32- سلسلة هاري بوتر

مرحبًا بكم أعزائي القُراء في مدرسة هوجوورتس لتعلم فنون السحر والشعوذة.
أنتم مدعوون لدخول عالم السحر والسحرة؛ لتروا وتسمعوا عن ما حدث وما يحدث، عن عودة الظلام، وعن النبوءة، والطفل المختار. استعدوا وتعلموا العديد من التعاويذ لتنطلقوا معنا في رحلة جمع هوركروكسات.
ولكن قبل كل ذلك فلتختاروا بيوتكم حيث ستبقون طوال هذه الرحلة، هل هي جريفندور حيث الشجاعة والبطولة؟ أم هفلباف حيث الوفاء والإخلاص؟ أم رافينكلوا حيث العقل والذكاء؟ أم ستتخذون جانب الظلام وتختارون سليذرين حيث المكر والخداع والتكبر؟
ولا تنسوا أن تختاروا عصاكم السحرية ولكن لربما تعلموا أنها هي من تختار صاحبها، وأحب أن أنوه إلى أنه يمنع استخدام المقشة الطائرة في الجزء الأول.
هيا بنا لخوض العديد من المغامرات المشوقة.
هيا بنا نركب القطار المتجه لهوجوورتس.

🌟⚘️🌟⚘️🌟⚘️🌟⚘️🌟⚘️🌟⚘️🌟⚘️🌟⚘️

من منّا لم يشاهد سلسلة أفلام هاري بوتر الرائعة والتي تعتبر من أكثر الافلام مشاهدة في تاريخ السينما، فهي الأفلام التي مثلت -بالإضافة إلى سلسلة سيد الخواتم- نقلة نوعية في تاريخ الفانتازيا والخيال، ولكن هل جميعنا قرأ الروايات الأصلية لهذه الأفلام؟!
اقتبست سلسلة الأفلام من سلسلة روايات بنفس الاسم للكاتبة جوان رولينج وهي ما تعرف باسم J.K.Rowling وهي كاتبة انجليزية، حققت سلسلتها شهرة واسعة، واعتبرت من أشهر كتب الفانتازيا وأكثرها مبيعًا على مر التاريخ.
ويعود شهرة الروايات وانتشارها الواسع إلى أنها تدرجت في الأعمار، فأجزاءها الأولى ناسبت الأطفال ثم تدرجت للمراهقين ثم للأكبر والأكبر، فنجد أن الأجزاء الأخيرة ناسبت الأعمار الكبيرة أيضًا، لذا فاقتناء مثل هذه الروايات تدريجيًا في الأعمار أمر مناسب للأسر، كما أن خلوها -تقريبًا- من أي مشاهد خارجة أو غير مناسبة للأطفال جعلها آمنة لهم.
وكما العادة فإن أغلب الروايات -التي تتحول لأفلام- تكون في الواقع أفضل بكثير مما تحتويه الأفلام، نظرًا لمحاولة تقليص الرواية خلال العمل السينمائي، لذا فالروايات تحتوي على تفاصيل أكثر بكثير من الأفلام.

تصحبنا الروايات في مغامرةٍ شيقة ومليئة بالمغامرات الرائعة حيث السحر والعجائب، حيث ارتكزت السلسلة على فكرة بديعة وفريدة من نوعها، لم تكن مألوفة للقُراء من قبل، لذا كانت عامل جذب كبير، خاصةً مع تقدم الأجزاء وتشعب الأفكار الفريدة فيها، ففكرة مدرسة للسحر كانت تعتبر جديدة، وقد كانت الفكرة أكثر العناصر قوة لتفردها وخروجها عن المألوف.

وتأخذنا  السلسلة في رحلة لنرى الصراع الأبدي بين الخير والشر، فهي تجسد لنا انقسام البشر بين قوى الشر وقوى الخير والمحاربة لأجلهم، وإيمان الإنسان بنفسه وقدرته على فعل الشيء الصحيح، وبذل كل ما هو ممكن في سبيل من نحبهم، كما جسدت مقارنة بين قوة الحب والكره والبغضاء، سواء حب الأهل أو حب الأصدقاء. وأعطتنا نموذج رائع لقوة الصداقة ودورها في حياتنا، فضلًا عن العائلة وما تحتويه من دفء وأمان لنا. وتحدثت الرواية عن الخوف وتعششه بالنفوس حتى يصير الحق باطل والباطل حق، وفي مقابله كان هناك الإصرار والمثابرة وعدم الاستسلام، كما كانت الرواية مثال على نهاية الطغاة وظلمهم مهما طال بهم الزمن.

وقد دعمت الفكرة الرائعة حبكة متقنة -تقريبًا- حيث كانت الحبكة مركبة بسيطة في الجزء الأول، وانكسارية  تحتوي على استرجاعات زمنية في أجزاء أخرى، وهو ما ناسب الرواية تمامًا، فلم تنتهي الرواية إلا وقد كشف الغموض عن جميع تساؤلات القارئ. وهذا عمل رائع من الكاتبة فالسلسلة طويلة وكان من السهل وجود ثغرات في الحبكة إلا أنها أجادت عملها.
ولكن الأمر الوحيد الذي وجدت فيه ثغرة في الحبكة كان الواقعية، فعند الدخول للعالم السحري كان كل شيء منطقي وواقعي، إلا أنه عندما نخرج منه وندخل عالم العامة أجد أن هناك بعض اللاواقعية، وأكثر هذه الأشياء التي شدت انتباهي هي محطة القطار؛ فوجود القطار عند رصيف تسعة وثلاثة أرباع -وهو رصيف سحري يجب على الساحر الذي يجر عربته المحملة بالأمتعة وقفص بومته أو حيوانه الأليف أن ينطلق بسرعة ويدخل في الجدار ما بين رصيف ٩ ورصيف ١٠ ليصل لقطار هوجوورتس- ما بين العامة أمر غريب، كل هؤلاء السحرة يقومون بذلك ولا ينتبه لهم الناس العادية، كان هذا أمر غير منطقي، فإن لم ينتبه الناس لشخص- وهو أمر تقريبًا مستحيل نظرًا لسرعته التي ستجذب الناس من حوله وصوت العربة- فبالتأكيد سينتبهوا للشخص التالي أو الذي يليه، وتساءلت لماذا لم توجد الكاتبة -التي لم يبخل عليها خيالها بكل هذه الأفكار الرائعة- طريقة أخرى تكون أكثر واقعية!
أيضًا عندما تم نقل هاري بواسطة مجموعة كبيرة من السحرة -في الجزء السابع- فقد كانوا مكونين من سبعة ازواج كل اثنين منهم استخدموا وسيلة نقل مختلفة، فمنهم من ركب على المكانس ومنهم من استخدم الثيسترال وهاري ركب على الدراجة الطائرة، لذا كان التساؤل حول كيف لن بنتبه العامة لطيران كل هؤلاء الناس -خاصة مع صوت الدراجة المرتفع جدًا- أو وجودهم في السماء خاصة مع ظهور آكلي الموتى

أما الشخصيات والتي مثلت عامل قوة وجذب كبير في الرواية، أجد أن الكاتبة نجحت بشكل كبير جدًا في خلق شخصيات حية مميزة عاشت فترة طويلة مع القارئ وأثرت فيه بشكل كبير حتى بعد نهاية السلسلة، فقد تفوقت الكاتبة في خلق شخصيات رئيسية بشكل بديع وفي نفس الوقت أبدعت في خلق الشخصيات الثانوية والتي لم تكن لتنجح السلسلة -بهذا الشكل الكبير- دونها، فكان لها تأثير كبير أعطى الروايات نكهة مميزة وأضفت جو ممتع للروايات.
وقد عالجت الكاتبة الأبعاد الأربعة للشخصيات الرئيسية بشكل جيد، سواء الاجتماعية أو النفسية أو الخُلقية أو الخَلقية، وأعطت الشخصيات الثانوية ما تحتاجه من هذه الأبعاد، فنتج عن ذلك شخصيات قوية دعمت الفكرة وأنجحت الرواية.

ثم لا ننسى الوصف المبهر الذي عشناه خلال السلسلة، فتنوع المخلوقات الجديدة كان لابد له من وصف دقيق، وقد نجحت الكاتبة في توصيل هذه الأفكار والأشكال للقارئ، وهو عامل قوي لتشويق القارئ.
فضلًا عن وصف الأماكن الساحر والذي ناسب البيئة السحرية التي دارت خلالها الرواية.
أما وصف الشخصيات فكان دقيق ومميز، فكان الوصف الخارجي متكامل فضلًا عن الوصف الداخلي للشخصيات الرئيسية.
ولكن ربما كان هناك بعض الاسهاب في وصف الشخصيات خاصة الخارجي منها، وبشكل خاص في بداية كل جزء جديد، مما كان يسبب بعض الملل، إلا أن ذلك لا يؤثر على جمال الوصف بشكل عام.
 
وقد استخدمت الكاتبة الراوي العليم في السرد، وهو كان اختيار موفق، نظرًا لتعدد الشخصيات والبيئة الغامضة التي دارت خلالها الرواية، فنجح الراوي العليم في نقل الصورة كاملة لجميع الأبطال وإزاحة الغموض تدريجيًا في الرواية.

ثم نأتي لنهاية الرواية الرائعة، فقد برعت الكاتبة في اختيار نهاية للسلسلة ما بين حزن وسعادة، فكانت النهاية واقعية وراضية للقُراء.

   🦋💐🦋💐🦋💐🦋💐🦋💐🦋💐🦋💐🦋

كيف ستشعر عندما تجد من يخبرك فجأة أنك ساحر بل أشهر ساحر في عالم لم تكن تعلم بوجودة؟ نعم هذا بالضبط ما شعر به هاري بوتر، الصبي الذي وصل إلى الحادية عشر من عمره وهو جاهل بما يدور حوله وكينونته، وعندما يعتنق طبيعته يواجه عدوه وقاتل والديه، ولكن قبل ذلك عليه القيام بمغامرات عديدة ليقضي على الشر.

استمتعوا❤️❤️

شاركوني آرائكم😉

Comment