كيفَ حَالك؟ انا بِدونك حالِك.

في الصَباحُ الباكِر تتخبطُ الجِروحُ بِحجم السَماء لا يُمكنها ان تُشفى او تَتعافى.

إنها نَدبة تُركت في روحها لا يَستطيع احدَهم الشِعور بهيئتها المُمزقة في الداخِل ، هي تفهمُ جيداً أن التَزوج مِن جُندي نَبيل خطأ يستحقُ القَمع ولَكِنها لَيست بنادِمة لِمعرفته.

أعادت النَظر لِذات النُقطه في السماء وكأنها تُجالِس مؤنسها الوَحيد تَحكي لَه عَن وَخزة ذِكرى لا تَحل عَن ذِهنها.

-اليوم الَذي عَرض عليها تايل الزَواج.

-

-ماذا تُريد ؟

-أُريدك.

كسى ملامِحها بَعض الخجل استطاعت دَفنه جيداً لتَرتدى معالِم لامُبالاه بارِدة.

لَم تتوقع إنها قَد تجذِب مشاعر احداً كانت مُعجبة به في البِداية خصوصاً بعد إن حذرُنها رفاقئها من الوقوع إلى جُندي طوال فَترة عَملها كطبيبة خاصه في الجيش.

الجميع هُنا صارِم وتلك الوِجدان المُرهفة ليست في المكان الصحيح.

كانت دائِماً ترتدي ثوباً انيقاً مِن أجله اسفل الرِداء الطبي ، حاولت ان تَكبح شخصيتها الانثوية مِن الظهور في مكان جدي وصارِم لكن كان ذَلِك دون جدوى.

-لستُ مُتفرغة لِهرائك تَعلم.

عَرضت مُشكلتها عليه بِطريقة وِدية رغم الاحتفالات المُقيمه في رأسها ، الجُندي الكوري مون تايل لقد وَقعت بِشدة لَه ، جمعت خُصلاتها البُنية لِتبدأ في ارتِداء مَعطِفها الأبيض.

طالعت السرير الصَغير الخاص بِه في ذَلك المُخيم لترى مَلفات و ورق مُتراكمة وما جَذب انتباه انظارِها كانت صَوره مُستطيله تَعود لها.

انها صورتها !

-انا ماذا افعَل على فِراشك؟

-انتِ اخبريني ماذا ستفعلين على فراشي؟

-كلا ! اقصد صورتي تلك.

نَفت برأسها تُشير لصورتها المركونه اعلى فراشه القريب مِنه ، كانت تَصوغ كلِماتها بنية حسنة ولَكِن عقله القَذر جعل مِن ابتسامة ملتوية تعترى وجهه يُحدق في كيانها الذي وبِتصرفاته قد آثر عليه بِشكل كبير.

-لِنتزوج

تخطت بِصعوبه ابتسامته الجانبية لينبس بشيئاً جعل من انفاسها تتوقف وكأن تم سحب كُل قطرة دم من أطرافها ، اخذت لحظات عديده تَستعِب الهراء الذي يُهذيه ببطئ.

-يبدو إن الحيره اخذتكَ مِن هيئة ملابسي ! انظر ذلك معطف ابيض خاص بالاطباء انا لا ارتدي فستان ابيض أتدرك ذلك؟

تصنعت وكأنها تُجاري طِفل صغير ناهيك عَن قلبها الذي يَخفق بٍصخب ، وضع تايل ملامِح عبثية اعلى وجهه فقد كان يَروق له بِشدة توترها بِسببه.

-كلا حلوتي انا اعلم تماماً ، الم تتسائلين عن مرضي الذي وجب عليكِ معالجته؟

شَعرت لِوهله بالغباء ، كان تايل صحي وسليم مئه بالمئه لِماذا طلبها إلى هُنا إن لَم يكن بخير؟ اردف بِنبرة تملؤها المراوغة لِدرجه انها أرادت صفع نفسها لِتغدو زرقاء تماماً حتى تُدرك ماذا يفعل الجُندي المجنون امامها.

-لا أرغب بالمعرفة ولن اقبل بِمعالجة مُختل منحرف وداعاً.

القت كلِماتها بِثقه ثابته جعلت مِن اسنانه ان تَظهر مِن شِدة الابتسام وكأنه يعيش اجمل لحظات حياته ، اهتز صمودها فجأه منذُ إن ارادت فتح الباب ولكنه كان موصد.

-إن كنتِ تريدين الذهاب فعليكي الخِروج فعليكِ أستخدام المفاتيح يا حلوتي.

رَكع أعلى رُكبته يُقدم لها عُلبه قرمزية تحتوى على خاتِم فضي بِجبعتها ، لِوهله ظنت إن ذلك الشخص مَجنون رسمي محال ان يكون لَديه عقل سليم.

-أستظلين تُحدقين بالباب هكذا؟ لو تَرين نفسكِ سوبر هيرو وستخرقين الباب بِنظراتك فأريد ان احبطكِ بشدة.

-اعطني ذلك المفتاح !

توترت ولم تَعد تعلم كيفَ تتعامل مع المَخبول امامِها ، تحاول بِشدة عدم النظر الى الخاتم ولِوضعيه جلوسه ، هل هو جاد في عرضه للزواج بِحق؟

-بِتلك السرعة الا تُريدين سَماع عرضي المُغري؟

-اطلِعني على ما لديكَ سريعاً لاني لستُ متفرغة لهرائك كما ترى.

كانت أشد اللحظات كِذباً فهي تَكاد فِقدان عقلها فقط تود بِشده التأكُد إن عقله سليم كُلياً وإنه لا يَمزح بشأن طلبه للزواج مِنها

-كوني زوجتي وسأُطلق صَراحك.

-تُعجبني ثقتكَ العالية جداً أخبرني من اين اتيتُ بها؟

-فلتأتي لي كُل أحد وخميس.

غَمز بِنهاية الحَديث يغلق المسافة بيننا في إستمتاع رهيب ، مرحباً هُناك جُندي يتحرش بِها ذلك أبعد ان يكون عرض زواج !

النجدة

-

ابتسامة حَزنية مكثت بِثغرها وسط دِموع مالِحة كانت تقبع اعلى وجنتيها لَها فترة ، إنها الذِكرى الثامِنة لِزواجها مِن تايل و الذِكرى الأولى لِفقدانها لَه.

كان بداخل حربٍ مع ذاته قبل ان يكون مع العدو ، فلو عاد سليماً عفيفٍ سيُبات من اعظم الإنجازات له بِتاريخ قلبه.

لَم يكترث تايل بإمر إستدراجُه غصباً تحت إطار التجنيد لأنه قد وَجد نِصف روحه الآخر هُناك في الجيش.

كانت تُشبه منزِله الدافِئ.

كلُ ما كانَ يشغِله أن يعود حياً يُرزق فهو لم يمل من فُتنه اعينها وكأنه فجأه اصبح أقل الناظرين لهم.

مشاعِره تتحكم في دواخله بِدوره كإنسان فقلبه العزيز على قلبه ينتظره بالمنزل وكم يود الركض زاحفاً لإلقاء نظره النهاية قبيل ان توشك النهاية.

لَكِنه لَم يعُد.

كان مون تايل مِن ذَلِك النَوع من الابطال...البطل الشرير الذي سيلقي بالناس أجمع نحو الهاوية ليحظي بمحبوبته وليمت العالم !

كانَ ذلك الحُب الحقيقي بِالنسبة لَه

على كلٍ.

لقد غادرها وحيدة فبقيت تُحادث النِجوم يوماً بيوم بدون كلل او ملل حتى اصابها النعاس المُنهك ذات مره مُقاطعاً تخيلاتها الصامتة والصامدة مَعه.

مزجتُ تأمُلاتها مع واقعها واصبح لها حياة بالخيال.

وهُنا اطلقت نَفسها الاخير لأنها لَم ولن تَكن مُلائمه لِلعيش حتماً بِدونه.

وَرقة هزيلة وقعت ارضاً مِنها لَقد كانت تَكتب لَه على أمل أن يَعود يَوماً ، لَم تَتقبل حَقيقة كَونه رَحل فَهي لَم تَحظي بِوداعاً يليق بِهم ، كان قَلبها يَرتجِف ألماً بِوجدان تَتوق شوقاً لِرؤيته مُجدداً.

وِها هي تَفعل.

«ماذا لَو إعِدنا كِتابة النِجوم
قُلت أنكَ خُلقت لِتَكون لي
لا شَيء يُمكن أن يَفصل بيننا
سَتكون الشَخص الَذي عنيتُ لأجِده
الأمر مَتروك لكَ وَلي
لا يُمكن لأحد أن يَقول ماذا نحنُ عليه
فَلِماذا لا نُعيد كِتابة النِجوم
رُبما يَكون العالم مِلكنا الليلة.»

-

انتهى ♡

859.

بدأت 18/9/2022
انتهت 12/8/2023

التقييم؟

تايل؟

البطلة ؟

البارت الجاي يكون لمين؟

ترا الفكرة موجوده من السنه اللي فاتت ومركونه 😭😭💔