نادراً ما تحصل شهادة ثانوي ومتوظف شركة ! والقرض ما بيعطونك من اول شهرين يمكن بالكثير بعد ٦ شهور او سنه سنتين ! إنت تعرف وضع إيلين خطير ! إيلين تحتاج لعملية ! حتى المستشفى لما نروح لهم الحين يالله يالله يكشفون على وضعها !
ناظرت له و بترجي : أنا عندي كبرياء وعندي كرامة بعد بس بخسر كل شيء عشان أختي !
دخل للصالة الصغيرةّ وجلس بكل هدوء على الأرض وتأمل الفرشة الكبيرة على كامل الصالة مُغطية الارض بلون الفرشة أحمر غامق وازرق غامق وشبة متقطعة وخربااانه وتحديداً على اطرافها أستغفر رُبه وهو يتنهد وضع أيده على جيبه وهو يخرج فلوسه لحتى يعبي بنزين ويروحون للمستشفى طلع الفلوس وضّاق قلبـه ماكان معه إلا ٤٨ ريـال ! كيف بيوفر ١٠٠ ألف ؟ كيف بيعشي خواته ؟ وهو حتى دوام ما يُستمر فيه بسبب المشـاكل هو يضغط على نفسه ويسكت على رغُم إنه سـريع الأنفعال إلا بالشغل يحاول يمسك أعصابه ولكـن كل مره يفشل ويتضارب معهم ولأن ضـربه عنّيف وحاد ويضر الي ضربه نفس أخر مشكلة دخل فيها كسر أنف الي متهاوش معه ! ف هـو الي ينفصل أبتسـم وأبتهج داخله من شاف إيلين عند الباب واقفة وحيلها مّنهد وتحت عيونها هالات سـودا ووجهه مـائل للأصفر من شدةّ تعبها وإرهاقها إستوقف وإقترب منهم نزل لمستوى إيلين وطبع قُبلة على خدها وشالها وبحنية:تبين تاكلين ؟
إيلين هزت راسها بالنفي بتعب وهمست : ما أبي
خرجوا من البيـت وفتح باب السيارة الي كانت قديمةّ وفيها خرابات كثيرة ولكن الأهم إنها تمشي صحيح إنها تخرب عليه بالطريق وتـوقف لحالها لكن فادته بمشاويره .. حرك السيارة للمستشفى وعبى بنزين بـ٢٠ ريال وماباقي إلا ٢٨ ريال لليـوم ! ضاق صدره وكبت تنهيدته عشان ما يحسسهم بشي وقف عند المستشفى ونزلو وهو شـايل إيلين للحظات قليلة ونادوا على أسم إيلين
الدكتور خرج والحزنّ مُنتشر بملامحه ليُردف بهدوء:للأسف السرطان بدأ ينتشر بجسمها وبُنيتها ضعيفة لأنها صغيرةّ ! وضروري تحتاج لعمليةّ قبل مايـروح الـوقت
فزّ قلبـه برعُـب بينماً يُسر شهقت بذهول وإجتمعت الدمـوع بعيونها وهي تبتعد عنهم وتجلس على الكرسي برجفةّ تسري بجسمها !
أرتجف وأنخلعت روحه من شدة وجعه : ووش الحل ؟ مافي حل يا دكتور ؟
الدكتور بهدوء : علمناكم التكلفة وكيفية العـلاج أحنا سوينا الي علينا وأنتم لازم تدفعون لعلاجها
أبتعد وراح عنهم الدكتور إلتفت على يُسر الي غارقة بالبكاء الصـامت إقترب منها وجلس بجانبها
وهمس بضيقة : يُسر ! امسحي دموعك أمسحيها
يُسر ناظرت له وببكاء هستيري همست : تكفى
يا قايد أختي لا تمـوووت تكفى ! خل وريـد تساعدنا هي عندها القُدرة صدقني الكرامة مالها دخل بهذا الموضوع لأن وريـد أخت إيلين ! لا تخسر أختك بسبب كرامة !
مارّد عليها غارق بدوامه تفكير والحيرة تحتوية !
--
دخلت للبيـت وهي مّلهوكة من ضيق وتعب قلبها وطرحتها نزلت على أكتافها تجاهلت أبوها الي كان جالس بالصالة وكانت بتصعد للأعلى لكنه وقفها بمُناداته لأسمها تـوقفت والتفتت عليه
سُليمـان بحدة خفيفه : وين كنتي إنتي ؟
وريـد ناظرت له وهي تكبت على فوضى شعورها وعلى غضبها هزت راسها بالنفي وببحة : بنام صغرت عيونه بتأمل وبذهـول : شعرك ! شعرك قاصته ؟
لمست شعرها القصير وضحكت بهدوء من بيـن دموعها الي إلتصقت على اطراف أهدابها والوجع يتمخطر على ضلوعها ويرتمي على جوفها:مو حلو ؟
سُليمان بنرفزة وغيض : إيه مو حلو الشعر القصير كله مو حلو ووشلون لو بنتي قاصته الطويل عليك أحلى يا وريـد
أنبتر قلبها من شدة ألمه وبغصة : ما أعجبك ؟
جهشت بالبكاء الهستيري : ما أعجبببك شعري ؟ طيب تدري إن بنتك الثانية ما عندها شعر ؟ تدري إن بنتك الثانية المرض أخذ شعرها وهلكها ؟ صغيرة يا بابا صغيرة 10 سنين ! صغيرة وما تقوى هالتعب الي هّلك الكبار كيف لو طفلة ؟ كيييف لو طفلة وانحرمت من ابوها الحقيقي ؟ يتيمة أب ويتيمة أم !
سُليمان بغضب إستوقف : لا تروحين لهااااا ولا لك علاقة فيهم تفهمين ؟ ما عندي بنت غيرك هذيك غلطة
شهقت بذهـول أستولى الحزن على قلبها وبغصة وذهول وضعت ايدينها على فمها لا إرادًيا : لا لا ! لا تقول كذا لا !!! حرااام عليييك حرااام عليك مايصلح تقول كذا مايصلح لو سمعت هالكلام ماتقدر تتحمل هالوجع !!
أفترسها الغضب والبكاء الهستيري لتُردف برجفة : مو معقولة إنت ابوي ! مو معقولة ليشش تصدمني فيك ؟ للليششش ؟ أعتديت على وحدة وحملت منك وما عدلت غلطك ولا تزوجتها أقل شيء ! الحين أقول لك بنتك تعبانه يا يبه بنتك مريضه سرطان ويمكن تموت وإنت تقول ماعندي بنت غيرك وتقول هذي غلطة ؟
سُليمان بغضب جنوني : إيييه غلط وأكبر غلط ماكنت بوعيي خلاص !! وششش اسوي الحين وشلون أعدل غلطي ؟ الحرمة ماتت الله يرحمها وش اسوي غير كذا
أنقبض قلبها من كلام أبوها القاسي وبغصة : طيب بنتك ؟ كيف تقول كذا ؟ كيف تتكلم كذا وكان هالشيء عادي كانه موضوع تافهة وعادي ! وهو في حياة وفيه طفلة بهالموضوع !
مسحـت دموعها وببحة : دام مو معترف بإيلين وانا بعد مو بنتك !
صعدت للأعلى لغرفتها متجاهلة مُناداته لأسمها ولغضبه ، إرتمت على السرير بتعب وتهلكة تتمنى إنها تسكن عند أختها تنام وتصحى وتشوفها وتتطمن عليها لحظة تمنت إنها تكون يُسر بلعت ريقها بغيرة وقلبها ألمها من داهمها إستوعاب إن إيلين تحب يُسر أكثر من وريـد ! حتى ولو عرفت إن وريـد أختها بتحب يُسر أكثر ! تنهدت وهي تنفض موضوع الغيرة عن راسها
----------
أنولد بداخل ميان غمامة الحزن الي أستولت على قلبها وتحوفه من كل صوب وماتحس إلا أن روحها انفجرت وأنهدمت من بعد كلامه تأكدت إنها تحبه لأن كلامه أوجع قلبها ولأنه أوجع قلبها فهي مازالت تحبه ! مشاعرها الي قبل 5 سنين مو مشاعر طفلة ولا مشاعر حُب مراهقة وحب عابر ! لأن حبها للحين موجود وللحين تحبه !
تغشى صدرها بالضيق ودفعته بشدة وهي تصرخ : أبعــد عنيييي !! أنا ما سـويت شي !! ماسووويت شي ولا لي ذنب أنا أخوي زوجني ياك وطلب مني ملفات قال روحي وجيبيها ماكنت ادري ان هالملفات بتكون ضدك وبتقتل زُملائك ورحت جبت هالملفات وأنا بريئة !!
تنفست بعمق لتُردف بنفس النبرة العالية : أخوي أكيد إنه تعذب 5 سنين ولا أدري عنه ولا يدري عني ما أدري هو ميت او حي او مريض ! أنا تعذبت لحالي 5 سنين بدون أهل بدون حياة بدون أمان بدون أخوي ! مو ناقصة تدخل حياتي وتدمرها أكثر وأخوي متاكدة إنه تعذب أكثر منـ
قاطعها وهو يقبض على فكها بعنف شـديد ولهّيب أشتعل بقلبه همس بغضب : لا ترفعين صوتش بوجهي مرة ثانية لصالحش ! الأمان والراحة ماهي بحياتش يا حرمّ حارث ! ولا وأخيـك بيكون بحياتك أنشدي عني قولي حارث ينفذ الوعود ؟ أنا أوعدك إني لا أذوقك قساوة الحياة إنتي وأخيييــك
دفعها بعنف وخرج من الغرفة وهو يلتقط إنفاسه بضيقه تعتري قلبـه ! تلقائيًا ركب سيارته وأتجهه للمقبرة والهموم تسلطت على كل خليـة بقلبـه إشتعل بقلبـه نيران همومه مرر أيده على التراب ليُردف ببحته : أحس إنك حي بكل لحظة ينذكر فيها طاريك بكل تفصيلة من تفاصيل حياتي ! بكل لمةّ بكل مكان أدور عليـك يا صاحبي ما هقيت إن بُعدك بيسوي بي كذا يا مـانع عزّ الله ما ذقت الراحة ولا النوم من بعدك !
حارث أنقبض قلبـه ليُردف بغصة : إثر المفارق شين بالحيـل شين يا صاحبي ماهقيت إن بيصير حالي كذا ما هقيت إني بنهلك وأوصل لهالمرحلة أبي قلبي يبرد يا مـانع أبي أغسـل روحي بماء بارد
تلثم بشماغه بضعف ولهفة : علي الحرام إني شفقان على شوفتك ، ماهب يقولون أهل القرية إن حارث يكمـل مـانع ومـانع يكمل حارث ؟ ذلحين منهو يكملني ؟ منهو يقويني ؟ أنا مانيب قوي يا مـانع أنا تعبااااااان حيـل تعبان يا مانع أنا نفسسـك ميت ! ميت وانا حيّ ماهب إنت تقول إن الحقد شين ؟ ابشرك خويك ذلحين قلبـه أسود ويحمل بقلبه الحقد لو أحرق الدنيـا بعماد مانيب مرتاح
أبتسم بخيبة : تخبرّ يوم قلت لي تتابع فلم وواحد رجع للحياة بعد ما ظنو إنه مات ؟ وقلت لك تفاهة وليش تتابع وضحكت عليك ؟ إنت أرجع ذلحين أرجع مانيب قـايل شيء بسجد سجدة شكر وأحمد الله وإن كانت هذي تفاهة فاهي أحبى تفاهة
حـارث تنفس بحرقة وهو يشتت عيونه لأجل يتماسك بدموعه أبتسم بخفة وهمس ببحة : ليت الموت ما أخذك ليته أخذني وخلاك لكـن الله يرحمك !
إستوقف بضعف وحمل نفسه وخرج من المقبرة وهو يكبت على مشاعرة كالعادة غمض عيونه بضعف يعترية سند راسه على المرتبة مسح على وجهه وهو يناظر للقبور ويتذكر وقت دفنو مـانع للحظة استرجع الذاكرة لقبل 5 سنين كيف كانت المقبرة مليييـانه ناس كلها من القرية وبعضهم من خارج القارية إستحاله ينسى وقـت أنفجرت الطيارة وقعد يشوف الجثث وقبل ما يكشف على جثة يدعي إنه ما يكون مـانع لحتى ما وصـل عند المُصابين وكان من ضمنهم مانع مُصاب وقتها إنهاااااااااار لأول مره بحياته ! يصرخ وينهار ويضعف عند شخص لأول مره بحياته يشوف دمعته هو ! لأول مره أحد يشوف ضعفه والي هُم العساكر الي كانو معه ظنوا إن هذا مو الضابط حارث ! ماتوقعوا ولا بيوم من الأيام يشوفونه بهالحالة ! كان يهز ويلمس إذن مانع لعل وعسى يستجيب له وإستحالة ينسى كيف مـات بحضنه ! وراسسـه على فخذّه مات ! وإستحاله ينسى بُكاء وإنهيار الناس الي تعرف مانع
صاحب القلب الأبيض الي ترك بصمة كبيييرة وقـف مع الكبار قبل الصغار ساعد كثيرّ ! كان مستعد يتاذى هو ولايسمح لأحد يتاذى حتى عدوه ! ماكان يسمح إنه يتاذى ومن شدة طيبة قلبـه كانو يقولون عنه " غبي "
---
المغـرب بالدوانية تحديداً .. يلعبون وّرق و عقاب كان يجهزّ الشاهي والقهوة للحظةٍ دخل حارث وهو يحدّق بخلف و جايـد الي كعادته تضاربو بمزّح .. فياض ضحـك بخفةّ وهو يناظر للأوراق الي أنتشرت وهي السبب بمضاربتهم
جايـد الي كان خلف على ظهره وشبة خانقه : يا عـمم أفزع لولد أخيـك !
خلف بسُخرية : عمك بيلحقـ
ما أكمل كـلامه إلا قفزّ عليـه حارث ولوى ذراعه لحتى ما أنجبر يترك جايد وهو يتأوهه .. بهاللحظة سراج وضـع إيدينه على إذانه بانزعاج من صراخ خلف وضحكة جايـد وتشجيـع فياض لحارث وغضب عقاب ومحاولة وقوفهم عن المشكلة !
أبتعد حارث عن خلف من بكاء سراج الي ظن إن هالهوشه حقيقة لأن حارث ما يتدخل بمضاربات خلف و جايد وفياض الي عبارة عن مزح ! لأن هم بالأساس اذا عرفو إن حارث موجود يتوقفون عن مزح المضاربة إحتراماً لرغبته لكونه يشوف هالشيء إزعاج لكنه مزااااجي ! مراتٍ يتسبب هو بالمزح ويخليهم يتضاربون ويحرضهم على بعض ومراتٍ يغضب عليهم ويوقفوهم عن المضاربة ! لكن ماكان يتدخل ويتضارب معهم بتاتاً ! خلف عض طرف شفتيه بألم يحتوي ذراعه صرخ يخفة وهو يتأوهه !
عقاب عقدت حاجبيه بذهول : يا ولد عـلامة ؟؟
خلف بألم شـديد صرخ بخفة وهو حاضن ذراعه: شكل أيدي انكسرت !
حارث تكى على المركة ليُردف بسُخرية ونرفزة : تتـدلع ؟ أترك عنك حركات الحريم وقّم قهوني قال انكسرت !
جايـد بضحكة خفيفة وذهـول : يا عم جلست على أيده ولفيتها ورا رقبته وظهره وطقت أيده وتقول دلع ؟؟ بوديه للمستوصف أنا نشوف !
خرجوا من الدوانيةّ تحت تاوهات خلف وغضبه وهو يتمنى بهاللحظة إن الالم يتلاشى !
عقاب بذهـول وبحدة : انت ماتستحي على وجهك؟؟ كاسر أيد أخيـك ؟ وشوله هاللعب البايخ انشهد انك مسودن " مجنون " يا حارث !!

حارث ميـل فمـه وباستنكار:ماهب ورع يقدر يضرب والوضع مزوح ولا ماهب شاطر إلا على جايد ؟
عقاب بحدة : إنت شرطي ومتدّرب يعني تقدر تمردغة هنا وغير كذا أخيه الكبير إنت تبيه يضربك وحتى ولو إن مزح إنت ما ينمزح معك بتقلب الوضع جدّ وتكسر راسسسـه !
أبتسم بعدم مُبالاة وإلتفت على سراج المرعوب ويناظر لهم بعدم فهّم وشتـات : قم قم قهو أخيك ولا ماهب فالح غير بالصياح
سراج ناظر له باستغـراب وهز راسه بالنفي بغضب ليُردف : سراااج قوي سررراج قوي !
فياض أبتسم بضحك خفيفة : يلا بدأ الأزعاج على أصوله ذلحين وش يسكته ؟
حارث إستوقف وهو فعليًا إنزعج من سراج الي كان يكرر جُملته بشكل مُزعجٍ ولا عليـه لوم ولا عتاب لأنه " ناقص عقل " : أنا استرخص فمان لله
---
مرَ الوقـت والساعة تُاشر على 10 الليـل .. البيت هادئ سـراج و ضحية نـايمين و حارث بدوامه كالعادّة وجايد و خلف و فياض وعقاب مو موجدين والحريم بالصالةّ أستئاذنت منهم فـاتن وقبل ماتخرج من الصالة أشرت لنجد تجي معها وفعليًا إستوقفت باستغراب ولحقتها
نجد : يمه وش فيه ؟
فاتن أشرت لها بالجلوس وبخبث : تعالي يا أمي تعالي ! الحين مو إنتي قريبة من أختك وبنت عمتك؟ أبيك تقولين لي أختك ضماد تسولف مع خطيبها ؟ أو بنت عمتك تهرج مع رياجيل ؟ ويومّ تطلعن للسـوق مع جدتكم أو احد بنت عمتك ماتجي عينها بعين رجال؟ ما تغازل ولا شي ؟
نجد بذهـول : ييمـه ما أصدقك ! ولنفترض كلامك صح ماراح اعلم عليهم كلهم خوااااتي !!
هزت راسها بالنفي وبأسى وقهر : تبين تدرين عليهم شيء عشان تفضحينهم صح يا يمه ؟
فاتن بغيض قرّصت فخذها وبحدها : قصري حسك هالشيء من صالحك ! جدتك لو تشوف على ضماد و هبوب شيء مستحيل تخلي لهم شيء ! بتخلي فلوسها لـك بعد ما توزعه على عيالها وأحفادها بتعطيك إنتي ! ما تعطي ضماد ولا هبوب !
نجد بذهول وغضب همست : عساني ما أخذ منها ريـال واحد ! أول شيء هبوب و ضماد مالهم بهالسوالف أبد ! ضماد مُستحيل تكلم خطيبها ومُستحيل تكلم رجال مو مُحرم لها ! وهبوب نفسس الشيء ! هبوب تستحي تكلم خوالها شلون لو واحد مو مُحرم لها ؟ وبعدين تبين افضحهم يا يمه ؟ هذول خواااتي خوااااتي وبعدين لو عماتي مسكو شيء علي بيسكتون ماراح يفضحوني ! وانتي تدورين شيء على بناتهم ؟ عيب يا يمـه

أردفت بغضب وقهر : أنطمي ! تعلميني العيب وأنا أمـك ؟ ما تستحين على وجهك إنتي ! قومي عن وجهي الحين لابارك الله فيك من بنت !
تـوقفت بضيقه إقتربت لتلفون البيـت الي يدق وردت بكل هدوء ، بُمجرد ماسمـع صوتها
أبتسم بلهفة : يا هلا بالصوت وراعيته
نجد همست بلهفة وببحة : صقر ؟ صقر وينك إنت صار لك أسبوع ما تدق !
أبتسم على لهفتها وحُبها له لكن تدكر خاطره من تذكر سبب أختفاءه أسبوع ! هالاسبـوع مّلك كان خاطب وحده من سنه وحتى لما نجد وقعت بحُبه وهو بادلها بهالشيء ما قال لها إنه خاطب ولا أبعد عنها ! وجاء وقت الجد وتزّوج ما باقي إلا تنزف له عروسته وهو لحد الآن مخبي هالموضوع عن نجد على إن يعرف إستحال موضوع ينخفى بالديرة ! الاخبار تنتشر بشكل سـريع بذات لو كان زواج خطبه هروب موت وإلخ ..
صقر بهدوء : عادي أشوفك ؟
شهقت بذهول ورعب وبهمس : لا ما أقدر !
صقر بلهفة : مشتاث لشوفتـك ! خليني أشـوفك وفي مـوضوع بقوله لِك
تنهدت بلهفة وهمست : نفس مكاننا صح ؟
أجتاحها الخجل من حست إن هالموضوع بأنه يبي يتقدم لها هزت راسها وهمست : سـم !
بالإثناء كان فياض مع خلف وجايد يتابعون مُباراة بالدوانية الشاهي الي بالقرية وإنتهت المباراة ومـل فياض من الوضـع وطلع بتمشى بالقريةّ وبيده سبحة مرهٍ يستغفر ومرهٍ يمرر أصابعه عليها بلا هدّف لحتى ما وصـل للبيـت وكان خّلف البيت لحد الأن ما وصـل للباب المدخل إستـوقف ! وتقشعر جسمه من هول المنظر .. رجّل واقف ويناظر لبيت أهله ! إقترب منه والغضب أفترسه والغيرة أحرقت جوفه إقترب منه و جن جنوووونه تقطع قلبه ل إشـلاء من الي سمعه !
صقر بهدوء : اسمعيني يا نجد أنـ
ما أكمل كلامه بسبب هجوم فياض عليـه إلي تمنى بأن صقر يكون يُطل على البيت أهون بكثيييـر من إنه يسولف مع وحدة من أهل البيت ! شهقت نجد وإتسعت محاجرها بصدمة الرعب وقع مثل السكين بقلبها خرجت من المخزن برعب ما تـدري تخاف على نفسها ولا تخاف على صقر ؟ فياض خنقه بغضب وهو يضربه بوحّشيه مو مُبالي للدم الي غرق يدينه مو مُبالي إنه على وشك يموت بيده ! إجمعو الجيران وبصعوبة أنقذوا صقر من فياض وتلقائيًا أغمى عليـه من شدة إنهلاكه وتعبه أبتعد عنه ودخل للبيـت
وصــرخ بغضب لدرجة أهتزّ البيـت : نجــد !!
دخل للمخزن وشافها ترتجفّ ماكانت ملامحها واضحة بسبب الأضاءة الضعيفة إقترب منها وسحبها من شعرها وخرج وهو يسحبها من المخزن
خرجت فاتن أمها وأمه شُعاع و زوجة عمه نـوير
شعاع بذهـول : يا يييمه وش بك ؟؟ ليه تسحب البنيه كذا ؟
فياض فّشل على حبس انفاس الغضب وملامحه تجهمت وأحتقن وجهه وبغيض : هالبنت فضيحة سودت وجيهنا ، لقيتها مع الشباك تهرجّ صقر ولد فهد راعي البقالة ! إنتم وينكم عنها ؟؟
فـاتن بذهول أردفت بخوف : تعـوذ من الابليس يا فياض بنيتي ما تسوي كذا !

فياض صرّخ بغضب وهو يشدّ شعرها وعيونه تقدح شر : تسوي وقدام عيوني لكـن لي تفاهم مع عمامها ويـن جدتي ؟ وينها ؟ تجي تشوف سواه بنت ولدها
شعاع بتنهيدة : يا يمـه اهدا اهدا إنت مايجـوز تسوي كذا ! استر عليها تكفى
فياض بغضب هستيري : خليهم يدرون خليهم ! لأني بحرق هالقرية بها وبصقر !
رفعها من ذراعها وشدّ على اكتافها بغضب حست إن أكتافها بتنخلع من الألم والغيرة والغضب محّتلين إرجاء ضلوعه : وشش تبيـن بالرجال المتزوج هاه ؟ قوليلي وشش تبين فيه ؟
للحظـةٍ إستوطن بداخلها الحزنّ والذهـول إرتجف جسمها بيـن يدينه : مـ متزوج ؟
أبتسم بسُخـرية وهو يمسك غضبه وغيرته هزّ راسه بالإجابة : ملك هالأسبــوع
رماها مـن يدينه وسُقطت على الأرض وهي مذهوله أستنزف طاقتها والراحة الي كانت عايشتها قبل دقايق مع صقر كيف الذهـول والانخذال والحزن والانكسار ألتهمو على قلبها تمنت إنه كذب ! تمنت كلامه كذب لكـن كلامه حقيقة لأنها حست بهالشيء ولأن اساساً كان مختفي هالاسبوع ! بس في ذرة أمل إن كلامه كذب ! إستحال صقر يسوي فيها كذا وهو يحبها وهي تمـوت عليه !
نـوير بترجي : تكفى يا فياض أستر عليها الله يستر عليك عمامها يذبحونها لا عرفو ! تكفى !
فياض تنفس بانفاس حارة وكان نيران تخرج من فمه ليُردف بغضب : أنا الي بذبحها ! هذي قذرة ورخيصة !
أنطعن قلبها من الأهانه الي وصلت ل مسامعها
فـاتن برجاء : يا ولدي لا تقول لاحد ! تكفى أوعدك إننا نزوجها لأول واحد يطق الباب
فياض بقرف وغضب توسط بصدره : أنا الي بتزوجها عشان عمي عقاب وجايد ولا هي ما تستاهل غير إننا نرميها رمية الكلاب ونتبرأ منها ومن الحين أقول لكم مهر لها مافي لأن باخذها خدامة لي ماهب زوجه تعقب وتخسى أعاملها كزوجة
تسـودت الدنيا بعيونها ندمت إنها شافت صقر ندمت إنها عرفته ندمت إنها حبته بسسس ما تبي تتزوج احد غير صقر ولا احد يقرب لها ف كيف لو كان ولد عمها ؟ ولد عمها الي تكرهه وتبغضه ألمها قلبها المجروح بشدة كان أحد يضغط عليـه
هزت راسها بالنفي وببكاء هستيري وكان جمرة غرست بقلبها : تكفى ! لا لا ما ابي اتزوجك إنت ! نزل لمستواها ومسكها من فكها وضغط عليه بشر: تختارين يا القذره ؟ إنتي لو أرميك بالشارع وأعلمهم بفعايلك ماحد ياخذك لو ببلاش لانك ارخصتي نفسك ! أبعدي من قدامي لا أذبحــك
ببكاء هستيري وبغيض : أذبببحني !! بس ما أبي اتزوجك أنا بعلمهم ! أنا بقول لهم بسس ما أتزوجك
عروق وجهه برزت من فرط الغضب ورفـع إيده وهو يصفعها كف : أعقـبي ولا لك كلمة ورا كلمتي تفهمين ؟ العرس مستكثرة عليك وحتى الريـال !
شُعاع بذهول وقفت قدام فياض : وشش تقول إنت؟ تبيها أخطبها زّي الناس يا فياض هذي بنت عمك !
فياض بغضب همس : تبطي أبيها ! ابي أعلمها الفضيحة على أصولها ابي أربيها من أول وجديد وأنا كثير عليها يا يمه ! لاحد يتدخل وبكرة خاطبها من عمي إن قالت ماهي موافقة ماهب صاير لها خير
خيبةّ وإنكسار وكسر قلب مُجرد ما تخيلت إن فعليًا صقر تزوج ! وألم عظامها وقلبها وإنهلاكها وضغط ودعسس على قلبها من كلام وضرب فياضض لها لو أبوها و جايد عرفوا بالكثير كان ضربوها وحبسوها ويصدون عنها ! بتصبح وتمسي على ضرب وكلمات جارحة وهي رااااضية بهالشيء ! أهون بكثير من عقاب فياض الي عاقبها بإنها ترتبط فيه ! ترك الببت وخرج !
بعد يـومين تقريباً كان معطي للبنات أمر بإنهم ينزلون الأكل لها ويخرجون بدون ما يتكلمون معها وفعليًا ضماد وهبوب بهاليومين يتناوبون كل شوي وحدة منهم تودي لها أكل .. ما شافها ولا يجي لجناحه أخر مره شافها قبل يـومين وعلى رُغم بأنها ماطلبته أكل لكـن مايبيها تتعب ولا يصير فيها شيء مو خوفاً عليها ولا على صحتها كثر ما إنه خايف يصير فيها شيء ومايقدر يُـوصل ل عماد لأن الطريق الوحيد الي بيدله ل عماد هي أخته !
إقترب للجناحه وهو مّبتسم بخفة على الخبر الي جاه بأن ولد أخوه فياض خطب بنت أخوه نجد ! ماكان يدري بخفايا الزواج ولا أنتبه وأهتم سبب إستعجال فياض !
فتح باب الغـرفة وناظر لها كانت منسدحة على السرير بملل يجتاحها حدّق فيها لثواني وأردف ببرود : حطي شي على راسك واطلعي
خرج من جناحه بالكـامل فزت وهي ما أستوعبت حضوره لحتى تستوعب كلامه كانت بتعاند وتبرّز له قوتها أو توضح له إنها مو خايفه ! على إنها خايفه وبشدة خايفة بيوم وليلة صارت ببيت زوجها يهددها ويكرها ومليـان بالحقد والغضب ! لكن إستحالها توضح له إنها خايفه منه مهما كان مُرعبها ! ووضعت الطرحة على شعرها وخرجت شافته بالحوش وإقتربت خلفه بخطوات شبة بعيدة عنه
حس بوجودها بدون ما يلتفت دخل للبيت وتحديداً للصالة الي فيها أمه .. إجتاحها الغضب والقهر من شافت خلف حارث زوجته !
ضحية بغيض : هذي وش مطلعها من غرفتها ؟
مو قايلة لك مابي اشوف وجها ؟
كبتت على قهرها وغضبها من الكلام الي أرتسخ بمسامعها
حارث إلتفت عليها ببرود : اجلسي !
إرخت لأمره وجلست بقرب منه وهي مرتبكه وتحاول تخفي إرتباكها وخوفها ببتسامة مُزيفه
حارث بهدوء : يمه ! روقينا ما ابي مشـاكل
ضحية أخذت الترمس القهوة وهي تهزّ راسها بغضب مكبوت
حارث ناظر ل ميـان وبحدة خفيفه : أخذي الترمس من أمي وقهويني وقهويها !
إستنكرت أمره أنولد بقلبها الغضب من إبتسامه ضحية الساخرة هزت راسها بالنفي وهمست تخفي خوفها : ما راح أقهويكم !
ضحية بغضب : قليلة أدب ! سامع وش تقول ؟
حارث أبتسم وهو يّخفي غضبه بالابتسامة : قهوينا !
ماكانت تدري إن كرر أمره بقصد يعطيها فُرصه لكن هزت راسها بالنفي وبعناد للحظة كونها كسرت كلمته أنولج بداخله الشر والغضب الجنوني يحس بنيران وبراكين تولجت بداخله مو لأن ما صبت لهم قهوة ! لأن هو يكرها ويكره اخوها ويدور أبسط الخطاء تسويها عشان ينفجر عليها ! سّحب ترمس القهوة بعنف لحتى ما أنفك ورماه بعنف على حضنها أنفــك وأنسكبت القهوة على فخذها وما أنسمع غير أنين بكائها وصرختها الي رّسخت بمسامعه ، أنفاسها ثّقلت من قوة الألم إلي إجتاحها فزّت وهي تستـوقف وتلقط أنفاسها المُتعبة ومُهلكة : الله يحررررقكم الله يحرقكم
خرجت من الصالة وتحس إنها تمشي بصعوبة من ألم فخذها من الحرارة الي تحسها بروحها قبل ماتكون بفخذها دخلت للغرفة وماتدري كيف دخلت دورة المياة وفتحت الموية الباردة وصرخت بألم وهي تتأوه جلست تحت الدّش والباب مفتوح وهي بملابسها و رافعة البنطلون
هزت راسها بوعييـد وغبنه : والله ما أخليك والله أوريك
لحظات قليلة ودخل وسُقطت عيونه على الباب دورة المياة المفتوح ناظر لها ببرّود وصـد خرجت وهي تتنفس بعمق رفعت أصبعها السبابة لتُردف بنار تحرق قلبها : والله لاندمك زين ؟ إنت احرقت فخذي وأنا بحرق قلبك
حارث أبتسم باستمتاع على تهديدها : أعلى ما بخيلك أركبيه ! أحرقي قلبي إذا تقدرين ماعندي شي أخسره
ميـان بشر وغضب : عندك صدقني ! عندك أمك وعائلتك السعيدة ذي
إلتمس بنبرة صوتها التهديد والووعيد بأهله ! إلتفت عليها بغضب وإقترب منها وسحبها من فكها لناحيته
حارث إجتاحه الغضب : أيدك ما تطول أهلي ولا تمسهم ولا أكسرها !
تحركت بإنزعاج وألم من قبضته على فكها أبتعدت عنه وهي تخفي الالم إلي حست فيه

ميان جلست على طرف السرير والألم يسرّي بجسمها : ودني للمستشفى !
حارث بسُخرية وهو يّخلع ثـوبه والفنيلة الداخلية: أركدي وخلي عنش الدلع
ميـان بذهول وغضب يُستوطن بقلبها كبتت على دمـوعها من شدة الألم : أحترقت !! والقهوة حارة وإنت تقول دلع ؟
إرتبكت وصـدت عنه ونزلت راسها لفخذها الي كانت منزله البنطلون بحيث يغطي يغطي فخذها أبتسم من لمّح ملامحها الحمرا دلالة على خجلها كونه بـدون شيء يستره فقـط على سروال الابيض التابع ل الثوب ..
إقترب منها وبسُخرية : تو لسانك وش طوله وش جاش سكتي ؟
رجفت بأرتباك وخجل ونبضات قلبها تنبض بشكـلٍ ! حست إنه يسمع نبضاته همست : لا تقرب مني ! ولا أبي المستشفى أبعد خلاص !
تجاهلها وهو متـوقف إمامها تماماً ولو كانت واقفه أحتك صدرها ببطنه بحكم فرق الطول لكنها جالسه على السرير وهـو واقف وأحتك خصره وبطنه بذراعها
إقترب أكثر وهو مستمتع بإنها جريئه وتخفي خوفها منه وترّد عليـه لأن ما قد واجهة بنت كذا أخته قبل ماتموت كانت تستمع لأخوانها وإستحالها تقول لا هالكلمة ممسوحها من قاموسها وبنات أخوه وبنت أخته يخافون منه وبالمثل تعودو الأنصات مهما كان الشيء مو عاجبهم !
أمتص غضبـه من لاحظ رُعبها بسبب قربه : تخافين ألمسك ؟
ما أنتظر ردها ومرر أصبعه الدافي على خصل شعرها القصيرة وبنبرة هامسة : بس إنتي زوجتي ! وأظن حق من حقوقي ولا تبين الملائكة تلعنش ؟
تقشعر جسمها من كـلامه حست النار تاكلها ببطى وصدرها يعلو ويهبط من شدة الأرتباك أنقبض قلبها بخجل
هزت راسها بالنفي وهي تتـوقف ولا كان أحترق فخذها همست بغيض : ما بتلمسني وتحلم بهالشي أنا مو راضية !
حارث بسُخرية حدّق بعيونها وبهدوء : يكون بعلمك لو ابي أخذ حقي الشرعي كان أخذته غصباً عنك برضاك ولا ماهب برضاك .. لكن مانيب طايق شوفتك ولا أسمع صوتك تبين ألمسك منك ؟
صحيح ما تبي قـربه لكن كلامه جرحها بالصميم طقت أصبعها السبابه على صدره بكل خفة ونعومه وحدقت بعيونه وهمست ببتسامة خلف هالابتسامة غضب وحزن وقهر وبتقليـد لكلامة : يكون بعلمك حتى لو تبي ما بتلمسني لو أشوفك متشفق علي ! دخلت لدورة المياة بأرتباك وتـوتر ما تبي تعانده لأجل ما يكسر عنادها ويأخذ الموضوع بعناد ويسوي الي براسه ! لكـن إستحالها تسمح له يجرحها بهالطريقة وتسكـت !
أبتسـم بسُخرية وهمس : تبيها كذا ؟ زيـن أوريـك
.----------
كان أمله الوحيـد إنه يبيع كليته لناس محتاجة ! بيـع الكلية بالريال السعودي 986000 بيقدر يعالج أخته بتروح عافيته وبيتعب لكـن المُقابل ترجع عافيه أخته بإذن لله ، لِذالك هو راضي ! راضي يتعب وينهلك ويموت هو بس خواته ما يجيكم أدنى شيء الكلى من الاعضاء المُهمة في الجسم البشري لكن ماتردد ببيعها مُجرد ما فكر إن هذي الطريقة الوحيدة لعلاج أخته !
الدكتور بأسف : كلتّك ما تطابقت مع المريضة
قايد فقدّ أمله وخاب ظِنه والحزن كالعادة بدأ يتسرب لقلبـه وهمس : يا دكتـور شف أي أحد يبيها !
الدكتور بهدوء : العافية نعمة ولا أحد بيعرف قيمتها إلا اذا فقدها أحمد ربـك والله يكتب أجرك !
تنهـد بأسى وهز راسه بضيق خرج من المستشفى وهو يمسح على وجهه وكلام الدكتور عـن حالة إيلين يترّدد بذهنه !
رجع للبيـت وصدره تلبسه الضيق والهمّ أستغفر ربه بغيض وهو يشوف وريـد جالسة عند الباب !
فزّت من شـافته وقامت وهمست : مافي أحد بالبيت ؟ طقيت الباب ولا أحد فتح !
كان بيهاجمها ويهاوشها على وجودها لكـنها تكلمت قبله وكلامه أرعبها خواته موجدات !
فتح الباب ودفعه ودخل وبنبرة عاليـة : يُسـر !
دخلت خلفه وأرتبكت من لاحظت خوفه دخل للغرفة الي فيها إيلين وتنهد براااحة توسطت قلبـه من شاف خواته نـايمات
إلتفت على وريـد الي دخلت وراه وبحدة : وش تبين إنتي ؟
وريـد أردفت وهي تهزّ راسها بخفة : تمام أحترم رايك إنك ما تبي تاخذ مني فلوس ولكـن أعتبرها دين! نفس اي ديـن !
رمّقته وهي تخفي إرتباكها من نظراته الحادة والمصوبه عليها ولأجل تقنعه نطقت : بس شوف بسلفك أنا وابي ترجع المُبلغ ولا هاه بسجنك !
بالأصح ما كان يهمها لأن من البـداية كانت بتعطيه الفلوس لأجل يسـاعد إيلين لكنه رفض ! ولو قالت أعتبرها دين ووضحت إنها سلفة ويرجعها ممـكن يوافق ، لا إرادًيا راودته ضحكة ساخرة يدري بإن قالت كلامها الأخير لأجل تقنعه

راقب ملامحها وأردف بعد تفكير وصغر عيـونه وبشـك : وعد إنها ديـن ؟
وريـد أبتسمت بذهول وهزت راسها بالإجابة وعيونها تشع فرحة : أوعدك ديـن !!
ما انخفا عنه فرحتها لكـن صد عنها بعدم مُبالاة
وريـد هزت راسها بحماس وببتسامة : تمام تمام أنا بروح اجيب المبلغ وأجـ
قاطعها وهو يردّف بحدة خفيفة : بكره ! مو الحيـن!
مّيلت شفايفها وبهدوء : ليش ؟ وش الي يفرق ؟
قـايد بغيض : أبوك ما يخاف عليـك ؟ الساعة 11 ولا يسأل وين تروحين وين تجين ؟
تـلاشت إبتسامتها من كـلامه حدقت بعيونه ببرود وأردفت : طيب ! بجيبهم بكره
خرجت من البيـت وهي تركب سيارة السواق الي حرك حست بإنزعاج فضيع منه ومن أسلوبه وكلامه لكـن ابتسمت بفرحة من تذكرت موافقته بإنها تساعدهم ! مـاتت أمها وهي صغيرة وبّقت بلا أحد لا عمـام ولا خـوال ! ماعندها خوال وعمـامها تاركينهم لأسباب مجهولة ما تدري عنها وأبوها محذرّها إنها ما تصاحب بنات وتكون علاقتها معهم مُحدودة لأنه يخاف ! يخاف إذا زنـا مع وحدة أهلها يدرورن وينتقمون منه عن طريقهٍ بنته لذالك ماكان يثـق بأحد ومحذر وريـد من الصاحبات يرفض طلعاتها لحتى ما كبرت ولو بكيفه يحبسها ! كانت تتمنى أخت او أخوه أو صاحبه أو وحدة تقرب لها ! من عرفت بإن عندها أخت شعور غيييـر أحتواها
----------
ميـان المـلل يغرس فيها حمدت ربها ألف مره بان في تلفزيون عندها ولا فعليًا كانت طقت من الفراغ ! إلتفتت عليـه من شافته يدخل إرتبكت وهي حاسة إن حضوره صار يكثر ! لاحظت بيده كيس وشتت عيونه على التلفزيون بدون ما تنتبه على الي بيـده تـوقفت من الكنب وهي تتوجه للسرير إرتبكت وأرتعد قلبها وجسمها وإرتفجت من لمحت بنص عينها إن الكيس من الصيدلية ! ما تدري كييف جتها فكرة بإنه جايب حبوب منع الحمل واذا حملت بيأخذ ولدها ويطلقها وبكذا ينتقم ل مـانع ! ماتدري كيف أمداها تفكر بهالشيء ! أكيد لأن قبل سـاعات لما كان موجود جاب طاري حقوقه وهي عاندته والحين راجع ومعه كيس من الصيدلية ؟ تسـودت الدنيا بعيونها وحست إنها بتفقد توازنها من شافته إمامها ! فتح الكيس وطلع مُرهم ! للحظةٍ انصدمت وناظرت له بذهـول بلعت رِيقها بتـوتر أجتاحها
همسـت : وش ؟
حارث بسُخـرية : مرهم ! بدري عليـك تنحرقين لاحقه على العـذاااااب لاحقه
ميـان تجاهلت كلامه ومدّت أيدها وبهدوء : هاته !
حارث ببـرود : أنا بحط لك !
شهقت بخجل وذهـول هزت راسها بالنفي : لا !
حارث بسُخـرية من لاحظ خجلها جلس بجانبها ورفع بنطلونها الي كان واسـع شوي لذالك قدر بسهولة رفعه بـان فخذها الابيض ما عدا مكان الحرق الي كان مـائل للون الأحمر والبنسفجي وشكله مُرعب !
ميـان وهي ناوية تحرجه أردفت بثقةّ : حطيت وخلصت بس ما ودك تبعد عني ؟ بس ما ألومك !
حارث بسُخرية وهو يغّلق الكـريم ويضعه داخل الكيس أردف : ما تغريني ولا تحركين فيني شعرة !

أبتسمت بهدوء استوقفت: سواً أغريتك او لا ما تصالني يا حارث لو تمـوت
أبتسم بسُخـرية وسحبها بقوةّ وثبتها قدامه تلاشت الأبتسامة الساخرة عن ثغرة ورص على فكها وهو يحدق بعيـونها وهمس بحدة : لا تطولين لسانك لصالحش! نصيحة بس !
قـرب منها أكثر وهو يدفعها بخفة للخلف إقترب وجهه من وجها وأنفاسه الحارة تلهث عليها زاد توترها وخوفها حست إنه بيتمادى أكثر وكل خلية بجسمها ترتعد وترتجف سحبت السكيـن من تحت المخدة و مـن شافته يقرب أكثر ويمسك خصرها ماترردت لثـانية وغرزت السكين ببطنه ! أعتلت الصدمة تقاسيم وجهه الحادة حمرّ وجهه وبرزت عـروقه من الألم .. هو جاء يداويها وهي جرحته ! كانت تظـن بإنه بياخذ حقـوقه على قولته لِذالك أرتعبت وماترددت بأنها تطعنه
شهقـت شهقةٍ كان روحها خرجت من صدرها و العضله الصغيره يسار صدرها أهتـزت بشكـلٍ مرعب لدرجة حست إن نبضاته بتتوقف !
إرتجفت برعـب وبغصة : حـ حارث ؟
كان يناظرها وحاجبيه متعقدة من قوة الألم الي يحس فيـه تنفس بحرارة والالم قادر بأنه ينتزع روحه : طلعي السكيـن !
انلجمت وشهقت ومعالم الصدمة والرعب مرسومة على وجهة : لا لا ما أقدر انا
حارس يحس إنه ما يقدر يتكلم ما يقدر يتنفس من الألم أردف وهو يرص من بيـن أسنانه : قدرتي تدخلين السكين ما تقدرين تطلعينه ؟
حست بحرارة تعتريها من الخوف سحبت السكين وصرخت برجفة من سمعت صرخته وهو يتأوه بالم والدم صبغ ثـوبه أحمر وهو كان أبيض !
ناظرت له غمض عيونه لأنه حاس بدوخة لكـن خافت إقتربت منه وبرجفة : حاررث حارث !!
فزّت من السـرير وهي تهمس : بقـول لهـ
فتـح عينه وناظرها بنص عيـن وضـع أيده على ذراعها يـوقفها إلتفتت عليه بأرتبـاك ملحوظ من إلتماس أيده الضخمة ليدها النحيلة ماكان في حيل لأجل يتكلم تـوقف بصعوبة وأيده على بطنه وخرج من الغـرفة والجناح والبيـت كامل !
.
بعد يـوم تقرييًا
استغربوا أصـرار فياض بالزواج ! هو الي كان ما يحب هالطاري ويتهرب منه والحين يّلح ويُصر على الزواج ؟ ووقت وافقوا أصر إنه يكون قـريب ! والأدهى من كذا وقـت قالت لهم نجد ماتبي عرس كبير لأن أساساً الزواج بكبره مو راضية فيه بتنزف لشخص تكرهه ! و فياض أيضًا مايبي يسوي عرس لأنه مستكثرة عليها ويشوف إنها ما تستاهل !
ضحية بهدوء : بس لازم نسوي عشاء كبير ماهب خاص ونعزم كل أهل القرية ماهب بكرة يقولون بنت آل نادر تزوجت ولا سوو لها شيء
شُعـاع مكبوته وبيدها الكتـاب : أن شاء الله !
إلتفتت على ضُماد لتُردف : أخذي يا بنتي وأعطيه أختك خليها تـوقع !
فعليـاً أخذته ودخلت لنجد الي لو كان الجدار يتكلم لكان أنهار من حالتها ! متكئ ظهرها على الجدار وساكته تقريباً 3 ايـام ونص على هالحالة من وقت
صارت المشكلة ! وهي ما تاكل ولا تشرب ولا تطلع من الغرفة ولو أُصرار ضماد و هبوب ماكانت حتى تشرب الموية ! أنشحب لون وجها وتغير الأصفر
هزت راسها بالنفي وأجهشت بالبُكـاء الهستيري : مابي مابي تكفيـن ! أذبحوني ولا تزوجني ياه تكفون
هبوب جلسـت بجانبها ودمـوعها تُنهمر على خدها هي أكثر وحدة تعرف وش كثر نجد تكره فياض ! وإستحالة تتزوج أحد من أهل القرية وفوق هذا كله تحب وتعشق صقر ! بكل مره تعصب وتزعل على نجد تقول " مالك إلا ولد عمك " كانت تقولها بممازحه لاجل تغيضها وفعليًا تتحـول لشرّ وتغضب عليها والحين فعليًا مالها خيار إلا فياض ! زارها أسوء شعور بهالحياةّ تحس بالانخذال والكره والغضب وعيونها ما توقفت عن الدمـوع وقعت لكن ما وقعت على كتّب كتابها ! إنمـا وقعت على جنازتها تأملت أسمه للحظة تخيلت بدال فياض يكون صقر ! ابتسمت من مُجرد خيال كيف لو كان حقيقة ؟ سُقطت دمعه على أسمه تحرق قلبها وتصحيها من غفلتها نزلت تحت للتـوقيع وركزت على توقيعة مشّخبط وعدم إهتمام وكانه موقع وهو منسدح ! أرتجفت اطرافها وأنتفضت صارت لشخص كانت تقول أموت ولا أخذ شبيهه الحين أخذته هو بحد ذاته !

ضحية بعـدم نفس رفعت صوتها : يا نجد تعالي نشوفك ونسلم عليـك وتروحين لرجالك
نجد ناظرت ل هبوب وضمـاد وبغصة : أروح معه؟
ضماد حضنتها بحزّن وضيقة عليها : نجد تكفين لاتضعفين لا تصيرين كذا !
نجد دمـوعها تُنهمر على خدها وبرجفة : خسرت كل شي ! خسرت كل شي أنا !
هبوب بضيقة مدت لها شنطة صغيـرة كان فيها سـت سبع ملابس تكفي لأسبـوع تقريباً ومدت لها العباية : البسي يا نجد تكفيـن ! خلي هالايام تعدي على خير وأنتي ما راح تطولين بتعيشين معنا بالبيت كلها كم يوم وترجعون ولكـن لا تتجادلين معه !لبست عبايتها بأستسلام احلامها تبخرت برمشة عيـن سلمت عليهم ببـرود وشتّات وسلمت على عمامها وأبوها وجايـد بكل برود يعتريها خرجت للحـوش وهي لابسة نقابها وشـافت شُعاع تكلم فياض
شُعاع بترجي : تكفى عششـان خاطري إنك ماتأذيها
فياض قُبل راسها ببـرود والغضب تجلدَ فيـه من شاف نجد خرج يركب السيارة سلمت على شُعاع الي تودعها وتحذرها بإنها ما تعانده بتاتاً ولا ترد عليـه لأن هو معصب منها ولو استفزته إستحاله يعدي الليلة على خير .. ركبت السيارة واحلامها تتطاير إمامها ! ظنت إنها بتتزوج حبيبها لكـن تزوجت أبغض شخص بالحياة الشخص الي تهرب منه ومن أشكاله ظنت بأن إذا تزوجت بتكون سعيدة لكـن العكس تحس هذا أول يوم عزاء
-
وريـد بهدوء : يبـه ! أبي فلوس
سُليمان أبتسم بخفة أول مره تطلبه بعد ماعرفت بسالفة أختها : تأمـرين أمر كم تبين ؟
أردفت ببـرود : ١٠٠ ألف
إتسعت عيـونه بذهـول من المبلغ : كـم كم ؟ وش تبين فيها إنتي ؟
وريـد بهدوء مُريب : بعالج أختي ! إيلين مريضة سرطان وتحتاج لعملية ولا بنخسرها
سُليمان تـوقف بغضب وبقساوة : يا خير ياطير من متى عرفناها عشان نخسرها ؟ الاعمار بيد الله تموت خليها تمـوت
حسن بوخزات في قلبها انفجعت من كلامه وبغصة: لا تقـول كذا ! لا تقول كذا تكفى يا يبه ! هذي بنتك بنتتـك !!
سُليمان ببـرود : بنتي هذي هي قدامي ولا عندي غيرها ! غير هالكـلام مافي
وريـد هزت راسها بالنفي ودموعها تُنهمر على خدها : كيف صرت بهالقسوة ؟ كنت أشوفك قدوتي كنت أتعلم منـك انا ! كيف صرت كذا ؟
سُليمان بغضب : وريــد ! أنا قلت كلامي ولا بعيده ماعندي بنت غيرك وعـلاج من فلوسي لا !
مسحـت دموعها الي حرقت قلبها قبل ماتحرق خدها وأردفت بغضب : إنت خسرت بنتك الثانية ماعندك بنات يا يبـه !
صعدت للأعلى دخلت لغرفتها وفتحت دولاب صغير الي مليان أكسسوراتها وكله ذهب وألماس واكسسورات غاليةّ جمعت الاكسسورات الذهب لحالهم كانوا تقريباً ٢٤ سلسال واسوارك وخاتم ! من يومها صغيرة وهي تشتري ذهب حُبًا فيـه والحين بتبيعه حُبًا لشخص تستاهل تبيع الدنيا ومافيها لأجلها " أختها " ما تعرفها ولا تعرف وش تحب ووش تكره ما تعرف وش لونها المفضل ماتعرف شيء عنها لكـن الي تعرفه إنها من دمها ولحمها ! فتحت دولاب ثاني وكان مليـان باكسسورات أمها الي خلتهم ذكرى بلعت رِيقها وقلبها أنقبض من اللهفة والحزن مسكت سلسـال كبير لحـاله يجيب ٥٠ ألف
تنهدت بضيـق وبغصة : سامحيني يمه !
أخذت شنطتها وحطت الذهب حقها وسلسال أمها لبست عبايتها وخرجت لمحـل الذهب لأجل تبيعهم مستعدة تسوي كل شيء ولا تواجهه قـايد وتقول له
" أبوي رافض يدفع علاج إيلين "
ولُحسن حظها بأن الذهب جاب ١٠٠ ألف وأكثر من فخامته ركبت مع السـواق وقالت له المـوقع بيت قـايد ووصلت للبيـت بعد دقايق طويلةٍ وإبتسامة مرسومة على ثغرها تنهدت براااحة وفرحة نزلت وطرقت الباب بشكل مُستمر ومُزعج ثواني قليلة وأنفتح البـاب
إرتبكت من نظرات قـايد الحادة ومليئه بالغضب من الطرقات المزعجة
مّيلت راسها ببتسامة تزيين ثغرها وببراءة : سلام !
---
كـاتم غيضة وجنونه وغضبـه خيوط الشر يقيده يراودة وّد بإنه يوقف السيارة على جنب وينزلها ويدعسها بكل دم بارد ويمشي ! لكـن يخاف الله ومو مُجرم ! أستغفر ربه بتأنيب ضمير من الوّد الي جاه وكله بسبب غيـرته ! ناظر لها بطرف عيـن شابكه يدينها ببعض وتفرك أصابعها ببعض من شدة خوفها وتوترها توسعت محاجرها من شـافت لوحةّ إنهم للتّـو خروجو من مُحيط القـرية .. ترددت تسأله وين رايحين ؟ لكن خافت ولا قدر لسانها يقوى على نطق السؤال
وببـرود يعتريه : أنزلي !
نزلت وهي شادة على شنطتها الصغيرة الي فيها ملابسها وأغراضها ناظرت للشـارع الي كان فيه سيارات وناس كثيرة ومن منظر الشارع تأكدت أنهم بمدينه مو ديرة بس وش هي المدينه ؟ ماتدري! دقـايق قليلة ودخل لغرفة الفنـدق نزل شنطه
إلتفت عليها ونار الغيرة شبت بقلبـه : من متى وانتي تكلمينه ؟
نجد انلجمت من سواله بلعت غصتها بصعوبة هذا اول سؤال سألها كيف بتعيش بأمان معه وهو كل الي يدور بعقله صقر ونجد ؟ إلتفتت تـدور على الغرف لكـن شهقت من قبض أيده على ذراعها
فياض بغضب : ماني أصغر عيـالك تعطيني ظهرك وانا اكلمك !
تكلمت بعد ما جاهدت بان صوتها يُتزن : بنـام
مرّ بطيفه اللي صـار وجود صقر وكيف إنه يناظر من الشباك وتذكر نطقه لأسـم نجد ! كيف يتجرأ ينطق أسم بنت عمه على لسانه ؟ الغيرة نهشت قلبـه نّهش سحب نقابها وشهقت بفزّع وذهـول هذي مو أول مره يشوفها لكـن أول مره يركز على ملامحها ويدقق فيها على إن نظراته لها حادةّ وغاضبة لكـن ما ينكر إنها جميييلة ! جميييلة وجها ماكان طويل ولا دائري كان متـوسط ومائل أكثر للدائري وحواجبها ماكانت كثييفة ولا خفييفة متـوسطة وعيـونها كبيييــرة ومُلفتـه وعدّسة عيونها سـودا ! تأمل شفايفها مرسومة ومحدودة بنعومة والشفةّ العلوية أكبر من الشفة السفلية !

كـانه أول مره يشوفها وهذي ثـاني مرة ! أول مرة وقت شافها مع صقر بس بهذاك الـوقت ما أنتبه ولاركز على وجها لأن فعليًا أنعمى من الغيرة للحظةٍ تذكر كلام جـدته وقت قالت له سمعت نجد تقول لضماد و هبوب إنها بتهرب ! وهو فسر كلامها هذا بسبب غضبها منه وفعليًا فقـط تعبير مُجازي بسبب غضبها عليـه !
بدأ الغضب يلعب بأوتاره أشتدت عروق الغضب في صدغة وكل حواسه ثارت إقترب منها : كنتي بتهربين معه ؟
انلجمت من سؤاله وهي ما فكرت بالهروب مع صقر ف كيف لو فكرت وش بيصير فيها ؟
إجتاح الخوف كل خلية وضلـع فيها لتُردف وهي تمشي وتدور الغرف بعيونها : ما فكرت بالهـ
قاطعها وهو يّقبض على ذراعها بتملك وبغضب : لاكلمتك أنا تـوقفين وتسمعين كلامي
-----
من أمس حارث مختفي ولا جاء للجناح قلقت عليـه والخوف أندس بجوفها تبي تتطمن عليـه هي الي طعنته ! أخذت نفس عميـق وأرتبـاك يُحتويها كانت تطل من الشبـاك المُطل على باب الشارع الرئيسي للحظة اشتدت ذاكرتها وقـت دخلها لهالبيت وهو يرميها من هذا البـاب ! كانت تشوف رجال يدخلون ويطلعون بس ما شافته هو ! شافت نجد تخرج بعباية سودا مُغلفة كامله ونقاب فتحته ضيقه بحيث عيـونها ما توضح ماتدري مين هالبنت ووش صلتها بحارث لكـن تذكرت الثلاث بنات الي أنتبهت لتواجدهم أول ما دخلو عندها ، هبـوب وضماد الي كانت تشوفهم أكثر شي لان كانوا يجيبون لها أكل ويتناوبون على هالشيء فزّ كل ضلـع فيها من سمعت صرير الباب إلتفتت على حارث الي دخل
أرتبكت من شـافته يقرب منها رجعت خطاويها للخلف ونظراته وحدتها ما كانت تبشر بالخير

ميـان برفعة حاجب وهي تخفي ثروة خوفها : أنا ما أذيتك إلا لانك اذيتني واحرقتني ! كذا أحنا متعادلين
ولـو سـويت فيني شيء بسـوي لـ
قاطعها وهو طوق خصرها وشدها لصدره وشهقت بذهول حست إن خصرها النحيل بيتمزّق والخجل أخذ حيزه !
حارث بغضب مكبـوت : ماهب أنا الي تهدديني ! لا تجبريني على اني احطك براسي بخليك تحبين الارض ندم ! ودام مالش ذنب بفعلة أخيش عماد بخليش عندي وعلى ذمتي لين مايّعـود ! مانيب ميـت عليك مير أحتري يقصون أخيش !
تشنجت أعصابها بذهـول وخوف من الي تسمعه همست : إنت حقود !
غضبـه وقهرة وحرّه قلبـه أخذت حييزّ كبير أستهلت ملامحه بالغيض والغضب : حقـد ؟ كنت واثق بـه لأن خويي بالسـلاح أمنته على روحي وعلى روح الفريق كلهم ! وأخر شيء يفجر الطييارة الي فيها أخوياه ؟ عششـان وش علميني ؟ بسس بعررف ليش سوا كذا؟
أبتعد عِنها ليُردف بعد ما أحتدت عيـونه بشراره : البـاب مفتوح لش تعصين كلامي ولا كلام أمي ولا تحاولين الهـروب بذبحك ! أنا متّحلف فيـك وأخواني تتغطين عنهم
ناظـر للبسّها كانت لابسه بنطلون وتيشيرت وبحدة: وهاللبس بحرقه لش تلبسين قميص ماهب جنوز وبناطيل ! لا تطلعين بـه كـذا لا أكسر ساقك
--
خلف بغضب ضحك بسُخرية وتلقائيًا تلاشت ضحكته وروحه تغّلي من فرط الغضب وبغيرة : حارث يسوي كل شيء عادي مسموح له بس خلف لا ! ليششش طيب ؟ مانيب ولدكم ؟ وشنهو الشي الي عند حارث ماهب عندي ؟
ضحية بقساوة وبغيضّ : ليـت فيك ربع من مراجل حارث وعلـومه !
إرتفع راسـه لأمه وكلماتها طيّحته بنيران حرقته : كلامك هذا تقولين لحارث الي فشلك عند العرب وأخذ حرمة ماهي مننا وفينا ؟ وخلف اللي ٢٩ سنه قضاها حولش يسمع اوامرك ويطعيش صار ماهب كفو لأنه أول مره يرفض لش طلب ولان هالطلب يخص حياته ؟
هزّ راسـه بكل هدوء يعتريه وماخلف هدوءئه إلا غضب وقهر وحسرة وغيض وغيرة ! قلبـه يعتصر من الألم خرج من البيـت بعد ما ضرّب كتفه بكتف حارث بكل خفةّ ركب سيـارته وحركّ
عقـاب إجتاحه ندم كلام أمه ومُقارنتها بين عيالها هذا أكبر عقاب لخلف الي رفع صوته على أمه ناظر لجايد وأردف بضيّقه : روح روح له ألحقه
فعليًا خرج جايد وهو يركض وشاف زوّل البنت الي للتوّ تـقف من الجلسة الأرضية بالحوش
ما أنتبه لها لان معطيته مقفاها وظن إنها أخته ضماد وأردف بحدة وهو متوجهه للخارج : الباب مفتوح وإنتي جالسة هنا يا ضماد ؟ ادخلي ادخلي لابارك الله فيش
هبوب إرتبكت كل حواسها وتقشعر بدنها من نبرته الحاده توترت وهمست بحرارة : أشوا يحسبني ضماد

حارث زفرّ بتنهيدة : مالكم داعي ! وش هالحكي ووش سبب هالمشكلة ؟ لأنه رفض يتزوج على كيفك يا يمـه ؟ بقولها لش مره ولا بعيدها زواج على كيفك مانبي ! يكفي عقاب زوجتيه على كيفك وتزوج على حرمته !
إرتفع نظر عقاب لناحيةّ حارث وهو يكبت حروفه كان بيقول له " وتحسفت يا أخوي " بسبب مشاكلة الكثيرة مع فاتن وشخصيتها الي ما تـوقعها كذا لكن للأسف أكتشف شخصيتها وقـت كانت حامل ب نجد ولا قدر يطّلقها لانها حامل ببنته مايبي يّعيـش بنته بشتت وضيـاع !
ضحية تنفست بغضب مكبوت : خلاص ! أنا تعبت منكم يا عبالي جبت وربيت وتعبت وأخر شي ماحد منكم راضي ياخذ على ذوقي ؟ وش بـه ذوقي ؟ لكن مارّدكم جاييني متحسفين
حارث إرتفعت حاجبيـه وبضيقة : يا أم عقاب حكيك مع أخيّ خلف ماهب زيـن ! لا تقارنينه مع أحد لا تولدين الكراهية والعداوة بيننا !
خرج من الصالة ثم من البيـت بأكمـاله أخذ جواله وأرسل ل خلف الي كلامه يـردد بمسامعه باستمرار
" فك نفسك من الغيرة وأنا أخيـك أحنا واحد ولاتنسى أبينـا مين ! ما علمنا على الكراهية ! والغيرة هذي أتركه ا لنسوان ماهب لك "
---
قايد لاحظ كيف تلهف وكانها راكضه لمسافة بعيـدة وملامحة باهجة وكانها حاصلة على كنز !
عقد حـاجبيه وكان بيهاجمها بغضب لكـن من شاف حالها شبـه استقرت بقلبه رحمة لها ! اللهفة والحماس والفرحة الي لامسها بعيونها ومبسمها أنقذوها من غضبـه ! أرتبكت من أستقرار نظراته عليها ما أزاحهم عن عيونها وملامحها أبدا
مدّت له الظرف وهي ملاحظة على شرودة إلى درجة إنها مارد السلام ! رفع نظرة عليها بعد ما ألقى نظرة على الظرف للحظة راودة تردد وحيرة ! كلام يُسر يتردد بمسامعه إن تخلى عن كل شيء حتى على نفسك بس لا تترك أختك تموت وأنت عندك فرصة تعالجها ! كّحات وشحب ملامح إيلين وصوتها المتقطع وأُمنيتها إنها تتعافى وتدرس ويطول شعرها بباله ولا غابو عن بالله نهائيـًا !
أخذ الظرف وهزّ راسـه وببرود : يعطيك العـافية
أرتبكت لا إرادًيا وأبتسمت بخفوت : ما سويت شي!
يُسر طّلت على الباب وشافت وريـد وسُقطت عيونها على الظرف الي بيدّ قـايد وقبلها كلمها قايد بالموضوع وقال لها إنه وافق إنه ياخذ فلوس من وريـد بشرط إنه يكون " ديـن " طالماً إن الموضوع فيـه حياة وموت وبالذاتٍ إنه يخص طفلة ! لو نفسه بيرضى يموت ولا يمد أيده لاحد حرفيًا !
يُسر ببتسامة خفيفة تخفي حزّنها من حياتهم البائسة: وريـد ؟ أدخلي ليه واقفة !
قـايد أردف ببـرود يتلبسه : رايـح للمستشفى أنا وبأخذ إيليـن عسى الله يشفيها ويقومها بالسلامة
تممو بأميـن بكل هدوء وهمس وصلت لمسامعة
يُسر بهدوء : بروح أجهزها والبس انا

قايـد حدّق ب وريد بعد ما راحت يُسر وأردف برفعة حاجب وبغيض مكبوت : الفلوس من ابوك ؟ ماادري إنتي موظفة ولا وش ولكن لو من أبوك ماله داعي !
هزت راسها بالنفي بأرتباك تلبسها وأردفت بجديّة : لا والله ! ما دفـع ريال كلها من فلوسي
قايد للحظة الافكار تحتوي عقلة هزّ راسـه بالنفي وهو يستغفر بمجرد ما جت فكرة بباله إنها سارقة لان المبلغ كبير ! لكنها غنية ولا هي بحاجة ليش تسرق ! نزع هالفكرة من بـاله تلقائيًا
وريـد توترت بخجل من شرودة بوجها وهمست : بروح معكم !
مارّد عليها ركب السيارة وأبتسمت وريد وهي تشوف إيلين المتمسكه ب يُسر أنقبض قلبها بضيّق من شافت وجها الذبلان !
همست بداخلها : بتتشافين وتتحسنين باذن لله !
ركبت يُسر بالمقعد الأمامي بجانب قايد وخلف قايد وريـد الي بجانبها إيليـن المُهلكة قايد أردف بنبرته الرجولية : السلام عليكـم !
رفعت راسها البنت " إستقبال " : وعليكم السلام
قايد بهدوء : عنـد أختي موعد !
هزت راسها بهدوء : أسمها ؟
قـايد أردف : إيليـن هايف
تسلسلت الضيقة لقلب وريـد من نطّق بأسم أبوه خلف أسم أخته ! لأن بالهوية والبطاقة أبوها هايف لكـن بالدم مو أبوها ! نهائيًـا ! حاولت تطرد شعور السيئ الي راودها ما تبي تفتح هالمـوضوع أبداً ! هي ماصدقت إن قايد يسمح لها تخطي خطوة قريبة من أختها والي هي تتكفل بعلاجها ! وسمح لها تجي معهم ! راضية إنها تكون قريبة من إيلين حتى ولو ماعرفت إنها أختها !
إلتفت الدكتور عليهم مُجرد ما انرمى الاسم على مُسامعه أبتسم بخفة وإقترب منهم ليُردف : وصلنا التحـويل للمسشتفى اليوم .. الف لا باس والله يشفيها يارب وإيليـن بطلة صحيح ؟؟
ناظرت له بذبول وأرهاق ابتسمت بتعب وهزت راسها بكل إنهلاك وكل ضلع وعظم فيها يرفض فكرة إنها بطلة من شدة وّجع جسمها
قـايد أبتسم بخفـوت : اميـن يارب ويجزاك خيرّ
الدكتور بهدوء : بنبدا علاج الكيماوي ولكـن اليوم لازم تتنوم بالمستشفى
سحبوا العـربية الي فيها إيلين ودخلوها للغـرفةّ لأجل الفحوصات ولأجل يبدون عـلاج ..
قايد بهدوء حدّق بيُسر : بـوديك للبيـت
يُسر هزت راسها بالنفي وبعتراض : لا لا قـايد مابي أترك إيلين بتسال عني أول ما تدخل عليها !
حدّقت بعيونه وبنبرة ترجي ولهفة : تكفى !
قـايد هزّ راسـه بالموافقة وهو يتنهد ناظر لوريد وأردف ببرود يكبته بصعوبة : تقدرين تروحين !
هزت راسها بالنفي وتربعت أكتافها بكل عنـاد وجلست على لكراسي لتُردف وهي تصدّ : إيلين أختي نفس ماهي أختك وماراح أروح من هنا وللمعلوميةّ هذا مستشفى مو بيتكم عشان تطردني منه !
عصفت السُخرية من جابت طاري الطرد وهو أساسا مافكر يطردها ببـرود : اقعدي ماحد مانعك
وريـد انحرجت وصدّت عنـه وهي تشتت عيونها بهدوء مُـريب أحتواها

مرّت أكثر من سـاعتين تقريباً غطا يُسر ببطانية صغيرة الي كانت نايمـة على الكنب
إقتـرب من إيلين المرتمية على السرير وتسولف مع وريـد !
إيلين ببتسامة باهتة:يعني شعري يمدي يصير طويل؟
وريـد ابتسمت بوجع الي تسرب لداخلها هزت راسها بالإجـابة : أكيد !
قايد إقترب من إيلين وجلس بكل هدوء مسك أيدها ليُردف بعد تفكير ومُحاولات يُسر وأقناعها بذهنه : إيلين ! كم عندك أخوان وخوات ؟

أنقبض قلب وريـد بذهول ماعرفت نيته من سؤاله ماتدري نيته شر ولا خير ! أرتجفت اطرافها
إيلين أستغربت سؤاله ولكـنها أبتسمت بتعب وهمست بصوت مُنهلك : أخ واحد وأخت وحدة
إثنين أخواني
قايد أجمع قـوته وهو يتنهد : تتذكرين أبونا هايف؟
إيلين هزت واسها بالإجابة واللهفة : أذكره بابا !
قايد بضيق مكبوت وهو ما يدري كيف يتقدم بالموضوع يتمنى إن قوته تساعده بأنه يقول مُباشراً : طيب إنتي عندك أب أثنيـن ! وأبوك الثاني عنده بنت يعني تكون أختك عرفتي ؟ وهي هذي الي ورانـا !
مافهمت كيف أب إثنين ؟ وهذي الغريبة كيف صار أختها ؟ ما أستوعبت وسُنها الصغير ما يساعدها على فهم الموضوع ! ولا عقلها قادّر إنه يستجوب ويكتشف لإنها مُهلكة ولا عندها طاقة !
إيلين بتساؤل : بس كيف ابو أثنين ؟ كلهم يمديني أناديهم بابا ؟ بس بابا الحقيقي مــات !
وريـد إنهزم قلبها وأعلن خضـوعه ما عادّ تقدر تجمع قوتها المُبتورة من الألم الي أحتوا قلبها !
قايد بتنهيـدة : أبوك الثاني حيّ إنتي اذا كبرتي بتفهمين قصدي بس أعرفي أني أخوك ويُسر أختك!
سكـت للحظة طويلة وإلتفت على وريـد وأردف بعد لحظةٍ : ووريـد أختك ! لكـن أمها مو زّي أمنا

إيلين أبتهج قلبها بسرور وببراءة : يعني عندي إثنين خـوات وأخو واحد ؟
إيلين ناظرت ل وريـد الي ماقدرت دموعها على عدم فرارها : إنتي أختي وأخت يُسر وأخت قايد ؟
ضحكت مـن بين دموعها وإقتربت لها من الجهة الثانية على جهتها اليمين قايد وجهتها اليسار وريد هزت راسها بالنفي وهي تُقبل أيدها : لا ! أنا ماعندي أخوان عندي أخت وحده صغيرة وجميلة وقوية الي هي إنتي
ابتسمت بخجل ثم أردفت بتساؤل مليئ براءة : إذا قايد مو أخوك ليه وجهك باين ؟ ماما قالت لي إذا كبرتي تتغطين عن العيال لما سالتها اتغطى عن قايد قالت لا ! قالت قايد أخوك !
أنحرجت وريـد وتغييرّ لون وجها للأحمر رفعت نظرها ل قـايد الي أبتسم بسُخرية وكانه ينتظر إجـابة على كلام إيلين أزداد انحراجها من نظراته
أردفت وهي تكبت أحراجها وبهدوء : لأني اعتبره نفس أخوي !
إيلين آمالت راسها بعدم إستيعاب لتُردف بتأكيد : يعني إنتي أختي بس أنا ؟ ومو أخت قايد ولا أخت يُسر
وريـد ضحكت بخفة من تكراراها لنفس الأسالة بصيغة ثانية : إيه حبيبتي
إيلين ببراءة أبتسمت : يعني تقدرين تتزوجين قايد؟ ولا ما يصل ح لإنكم أخواني ؟
---
نجد ما تكلمت ولا ردت على كلامه وتحس بالخنقه من مرارة الشعور إلي أحتواها أحرثت روحها بالصبر ! كراهيتها لِه مانعتها من إنها تاخذ وتعطي معه ما تبي تتجادل معه لأجل ما تشوفه ولا تسمع صوته ! ودها إنها تنسحب من هالمكـان ماتبي تشوفه نهائيًـا ولا تسمع صـوته ! وودها إنها تسحب روحها الي انهلكت وأنخذّلت وأنكسرت من صارت على ذمته
فياض بسُخـرية وشرّ : تحسبين إن كذا قلبي بيبرد؟ إني تزوجتك ! لا أكيد ! هذي رحمة لش أنا مانيب عقاب أني أعاقبش فيني العقاب الي بسـويه لك أنتظريه بعد أسبـوع بالضبط يا نجد !
حست بلذعة بقلبها وعـدم طمانينة أنعكس الخوف على ملامحها ما قدرت تردف بكلمة رمشات عيونها أوضحت له إنها مُرعوبة وإرتجاف إيدينها ولكـن صد بعدم مُبالاة ، شدت على رجلها الي مستعصبة المشي من قوة الهموم المُتراكمة على قلبها ومن الثقل الي تحس فيـه ! دخلت للغـرفة وأغلقت الباب ارتمت على السرير وغمضت عيونها وهي حاضنه المخدة ودموعها تُنهمر على خدها بضعف تحس بّخراب بصدرها والقلق صار خليلًا لها روحها صارت هشاشة هي إنتهت ! إنتهت رسميًا من وقعت وصارت لشخص ما تتمناه .. تمنت صقر وحبته وعشقته وتمنت إنها تكون زوجته تنمت إنها ببيتـه ! غمضت عيونها برعشة من وصل لمسامعها غّلق البـاب بشدّة وكان غلق الباب يصحيها من أحلامها ويخليها تستوعب مُرة الحقيقة ! إستحالها تنسى الي صار كيف ان الحين المفروض تكون مع ضماد و هبوب ! ضحكت بخفة ولهفةّ من تذكرت سوالفهم وضحكاتهم وعباطتهم ! تـلاشت إبتسامتها من تذكرت امها متاكدة تماماً إنها اكثر وحدة معصبة ومقهورة ومحترقه مو بس لأن بنتها شافت رجل مو مُحرم لها ! لان بنتها انفضحت أنقبض قلبها من تذكرت كيف إن امها تقنعها تفضح ضماد وهبوب ودارت الدنيا وبنفس اليوم انفضحت أمها ! وزوجة أبوها و زوجة عمها ستروا عليها وترجو وطلبو فياض إن يستر عليها بينمـًا أمها كانت تحاول تفضحهم ببناتهم !
وكيف إن ضماد وهبوب بكوا وإنهاروا وانكسروا وكان هالفضيحة والخيبة والحزن صار لهم !
مر الوقت ولا تدري كيف نامت ومتى إلتفتت تدور ساعة ولا حصلت تنهدت بيأس ودخلت لدورة المياة خرجت وهي متوضيةّ إقتربت من الشباك وفتحته لعل وعسى تعرف إي وقت ! السماء سودا نامت وهي مصليه العشاء يعني مافي صلاة فاتتها ولا تدري كم باقي على صلاة الفجر ! خرجت من الغرفة من حست بالجوع من جت هنا وهي ما أكلت شيء نهائيًـا !
بّلعت ريقها وهي تشـوفه جالس بالصالة وممده رجوله على الطاولة الي إمامه تكاد تكسر الطاولة من ضخامة رجله وثقلها وبيـده زّقارة متمسك فيها ببيـن أصـابعه ناظر من فوق لتحت بنظرات حاااااادة من حدتها تحس إنها أنكسرت من حدّة نظراته
أردف ببـرود : يحسبون إننا مسافرين لشهر عسل مايدرون إنك ما تستاهلين !
ناظر بإرجاء الشقة وبسُخرية : أنا هالخرابه مستخسرها فيـك وشلون لو سفرتك لبرا ؟إنتي المفروض نحبسك بمكان ولا تطلعين منه الهواء حرام تشمينه
أنطعت بالصميم بكلامه الجارح الشقة مو خرابه أبداً كانت مُرتبة على رغم إنها صغيرة ولكـن لا باس فيها إلتقت عيونها بعيونه وأجمعت كامل قوتها الي تبخرتّ !
أردفت بضيق يعتريها وبرجفة : سويت كذا ليه ؟ صقر صادق ! وكان بيتزوجني لأنـه صادق
من حسن حظها ان الزقاره طّفت قبل ما يطفيها فيها إستـوقف على حيله شهقت برعب وبرمشه عيـن شالها من رقبتها وسحبها يرصها على الجدار تحس إنه خانقها بيـده الضخمه ورجولها مرفوعة ما إلتمست الأرض !
كلماتها اخرقت قلبـه من الغّيره : والله لو نطقتي باسمه أو جبتي طاريه أنك ماتشوفين خير تفهمين؟
أفلت أيدها عنها تاركها تسترجع أنفاسها بصعوبة كحت ووجهًا تغير للأحمر ! وأثار أصابعه على رقبتها كانت بتموت لولاً لُطف الله ! لو ما تاركها لثانية ماتت إختناق ! هي كانت مختنقة ضيق وهموم وهو خنقها فعليًا بهمومها وحزنها ! الغصة أحتلتها ماقدرت حتى ترد عليـه
صدّ عنها وهو يستغفر من لمح أنخطاف وجها ونظراتها المكسورة سحبت خطواتها بثقل مع كل خطوة تسحب روحها المبتورة

رجعت للغرفة وهي عايفه الأكل وعايفه نفسها وعايفه كل شيء حوالها أنقبض على قلبها بالم وأجهشت بالبكاء الهستيري وتعض على المخدة لحتى تخفي أنينها .. للحظة وأنفتح الباب بهجـوميةّ سحبها من ذراعها ووقفها وهو يسحبها للصـالة رماها بقسوة على الكنب
ولهّيب يشتعـل بقلبـه كل ما تذكر كيف إن في 6 رجال بالبيت باستثناء سراج لأنه فاقد عقلة .. ولا عرفوا هالخمس الرجال إن بنتهم تقابل وتكلم شخص مو مُحرم لها
تنفس بحرارة تتصاعد من روحه بسبب أحتراقها الغيرة أعمت عيونه : أنا متحلف فيك وبـ** يمين بالله إذا ما علمتيني شلون بديتي تكلمينه إني لأحرقه وهو حي والله والله والله يا نجد ومن حلف بالله فصدقوة إن ما تكلمتي ب حرقه ببقالته !

Comment