3



كل شيء ، كل صدفة ، كل لقاء ، كل حديث ، كل مكالمة ، كل موعد , كل قبلة ، كل شيء حدث بيننا ، كيف يمكن لك ان تنسى كل هذا وتتجاهله كأنه لا شيء ، لا اصدقك ولا اصدق أياً من هذا ، لا لابد انه حلم او خطباً ما ، لان علاقتنا وحبنا لا يمكن ان يضيع وينسى هكذا ابداً بعد كل هذه السنوات ، كيف اضعت حياتي و حبي لك ؟؟



ميليسا هي صديقتي الوحيدة لم احظى بصديقة مثلها يوماً ، جعلت مني شخصاً اجتماعياً ليس كما هي اجتماعية ولكن اكثر اجتماعية من قبل،  بعد ان كنت شخضاً صامتاً لا اتكلم كثيراً وليس هذا فقط فهي غيرت صفات كثيرة اخرى من صفاتي وهي الصفات السلبية التي كنت اكرهها و أود كثيراً لو باستطاعتي تغييرها في يوماً ما ، هي فعلت ما لم يفعله احد من قبل ولا حتى انا ، لم اعرف كيف استطاعت فعل هذا ولكنها فعلت وانا سعيدة به ، وبهذا فهي غيرت حياتي كلها وسأكون ممنونة لها دائماً ..



اصبحنا مثل أي حبيبين ، نضحك عندما نتحدت بينما نشرب القهوة و نقرأ الروايات بجانب الاستماع الى الموسيقى ، اشياء كثيرة ولكننا قادرون على فعل ذلك في نفس الوقت ،، نرتاد كثيراً مقهى ستاربوكس ولا ننتهي منه ولا من مشروباته الساخنة كانت او الباردة ، كنا نستمتع بكل شي برغم من ان كل يوم كالاخر ولكننا كنا نرسم كل يوم ونغيره حتى لا تصبح ذكرانا متشابهة



أتذكر ؟؟؟
اتذكر يومها كان عيد ميلادك يوم التاسع من ماي / آيار ، مضى اكثر من سبعة اشهر على علاقتنا معاً ويعد اقل من شهر سوف ارجع لوطني لرؤية
عائلتي ، كم اشتقت لها حينها ..



اتذكر كيف قام اصدقائك من الشباب والفتيات بعمل حفلة لك بمناسبة عيد ميلادك الذي لم تقوله لي وتجاوب بغيرجواب كلما سألتك ، لا اعلم كيف غفلت عن هذا ، كان اصدقائك يعدون حفلة لك وانا ساذجة لا اعلم ماذا يحدث ، كنت جالسة في سريري المملوء بالفراشات وقلوب الحب والعصافير اقرأ مادة امتحان لدي بعد غد ،، دخلت عليه ميليسا وكأن الشرطة فتحت باب الغرفة لتقبض على مجرماً سفاح ، افزعتني جداً ..
قالت وهي تؤشر ع ملابس النوم التي كنت ارتديها ..



- لماذا ترتدين هكذا ؟
- يمكنني ان اسئلك نفس السؤال ايضاً !!
- لا تتصرفي وكأنكِ لا تعلمين أم لا تريدينني ان اذهب معكِ ؟؟
- صدقيني لا اعلم عن ماذا تتحدثين .
قالت بتعجب !!
- ألن تذهبي الى الحفلة ؟؟
- أي حفلة ، عن ماذا تتكلمين ، هيا قولي لي ما الامر ؟؟
- انا اتكلم عن حفلة آدم ، ولا تقولي بأنكِ لم تكوني تعرفي هذا ، أليس كذلك ؟؟
- لا ، صدقيني لا اعلم ، عن اي حفلة تتكلمين ، بمناسبة ماذا ؟؟
- حسناً ، سوف اسئلكِ سؤال وجاوبي عليه بصراحة ؟؟
- نعم ، انا استمع ..
- امم ، هل تعرفين متى ولد حبيبك آدم ؟
قلت بغصة تكاد ان تخرج مني وتنفجر كالبركان الهائج
- لا ، لا اعلم متى ، لا يرد عليه كلما اسئله ولا اعرف لماذا .



- اهاا ، الحقيقة ان اليوم هو عيد ميلاده وقد قام جميع اصدقائه بتنظيم حفلة له في منزل براين الكبير ، لا اصدقك كيف لم يقل لكِ هذا او على الاقل اليوم .
نزلت الدموع من عيني وكأنني طفلة اخُذت منها دميتها المفضلة



- كيف يفعل هذا بي ؟؟ لا استطيع ان اصدق
اتت ميليسا وقالت وهي تمسح على شعري ، تحاول ان اتوقف عن البكاء وتقنعني بالذهاب
- لا تبكي عزيزتي ، تعلمين انه يحبك وانتي ايضاً تحبينه ويجب ان تذهبي لتحافظي على كرامتكِ امامه وامام الجميع وعلى كرامته ايضاً امام اصدقائه .
- لا اعلم ، لا استطيع الذهاب بعد سماعي هذا ، كيف يمكنه ان لا يدعوني لحفلته او احد اصدقائه وحتى براين .
- براين اتصل بي لدعوتي ولا اعتقد بأن احداً منهم سيتصل بكِ لدعوتكِ فأنكِ لا تحتاجين الى دعوة ، انه حبيبك .
- لا اعلم هل تعتقدين بأني يجب ان اذهب ؟؟
- نعم ، ليعلم بأنكِ شجاعة ولستِ ضعيفة وانكِ على علم بأن اليوم عيد ميلاده وسوف تقام حفله هنا
- معكِ حق
- بالمناسبة هذه اول مره يدعوني بها براين ، لا اعلم ربما لاني صديقتكِ وانتي على علاقه بآدم
- اوك ، سوف انهض وسنذهب معاً
- حسناً ولكن براين سوف يأتي ليقلنا بعد نصف ساعة فقط
- يجب ان اتحضر الان ، ليس لدي وقتاً كاف .
- حسناً سوف اترككِ



ياليتني لم اذهب ، ياليتني



ارتديت فستان طويل احمر اللون كنت اهديتني اياه قبل شهرين قلت لي تن البسه في مناسبة خاصة ومميزة تليق بهذه الفستان وستكون حفلة مفاجئة لن اعرف عنها مسبقاً وكأنك تتكلم عن هذا اليوم و واثقاً من انني سوف آتي لانك تعرف اني احبك حقاً ، اسدلت شعري الاسود الطويل و وضعت مكياجاً خفيفاً لأخفي آثار بكائي وحزني مع احمر شفاه احمر ذات درجة اللون التي تحبها كي اعذبك به مع انني اعلم بأن ليس هناك شيئاً يعذبك او يجعلك تبكي لأي سبباً كان ..



وصلنا الى المنزل عند ٩ مساءاً ، حفلاً كبير يرضي غرورك و حشداً كثير ،، كان حفلاً يضم الكثير من الاشياء التي لا احبها وابغضها جداً كالكحول ، الشامبانيا ، النبيذ ، علو صوت الاغاني الصاخبة البذيئة الذي يكاد ان يحطم الزجاج ويتلف سمعنا ،،.



دخلنا لحديقة المنزل حيث كان اغلب الحضور هناك ، اعتقد كنا متأخرين قليلاً ولكنها كانت اللحظة المناسبة لاعرف ما مدى انك سيء و لست كما ظننته ، تمنيت طوال المدة التي قضيناها في السيارة ان تتحدث معي وتعتذر عما حدث ولن يتكرر الامر ونحتفل بعيد ميلادك لأول مرة معاً ونستمتع به كما كنا نستمتع بأي شي نفعله دوماً ... دخلت وانا اراك تضيع مني ، تخسرني واخسرك ، ولم اعتقد بعدها قط بأنك ستخسرني لاني لست خسارة مجرد فتاة عابرة كاللاتي قبلها وبعدها ،



مشهد لن احسد عليه ولن انساه في حياتي



نزلت دموعي بسرعة كسرعة هطول المطر الغزير عندما رأيتك بجانب الفتيات تقبلهن كأنك لست آدم الذي اعرفه ، لا اعرفك صدقني ،، ممسكاً بيدك زجاجة الشراب ( الكحول ) تشرب منها .. موقفاً جعلني أشمئز منك كثيراً ومن حولك ايضاً يفعلون كما تفعل ،، كيف ؟؟ كيف ؟؟ هل يعقل هذا انت ،، انت الذي احبه ودوماً اراك كأنك ملاك بغض النظر عما كنت تفعله من قلة الاحترام بالفعل او الكلام .. لا اعرف كيف تمالكت نفسي من الوقوع على الارض ، انصدمت كما لم انصدم من قبل .. علمت وقتها ما سبب عدم قولك لعيد ميلادي ولا حتى دعوتك او دعوة اصدقائك لانك اردت ان تستمتع بها على طريقتك القذرة مع اصدقائك الذين لم احبهم يوماً عدا براين لانه اصبح حبيب ميليسا فقط وان لم يكن حبيبها لكرهته ايضاً ..



اتت إليّ ميليسا وخرجت معها حالما رايتني ،، قادت سيارتها ، قلت لها ان نذهب الى الشاطئء وتتركني هناك وفعلت ما قلت لها بدون اي كلمة منها ،، كسرتني لأكثر من مليون قطعة بلا سبب ولم يفعل احداً بي هكذا ، لم استاهل هذا ابداً ، صدقتني لا استاهل هذا الالم ولا احد يستاهله سوى انت ..



اذهب الى البحر دائماً عندما احزن وافرح ، احب الجلوس هناك على الشاطئ لانه هادئء ويبعث الطمأنينة في النفس ، الشعور بوجودي على الرمال والماء يغمر قدماي وتبلل ثيابي واصوات امواج البحر التي تهدأ من اعصابي ، اشكو له همومي ومشاكلي وكل شيء حتى اريح روحي واخفف من وزنها الثقيل ،، لطالما آمنت بأنه يفهمني اكثر من أي شخص حتى انت ..

Comment