Soulmate



ازهار الكَرز تتساقَط ارضًا وتتطاير في الهَواء قَبل ذلك...


والقَمر يسطع ويلمَع ببرودَة والشَمس تُشرِق بدفء قبل ذَلِك ..


والفَتاة تبتَسم وتَضحك وتَبكي وتُظْلَم قَبل ذَلك ....


.
⋆⋆⃟⊱✪⃝⃞⃝⊰⋆⃟⋆ ⋆⋆⃟⊱✪⃝⃞⃝⊰ ⋆⃟⋆⋆⋆⃟⊱✪⃝⃞⃝⊰
.


" ميورا ، سنذهَب انا وابيك الى السوق لنشتَري الحوائج للِمنزلنا الجَديد .. ستبقين هُنا لبعض الوقت لانه لايوجَد مَكان لك في السوق ... هل يُمكنك ان تسدي لي خدمة وتبقين هنا ؟ لن يطول اعدك "


اومأت الطفلة بالموافقة ، فنهضت الوالدة مبتسمة برضى واعتدلت على قدميها بعدما كانت تجلس بمستوى ابنتها ، تم التربيت على رأس الطِفلة ورحيل الأم تجاه اضواء الساحات السوقية


لتجلس الصغيرة وهي تحاول كتابة حروف اسمها على الرمال بإصبِعها السبابة وترسم ابويها وتضع قلوبًا حول ثلاثتهم ..حولَ عائلَتِها السعيدة للغاية


...


" يمكنكِ الذهاب ، هونغ شيم ! ، ساعود للمنزل عند الغروب لذا عودي  "
ابتَسمَ محدثًا اخته الصُغرى بابتسامته الصغيرة التي تُبَين اسنانه الاصغَر


" سأفعَل ، اخي ! "
اومأت الصَغيرة جدًا تِلك برأسها حتى كادت ان تسجد بسبب صغر حجمها ولكن قوة دفعها لنفسها عند الايماءة


" كوني آمنة ، هونغ شيم! "


" سابقى بصُحبَة مينا ، انت ايضًا اخي ! "
امسكت الصغيرة بثوب مُربِيتُها و ابتسمت لأخيها واحدى اسنانها ليست موجودة لانها سقطت اليوم الفائت ..والتي ستنمو لها غيرها بالتاكيد !


عانقها اخاها وراقبها وهي ترحَل مع المُرَبية حتى إختفَيتا عن ناظِره لذا سَلَم الأمر لِلـ الـ لاحَد وذهب ليلعب كُرة القَدم مع بقية الاولاد والصِبية عِند الشاطئ


" ناولني اياها ! هُنا هُنا ! "
" إنتَبه ! "
" تايهيونغ لقَد سجَلت هدفًا ! "
" لقد خسِرتُم ! ياللفَشَل ياللعَار ! "


قيلَت تِلك الكَلمات من طَرف الفريق للفائز حَتى إنصَرف الفَريق الخاسِر غاضبًا ذاهبين الى اولياء امورهم ليبكوا عند اُمهاتِهم كالخاسرِين ..


إتجه الفَتى ڤي الى الناحية الشرقية من الشاطئ لانه قد دَفنَ كنزًا هناك ويرِيد ان يستخرِجَه  ، فوجِئَ بوجود شخص آخر قُرب مكان كنزه !


" يـ..يين ؟ يين مورا ؟ "
قرأ ما كان مكتوبًا على الرِمال امامها بحاجبين احدهما للاعلى والاخر للاسفل بينما عيناه بِهما نظراتٌ متسائلة تمامًا كتلك النظرات بحصة الرياضيات او الفيزياء..~


" يون ميرا "
صححَت الإسم لهَ بعدما نظرت باعينٌ متوَسِعة مِن صدمتها، اذا كانت تكتب اسمها على نحوٍ خاطئ ، لكنها فرحت ! وقالت في نفسها
( علمت ان هناك شيئًا خاطئ)


" ليس هكذا تكتبينه ، يمكِنك فقط فِعل هذا ..... وقَلبُ هذا ..وتَبديل آخر حَرفين ...و..."


وَضعَ يَده فَوقَ يدها فأصبح كَفُه ملاصقًا لِسطح يدها، واصبحت اصابعُها فَوق اصابعها ، ليكتُبا سويًا بطريقةٍ صحيحَة ذلك الإسم


بينما بدى الامر كالعناق الخلفي ، وكتشابُك الأيدي
نَطقَ هُوَ بَفخر وسعادة
" وهاهي يون ميرا ! "


رفع يديَه للاعلى كعلامة على النجاح والفلاح وابتسامةٌ إعتَلت ملامحه وشعرُه تَحرَك مع الرِياح ، بعد وهلة مَد يده لها لتمسكها وتستقيم


" إسمِك يون ميرا ! "
قَال مبتسمًا ونبرته كانت مسرورة كطفلٍ حصَل على 10/10 في اختبار جدول الضرب


فاردفت قائلةً بعدما إستقامت على قدميها بمساعدته
" اظن ذلك واضحًا ... ماذا عنك ؟ "


خَجِلة،لطيفة،ملاك


تلك هي الكلمات التي راودته حينما سمع صوتها وهي تتحدث بتلك الطريقة ، ليقول وهو يفعَل حركَته المشهورة قائلًا


" انا ڤي ! اتيت من الفَضاء كنجمٍ مُشع ! "
اغلق احدى عينيه وهو يرفع اصبعه السبابة والاوسط ويقربهما لوجهه بينما يبتسم بسعادة وهو يعرف عن نفسه التعريف المشهور عنه بين كل معارفه


" ڤي ..هاه؟ "
قالت وهي تعاود الجلوس على الرمال وتحرك يدها بطريقةٍ ما ، واتضح له انها كتبت اسمه على الرمال بجانب اسمها ، ليقول هو بينما يجلس بجانبها


" دعينا لانكتبه بالطريقة التقليدية ... ليكُن .."


وهاهو مجددا يمسك بيدها ويجعلها تكتب معه ، ولكن هذه المرة كانت الملامسة مختلفة وسريعة فاكتفى بصنع خطين على الرمال مكونًا حرفَ V


وبينما لاتزال ايدهما سويًا ولاتزال اجسادهما بالقرب من بعضهما ..نظرَا لبعضهم وقال هو
" هذه طريقة مميزة .. سيراها فقط أشخاص مُمَيزين"


قالها وعينيه تلمع
و سمعِتها وعينيها لاتُفرقان خاصته


اوشَك قُرص الشمس على الغُروب وانعكس لونها البُرتقالي على مياه البحر امامهم والغُيوم التي خالطها لون الغروب المَلكي ، هَبت رياح النَسيم البحرِية لتجعل المشهَد ساحرًا اكثر بتحريكها لشعر رأسيهِما ..


ابقى كلٌ منهما عينيه على الآخر ، حَتى تحدث هو
" ا تعلمين ما توأم الروح ؟ "


لتُجيب الأُخرى بينما تواصلهما البصري لم ينقطِع
" إنه .. شيئ كصديق ...لكن أعمَق "


" إنه كَالقَدَر ...أليسَ كذلك ؟ "
قَالَ هُو


" بَل أجمَل من ذلك ، إنه شَيئ يُكمِلك ... يلائِم روحَك كقطعَة مثالِية لقلبِك و يُصلِح ما كُسر مِنك .. إنه شَيئ جميل .."
قَالت هِيَ


" إنه عائلة.."


" و صديق "


" وحبيب "


" ومُنقذ "


" ومُصلح "


" وانيس "


" وقرين "


" إنه أنت "
قَالت هي ، وحينما كان سيقدِم هو على قول شيئ


سمع كلاهُما صَوتَ شخصٍ بالغ ، يُنادي


" ميورا ! ميورا ؟! "
تبحث اُمٌ عن طفلتها ، لتلمحها هُناك فتُمسك يدها بعناية وتذهب


لتنظر الطفلة الى الفتى


والفتى ، يرفع لها اصبعه الخنصر قائلًا


لَن تَكوني منسية بالنسبة لي ! يون ميو را ! وَعْدّ


خَتَم كلامه بِوعد ، لتبتسم هي وترفع اصبعها الخنصر
وقال بصوتٍ منخفض لنفسها وَعد
فيشابكان اصابعهما بالهواء مبتسمين..حتى اختفى طيفُ الفتاة ...عادَ ڤي إلى عائلته


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
"وهكذا ، هي قصة الفتاة التي لم انساها والتي جعلتك تغضبين مني لانني قلت ان هناك شخصًا اخرًا بقلبي معك ... "


تحدَث تاي بذلك ثم نظر الى خطيبته ، ليراها صامته ناظرةً بدهشة وذهول


ليرفع حاجباه ويمسك يدها بلطف قائلًا


" هل انتِ بخيـ.."


" ڤي ! لقد وفَيت بوعدك ،  أنت لم تنساني ! "
قالت ذلك وهي مليئة بجميع انواع السعادة والسرور ، ثغرها كان مبتسمًا بشدة وعينيها اصبحتا مغلقتين من فرط البهجة...غمازتيها اصبحتا كالنجوم بين خديها وهي تنظر له انذاك


ليندهش هو الآخر ويقول بوجهٍ غير مستوعب او مستفهم باعينٍ متوسعة وفمٍ مفتوح


" انتِ هي توأم روحي..ميرا "


عانقا بعضهما بشدة ذلك اليوم
وتجمعت شفتيها سويًا كثيرًا ذلك اليوم


لم يفارق احدهما الآخر ذلك اليوم ، ومنذ ذلك الحين وعلاقتهما اصبحت افضل فأفضل ... لأن كلاهما يعلمان ان القَدرَ فعلًا موجود ... وقد جمعهُما


إنهُما ..العجيبة الثامنة من عجائب الارض والحياة
العنصر الخامس من عناصر الطبيعة والحياة
اللون التاسع من قوس المطر والحياة
انهما الحياة الثانية والطعم المثالي للحُب ..


إنهما كـ لوحة رسمها فان جوخ ، كـ قانون وجده نيوتن ، كـ مادة اخترعها الخيميائي


وكـ قصة جميلة جدًا ورقيقة ألَفَها وغَلَفها الوِئامُ والحُب

Comment