• |اليوم السادِس | •


مرحباً يا لَطيفي,
أكادُ لا أصدق أننا أصبحنا في اليوم السادِس بالفعل، على الرغم من أنني أشعر بـمرورِ كُلِّ ثانيةٍ من يومي إلّا أن مرور الوقت أصبح سريعاً ، بالطبع، مرور الأيام لن يتوقف بل سيستمر على سيره مهما جرى.

كيفَ حالُكَ يا مُحمَّدي؟ لا ريبَ أنَّكَ تَشعر بالإرهاقِ الآن فـ هذا يوم الأحد و ساعات العمل بِه تصل قُرابةَ الـ 10 ساعات، أسألُ اللهَ أن يهبكَ الصحةَ و القوة و العافية و ألّا تضمحلَّ عزيمَتُك، و أتمنى أن تكونَ قد نلتَ قسطاً كافياً من الراحة أثناء قراءةِ كلامي، لكن لا بأس، لن تعودَ للعمل معهم مُجدداً فـهذا اليومُ الأخيرُ لكَ و أشعر بالراحة لهذه الفكرة الآن، و بما أنَّكَ قد حصلتَ على إجازةٍ من الجامعة الآن فـستكونُ أيضاً فُرصةً جيدةً لأخذ استراحة من العمل أيضاً ، ستكون فترةً لإعادة ترتيب أفكارِك و أولوياتِك و طموحاتِك في الحياة، أيضاً من الممكن أن تتفرغ قليلاً لشركتكَ الخاصة و وضع خطط جديدة لـتنميتها، وددتُ لو كنتُ أيضاً جُزءاً من تطويرها و لكن قدَّرَ اللهُ و ما شاءَ فَعل، لكنني على يقينٍ و ثقةٍ تامّة بأنَّكَ لها، و بأنَّ النجاحاتَ ستكون دوماً حليفةً لكَ أينما ذهبتَ بإذن الله.

فيما يتعلق بـما قمنا بـمناقشته سابقاً ، فـبعدَ أن قرأتُ كلامَك مُجدداً، استحضرتُ الحال الذي كُنتُ بِه عندما بدأتَ بـربط تسلسل الأحداث في حياتي، لقد كُنتُ مثلكَ تماماً ، مُضطربة بالكامل و لستُ أدري مَن أنا و ماذا أريد، لقد كُنتُ مُشتتةً بالكامِل و أبكي بلا سبب يُذكر حينها، أستطيع تذكر ذلك تماماً كما لو أنه حصل البارِحة ، لذا، أنا خيرُ مَن يَفهمُ شعورَكَ الآن.

يجب أن أعتذر أيضاً بسبب ذِكر أمر المازو.. أمامَكَ بـهذه الطريقة، كُلُّ ما في الأمر أنني وجدتُ "بعض" أعراضِ أقلِّ حالةٍ منها لديك و لدي، و لمعلوماتك، كُلٌّ منّا يملك هذا الجانِب و لكنَّ النسب تتفاوت، و ارتفاع هذا المقدار هو ما يجعل الشخص مُصاباً بِه، لكن بما أنَّ نسبتك قد كانت قُرابة الـ 42٪ أي أقلَّ من النصف، و انتابني الفضولُ بعدَ أن ذكرته و قمتُ بـعمل الاختبار أيضاً فـكانت نسبتي لا تتجاوز الـ 40٪ ! إذاً لا خوفَ عليكَ لا تقلق، إن كُنتَ مازو.. فـ هذا يعني أنني أيضاً كذلك لأنَّ نسبتي لا تختلف عنكَ كثيراً :)

الأهم الآن، لقد قرأتُ ما قمتَ بـإرساله لي و أعتقد بأنَّ هذا النمط هو حقاً ما يُمثل شخصك، بل إنَّ الناحية التي تتعلق بالحاجة أيضاً تَصِفُكَ تماماً! أعتقد أنني كُنتُ صائبةً حين طلبتُ مِنكَ أن تُعيد الاختبار، و لكن رغم هذا كُله، تصنيفك إلى نمطٍ مُحدد لا يعني أن تتوافق مع كافّة ما يتم كتابته عنه حيث أن هذه مجرد تحليلات بشرية قد تحتمل الصواب و الخطأ، و أنني كما ذكرتُ لكَ سلفاً بأنَّ العقل البشري أكثر تعقيداً مما قد نتخيل، و لكن إلى الآن فإنَّ أغلب ما قرأتُه عن هذا النمط يتوافق مع شخصك حقاً.

في الاختبار الأول كانت نتيجتك ESFP و الآن نتيجتك ESFJ , اختلف الحرف الأخير فقط، لكن ماذا تعنيه هذه الأحرف؟

هذا يعني أنَّك: اجتماعي - حسي - عاطفي - حازِم.

طبعاً هنالك أيضاً الوظائف النفسية لكل نمط التي تلعب دوراً أكبر في تحديد شخصه.
ترتيب الوظائف النفسية لكل من الـ INFP و الـ ESFJ:

INFP: Fi - Ne - Si - Te
ESFJ: Fe - Si - Ne - Ti

✓ الشعور الخارجي Fe:

والتي تعني أن يكون الشخص ساعيًا للإنسجام الخارجي مع المحيط، ومن صفاته:
دعم ومساعدة الآخرين، إدراك قيم ومشاعر الآخرين، رائع بإنسجامه مع الناس، مُتكلف مع ممن حوله، غالبًا ما يضحي بإحتياجاته الخاصة لأجل الآخرين؛ على أمل أن يحصل له المثل، أي أن يُبادله الآخرون التضحية.

✓ الشعور الداخلي Fi:

والتي تعني أن يكون الشخص ساعيًا للإنسجام الداخلي، ومن صفاته:
يتواصل مع الآخرين بشكل عميق، أصيل الطباع، لديه تعبير ذاتي، مُدرك للمشاعر والقيم الخاصة به، بارعٌ وفنان، حساس جدًا، يُقلل من أهمية البيانات المنطقية، يُمكن أن يكون متهور ومندفع.

₺ الحدس الخارجي Ne:

والتي تعني أن يكون الشخص ساعيًا للأفكار والمفاهيم الجديدة، ومن صفاته:
مُبدع، فضولي، يرى الصورة الكاملة دون أن يقططع منها جزءًا معينًا -أي أنه يرى الأمور بشكل كامل ولا يركز على تفصيلٍ واحد-، يستطيع أن يُدرك الأمور من وجهات نظر عديدة، غير متماسك، يتشتت انتباهه بسهولة، غير عملي.

¶ الحس الداخلي Si:

والتي تعني أن يكون الشخص ساعيًا للموثوقية والاستقامة في الأمور والأفعال، ومن صفاته:
مسؤول، عالي التركيز، تقليدي، عيناه ثاقبةٌ تلمح التفاصيل الدقيقة، يكره التغيير، يتعامل مع الماديات (الأمور الملموسة).

• التفكير الداخلي Ti:

والتي تعني أن يكون الشخص ساعيًا أيضًا للكفاءة، ومن صفاته:
مُحلل بارع، مُبدع، منطقي، يستخدم الكلمات الدقيقة لوصف الأفكار والأمور، ممتاز في حل المشاكل، يرغب بمعرفة كيفية أداء الواجبات عوضًا عن معرفة كيفية انهائها، يحبون التعاون.

• التفكير الخارجي Te:

والتي تعني أن يكون الشخص ساعيًا للكفاءة، ومن صفاته:
مؤدي جيد للأشغال والأمور، مُخطط بارع، مُنظم، قادر على فهم منطقية الآخرين بسهولة، قائد مُذهل، غير حساس، يميل للتفكير بأنه على صواب بشكل دائم، لثقته العالية بنفسه قد يظهر بصورة المُتكبر.

هنا أيضاً تجد كتاباً كاملاً يتحدث عن هذا النمط إن رغبت, -أعلم أنك لا تحب القراءة و لكن سأضعه في حال رأيتَ نفسك مُهتماً- : https://drive.google.com/file/d/1DdfxZ6003WIYTN6GhMIeUV76G54uFrCE/view?usp=drivesdk

قد يكون اي شريك من الشخصيات الاخرى متوافق مع المعطي، لكن الافضل توافقا بأن يكون شريك مع شخصية المعطي هم المعالج - INFP أو المغامر - ISFP.

________________________

لقد لفتَ نظري سطرٌ قد قرأته في إحدى المواقِع:
شخصيات القنصل (المُعطي) مغرمة بخدمة الآخرين، وتتمتع بأي دور يسمح لها بالمشاركة بطريقة ذات معنى، طالما أنهم يعرفون أن الآخرين يقدرونهم ويحترمونهم.

أتعلم ما الذي جرى في حالتِك؟ أستطيع رؤية الخلل الذي حصل بعدَ قراءة هذه الجملة و إمعان النظر بِها، بـكل بساطة، إنَّ هذا العامل (الاحترام و التقدير) الذي يُعد عاملاً أساسياً في تشكيل شخصك قد سقطَ بـفعل التجربة الأولى ، و الذي بدوره أدى إلى نشوء ردة الفعل الصامِتة الغير قادرة على المواجهة في التجربة الثانية ، غياب هذا العامِل بالإضافة إلى كونِك شخص يُحب إرضاءَ الغير و مراعاة مشاعِرهم أدى إلى نشوء ردة فعلك تلك و الاعتقاد بأنَّ هذا المقام الذي تستحقُ أن تكونَ بِه في النهاية لأنَّكَ قد كُنتَ بِهِ مُسبقاً، أستطيع أن أرى ذلك الآن بـكُلِّ وضوحٍ و شفافية، فـسقوط الاحترام يعني البدء بالاستغلال.

تستطيع أيضاً إضافة ما قرأتُه في إحدى المواقع والذي يتوافق مع ما ذكرتَه لي سلفاً بـعدم تقبُّل شخصيتك و نمطك لذلك النوع الذي حصلَ في التجربة الأولى.

لقد سألتُكَ سابقاً، لماذا عادت كل هذه الذكريات بـمجرد ذهابي؟ ما الذي أدى إلى رجوعها؟ اعتقدتُّ في بادئ الأمر أنني قُد كُنتُ أُسكِّن جراحك مؤقتاً لذلك تناسيتَ ما جرى معك، لن أقول بأنَّ هذا تحليل خاطِئ، و لكن الأصوب أن نقول بأنني قد شكّلتُ و ملأتُ لديكَ الفراغ الذي تشكَّل بفعل سقوط عامل الاحترام و التقدير من الأشخاص الذين تعامَلتَ معهم مُسبقاً، أو لـنَقُل، الأشخاص الذين عشتَ معهم في نطاقٍ مُشابِه أسفل مفهوم الحُب أو ما شابه ذلك (لأنَّ هذا لا يعني بالضرورة تأثُّر تعامُلاتك الأخرى الخارجية المبنية على الاحترام)، بالتالي فـإنَّ ذهابي لربما شكّل لديكَ فزعاً مِن أنك فقدتَ ما لم تعثُر عليه في علاقتك السابقة، هذا يُفسر ردة فعلكَ بعدها أيضاً، و كيفَ أنَّ أركانك قد تهدمت في الحال.

في خُلاصة كلامي، أعتقد بأنَّ الآثار التي نتجت هي ما يلي:

1- سقوط عامِل الاحترام من الطرف الثاني أسفلَ أيِّ إطارٍ يؤدي إلى علاقة جسدية، و تسامُحك مع هذه الفكرة بسبب ما جرى في التجربة الأولى.

2- عدم تقديرك لذاتِك و تقبّل فكرة أنَّ الآخرين يستغلونك رغم معرفتك بنواياهم : الدليل على هذه النقطة مُحادثة كانت قد جرت بيننا سابقاً و لكنني لم أفهمها كما أفهمها الآن، حيث قُلتَ: الآن تستطيعين استخدامي بالكامِل.
فـ أردفتُ قائلةً: لن أستخدِمَكَ بل سأَهِبُكَ حُباً كَبيراً، فـ هذا ما تستحق.

3- التعذيب النفسي الذاتِي المُستمر و إلقاء اللوم و الذنب على نفسك، و هذا يُفسِر بدئِك بـمشاهدة ذلك النوع من الإبـ.. كـطريقةٍ لإلقاء اللوم على نفسِك كما كُنتَ تفعل سابقاً ، رغم أنَّ لا ذنبَ لك في أيٍّ منها.

4- عدم القدرة على المواجهة، و هذا الأثر قد يؤثر سلباً في مَناحي حياتِك الأخرى في حالة واجهتكَ مُشكلة ما، فإنَّك لربما تتجاهلها أو تتهرب من حلِّها كما يجب.

5- الخوف و القلق حول مشاعِر الآخرين قبلَ القلق على مشاعرِكَ الشخصية، كما ذكرتها لكَ سابقاً ، من الجميل مراعاة مشاعر الغير لكن ليس على حساب صحتكَ النفسية، هذا أيضاً قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات تؤذيكَ ولا تصب في صالحك مِن أجل إرضاء الطرف الآخر.

6- عدم قدرتك على التحكم في الحاجة التي نشأت لديك، سيكون هذا أثراً سيئاً إن كُنتَ مُحاطاً بأُناسٍ قد يرغبونَ بـاستغلالك لذا حريٌّ بِكَ أن تعمَل على الآثار السابقة جيداً و من ثم هذه، لأنَّها نقطة تستند على الآثار السابقة جميعاً ، و لن يكون هذا بالأثر السيء إن كُنتَ مُحاطاً بأُناسٍ يحترمونكَ و يقدرونك لـشخصك، أو إن وجدتَ شخصاً يفهَمُكَ و لا يُشكّل لديه هذا الأمر مُعضلة.

في الختام، أتمنى بأن لا يكون تأثيري عكسياً عليكَ و أن يكون كلامي حقاً ذا نفع، كُن على يقينٍ بأنَّني سأبقى إلى جانِبِكَ دوماً، و سأبقى الشخص الذي يتفهمُكَ بالكامِل ولا يُلقي عليكَ لوماً، الشخص الذي سيحاول انتشالك من وحل أفكارِك و الأخذَ بـيدكَ نحو الخير، سأكونُ خيرَ سندٍ لكَ حالما تضيقُ بِكَ الدنيا، و خيرُ رفيقةٍ إن وددتَ مُشاركة أحدهم فرحتكَ، سأكونُ الشخص الذي يقدِّرُكَ و يحترِمُكَ و يهبُكَ الحُبَّ الذي تستحق، الشخص الذي يرغبُ بـوجودِكَ لـشخصكَ لا لحاجاتِه، و الشخص الذي كُلمّا ازدادت معرفته بِكَ ازدادَ في حُبِّك.

و تذكّر دوماً ، أنتَ أولاً ثم الغير.

لا تنسى، أنني سأبقى أُحبُّكَ اليومَ و غداً و بعدَ غدٍ و إلى الأبد و إلى ما بعدَ الأبد.
و الآن، إلى ذاكَ المُلتَقى القريب بإذن الله...

مُحبَّتُكَ.
28.1.2024

Comment