7

استيقظت في احد الايام متعبة جداً قلت لنفسي بأني مريضة كالعادة ،، ولكن هذه المرة ليست كالسابقة فلم يسبق لي ان تقيأت ولا شهيّة ايضاً ،، اتصلت بآدم ،،


- آدم ، هل يمكنك المجيء إليّ ؟؟


- لا ، انا في طريقي الى المطار ،، هل هناك شيء ؟


- اعتقد اني مريضة


- لا تقلقي ،، سوف تكونين بخير ، اخبري ميليسا ان تجلب لكِ الدواء


- لا اظن هذا ، انا اتقيأ منذ ان استيقظت و لا شهيّة لي للطعام ابداً


- لا شيء ، هذا يحدث عادةً


- والى اين انت تسافر ؟


- الى شيكاغو ، هناك قضية لأحد اصدقاء عمي واتصل بي لكي اتولى امر هذه القضية


- حسناً ، رحلة موفقة


- شكراً ، اتمنى ان تشفي بسرعة


- شكراً


- باي آريا


- باي


خيبت املي مرة اخرى ،، هل انت ذاهباً اليها مجدداً ؟؟ أتشتاق اليها او حتى تفكر بها عندما تكون معي ؟ لا اصدق هذا ،،، كيف لك الجراة على خيانة كهذه ....


بقيت على هذه الحالة لأكثر من اسبوع ولكم تتصل بي ولا حتى رسالة ،، تناولت الكثير من الدواء ولم تكن هناك فائدة منه بل ازدادت سوءاً فقد اصبحت اتقيأ مع دم ، اخبرت ميليسا عن أي طبيب جيد تعرفه لكي اذهب اليه ... ذهبت للطبيب في صباح اليوم التالي ..


شرحت له حالتي واخبرني بأنه ليس جيداً ان هناك دم ،، كتب عدة تحاليل اجريها في المختبر الذي بجانبه .. اخذوا مني عينات دم وقالوا لي ان آتي غداً ،،،


استيقظت في الصباح لأذهب لأستلام التحاليل ،،، استلمت التحاليل و اعطيتها للطبيب ،،


- فقال لي الطبيب : هل هناك مرض سرطان في افراد عائلتك؟؟


- قلت له وانا اعلم ما بي : لا


- انا آسف ولكن وظائف الدماغ لا تعمل بشكل صحيح


- ماذاا ؟!!! ماذا يعني ؟؟


- اعتقد بأن لديك سرطان او ورم بالدماغ


- كيف ؟؟ ولكن!!


- لا تقلقي ، سوف احدد لكِ موعد مع طبيب اورام خبير ،، فهو سوف يحدد في أي مرحل ويعطي لكِ العلاج


- قلت وانا ابكي : ولكني لا اريد خسارة شعري لايمكنني تحمل فقدانه ،، لا اريد ان اكون صلعاء


- لا ، ربما انتي في مرحلة متقدمة ولن تحتاجي الى العلاج الكيميائي


- حسناً ، شكراً دكتور جيمس


- سوف اتصل بكِ واخبرك عن موعد الطبيب


- حسنا ،، الى اللقاء


خرجت وانا منهارة اكاد ان اقع على الارض ، تمالكت نفسي ،،، اتصلت بك ولكن هاتفك مشغول وكذلك ميليسا ، لم اجد سوى براين فأتصلت به واخبرته ان يأتي الي ،،،، ان كنت غير موجود في هذه المرحلة فمتى ستكون هنا ؟؟؟


اتى براين وقلت له بأن يأخذني الى شقتي ،، عدت ولكني لست كما ذهبت ، كلشي تغيّر في داخلي ،، دخلت الى السرير افكر كيف سأواجه هذا المرض ؟؟ من سيكون معي ؟ اشتقت الى امي وابي والجميع ، اريدهم كلهم بجانبي الآن اريد جميع الذين احبهم ولا يهم ان كانوا يحبونني ام لا ، انا بحاجه للحنان وللامن ،، شخصاً يشعرني بالطمأنينة والسعادة وان يمتص مني الحزن والكآبة ،،، لم اكن استطيع التحمل سابقاً بالرغم من انني كنت بحالة جيدة فماذا عن الآن كيف سأتعالج ؟ من سيكون هناك يدعمني ويخبرني بأنه بجانبي مهما حصل وماذا اذا كنت لست في مرحلة متقدمة ،، كيف سأبدو بدون شعراً على وجهي ويزينني كالنجوم في السماء ؟؟ هل سأبدو جميلة يا ترى .. وماذا انت كنت اصلاً في مرحلة متأخرة ولن يساعد أي علاج ، ماذا سأفعل ان مت ؟؟ افكر وافكر واكبت بداخلي كل شي ولم اقل لأحد حتى استسلمت لسلطان النوم ،،،


استيقظت في اليوم التالي وحالتي تبدو أسوأ فهي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم ،، لم اذهب لموعد طبيب الاورام الذي حدد معه موعد دكتور جيمس لأجلي ،، اعتزلت طوال هذا الاسبوع في غرفتي فقد اصبت بالاكتئاب كعادتي ، لا اريد التكلم مع أي شخص حته ميليسا ،، حالتي كحال كل يوم ،، اتصلت بأمي في نهاية الاسبوع ،، الهي كم اشتاق اليها ولرؤيتها بجانبي الآن تمسح دموعي ،


- قلت وانا مستمرة في البكاء : مرحباً امي ، اشتقت اليكِ كثيراً


- وانا ايضاً حبيبتي ، لماذا تبكين؟


- امي انا لست بخير ، انا بحاجة اليكِ للغاية


- ماذا هناك عزيزتي ؟؟


- امي انا مريضة جداً


- ما خطبكِ ؟؟


- انا لدي سرطان في الدماغ


- قالت بصوت عالً : ماذا؟؟!


- اجل ماما ، اريد رؤيتك في الحال


- حسناً عزيزتي لا تبكي امسحي دموعك وحاولي ان تأكلي اكلاً صحياً ،، سوف اخبر والدكِ ونأتي في اسرع وقت


- حسناً ولكن عديني بأنك ستأتين بسرعه


- قالت وانا اسمع تغير صوتها بسبب البكاء : اوعدكِ حبيبتي


بعدما انهيت المكالمة ، فتحت ميليسا الباب بقوة وهي تبكي ، اعتقد بأنها كانت تتنصت عليّ كعادتها ولكنها لم تعتد على سماع خبراً كهذا ،،، قلت لها عما حصل بالتفصيل ، تحدثنا لساعات ونحن نبكي ،، نامت بجانبي عندما انتهت الدموع من النزول ،،، شعرت بالارتياح عندما استيقظنا ، اعتقد ماحصل بالامس كان السبب ، ازاح عني ثقل كثقل الجبل عن اكتافي واصبحت لدي شهيّة قليلة للاكل ، كان شيئاً ايجابياً ...


خرجت مع ميليسا لتناول الفطور في الخارج ، اكلت قليلاً وتحدثنا عنك ،،، هل سأخبرك وكيف سأخبرك ان كان هاتفك مشغول او انت في شيكاغو ،، لا احب قلة اهتمامك وكلامك واشتقت الى كل اهتماماً منك ،،، اتصل براين بميليسا ليسأل عنها و بدأت تسرد له تفاصيل يومها ، اشتقت اليك كثيراً واحتاج اليك في هذه الفترة اكثر من ذي قبل ، اشتقت الى محادثاتنا الطويلة و مواعيدنا الغرامية التي اصبحت فيما بعد تنتهي بقبلة ،،، اردت ان اتصل بك او آتي اليك ولكن لا اعلم ان رجعت بعد لنيويورك ام لا ، قلت لميليسا ان تسأل براين ان كان آدم قد عاد ، قال بأنك سوف تعود عند ٤ عصراً ، قلت لها بأن يخبرك ان نلتقي في ستاربوكس لأني اريد التكلم معك ...


اتصلت بي بعد عودتك ، اراهن بأنك اتصلت بسبب براين لأنه اوصل رسالتي اليك ،،، دخلت الى المقهى بثقة تخفي انكساري بداخلي ، رأيتك وكأنك شخصاً آخر ، نظرت الى عينيك لم يكن فيها حب ولا شوق لرؤيتي ، كيف تمكنت من إخماد حريق العشق هكذا فأنا بحاجة لأفعل المثل معك ،،،


- كنت قد طلبت لي قهوة مثلجة ،، سألتك : لماذا ؟؟ مثلجة ؟


- اعلم بأنكِ ستكونين مزاجية عندما تأتين لذا طلبت لكِ مثلجة حتى تريحي بها نفسك


- حقاً ؟!! وكيف تعلم بأني سأكون مزاجية كما تقول؟


- فقط اعلم هذا


- انت محق ، انت فقط تعلم هذا عني ولا تعلم أي شي آخر .


- ماذا تقصدين ؟؟


ظللت افكر ماذا اقول ، هل اقول لك لدي سرطان ام اقول لك ان تخبرني ماذا تفعل في شيكاغو او ربما لماذا اصبحت بارد المشاعر هكذا


- لا اعلم ، ماذا اقول لك أو من اين ابدأ؟


- قولي أي شي ،فقط اخبريني لماذا نحن هنا؟


- الا تريد ان نكون معاً ؟؟


- هذا ليس ما عنيته ، لا تحاولي تغيير الموضوع


- حسناً ...


- انا اصغي اليكِ


- قل لي ماذا كنت تفعل في شيكاغو ؟


- قلت لكي عندي عمل ، الا تصدقينني ؟ الا تثقين بي آريا ؟


- لماذا تغيرت فجأة ؟ لما انت بارد المشاعر معي ؟؟


- لا ، انا فقط متعب


- اوكي ، سأدعي اني اصدقكك


- ماذا؟؟!


- آدم ؟!


- نعم!!!


- قلت وانا ابكي لا شعورياً : آدم انا ،،، انا لدي سرطان في دماغي


- صرخت وتكاد شرايينك تنفجر : ماذا؟! لماذا لم تقولي لي ؟ منذ متى انت تعلمين بهذا ؟


- قبل اسبوع


- لماذا لم تتصل بي او تقولي لي حتى برسالة


- لا ارد ان ازعجك


- ماذا ؟ كيف تفكرين هذا ؟ تعلمين بأني احبكِ واتصالك لن يزعجني .


- قلت وانا اشيح بنظري الى الشارع : لا اعلم فقط ظننت هكذا


- كم مره اقول لك هذا ولكن لا يهم الآن ، كيف حالكِ ؟


- افضل من قبل


- هل اكلتي شيئاً اليوم ؟


- اجل ، تناولت الغداء مع ميليسا كالعاده فقد اتت بالطعام الى غرفتني


- حسناً


- شيئاً آخر ، سوف تأتي عائلتي في نهاية هذا الاسبوع


- هل يعلمون بهذا الامر؟


- نعم ، انهم آتون من اجلي ، اشتقت لهم كثيراً خصوصاً امي


- اسمعي آريا ، انا اسف جداً لأني لم اكن بجانبكِ


- ولكنك يمكنك ان تظل بجانبي فلدي غداً موعد مع الطبيب دكتور فيليب انه خبير في هذا المجال وسيحدد في أي مرحلة سرطاني


- سوف آتي معك وسأظل معك مهما حصل


- انا بحاجه اليك آدم احبك


- وانا ايضاً احبكِ


- هيا ، فلنذهب لتناول المثلجات ، اعتقد بأن وقتها الآن


- حسناً ، هيا لنذهب


لا اعلم كيف تنقلب فجأة وتتغيير تارةً اخرى ، لكم تجيد لعب الادوار كلها ، أقلت لك يوماً بأنك محترفاً في التمثيل ؟؟ اراهن بأنك سوف تفوز بجائزة


الأوسكار لتمثيلاً كتمثيلك معي ...


حقاً هي معجزة قد حصلت اليوم فلم تخلف وعدك كما كنت تعلم ، اتفقنا على ان تأتي في ٨ صباحاً لنذهب معاً ،، اتيت وكم فرحت لهذا ،،، ابسط الاشياء تجعلني سعيدة فأنا بسيطة ايضاً ولست متطلبة مثلك ،،


- قلت لك وانا في حجرة فحص الدماغ : انا خائفة آدم ،، ماذا ان كنت في مرحلة متأخرة وسأموت او في مرحلة تجعلني مضطرة اقبل بالعلاج الكيميائي


- لا ، لا تيأسي ، ثقي بالله وكوني مؤمنة بما سيحصل


- ولكني لا اريد ان اخسر شعري الطويل ، لا تعلم كيف اعتني به ولم اقصه منذ فترة طويلة


- لا تقلقي ، حتى وأن فقدتي شعرك فسينمو من جديد


- لا ، لن ابدو جميلة وانا صلعاء وسوف تذهب تبحث عن غيري


- ضحكت كثيراً عليّ ، اخذت يدي وقلت : لن يحدث هذا ، انتي تعادلين كل نساء العالم ، ولا امراة غيركِ تراها عيني وقلبي لن يحب غيرك فهو ملككِ


- ابتسمت وقلت لك : انا احبك


شاهدتك وانت تبتعد مغادراً الغرفة ، قلت لنفسي ربي لا اريد خسارته ، لا اريد ذلك ابداً فلا تحرمني منه ،،، دائماً ما اقول هذا الدعاء في قلبي ،، فأنا احبك لدرجة اني فضلتك في الدعاء على نفسي ..


الحمدلله ، كنت سأفقد السيطرة على نفسي لو لم تكن النتيجة كما اردت ، شكرت الله كثيراً عندما اخبرني دكتور فيليب بأنني لست في مرحلة متأخرة وانما في مرحلة متقدمة ونادراً ما تبدأ ظهور الاعراض في هذه المرحلة ،، كنت محظوظة لذلك ، شعرت بسعادة لا توصف وانت معي ، وميليسا ايضاً ....

Comment