مذكرات جي يونغ 4

النعيم المفقود


مــــــGDـــــذكرات


ذكريات منقوشة على أسطح المنازل و على النوافذ ، أسرار مغروسة في فم عصفور و على جناح حمامة ، و حكايات مدفونة في لب زهرة إقحوان يسقيها ندى الصباح ....


من لقائنا بعد فراق زار عالمي الخيالي واقعي ، فعدنا لننقش حروف الحب بيننا بكل لقاء .. حوار .. همسات تجمعنا هي و أنا فقط ، تعاتبنا بنظرات ممزوجة بالدموع أنبتها لتركي وحيدا و أنبتني لجنوني .. لفقداني لوزني و لتركيزي ... لكل شيء حولي عداها ، قالت عذرها الذي كنت أحسبه أحمق


( : عدت لكوريا جي يونغ .. طيلة ذلك الوقت كنت هناك ، ألم تخبرني أنها جميلة ذهبت لرؤيتها و في يوم عودتي سائت حالة جدتي الصحية لذا إضطررت للبقاء هناك مزيدا من الوقت ، هل تصدق حروفي هذه ؟! )


أومأت لها بالإيجاب فأنا أصدق كل شيء بك فكيف هذه الحروف البسيطة عانقتها مجددا لأستمع لجوابها الحقيقي بين نبضات قلبها ، تناسيت كل ما مررنا به من فراق فما سيأتي سيكون أجمل بأضعاف هذا ما قلناه بتلك القبلة الطويلة التي أصبحت محط أنظار جميع طلاب الجامعة .. و كيف لا ، فهي قبلة شوق و حب منزوعة من أي خجل ..


قضينا يومنا معاً كما إعتدنا سابقا ، زرنا حديقتنا التي ضحكت بحرارة لإستقبالنا معا ، بعيدا عن قدومي وحيدا أو قدومها وحيدة لنعانق ذكرياتنا بدموع و صمت .. لعبنا و لهونا حتى عانقتنا سماء إختفت منها أشعة الشمس .. أبيت فراقها بل أصررت على البقاء و ما كان من شوقها لي سوا الرضوخ بكل سهولة إستلقيت على المقعد الخشبي واضعا رأسي على فخذيها .. أمسك بيدها و كأني أخشى هروبها مجددا بينما كانت تلاعب خصلات شعري بيدها الأخرى ، مر من الوقت الكثير لم نشعر به أبدا فهناك حيث كنا نلتقي دائما لا يوجد ساعة تدق كل دقيقة لا يوجد عقرب يسير ببطأ نحو النهاية .. لا يوجد أي من هذا ،أصبح لقائي بها يوميا أمر لا مفر منه و إن كان يوم عطلة نلتقي و كأننا نحصل على ترياق بكل نظرة و كلمة .. إنتهى الفصل الدراسي لأعود للجامعة بعد مغيب طويل كنت ادرس بإجتهاد منتظرا اليوم الذي سنتخرج به من الجامعة لتكون لي وحدي .. أنا فقط ...


مارسنا الجنون بعينه .. جنون العشاق الذي غَبطنا عليه كل من يرانا ، نرى في عيناه إفتقاره للحب و على ألسنة الجميع نسمعهم يرددون ( زوج مثالي .. إنني أغبطهم لجمال حبهم .. كيف لهم أن يكونوا رائعين هكذا .. أتوق لحبيب مثله .. أريد فتاه بجمال روحها )


كلمات تضحكنا كلما سمعناها ممن حولنا لنتوه في عشقنا السرمدي أكثر و أكثر حتى جاء اليوم الموعود حيث إرتدينا ملابس التخرج كنت برفقة أربعتهم فبالرغم من تأخري فصل واحد إلا أنني عوضته فيما بعد بتعويض ما فاتني ، رأيت الفرحة بعيونهم كانت ضحكاتنا أكثر صدقا من أي وقت مضى فمعنى إنتهاء دراستنا هو العودة لكوريا .. لوطننا ، كنت أراقبهم و أنا أنتظرها لأراها بهذا اللباس الأسود و المزين بشريط ذهبي إن كانت هي جميلة فكيف بهذا الأسود الذي لا يرحم أحدا بجماله ، أطلت من بعيد مرتديه إياه و قبعة تخفي قليلا من خصلات شعرها ، بيدها كانت الشهادة تتراقص بها في الهواء ركضت إتجاهي حتى قفزت علي كطفلة صغيرة عانقتها وقد إحتويتها بيدي الإثنتين درت بها بالمكان ، رافقت ضحكاتي ضحكاتها لتتغنى العصافير حولنا و تأخذنا لمكاننا وقد أعدت لنا جنة من الزهور تراقصنا بينها وقد تبللت أقدامنا بمياه بحيرة صغيرة قد وضعت نفسها عنوة بيننا لتراقب حبنا الذي لطالما سمعت به من تلك العصافير هناك .. واقفة على غصون الشجرة و تتمايل لتكون أغنيتنا بصوتها الرقيق ، همست البحيرة ( : كنت أتوق لرؤيته كل يوم .. )


قفز عصفورا و بدأ يتقافز فوقها ( هل رأيت جمالهم )


رأيت إبتسامتها و هي تناظرني خجلة ( : جي يونغ .. )


قربت وجهي منها أكثر قائلا ( : ماذا .. )


( : لنتزوج .... )


قالتها على إستحياء ، فقدت تركيزي لبعض اللحظات طرقت كلمتها مسامعي عدة مرات فقد أصبحت تلك العصافير كالببغاء الذي لا يتوقف عن الترديد ... بات صمتي للحظات حتى إستوقفت العصافير حروفها لتقول حروفي ( : بالطبع .. لنتزوج سيلفا )


حجزنا العودة إلى كوريا أنا و رفاقي و هي كذلك ، تملصت من أربعتهم عند مدرج دخول الطائرة حيث كانت بإنتظاري من بعيد جائني صوت صراخهم


( أيها المخادع .. سنلقنك درسا )


وضعت يدي على كتفها و دخلنا ضاحكين قادتنا المضيفة حول المكان الذي كنت قد تدبرت أمره مسبقا ليكون مكاننا فقط ، كنت قد أخفيت عنها هذا الأمر كمفاجأة فتحت الباب بعد أن ذهبت المضيفة ليطل أمامها مكان أبيض بكل شيء فيه و في منتصف أحد جدرانه نافذة زجاجية تكشف ما حولنا من فراغ كانت ملامح الإنبهار تملأ ملامحها بينما كنت أسير خلفها ضاحكا ، إلتفت لي و قالت لعاطفية ( : هذه هديتك .. إنها رائعة للغاية )


نظرت لها بتعالي و أجبتها ( : جزء منها فقط )


رمت نفسها على صدري و هي تقول ( : أحبك .. أحبك )


سرنا بإتجاه السرير الأبيض و جلسنا ، كانت تنظر لي بغرابة لحظات حتى جاء صوت المذياع في الطائرة ( : ستكون هذه اللحظات آخر لحظات لنا في إيطاليا و في عام 2015 أيضا .. نتمنى لكم الكثير من السعادة ، سننطلق بحلول العام الجديد )


أدركت للتو ما كنت قد خططت له فقالت بسذاجة ( : أتعلم لم أتذكر أن اليوم هو بالفعل نهاية السنة .. )


داعبت وجهها بيداي ( : سننهيها في إيطاليا و نبدأها في كوريا ففارق الوقت بين البلدين ست ساعات كما مدة وصولنا لهناك )


ضحكت براءة ( : سيكون وقتنا هنا غير موجود إذا .. )


أومأت برأسي موافقا ( : مممم ستكون هذه اللحظات غير موجودة .. غير موثقة في التاريخ )


عادت للضحك فإقتربت منها و قد أطبقت أصابعي على أصابعها ، دوى صوت العد الذي إعتاده الجميع في مثل هذه اللحظات بينما إقتربت منها أكثر و بدأت بتقبيلها و في كل عدد ينقص يهبط أحد أصابعي ليعانق كف يدها و هي كذلك


عشرة


تسعة


ثمانية


سبعة


ستة


خمسة


أربعة


ثلاثة


إثنان


...


...


واحد


إنطلقت الطائرة و قد دوت أصوات المتفرقعات النارية مودعة إيانا في إيطاليا بينما سقطنا على السرير برفق ......


( : لنذهب لعالمنا الخالي من الوقت )


عشرة


تسعة


ثمانية


سبعة


ستة


خمسة


أربعة


ثلاثة


إثنان


...


...


كانت هذه الأرقام ما يردده سكان كوريا للتو بينما حطت الطائرة أراضيها أنهينا قبلتنا و إلتفتنا للخلف نظرنا من خلال الزجاج للخارج لتستقبلنا كوريا بالمتفرقعات النارية و قد شكلت العديد من الأشكال الجميلة و الكلمات الأجمل


( سنة حب جديدة )


وضعت يدها على صدري العاري و همست ( : بداية عام سعيدة ) صمت للحظات ثم تابعت ( : برفقتي )


نظرت لعيناي مطولا ثم قالت بلهفة ( : سأحبك كل يوم كل عام .. في كل دقيقة أعيشها ، لنحب بعضنا في كل نفس نتنفسه )


داعبت كلماتها شفتاي فإزدادت إبتسامتي ثم ضممتها لصدري من جديد.


عدت للمنزل كما فعل البقية من رفاقي و كذلك سيلفا التي قصدت منزل جدها ، طرقت باب منزلي بعد الكثير من الوقت ليفتح جي كوك الذي غدا فتى غير ذلك الطفل الصغير ... رمى نفسه عليّ بطفولية ، عانقته و أنا أربت على ظهره هذا أنا .. أخاك الكبير قد عدت أخيرا أيها المشاغب


قلتها بحروفي المليئة بالإشتياق من بعيد أطلت والدتي وقد رسم الكبر بعضا من أثره على وجهها ، أبعدت جي كوك و إقتربت منها و دموعي تملئ مقلتاي عانقتها ... و في داخلي أطفئ لهيب راودني في كل يوم و إن كان غير معروف الهوية


( : إشتقت لك ... بحجم السماء )


قالتها باكية و ما كان مني إلا أن أرافقها في البكاء أبعد بيننا أبي ليحظى بي قليلا ليشفي شوقه لأبنة الأكبر ... كان يوما جميلا تناسيت فيه كل شيء سوا عائلتي في المساء نمنا الأربعة على سرير والداي فقد أصر جي كوك على هذا الشيء


( : لنفعلها أرجوكم .. هيا هيا من أجلي )


كنت و جي كوك في المنتصف و على الأطراف أمي و أبي بدأت أمي بسرد قصة نحفظها عن ظهر قلب ... لتغفو جفوننا مستسلمين لعالم الأحلام ، في صباح اليوم التالي أخبرت والداي عن سيلفا و رحبوا بالأمر بكل حب فكيف لا وهي إختياري و فتاتي ...


( : يا لغبائي و تعجبت من ملامحك المليئة بالحب .. هكذا إذا )


قالتها أمي و هي تناظرني بمداعبة بينما بعثر والدي خصلات شعري معلقا ( : كان يجدر بك إخبارنا مسبقا .. لنعد ... )


قاطعته قائلا ( : سنتزوج . )


نظر لي ثلاثتهم متعجبين فإزدادت إبتسامتي حرجا ( : أجل .. )


لقاء عائلي و إثنان و ثلاثة حتى أصبحت سيلفا جزء من العائلة ، لم تجد صعوبة في التعامل مع عائلتي فهم بدأو بحبها منذ تلك اللحظة التي أخبرتهم بها أني أحبها من كل قلبي


( : أنتي من أختار جي يونغ ... و كيف لي أن لا أحبك )


هذا رد والدتي على سيلفا التي سألت بخجل جراء معاملة والدتي اللطيف لها ، و ما كان مني سوا الضحك بأعلى صوتي


( : أخشى أن تتفقن بيوم و تتركنني في الجهة المقابلة )


إقتربت والدتي مني و وضعت يدها على رأسي و بيدها الأخرى كانت تداعب وجه سيلفا


( : ليحفظكم الرب من كل شر . )


حددنا يوما للزفاف و ذهبت و سيونغ ري لحجز مكان الحفل و كان هذا جزء من المفاجأة التي أعدها لـ سيلفا حيث كان هذا المكان أكثر مكان قد أعجب سيلفا عندما أجرينا بحث على الإنترنت لأماكن الزفاف ، خرجت بعد لقائنا بالمدير محبطا بعد أن أخبرنا أنه قد تم حجزه بالفعل


( : ايشششش . )


سيونغ ري ( : سنجد مكان أفضل . )


بالفعل لم أبقي للإحباط مكانا في قلبي و ذهبنا لمكان آخر .. عرض علينا المنسق عدة أشياء تميز بها المكان ثم عدت للمنزل أخذت حماما دافئا و خرجت للقاء سيلفا كما المعتاد .


مرت أيام قليلة و كان في الغد هو اليوم الموعود دوى صوت رنين هاتفي في غرفة الجلوس حيث أجلس و عائلتي نتابع مسلسل يومي ، إستقبلت المكالمة و كان صوت غريبا .. عرف على نفسه فبدأت إبتسامتي بالإتساع .


( : لقد إعتذر الزبون ... إنه من الفظاظة أن أخبرك الآن ، لكني رأيت بعيناك إصرارا لعقد حفل زفافك فيه . )


( : أجل .. بالطبع ، سآتيك الآن . )


أبعدت الهاتف عن أذني قليلا و أخبرت والداي ( : قصر الزمرد .. سيكون مكان حفل الزفاف )


غادرت المنزل سريعا للقائه و الإتفاق معه ، كان كل شيء معد له بطريقة إحترافية لم أجد صعوبة في ذلك فعدت للمنزل و غرقت في نوم عميق إستعدادا ليوم الغد بعد أن حادثتها و لم أعلن لها عن المكان ...


أشرقت شمس صباح كنت أتوق مجيئه في كل نفس أتنفسه كان رفاقي المجانين يأخذونني من مكان لمكان ليعدوني بشكل لائق ، عدل تا يانغ ربطة عنقي و هو يقول ( : لتحظى بزواج رائع أيها الأحمق . )


ضربته بخفه و أبعدته لأنظر للمرآة ، إحمرت وجنتاي بتخيل نفسي بهذا الشيء .. ستكون لي وحدي بدأنا من اليوم ، ستكون حبيبتي و زوجتي و كل شيء حتى أنفاسي و حروفي ... سيلفا .


قفز توب و عانقني ( : اوووه أحمق الحب سيتزوج أخيرا . )


تابع دي سونغ خلفه ( : مجنون سيلفا سيتزوجها مرحى . )


كيف سأتغاظى عن جنونهم هذا


...


بدأت حربنا المعتادة متناسين الملابس الأنيقة التي لبسناها لتخرج روحنا الطفولية فيخففوا من توتري .


بغضون دقائق كان الجميع قد علم مكان الحفل و إتجهوا إليه فرحين بحضور مثل هذا الزواج الذي يعده الجميع زواجا مقدس لحب سرمدي لم يروا مثله مسبقا ..


خرجت بثوبها الأبيض الناصع أمامي .. شعرت ببرود يسري في جميع أنحاء جسدي .. كيف لها أن تكون جميلة بهذا المقدار و كيف لا و بإرتدائها لأرثى الملابس يضاهي ملكة جمالا بكامل أناقتها فكيف إن كانت معدة لليوم الأكثر تميزا بحياتها ، كانت تسير بخفة و هي تمسك بذراع والدها ذو الملامح الإيطالية وقد ترقرقت عيناه بالدموع فرحا و إمتنانا لأن هذا اليوم قد آتى ...


لم تصبح بجانبي بعد وشعرت بتوقف قلبي عن النبض و أشك بأن الجميع لاحظو إرتجاف جسدي ، أعذروني فإنها حبيبتي و خليلة روحي إنها تتقدم أمامي الآن لتصبح زوجتي أمام العالم أجمع بعيدا عن تلك السنين التي تلذذنا بها بالحب سرا ، همست كطائر حب قد حصل على قبلة للتو ( : اووه قلبي ...أشعر أني سأفقد الوعي .)


شُقت الإبتسامة على شفتيها وقد لاحظت إضطرابي و حروفي المستنجدة قد وصلت لقلبها بعيدا عن كل الحاضرين فكيف لا تعلم ما


أقول و نحن بروح واحدة ، عشرات من الحضور لم يكونوا شيئا بوجودي و إياها فقد كان المكان كمكان فارغ تملأه الغيوم البيضاء المحملة بعبق زمردي عوضا عما إعتادت عليه الا و هو زخات المطر ... و تتلون الأجواء بموسيقى الحب خاصتنا ليست هذه الكلاسيكية التي قد وضعتها منسقة الحفلات فهذه الموسيقى كانت تصل إلى كل الآذان إلا نحن طائرا الحب الذي لم يعد يفصلنا عن بعض سوا بضع إنشات .


همست بحب : هل بإمكاني أخذك و الذهاب بعيدا عن كل هذه المراسم ..


همست لي : فلنهرب .


إستوقف الملقي حديثنا بتلقينه القسم ، لم تكن حروف القسم ما يتزاحم إلى شفتاي و قبل أن ينهي الملقي حديثه قلت بصوت مرتفع و بحروف يملؤها العشق : أحبـــك .. سأبقى برفقتك طيلة الحياة ستكونين حبيبتي و عشيقتي لن أتركك أبدا و إن أصبحت كالعلقة التي تلتصق بك طيلة النهار .. ( ضحكت بخفة ثم تابعت ) : كما كنت ، لن أتغير فقلبي الذي يعشقك و يقدس حروف إسمك في قلبه لن يعرف طريقا للحياه يوما غيرك .


إقتربت مني خطوة متجاهلة الملقن و قالت و قد أمسكت بكلتا يداي : و أنا كذلك .. أصبحت أفضل من اجلك و لن أكون سوا لك .. سأقضي يومي برفقتك و في المساء سأكون حبيبتك التي تصنع لك وجبة عشاء محملة بالحب .. و في كل يوم أحد سأذهب للكنيسة لأدعو الرب أن يحمي حبنا للأبد .. سأطلب منه أن لا يبعدنا عن بعضنا البعض أبدا و إن لازمت الكنيسة ثلاثة شهور كاملة ( إبتسمت بخفة ثم تابعت بخجل ) : كما فعلت أنت ....


رفعت يديها بيدي و قبلتهما بكل حب : أحبــــك .


إحمرت وجنتاها خجلا فنظرت بخبث و قالت و أنا أقرب رأسي من رأسها و ألفح وجهها بأنفاسي : أحبــك كثيرا .


قبلت جبينها برفق إبتعدت عنها قليلا ووضعت خاتم الزوجية في أصبعها ثم فعلت هي كذلك ..... قبلتني قبله خاطفة على شفتي أثارت حبي الذي كنت أحاول جاهدا أن أسيطر عليه منذ اللحظة التي رأيتها وهي تزف لي بثوبها الأبيض الذي يظهر مفاتن جسدها و قبل ذلك حلاوة روحها و الحب النابض في قلبها ، أمسكت وجهها بكلتا يدي و قبلتها بكل حب ...


عادت تلك الغيوم لتغطي كل شيء حولنا لنصبح وحيدان في مكان الخاص كم و كم ستعوض هذه القبلة بالحب المخزن بداخل قلبي فلو أخذت منا القبلة الدهر كله لن توافي الحب المشتعل بداخل قلبينا ...


خطفنا ذلك الشيء الذي إخترق صدري من هذه اللحظة ، شعرت بألم فظيع ينتشر في جميع أنحاء جسدي رأيت إبتسامتها المستنكرة وقد إرتد جسدي لأعانقها بعناق مختلف عن كل عناق شهدناه أنا و هي إغرورقت عيناها بالدموع وقد إبتسمت لها بإبتسامتي المعتادة لكنها الآن مملوءة بالألم .


قالت بخوف ( : توقف عن اللعب .. هذا هذه هي المفاجئة التي أعددت لها )


تحسست وجهي بيدها و تابعت بغصة ( : دعابة سيئة .. لم و لن تفرحني أبدا ، لذا توقف . )


رفعت يدي بعد أن كانت في موضع صدري و رفعتها لوجهها بدأت أداعبه متناسيا اللون الأحمر الذي يلطخ يدي همست بضعف : يبدو أن القدر قد تملكته الغيرة من حبنا أيضا ..


تراقصت صورتها بين جفنيي فإرتعش قلبي مما سيآتي فقلت و دموعي قد إنسكبت على وجنتي


( : فلتبقي سعيدة .. لأكون سعيدا في أي مكان سأذهب إليه .)


أومأت لي بالنفي و قد إرتجفت حروفها قائلة


( : لن تذهب إلى أي مكان .. سألازمك حتى و إن كان للجحيم ، لن نفترق ألم تقل ذلك قبل قليل .


حمقاء كيف تقولين هذه الحروف رأيت ضحكتها المستنكرة بغصة وتابعت


( : قسم زواجنا .. )


قربتها لصدري و عانقتها بقوة لم تمكنني قوتي من الوقوف أكثر فهبطت أرضا ما تزال بين يدي لكن الخوف الذي يملئني من أن يكون هذا العناق هو الأخير شيء آلم قلبي ..لم أشعر بالخوف من أحد يوما لكني الآن كما لو كنت طفل صغير لا أريد أن أبتعد عنها ولو إنشا واحدا طبعت شوقي و ألمي على كتفها و بيدي الضعيفة لم أتوقف عن التربيت على ظهرها .. أواسي حزنها و ألمها ، أمسكت بأكتافي و إبتعدت عني قليلا و ما زالت ترفض ما يحدث .. نظراتها تستنكر الذي حدث لكن ما الفائدة ، قربت شفتاي الباردتان اللتان تلونتا باللون الأزرق و قبلتها ليس كما هو حال مئات القبلات الماضية حيث اللارجعة بل كانت بطعم العلقم وقد تراقصت دموع الحب على وجهينا لا أريد أن أتركها غرقنا في أنفاسنا المبتورة و تلعثمنا في هدوء قصير كان بحوزتنا فقط دار بنا المكان .. التغت أصوات و صرخات من حولنا ، حاولنا اللجوء للوحدة .. و قد إستفرد الضيق صدرينا إغتصابا ، قالت بعد هدوء للحظات


( : لا يحق لك الذهاب ؟!؟!؟ )


أجبتها ( : حبيبتي الجميلة . )


ضربتني بلطف معاتبه باب صدري ، فإبتسمت لها و همست


( : صغيرتي .. بقبضاتها الصغيرة تضربني و تهددني ؟! )


بما تبقى لي من قوة أمسكت برأسها بيدي اليمنى متنهدا و خبأته عند قلبي و قلت مردفاً


( : لا تنسى الأيام التي أعتدنا فيها أن نكون مجانين بالحب. )


تشبثت بي بقوة و هي تردد


( : لا .. لن تمت ، لن تمت .)


بدأت عيناي بتوديعها بإغلاق جفوني الإجباري ، لم أعد أشعر بشيء سوا بوهم دفعها لجسدي و صوتها المكسور


( : لا .. لن تمت ، لن تمت . )


.......


^^ ملاحظة فارق التوقيت الفعلي هو العكس أي أن كوريا تسبق إيطاليا بالساعات و ليس العكس لكني غيرت من حقيقة الوقت تماشيا مع القصة ^^


****


وك حيوانة قتلتي ابو الشباب >.<


شكرا لكم ، يُتبع 

Comment