١٣- من ماريّة إلى رنيم:

من ماريّة إلى رنيم:

أكتب إليك من الشرفة التابعة لغرفتي أنا وريان، أريد أن أُطلِعَكِ على سرٍّ غريب؛ أتذكُرين مالِك الذي تعاهدناه بالتفكير من وقتٍ لآخر، ووصفه بالغرابة المُطلقة؟ وذهبنا فيه مذاهِب كثيرة غير مذهبه الحقيقيّ؟ قد كشفت الأيام عن بعضِ تفاصيله الغامضة يا رنيم، ولقد رأيتُ فيه مسحةً من العذوبة لم أرها إلا في أبي رحمه الله، فرثيت لي ولكِ كثيرًا على مذاهبنا تلك، على أنّ العزاء الوحيد لنا أنَّا ما سببناه سُبَّةً واحدة، أنا أعلم أنكِ ربما تضحكين الآن، ولكنه حقًّا إنسانٌ فوق كلّ شيء، أشعرُ بغصصٍ في روحي لا أدري ما سببه، ربّما أنا بحاجةٍ إلى التنزّه وبعض الهواء فيزيح عني بعض النيران المستعرة بصدري، تغذي جيدًا، ولا تقلقي عليّ أبدًا، كل هذا سيزول حينما أعود لبيتي وإلى أحضانكم، قبِّلي عليًّا من أجلي وكُفِّي عن إغاظته، أختك التي تحبّك جدًا، ماريّة.

 

Comment