BakeryGrapher!







———————
"


Wednesday Early Morning.. :






رائحة خَبز وخُبز .. تتسلل الى الآفاق متعديةً حُدود المنطقة .. تجري بحُرية بين النَاس وتتراقص مع هوائِهم .. لتقُودهم كالسِحرِ إليها !


" إنه الصباح يا ڤيولا ، اين انتِ "
صاحَ صاحبُ المحل وهو يخفق الخليط


" ماذا تريد منذ الصباح الباكر يا هارولد ، انت المجنون الوحيد الذي يفتتح عند الشروق "
قالت ڤيولا وهي تربط حزام المريلة على خصرها بسرعة


اكتفى الآخر بالنظر اليها بحدة ، بينما يفرد العجين امامه لتُرخي هي عينها وتشاركه العمل بصمت


" ناوليني المنشفة "
قال وهو لايزال يصب تركيزه على عمل قطع الفطير بدقة لامتناهية ، لا احد يسبقه في اعداد فطير الصباحَ قبل الصباح بنفسه !


" مالذي نتوقعه اكثر من مجنونِ الصباح هذا"
تمتمت ڤيولا عندما ذهبت لتمسك المناشف وصمتت عندما ناولته اياها , ومن يلومها والمكان تملأه ساعاتٌ جدارية عديدة في كل انشٍ وزاوية!


اعاد رمقها بنظراتٍ ما ولكنه تحدث هذه المرة قائلا
" لا اعرف بماذا كنت افكر عندما قبلتك للعمل عِندي "


اخبرها وهو يتحرك بسرعة وياخذ هذا وذاك ويقطع ما هُنا و هُناك حتى وضع فطائره الحبيبة على صينية الخَبز متجهًا الى اليمين


"وايًا كان كأن العمل معه ممتع .. انه يجعل الممتع مُرَوع! "
تمتمت بهمس وهي واقفة مكانها امام الواجِهة الزُجاجية امامها ، ناظرةً للناس الذين يمشون ويذهبون ويتحركون منذ هذا الوقت


" لقد سمعتُك "
قال لها وهو يضبط عداد الفُرن بانتباه دون ان يصرف نظره اليها حتى


" حاضر حاضر، سأكف عن التمتمة "
قالت مكتفةً يداها ، ثم انتقلت الى تنظيف الطاولات التي عمِل بها توًا


اخذت كيس الطحين ووضعته بجانب السُكر البودرة والسكر العادي وبالتاكيد ليس قُرب الملح ... منذ ان وضعته بدلًا من السكر بفعل خطأ اصبحت لاتقرب ذلك العنصر "الكئيب" من بقية المكونات .. حسب ما امر وقال لها تايهيونغ ، او كما تحب ان تغيضه
" هارولد"


الآن وبعد انقضاء ثلاث ساعات، اصبح عقرب الساعات يشير الى السادسة واصبحت الشمس مشرقةً اكثر رغم ان ذلك لم يكن كافيًا لينشر الدِفء في الخارج


فالثلج لايزال حائمًا في كل مكان في الخارج ولذا في المقابل يرتدي الجميع تلك الملابس الشتوية الثقيلة والتي غالبها كان باللون البني ، او كما يقول تايهيونغ
" كلون مخبوزاتِ يومِ الإثنَين "
لان ذلك هو اليوم الذي يَعمل تايهيونغ على زيادة تحمِير مخبوزاته اكثر من المعتاد


السادسة والربع ،


ان ڤيولا تعمل بكل نشاطٍ الان لانها فعلا قد تمكنت من خطف مجموعة من التوت الازرق واخرى من الفواكه التي يستعملها تايهيونغ للـ topping الخاصة فقط بـ حُليه ومخبوزاته المميزة ، وطبعا دون علمه


" سوف يكون طبقنا الرئيس لهذا اليوم ، بيسكويت المارشميلو والكريما الم- "


قال تايهيونغ وهو يمسح الطحين عن يداه في مريلته ، وقُوطع ولم يُكمل حينما دخلت هي
" صباحُ التعاسة يا هذا "


" لينو! "
تقدم نحوها بسعادة واستبدل تعبيراته الجِدية باخرى مُحببة ومتحمسة لرؤية الفتاة المفضلة ! تقدم وتاكد من ان يداه نظيفة ثلاث مرات بسرعة كي يعانقها ! وكاد ان يقع مرتين ولكنه انقذ نفسه وساعدته ڤيولا في المرة الثانية! قد كان ان يقع رف كامل من فطير الجُبن ولكن لم يحدث لحسن الحظ !


وكل ذلك حصل في لحظة دخولها في آن واحد!


استقبلها بابتساماتٍ كثيرة على وجهه وقال
" صباحٌ تتواجدين فيه يُضاهي خبزَ سِته اصناف جديدة وتزيينها كلها في ساعتين !! "


تقلبت تعابيرها كما حواجبها عندما سمعته يتكلم هكذا ، انه مفعم بالحياة كثيرًا ولكنها الان...


زمجرت باستياء وجلست على احدى الارائك التي كانت مخصصة للزبائن ، فلحقها هو


" هل انتِ بخير يا سبب كل نجاحي وسعادتي واسباب وجودي كلها؟ "


قال مُمسكا يدها برفق بعدما جلس على الاريكة الاخرى الفردية بجانبها


نظرت له بحزن وهزت رأسها بالنفي


لذا شد على يدها وقال " امهليني خمس دقائق وسأكون عِندك "


جرى بسرعة وذهب الى منطقة الخبز خاصته وبدأ يجري يمينًا ويلتفت يسارًا يتناول مكونات قد تبدو انها عشوائية لكنها اكثر مما تكون دقيقة ومحددة جدًا كما كان دوماً .. عَملُه


" لقد مَرت دقيقة ونصف-"
قالت ڤيولا بعد ان القت ناظرها على ساعه يدها ، ليمُر هو بسرعة من امامها ويلتقط بواقٍ التوت التي وسبق قد علم انها سرقتها خلسة


" دقيقتان قد - "
ڤيولا صاحت لتوتره ولكنها هي توترت بالتالي بسبب صوته وهو يُسكتها
"اااشششششش"


فقد بدى جديًا جدًا


" انتهى وقتك تايهيونغي "
قالت الاخرى التي تجلس على الاريكة الجلدية على يسارهم ، ليرُد الفتى الوحيد بينهم بكل حب


" انا جَاهِز لكِ يا مَلكتي "
قال وهو يحمل كأسًا من القهوة المحببة لها والتي رسم عليها زهورًا بدلًا من القلوب التي تُرسم لكل الناس ، وصحنًا فيه قطع من الوافل واخر يحوي خُبزًا محمصًا جديدَ الصُنع ! ومؤكد من تلك الفطائر المُحلاة التي نضجت للتو


" والآن استخبرينني مالامر ؟ "
قال بعدما وَجه المدفأة قربها وشَغل عزفَ تشيلو تُحبه هي ، واغلق لها بعضًا من الستائر ليأخذ المكان اضاءةً شتويةً دافئة ..!


اُختتم ذلك بإمساكه يداها .. بتغليفهم اياها ! فاراد ان يجعلها تشعر بالامان



واخيرا زال التردد من وجهها وبدت عليها ملامح الثقة .. لقد رغبت بالتحدث اخيرا .. مهما كان فهو متشوق لسماع ايًا كان منها


فإن كان شيئا مبهجًا ، فسيساعدها على الاحتفال
وان كان شيئًا مُخربًا ، فسيساعدها على اصلاحه


وان كان شيئًا آخر ، فسوف يخبز لها ويُقبلها


" انه فقط .. عُطلٌ جديد في كاميراتي .. هذا كل شيئ"
تحدثت على حدًا بقليلٍ من التلعثم ، وابتسمت على الاخير بابتسامة راضية


" معروفٌ لدي ان هذه الابتسامة لا تدُل على شيئ بخلافِ الاعذار المُختلقة التي تقولينها ؛ لانكِ لاتُريدين توريطي بما حَصل .. لكنني إعلمي جيدًا ان ما في الامر هو انكِ المفضلة لي ومكانك الاثبت في قلبي ... كلامي يبدو مبعثرًا لانني اتكَلمُ عنكِ .. لذا لاتتردي واخبريني ...، ساغلق عيناي واستمع فحسب ان اردتِ"


تحدث على ابتسامٍ واسع في نهاية حديثه ، مرسلًا إليها نسماتٍ من الامان


وقد استقبلت ازهارها تلك النَسمات برحاب  !


" انها كيت .. لقد غشت من جديد هذا العام و .. مُجددًا قد .."


كانت تنظر الى ايديهما والى الطاولة امامهما ، وعلى آخر حديثها انتقلت نبرة صوتها من حزينة الى سخط


" هي مُجددًا قد  .. هيَ  فعلتها من جديد و..! ! "


تحدثت بغيظٍ وسخطٍ كبيران ، وكأنها ستموت ان نطقت بالكَلمة الاخيرة فكانت تشد على يدها اكثر وهي تحاول دفع نفسها وارغام لسانها على الكلام !


لكن لا! انه امر خاطئ وغير عادل وهي وهو والجميع يعلم ذلك! وهي تكره انعدام مقدرتها على اتخاذ امر تجاه هذا الامر ! انها تكتم الغيظ منذ الاسبوع الماضي، منذ بداية الحَدَث اساسا!


" هَي قد فازَت مُجددا ..."
قال بتفهُم واستفهام في ذات الوقت، غير ان طريقته فيه الاستفهام لم تستعني الجواب فعلًا .. قال متزامنا مع نظره لها بخيبة .. ليس خيبةً بها انما بما فعلوه بها


انها مُصورة فوتوغرافية ، ليست الانجح في مجالها لكنها الامثَل له والاكثر استحقاقا للفوز ، بوضع المشاعر جانبًا هي فعلا تستحقه منطقيًا ومعنويًا !


رآى نظرة السخط في عينيها وإيماءات الامتعاض حيث شدت كل جسدها من شدة قهرها من الأمر


ف ضمها لقُربه ، مما جعلها تقول وهي على حافة الانهيار وهي تمسح يدها بوجهها ومن ثم الى راسها ترفع شعرها قائلة " انه يتكرر ، كل مرة كل سنة وكأنني امشي في دائرة لانهاية لها "


تحدثت لا متذمرة بل شاكية ، لان المَرء لا يشكو الا حينما يكتُمه الغضب ويستفرده الحزن
ولذا تايهيونغ متفهم تمامًا بل ويريد ان يسمع المزيد .. لديه جدول مخصص لهذه الحالات .. يعرف كيف يجعلها تتحسن وهذه اولى الخطوات


" ان الامر لايفلح ، مهما عملت بِجد ومهما بقيت على الخط المستقيم انه لايُجدي نفعًا معي ابدًا ... انا لن انجح على الاطلاق ! ان بقيت تنافسني في كل مكان وتدخل في كل جحرِ ارنب ادفن نفسي فيه فانا لن افوز ابدًا! !"


قالت لينو على حِدَة كل كلامها ذاك ونبرتها توضح كم هي مغلوبة من الامر وتشعر بالغُلبة والخسارة


لطالما كانت لينو اكثر شخصٍ نزيه بين ناسِها .. اينما كانت ، بغض النظر عن تصرفاتها وشخصيتها الـ ... "غَير ناضجة" الا انها تملك قيمًا ومبادئ !


واقوم قيمة كانت لديها هي النزاهة ، لعبُها دوما نظيف كما كذلك تنافسُها ، وحين تأتي اخرى في نفس مجالها بخبرة مُجهزة كخبزِ اشترته كما اشترت موهبتها!
بينما هي عجنت وخبزت وزينت وصقلت ونمَت موهبتها!


تاتي هذه الاخرى بكل بساطة وتسرق كل الامور منها !


" انا لا افهم حقًا لما فتاة مثل كيت تُكرس كل حياتها عليكِ وتصوب نظرها الى ما تريدين ... "


قال تايهيونغ مواسيًا وهو فعلا يعني كلامه


لترُد فتاته باستهزاء لم يعلم هل من نفسها ام من كيت
" سنتين ايضًا وستراها تاتي وتشتري بيتي عوضا عن جوائزي والتدخل فيها "


عمت لحظات صمت وقد ناول فيها تايهيونغ بعض الحلوى الى لينو
" هيا جربي انه صنف جديد ... انت اول من سيجربه "


" حسنًا .. احرق السُكر لأجلي لُطفًا"
تزامنت كلمة لُطفًا نظراتٍ لطيفة منها اليه


مما دعاه الى الطاعة التامة والسعاده اللامتناهية وهو يقوم بعملية تحريق السُكر فوق الحَلوى الجديدة




بعد تجربة ملعقة ... ملعقتين .. ثلاث ... اربـ


لا ليست اربع ملاعق ، انه الطبقُ الثالث لها الان


واخيرا تكلمت وهي تمضغ مافي فمها في آن وأحد
" انها تحشر نفسها في كلِ شيئٍ افعله ، تحصُل على كل شيئ انا اُريده حتى ان لم يعني لها ذلك شيئًا ! "


قالت على سخط
ليرُد تايهيونغ بحنية بعدما جَمع الاطباق  ورتب الطاولة امامهم  " انها تود اغاضتك فقط ، لاتجعليها تنجح في ذلك-"


" وكيف لا افعل ! آاااه حقًا واللعنة "
انفعلت وبشدة آنذاك وتَلى تلك الكلمات الحانقة ، ركلةً في الهواء.. فقط ان كانت اسفل ببضع انشات لكسرت طاولة البلوط امامها


" انه علي الاعتراف انني خاسِرة "
قالت ببؤسٍ واضحٍ وتام ، انها تعترف بما تُريه اياها كيت .. لقد بدت منهكة كُليًا في قولها تلك الجُملة


ليس من صوتها لكن فقط ان امعنت النظر الى شكلها سوف تفهم ... من وضعية جلوسها والى تسريحة شعرها .. كله يوحي ويحكي ماحدث دون ان تنطق هي بالباقي، حتى ان ڤيولا في المطبخ كانت تنفض العجين وتفرده ونظرها مصوب على لينو المُحبطة


ضربت خيوط الهواء العاصف على الابواب لدرجة انها ان كان ممكنًا لإقتلعت هذا المكان عن عقر داره


نظر جميعهم الى الباب ورأوا تاثير الرياح العاتيه خارجًا، لكن لم يستغربوا .. ان مناخهم كهذا غالب الوقت لذا ليس بشيئ جديد


انه تماما كقطرات المطر المعتادة ، تبقى قليلا ثم تجف وتعود السماء صافيه


الفرق انه هنا لاتعود السماء صافية لانها لم تكن كذلك اصلا..!


" يبدو انكِ ستعلقين معنا .. هنا "
قال تايهيونغ مبتسمًا ويدُه لاتُفارق كتفها


" ومالذي ستجنيه من خاسرةٍ مثلي ... لا احد يشتري او يُعجب بما في هذه المربع البائس .. ا تعلم انه فعلا خطا الكاميرا ، لعلها فعلًا لُعنت لتجعل مستعملها منحوسا او ماكانت—"


تكلمت لينو على دفعةٍ واحدة وهي تتوقف فَقط لحظات بسيطة لتُفكر وتجد جوابا وتساؤلًا جديدًا ، مما جعل تايهيونغ يضع سبابته على شفتيها مسببا سكونًا لها وللمكان بأسره


نظرت له نظرات اعجابٍ وعلامات التعجُب تعلوها


بينما اكتفى الآخر بالابتسام بـ رِقة قائلًا


بعدما طغى تاثيره عليها ، تراجع هو بضعة خطواتٍ الى الخلف واضعًا مريلته الرمادية على احدى الكراسي الواقعة شرق المكان


ليعود اليها بسرعة غير ملحوظة مادًا يده اليُسرى إليها بكلِ أدب وروعة
" هلّا تُشاركينني في الرقصِ الان؟ "


وكم بدى رجلًا نبيلًا .. لطالما كان كذلك !


وافقت الصغيرة على عرضه ، وبينما ترتفع موسيقى الجاز في الجوار وهما يخطوان خطواتٍ متكاملة سويًا


توجد ڤيولا قرب ناحية العمل ، تعجن هذا وتفرد ذاك وتطحن هذا وهي ترمقهم بنظراتٍ اختلفت بإختلاف ماتقوم بعجنه !


وخصوصًا ذلك الهارولد !
وكيف لاتفعل وهو يتصرف ‏برئاسةٍ تامّةٍ معها منذ الصبا- ... بل من قبل الصباح حتى!


وهاهو هنا ، عندما يواجه فتاته يصبح كالجرو المدلع المطيع .. تأتيه هالة فتى القرية الصغير المُحب العاشق الذي يعمل في المزرعة ويقضي وقت راحته قرب مدرستها فقط ليقابلها لدقائق ويرحل حينما يتطلب طريق العودة لمزرعته ساعات !


اجل وكيف لايصبح كذلك وهو اساسا كذلك!


ادخلت ڤيولا كثيرًا من الخبزِ الطازج ووضعته في سلالٍ خشبية ، رصت فطيرَ المربى والجبن كلهم على حِدة ولم تنسى اعداد عدة صوانٍ من حلويات اللَوز والاناناس ..!
لقد عملت بجد بينما هذان الاثنان-
او
بينما رئيسُها وسكرتيرته يتراقصان وكأنهما هاربان من لقطات فلم سيندريلا ..


لا تعلم هل تحسدهما ام تكسبهما فقررت ان تترك الحيرة وتعمل اكثر على ماسيتم خبزه من قائمة اليوم !


ولكنها على كل حال شاكرة لوجود لينو في حياة هارولد .. ابنُ خالتِها ونسيبها من العائلة .. ، لانها تستطيع اشعاله واطفائه في آن واحد .. تجعله متوازنا وقابلًا للحياة .... لا بتقليل ولا بمبالغة
لا استهانة ولا غُلُو .. لينو تجعل تايهيونغ شخصا افضل بدون ان تشعر حتى


وبينما ڤيولا تضيع وتسرح وتعمل وتحرق وتكسر وتنظف هنا وهناك مستغلةً انشغال تايهيونغ عنها ، كان هذان الاثنان يتراقصان ويتحدثان .. بلُغتان !


واحدة كانت اللُغة العادية
والاخرى كانت بالأعيُن


وثالثة لم يلاحظها احدٌ سواهم ، لُغة حُبهما


تراقص الاثنان سويًا واول ما خطر لتايهيونغ ان يقوله
" انتِ لم تخسري يا لينو ولم تكوني في حياتك
خاسرةً قط ، انتِ ترين ان كيت هي الفائزة دوما وابدا ولا تنظرين للأمر من ناحيتها هي .. "


قال ويده تشابك خاصتها والاخرى على خصرها ، وهما يغيران اتجاه خطواتهما في تناغم ، اعاد ليُكمل


" ان كيت .. كيت شخصية متسلطة وذليلة للغاية ، انها تتربص طموحات وآمال الاخرين ثم تذهب وتسرق نجاحاتٍ كُتبت لهم غصبًا ..، انها تسرق وتنبش وتحفر وتنقب عن امورٍ كهذه ... وأُناس كذلك هم الخاسرون الحقيقيون يا لينو ، ليس انتِ ... لو كنتِ خاسرةً فعلا -وهذا بالطبع غير صحيح- لما كانت كرست حياتها تنتقص من نجاحاتك! "


بدت ملامح لينو متهجمةً قليلا ولاتزال غير مقتنعة بما يقوله ، ورغم انه لايزال يلاطفها من تارةٍ لاخرى الا انها لاتزال مستاءة ، ولن يلومها حقا


فقد كانت تثرثر بشأن هذه المسابقة طوال الشهرين الماضيين وقضت اوقاتًا طويلة وصرفت جهدًا هائلًا في اللعب بنزاهة لتفوز .. تبعت اكثر الخطط مثالية وكانت متاكدة ان الفوز حليفها.. لكن لم يحدث


" لينو ان نظرتي للامر من ناحيتي ..، انا لاستطيع ان امُدك بالجوائز التي تُريدين .. ولا استطيع ارباحك لي المسابقات التي تتمنين ولا اقدر حتى ان اصرف عليك اموالًا طائلة لتشتري احدث ماتُريدين ولكن! "


صوب نظره عليها وكان يتحدث ونظراتُه كانت مماثلة لما يقوله فهو يعنيه قلبًا وقالبًا
بل وكلما تحدث اكثر عن تلك الحقائق وعدم مقدرته ، وضح على نبرة صوته انه كان راجيا للغاية ومتمنيًا ..


وصلَ الى اخر كلامه وقد شد على يدها .. وقربها ناحيته لتنظُر إليه بملامحِ تريد الفَهم وتريد سماع المزيد اكثر


" ولكن يا لينو انت فعلا ربحتي بشيئ ما .. قبل ان تكتشفي شغفك في التصوير حتى "
قال مقربًا يدها اليه اكثر واضعا اياها حول عنقه ليتمكن من جعلها اقرب اليه


وحينما جعل القُرب بينهما كما يريد ، شبه معدوما


سألته " وبماذا عساي ربحت يا تايهيونغ "


ونظراتها معلقةٌ في عينيه القريبتان


" انتِ ربحتِي بـ إخلاص .. كُلَ حُبي  . . وفُزتِ بإحترامي اللامُتناهي .. عبرتِ بحورَ نفسي المعتلة واصلحتيها ... اغرقتك فيها وهي سامة فجعلتيها صالحة للابحار ..، لينو انتِ لم تاتِ لحياتي كمصورة عادية .... لقد اتيتِ كـ طردٍ خاص .. كـ رسالة لطالما انتظرتُ ان تصلني وقبل ان اقرأها فاجأتني ... لينو انا حقا لااعرف مالذي اتفوه به ولكنكِ منذ اليوم الذي لمحتك فيه ... كنتِ وسبق قد اصبحتِ السُكر لقهوتي .. والعسلَ لحلواي والمُربى لفطائري ... انت حتمًا اكملتِ كل شيئ فيني وليس فقط في حياتي "


قال وامتلأت عيناه بشتى معانِ التَيتُم والإخلاص
لقد بدى عاشقًا مُخلصًا و هاويًا مولعًا بها
تحدث كالرامي عندما يصيب اصابته ويقتل العدو
الا ان الاختلاف الوحيد ، ان احدًا لم يُمت هُنا
ولكنه قد اُحيِيَ .

Comment