١٦- إنهيار ريّان..!

(ريان)

  سافرت ماريّة وعائلتها الصغيرة إلى الإسكندرية منذُ يومين ولم تتواصل معي من بعد أن أخبرتني بأن رنيم قد اكتنزت كل الهواتف النقّالة لكيلا يستخدمها أحد منهم، ولا جرم أن قلبي قد انفطر حينما أخبرتني بشأن سفرها، لأني كنت أهتم لأمرها كثيرًا، وكنت أحب القيام على سعادتها أكثر من أي شيءٍ آخر، لقد كانت أختي من غير دمٍ مشترك، ولكن حينما رأيتُ في روحها انكسارًا عجيبًا كابدتُ مشقة الاغتمام لأجلها، وحاولت أن أُبدي لها سعادةً غير حقيقية كيلا تغيّر رأيها.

مؤلم أن تعيش على شفا جُرفٍ قد ينهار بك في أي لحظة مثل هذا، الخوفُ من خسارة ماريّة وابتعادها والقلقُ المرضيّ عليها هو جُرفٌ حقيقيّ وبه مجازفةٌ كبيرة، ولكنها تستحقُ أن يحوطُها أحدٌ بعنايته لها، ولن أندم على هذا أبدًا.

قُلت في نفسي أني أفكر كثيرًا، وما هي إلا مسيرة أيامٍ وستتصل بي فور اقتناصها لهاتفها مرة أخرى، التفكير الذي يجرفُ الحدود لا يعود إلا بكثيرٍ من الهموم. ربّما قد أنام من فرط الملل إن أضعتُ وقتي في التجوّل على فيسبوك، وهكذا ستنقضي ليلة أخرى تموتُ معها همومي واقصُر فيها الساعات التي تفصلني عن ماريّة..

مكثتُ عشر دقائق أنا والضجر والسهر، ثلاثتنا معًا، كدت أغلق الهاتف حتى لمحتُ اسم مارية في منشورٍ ما..
 

"تنعي جامعة أسيوط طالبةً من طلّابها وهي "ماريّة سليمان الجنزاري" إثر حادثٍ أليم لها ولعائلتها على الطريق المُودِي للإسكندرية من بعد أن استشهدنا بهويّتها وهوية أخويها من بطاقات التعريف الخاصة بهما، وهم الآن في المشفى الرئيسيّ الخاص بجامعة أسيوط، على أمل أن يتغمّد الله فقيدتنا وذويها بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنهم فسيح جنّاته"

 

صفيرٌ في أذني، وغشامةٌ تحجب ناظريّ، وكأن قلبي قد انخلع من صدري ساحبًا معه روحي، أرى أمي أمامي تصرخُ فيَّ وهي ممسكة هاتفها ولكنى لا أسمع ما تقول، الأرض تمور من تحتي كأن الأرض كلّها قبورٌ مُخندَقة، ومن ثم يتهاوى كلّ شيء فيتهاوى جسدي معه ليسكن الأرض، ومن ثَم يسود الظلام.

 
_

_____________________
______________
______

❄️

الڨوت أمانة يا حبايبي 🤍
متنسوش تعملوا ڨوت ده هيساعد الرواية جدًا. ☃️🤍

❄️

Comment