صدمة

مر يومين و بقي للمهرجان أيام قليلة و هي تخرج فقط للذهاب للنهر البعيد من الجهة الأخرى للمدينة و قد صار وجهها صحيا بعد أن توقفت عن رسم النمش و وضع التراب عليه و كلودو لا يمل من النظر إليه

هو يحبها بشدة و يستمع لقصصها عن مسابقات الحمالين و من يستطيع حمل أكبر كمية في أسرع وقت و انها كل عام تأخذ المركز الأول و تفوز بـ 30 قطعة نقدية ، أو عن العراك الذي حدث في القرية بسبب أحد رجال الشرطة الذي يسكن بجوارها مع صاحب محل الخزف أو عن ... الكثير من القصص

لا يمل منها أبدا و ينظر لها بتمعن و حب و هي تحكي بسعادة و حماس و قد لاحظ أنها لا تتحدث هكذا أمام الناس فهو الوحيد الذي يعرف حقيقتها و كانت تتجنب الآخرين كي لا يكتشفوا سرها

كلودو : لماذا في رايك كان أخوك يجعلك تتنكرين في زي صبي و أنت واصلت التخفي ؟

سوكاني : كان يدعني كذلك لأنه قال بأن الناس سيتنمرون على فتاة وحيدة و بما أنه يعمل طوال اليوم فأنا شبه وحيدة و أنا واصلت ذلك لأنه لن يسمح لي أحد بالعمل عنده ، كان هناك معمل خياطة لكن المرأة صاحبته لئيمة جدا و تطرد الفتيات قليلات الخبرة و قد خفت من أكشف حقيقتي و بعدها أندم

كلودو في نفسه : هي لم تفكر بالتحرش ... مجرد طفلة

سوكاني : لكن أنا بخير هكذا

كلودو : يسعدني سماع ذلك.. هل فكرتي أي فستان سترتدين للمهرجان ؟

هي بتعجب : فستان ؟

" نحن لم نجد لك ثوبا للمهرجان بعد"

سوكاني بصدمة : أنت محق الفستان ..... كيف نسيت شيئا مهما كهذا !!! يا الهي كلودو

توترت بشدة لكنه طمأنها بأن الأمور ستكون بخير

" لا الأمر ليس كذلك ، أنا الآن صبي و لا استطيع دخول متاجر ملابس النساء و تجربة الفساتين و الثياب و لا استطيع طلب ذلك من الخياطين لأنهم سيكونون بحاجة لأخذ المقاسات .... سيشك الناس بي قبل أن أعلن ذلك "

" أخبرتك بأن الحل معي لا تقلقي "

لقد جعلها التفكير في ذلك متوترة جدا فهو جزء مهم لاكمال الخطة ، لكنه كان مسترخيا بهذا الشأن فقد فكر فيه منذ وقت طويل و هو يتناول قطعة برتقال و يضع في فمها قطعة

حل المساء و قد تأخر كثيرا في العودة و هذا ما جعلها تقلق و عندما فتحت الباب لتخرج للبحث عنه اصطدمت بصدره و كادت تسقط للخلف لكنه أمسكها و قال بقلق :هل أنت بخير ؟

سوكاني تمسك انفها : أشعر أن أنفي سيسقط

" هذا الشيء الصغير يؤلمك ؟لا تقلقي سآخذه منك "

و سحب أنفها بمزاح

" لا كلودو ، أحتاجه لشم الزهور "


ضحك ثم قال : دعينا ندخل الجو بارد عليك

دخلا و هو يحمل شيئا كبيرا في يده و عندما أغلق الباب قالت : لقد تأخرت كثيرا ظننت ان خطبا ما أصابك

" شكرا لاهتمامك أنا بخير ، كنت أختار قماشا لفستانك "

" قماش ؟؟ ... هل .."

" أجل ، اخترت لك قماشا بلون أزرق سيتلائم مع لون عينيك جدا و شعرك الغرابي القصير ، سأصنعه لك بنفسي "

لمعت عيناها من السعادة و احتضنته و هي سعيدة جدا

وضع يدا على ظهرها و الأخرى على رأسها و هو يداعب شعرها " أحضرت أيضا قماشا أبيضا للزينة أما الاكسسوارات و المجوهرات يمكننا الذهاب لقصرك و اختيار مع يناسبك فهناك قلائد لؤلؤ و ذهب و أساور"

كانت تدور حوله بسعادة و اعجاب

" كلودو عبقري جدا ... أنا سعيدة لأنك موجود في حياتي " قالت ذلك و هي تعانقه من الخلف

بعد قليل بدأ بأخذ المقاسات و يضع الدبابيس و الابر التي اشتراها في كل نهاية تحديد ويقص القماش بسكينها ، و لكن بعد مدة رآى أنها تعبت و بدأت تتثائب فترك الباقي للغد

في اليوم التالي غادر كلودو بهدوء كي لا يوقظها و ذهب للورشة و لكنها بعد قليل فقط سمعت صوت طرق قوي على الباب ، نهضت و هي تمسح عينها و قالت : أنا قادم قادم

فتحته و كان ديريك

قالت بتفاجؤ : ديريك ؟ ... ما الذي تريده في هذا الصباح ؟

كانت مرتبكة من رؤيته الآن فهي لا تضع النمش و شعرها على وجهها بشكل أنثوي دون القبعة أو أن ترجعه للخلف

ديريك : لا شيء . أنا فقط جئت للزيارة فقد اشتقت لك و لم أرك منذ مدة

ساكي : أ... أجل أنا متعب هذه الأيام و لا أرغب بالخروج ، استميحك عذرا علي العودة للنوم

كانت ستغلق الباب لكنه امسكه و قال : أردت فقط أن ... اقول بأني ... أحبك ...

تفاجأت ثم ابتسمت و اقلت : هذا لطف منك ديريك ، و أنا ايضا أحبك

ديريك بنظرة جادة : أنت لا تفهمين .. أنا أعلم بأنك فتاة

صدمت و قالت بتوتر : ماذا ؟؟؟... ما الذي تهذي به ديريك ؟؟ ربما أنت لم تأخذ قسطا كافيا من النوم ... عد لمحل والدك الآن و...

دفع الباب بقوة و دخل ثم قال : كنت أعلم هذا منذ فترة طويلة و كنت اعلم ايضا بأنك معجبة بآرثر ذاك و أنت لم تلتفتي إلي أبدا مع أني كنت أحبك بشدة

سوكاني بقلق : ديريك ... هذا يسمى اقتحاما .. أخرج بسرعة قبل أن أصرخ على جاري الشرطي

" الشرطي يعمل في نهاية المدينة اليوم "

صدمت لأنه أمسك خديها بعنف و كاد يقبلها لكنها لكمته بقوة على وجهه و قبل أن تهرب أمسكها من شعرها و قال : كنت أراك دائما تنظرين لذاك المعتوه آرثر ، و لماذا ليس انا ؟؟

سوكاني و هي تقاومه : اتركني أيها الغبي ... أنا ساضربك ... مجنون

ديريك بصدمة : مجنون ؟؟ حسنا إذا سأريك الجنون عينه

فجأة بدأ بسحبها بقوة من شعرها و ذراعها إلى الشارع و رماها على الأرض ثم صرخ : أيها الناس !! لقد كنا جميعا مخدوعين طوال سنوات

سوكاني تضرب صدره و قد التف الناس بسبب صراخه : اخرس أيها القذر ...

صفعها بقوة فسقطت أرضا و قال : هذا الذي كنا معه لأكثر من 14 سنة كان يخدعنا و يوهمنا بابتسامته اللطيفة و ما هي إلا فتاة متنكرة

تفاجأ الناس و علت عليهم ملامح الدهشة

ديريك : أجل .. إنها فتاة بهيأة شاب .. لما تنظرين إلي هكذا ؟؟ إن كنت أكذب ، فأرنا صدقك و اخلع قميصك .. أوه مهلا !! لا تستطيع لأنك فتاة

كانت سوكاني خائفة للغاية و قلبها مضطرب من نظرات الناس حولها خاصة مع أن وجهها الآن على حقيقته و شعرها طويل بعض الشيء و آرثر أيضا جاء ليرى ما الذي يحصل

ديريك بصراخ : أرأيتم !!؟؟ هي مجرد مخادعة صغيرة ، حتى أخوها كان محتالا يسرق السمـــــ

صمت فجأة لأنه تلقى لكمة مدوية جعلته يبتعد هن موقعه بحوالي ثلاثة أمتار

كلودو و الغضب يتطاير من عينيه : كيف تجرؤ و تمد يدك على سيدتي أيها الـ؟اهر !!

نهض ديريك بصعوبة و قال : و هذا الأسود ايضا ... لابد أنه مساعدها للـ...

قبل أن ينهي جملته سقط أرضا مغميا عليه و أسرع إليه والده العجوز مع طبيب والذي قال و هو يفحصه : إنه بخير .. لديه فقط ارتجاج في المخ بسبب اللكمة

استدار كلودو إلى الصغيرة الخائفة و حملها إليه فساقاها مرتعشتان و لا تستطيع الوقوف بسبب نظرات الناس

فجأة جاء والد ديريك إليهما و قبل أن يتكلم نظر له كلودو نظره حادة تقول له " لن ارحمك حتى لو كنت عجوزا هرما "

لكن المفاجأة أن العجوز قال : أوه يا صغيرتي .. انا آسف عما فعله ابني الغبي .. هل تأذيتي كثيرا ؟؟

أما العجوز النجار الذي يعمل لديه كلودو قال بابتسامة : لا تخافي منا ، معظم سكان المدينة يعلمون بذلك .. هوهوهو ، لا بأس

صدمت سوكاني و هي تمسك وجهها بسبب الصفعة و بالأخرى تعانق كلودو

" كـ ...كيف عرفتهم ذلك ؟؟"

امرأة بابتسامة : ههه كان كل شيء واضح من البداية، وجهك الجميل و صوتك الأنثوي و حتى طريقة جلوسك ، لكننا اتفقنا على الا نقول شيئا كي لاتنحرجي منا "

صاحب المخبز : لهذا قررنا جميعا أن يكون منزلك بجانب الشرطي كي لا يتجرأ أحد على الاقتراب منك"

تفاجأت و تأثرت كثيرا لسماع ذلك ثم بدأت بالبكاء في صدر كلودو الذي ينظر إليهم بحدة و لم يحبهم ثم قال : أجل أجل ... نراكم لاحقا

و أخذ الصغيرة التي تبكي للمنزل و جلس يهدئها بلطف

كلودو : حسنا اهدإي اهدإي . هكذا صار الأمر سهلا جدا

هي ببكاء ترفع راسها له : و لكن .... آرثر سـ

" آرثر آرثر آرثر ، دعك منه ، هو لم يكن يعلم ألم تري الدهشة على وجهه ؟ لا يهم

جلست تبكي في صدره لدقائق ثم هدأت تماما أخيرا و لكنها مازالت تعانقه و راسها على صدره ثم قالت : كلودو ..

أجابها و هو يضع خده على رأسها و عيناه مغمضتان : نعم ؟

" أنت لست اسودا .. أنت وسيم جدا و أنا أحب لون بشرتك جدا ... يشبه الكاكاو الذي يوضع على الكعك"

ضحك كلودو و قال و هو يحتضنها أكثر : يسعدني أن هذا رأيك بلوني ، صرت هكذا لأني كنت أعمل كثيرا تحت الشمس و أتدرب على قطع الرؤوس ... أقصد ... أتدرب على السيف

توتر و لم يعرف ماذا يفعل لكنها لم تهتم و بقيت تمرر أصابعها على صدره و ذراعه ببطء

.
.
.
1415 كلمة

Comment