The End



ارتديت فستاناً طويلاً كلعادة باللون الفوشي وحذاء بنفس اللون مع فرو ابيض وحقيبة بيضاء ايضاً .. ارتديت شعراً مستعاراً قصيراً باللون الاسود مع القليل من المكياج ،، دخلت عليّ ميليسا وقالت لنذهب ، هممت بالخروج ولكن قدمي رفضت التحرك وكذلك قلبي ، كيف يمكنني ان اتحمل رؤيتها معك بجانبك وانا لم اعتد على رؤيتك بصحبة امرأة غيري ، هل يمكنني ان اتحلى بالقوة لأقول لك مبروك او لها مع انني لم احدثها ابداً ... ما الذي جعلك ضعيف الضمير وبارد المشاعر ، هل هي جعلتك هكذا ؟ ان كانت هي فأنا لم ارى امرأة مثلها باستطاعتها تغيير طباع الرجل ومعادنه الرجولية وببساطة رجلاً عالي الكبرياء والغرور كآدم ،، واحييها على ذلك ....


تغلبت على ضعفي وقلبي بالذهاب ..
دخلت قاعة الزفاف ، كانت كبيرة نسبياً ولا تحمل أي شيء من صفاتك فقط صفاتها ،، رأيتك تقف مع اصدقائك ببذلة بيضاء مع ورود الياسمين الصغيرة في جيبك ، لم تكن متفاجئاً لرؤيتي لانك تعرفني وتعلم بأني سآتي ، سرنا انا وميليسا بأتجاهك لان براين معك ..


- قلت بصوت جميل لعله يخفي بحة صوتي من البكاء : مرحباً
- قال الجميع ومن ضمنهم انت : مرحباً
- قلت ونظرات الغرور والانتصار بعينك : لم اتوقع ان تأتي
- ضحكت قائلاً : معك حق ، لم تتوقع لانك متأكد
- تجاهلت كلامي وقلت لبراين : خطبت ميليسا قبلي وها انا اتزوج قبلك ، متى سوف تتزوجان ؟؟
- أجابك بمكر : عندما نتخلص منك
ابتسم الجميع واتت عروستك مع بدء موسيقى رديئة .. ظننتها رايقة ولكنها ليست كذلك .. او ربما لم تعجبني لان كل شيء لم يعجبني سوى انت ..


- قلت لي وانت ذاهباً للرقص معها : تمسكي بهذا الاداة التي تشبهكِ كثيراً لتنسيني بها ،،، ثم أشرت الى ستيفن
- قلت لك : ماذا ؟!! مجنون


ابتسمت حالما رأيته ورقصت معه قليلا ، عندما اراه كأنه مثل آدم في اول علاقتنا ، لا اريده ان يكون مثله ، لا خائناً ولا كذاباً ولا أي شيء سيء ،،
لم اعد احتمل رؤيته وهو يرقص معها ويهمس لها وهي تضحك ، لا يمكنني..


قلت لستيفن : هلا نذهب ؟ رجاءاً
- قال بعفوية : أجل


امضيت الوقت معه ولأول مرة وجدت هناك شيء يجعلني انشغل عنك ولا افكر بك،، ستيفن يختلف كثيراً عنك ويتشابه معي ، هو بريء كالطفل ولكنه قوي الشخصية مع الآخرين ، وهناك عيناه الخضراء كلما احدق بهما اضيع ، انتبهت الى هذا الشيء بعد اسبوع من زواج آدم ...


خرجت مع ستيفن كثيراً ليست في حجة نسيانك وانما لأني بحاجة لذلك ، يعرف كيف يتكلم معي عندما اتكلم معه كصديق و كطبيب نفسي مثلما اعرف كذلك ، نحن نحتاج بعضنا لننسى الماضي ونبدء مستقبل يخلو من عقبات الماضي لاننا بتنا نعلم كيف نتجاوزها بسبب تجاربنا فالحياة تجارب وكلما لديك تجارب اكثر اصبح لديك فهم اكثر للحياة ،، 



تجولت معالم نيويورك السياحية مع ستيفن وبدأنا نتقرب من بعضنا البعض وفجأة لا اعلم حتى كيف حصل هذا وبما كنت افكر عندما فعلتها ..
بدا شهياً للغاية عندما رأيت آيس كريم اعلى شفتاه ،، لم اشعر بنفسي وانا اقترب منه شيئاً فشيئاً ومن ثم قبلته ، افقت انا عندما قبلني ايضاً ،، استسلمت كثيراً ، شعرت بشيء لم اشعر به معك حتى في لحظة حميمية اكبر ... خجلت كثيراً لانني انا من بادرته ولكني لا اندم على ذلك ، قبلته وكأنني لم اقبل احداً من قبل فكانت اول قبلة حقيقية ... لم اعتبره خيانة لك بعد اسبوعين من زواجك ..



اعجبني الشعور بمساعدته بالتكلم معي كطبيبة نفسية وفي احد الايام
كنا نتمشى في سنترال بارك ثم اخرج ظرف من جيبه وقال لي اقرأيه ،،، كان قبول منحي اقامة اضافية لمدة شهر وسبب قبولهم انه قال لهم بأنه يريدني ان اعمل معه واتدرب على يده بما انه طبيب مشهور ..
- قفزت من الفرحة وانا اقول له : شكراً شكراً لك ، لا اعلم ماذا افعل لأرد لك الجميل هذا ،، عملت معه واحببت الاستماع لمشاكل الآخرين وحلها احببت ذلك الشعور عندما اسمع شخصاً كان مريضاً قد تعافى وهذا هو المغزى ، ساعدتهم وفرحت انا ..



٢٥/ ١٠
استيقظت على صوت ميليسا وهي تقول مفاجأة
- ماذا تعنين ؟! لا ارى أي مفاجأة
- غداً .. هو
- ماذا ؟!
- قالت بسرعة : سأتزوج غداً
- حقاً ؟!!!
- اجل
- لماذا لم تقولي لي من قبل
- اردتها ان تكون مفاجأة
- سعيدة جداً من اجلكِ ، مبروك حبيبتي
- وانا سأكون سعيدة ايضاً عندما اراكِ في فستان الزفاف وربما بجانب ستيفن
- ماذا !! اصمتي ، ليس هناك شيئاً بيننا



بما اني وصيفة الشرف لميليسا انشغلت للغاية عن ستيفن ولم نخرج معاً او نتكلم لمدة يومين .. اخت براين فيونا كانت وصيفة الشرف ايضاً فهي كانت تمضي الكثير من الوقت مع ميليسا في أخر ايام ...
ارتدينا فساتين باللون الزهري الفاتح ..
بدت ميليسا كالملاك وهي بالفستان الابيض ،، حزنت كثيراً لانها لن تعد تقيم معي ..
كان يوماً على وشك ان يصبح مثالياً ولكن في نهايته اصبح مثالياً ..
اتى ستيفن وهو يحمل باقة التوليب النوع الذي احبه



- قلت له ونحن مبتعدين عن اجواء الزفاف : كيف عرفت اني احب هذا النوع ؟
- ليس من الصعب ان اعرف ماذا تحب حبيبتي . أليس كذلك ؟
- ماذا !! حبيبتك ؟؟
- أجل ، هل يمكنني ان ادعوك للعشاء كموعد ؟؟
- ضحكت وانا انظر حولي ثم قلت بعد القليل من التفكير : أجل بالتأكيد
- قال بحماس : هيا اذاً ، لندخل ونرقص
- حسناً



خرجنا في مواعيد كثيرة وتقريباً كل يوم حتى لا نضيع الوقت كقولك ... ظننت ان حياتي استقرت اخيراً ولكن وبعد اسبوعين اصبت بكآبة شديدة عندما سمعت بأنها حامل ، انصدمت حينها ولا اعلم لمن اشكي واتكلم لأني لا اعتقد بأنه يجب ان اتكلم مع ستيفن بهذا الامر حتى وكان يجيد التمييز بمعاملتي كطبيب و حبيب وصديق ، لا اجد من الصائب فعل هذا فأنا لا اريد ان اتعذب اكثر بخسارة ستيفن بسبب شيئاً كهذا .. تغلبت على كآبتي عن طريق الادوية والاستماع الى الموسيقى اثناء الركض او المشي واكل الشكولاتة والآيس كريم ، تجاوزتها في ثلاثة ايام لان لا اريد تضييع الوقت في شيء من الماضي ..



عدت الى العمل والتكلم مع ستيفن بعد ان قلت له بأن لا يكلمني لأني مكتئبة وهو تقبل الامر كالعادة ... ثم استمتعنا بالخروج معاً كما كنا نفعل الى ان اتى اليوم الذي تغيرت فيه حياتي ، اليوم الذي كنت انتظره والقدر قد قدره لي ...



١١/١١



كنا في موعد للعشاء ككل مره ولكن هذه المرة لوحدنا ،،، اكلنا قليلاً ثم رقصنا ،، وبعدها اللحظة التي كل فتاة تتمناها ،،



- همس لي : احبكِ
- لم اتحمل عذوبة الصوت والمعنى فقلت لا شعورياً : وانا احبك ايضاً
- حقاً !!
- نعم ، ثم لم اتوقع ان تقول لي هذا
- وانا لم اتوقع هذا كذلك
- ثم استرسل قائلاً : أتعلمين ما هو الشيء الذي لا تتوقعينه ايضاً ؟؟
- ما هو ؟!!
انحنى لي مخرجاً خاتماً وقال لي :
- هل تقبلين الزواج مني آريا ؟؟
انصدمت كثيراً ولكن بفرحة لا يمكن وصفها
- قلت وانا اتمتم : ن..نعم



وضع الخاتم المآسي في اصبع يدي وانا لهذه اللحظة لا اصدق ،،
لم اظن بأن حياتي ستسير على مايرام ..ولكنها سارت ..
وانا الآن سعيدة بقدري الآخر الذي لم اتوقعه ابداً ...



*********



ليس هناك شيء اجمل من الشعور بالحب فكلما شعرت بالحب ازدادت ثقتك بنفسك ودرجة نجاحك وتصورك للمستقبل ويجلب الايجابية في كل شيء من تفكير وتصرفات وعواطف وانا لست اتكلم عن حب الطرف الآخر فقط وانما حب الناس والعائلة ايضاً واهم شيء حب ذاتك ولكن ليس لدرجة الغرور .. الغرور صفة غير مستحبة ولا يجب أي شخص ان يتحلى بها فهي تجعل الشخص غير محبوباً ،،، ويجب ان يكون اختيارنا للطرف الآخر صحيحاً حتى لا نكره الحب فأن كرهناه قد نكره كل شيء واعلم بأن الحب هو من يختارنا لسنا نحن نختاره ولكن يجب ان نحسن الاختيار في أي شيء مهما كان بسيطاً فربما هناك خدعة وراء هذه البساطة ...



في بداية حياتنا معظمنا نظنها مثالية الى درجة ما ولكن سيأتي يوماً تنكشف لنا حقيقتها البشعة التي كانت تدعي المثالية وتخدعنا بأننا سوف نصبح مثلها مثاليين ولكن هذا ليس صحيحاً ابداً فنحن بسيطون للغاية والحياة بسيطة ايضاً ان عشنها بيساطة وليس بتكبر وفوقية ،، وهذا لا يعني ان نتفاضى عن كل شيء تراه اعيننا او تسمعه آذاننا فهناك اشياء لا يمكن ان تغتفر او ننساها ونمضي في حياتنا ..



يجب ان نثق بالله وبالقدر وان كل شيء مكتوب لنا منذ ان ولدنا لا احد يستطيع ان يغييره مهما حصل ومهما عشنا في حياة مملوءة بالمشاكل والعقبات فلابد هناك لها حل .. ثق بالله وبنفسك وتستطيع ان تكون سعيداً فقط ابتعد عن كل محرم وكل سلبي و كل حزن فقط عش سعيداً بأبتسامة لا تفارق وجهك الجميل ولا تستاهل ان تحزن وتبكي فكل شيء مقدر وانت لا تعلمه ....



*********



رواية فكرة قصتها واقعية ولكن احداثها ممزوجة بوحي خيالي .. اتمنى تعجبكم ... اعطوا فوت او كومنت ،، وتابعوا حسابي لمعرفة وقراءة روايتي القادمة .. احبكم ❤️😍
😘😘💋💋



بقلمي سحر ...

Comment