"إنتِحَار"


قِراءَةٌ مُمتِعَه لكُم .

¡

( الثَالِثَه صَباحاً )

-

لقَد كُنتْ أتَرَقَبُ تَحرُكاتِه بِبُرود ..
و دَواخِلي كانَتْ تَتَراقَصُ فَرحاً ..
هوَ بالفِعل يضَعُ رأسَهُ داخِلَ الحَبل المُعلقَ بِالسَقف ..
و مَا هِيَ سِوى ثَوانٍ ، رأيتُ فيهَا إسقَاطهُ
لِلكُرسِي أسفَلِه ..
و راحَت أقدَامَهُ تُحَلِقِ في الهَواء ..
أعيُنه كادَتْ أن تخرُجَ مِن مَكانِهَا
و صوتٌ يَخرجُ مِنهُ دَالاً عَلى قُربِ مَوتِه ..
جعلَ الرَاحَةَ تَتسَلَلُ لِقَلبي ..

لكِن البَاب الذِي فُتِحَ بِهَمجِيَةٍ أفسَدَ مُتعَتي !!
كانَ هَذا وويونغ !!
هوَ مَا إن رأى ذاكَ الكَانغ تخرُج روحَه ..
ركضَ ناحيَتِه رافِعَاً جسَدهُ حَتى لا يختَنِق !!
نظرَاتُ عينَايَ البَارِدَه و جُمود تعَابيرَ
وجهِيَ لم تَتغَير !!
رُحتْ أقتَرِبُ مِن تِلكَ الكَاميرَا حَتى أُغلِقُهَا ..
بينَما وويونغ كانَ قَد أخرَجَ الآخَر و أنقَذه !!

كانَ ذاكَ اليوسانغ يتنَفسُ بِقوَةٍ و يَسعُل ، و وو ..

" يـ ، يوسانغ ، هـ ، هل أنتَ بِخَير ؟ "
كانَ يسَألُه بِخَوفٍ و قَلق ..

إذًا وويونغ يعرِفُ هَذا الكَانغ !..
هوَ كذَبَ عَلي !!

أُناظِرهُمَا بينَما يدَايَ قَد دُسَت في جِياب
البِنطَالِ خاصَتي ..

و يَبدو ليّ أنَ كانغ يوسانغ هَذا ، لا يُريد المَوت !!
إذًا لا يوجَد هُنا سِوى خِيَاراً واحِدَاً أمَامِي ..

و بينَما راحَ عَقلي يُفكِر بِقَتلِهِمَا بإبشَعِ طَرِيقَه ..
رحتُ أضَعُ لِفَافَةَ التِبغ أستَنشِقُ جَحِيمِهَا ..

شعَرتُ بِه يسقطُ عَلى رُكبَتيهِ أمَامِي ..
كانَ هَذا وويونغ الذِي تمسَك بِقدَميَ يَبكي
بِشدَةٍ و هَلع ..
غَرِيبٌ أمرُه لِمَا هوَ دائِمُ الخَوف و الهَلع !!

سَمِعتُ توَسُلاتِه ليّ ، بإنْ أترُكهُمَا ..
كانَ يُقسِم بإنَهُ سيَذهَب هوَ و ذاكَ الكَانغ
و لنْ أرىَ وجهَيهِمَا أبداً !!
و أنَهُما سيَنسَيانِ كُلَ مَا رأَوهُ اليَوم ..

" ا ، انا أتوَسلُ إليكَ سَيدي ، أرجوك "

يالَهُ مِن ضَعيف !!

كُنتْ أستَمِعُ له
و عينَايَ مُعلقَه عَلى ذاكَ الذِي مَا إن نظَرتُ له .
زحفَ لِلخَلفِ إلى أن إرتَطمَ جسَدهُ في الحَائِط ..

إبتَسَمتُ بِجَانِبيَةٍ لِنَظرَاتِه الخَائِفَه ..
هوَ يَبدو كَقِطٍ صَغير !!
عَلى الرُغم مِن هَلعِه و ذاكَ الجُرح الذِي
أحدَثتهُ صفعَةَ يدِيَ له و مظهَرِه المُبَعثَر ..

إلا أنَهُ لا يَزالُ جَمِيل ..
جَمِيلاً جِداً !!

أطفَئتُ ذاكَ الجَحيم الذِي إبتَلعتُه
و نظَرتُ لِلذي لا يَزالُ يتَمسَكُ بِقَدمي ..
جثَوتُ أمَامَه و هوَ رفعَ أنظَارُه نَحوي !!

" سأسمَحُ لكُمَا بِالذَهَاب "
همَستْ بِمَا جعلَ أعيُنِه تَتسِع ..

" حـ ، حقاً ؟ "
سألَ و أومَئتْ

" بعدَ أن أُزيل كُل الغَضَب بِداخِلي "

هو عقَد حاجِبَيه حينمَا عُدتْ لِلوقوفِ مُجَدداً ..
لم يكُن كَثِيراً حَتى إنتَشَرَ صوتُ صُراخِه المُتألِم ..
عِندَما قُمتْ بِسَحبِه مِن خُصيلاتِه السَودَاء ..
لأرمِيه جانِبَ صَديقِه الذِي كانَ يُعانِقُ أقدَامِه
ناحيَةَ صَدرِه بِهلَع ..

تَركتهُما و إتجَهتُ نحوَ خِزَانَةٍ أضَعُ داخِلهَا
قفَازَاتُ المُلاكمَه خاصَتي ..
لكِنَني و بدَلاً مِنهَا
رحتُ ألفُ ذاكَ الشَريطُ الأبيَض حولَ يدَاي ..

" وويونغ ، تعَال هُنا "
أردَفتْ بِهدوء ، ليَقِفَ أمامَ وجهِيَ بِسُرعَه ..
هوَ مُطِيعٌ جِداً ، لكِنَهُ غَبيٌ و خَائِن !!

إبتَسَمتُ قبلَ أن يحتَل الغضَبُ مَعالِماً في أعمَاقِ !!
و مَا إن إلتفَتُ ، سدَدتُ لهُ لكمَه أسقطَتهُ
أرضاً لِقوَتِهَا ..
صرخَ بإلَم ، حينمَا أعدتَهُ لِلوقوفِ مُجَدداً
و لكَمَاتٌ أسَدِدُها له ..
حَتى سقطَ أمامَ يوسانغ ، الذِي إرتَجفَ
بِخَوف ينظرُ ليّ ..

" قِف "
همَستْ ، لكِنَهُ لم يسَتَجِيب !!
بَل وضعَ وجهَهُ بينَ كفِيه و راحَ يَبكِ و يشهَقُ بِشدَه ..

هَذا جَعلَنِي أُفَكِر لِلَحظَه ..
كيفَ لهَا أن تُحِبَ شخصَاً لا يُمكِنهُ الدِفَاع عَن نَفسِه !
هوَ الآن يَبكِ بِضَعفٍ أمَامي !!
لكِن سُرعَانَ ما تذَكرتُ حَديثَها عَن موَاصَفات
الرَجُل الذِي تُريدُه ..

كانَتْ تُريد شخصَاً لطِيفَاً نَاجِحاً ، يُقَدِرُ
مشَاعِرَهَا كُلِهَا و يجعَلُهَا تبتَسِمُ و تَتنَاسى
أيُ أمرٍ سَيء قَد تَحظَى بِه ..

و هَذا الشَخص هوَ ..

" كَانغ يوسانغ "
هَمَستُ بِإسمِه لِلمَرةِ الألف ..
و لا أعلَمُ لِمَا يزدَادُ غضَبِي حينَ أنطُقه ..

و هَا انا ذّا ، أنتَشِلهُ مِن الأرض مُحدِثاً تمَزقَاً في كنزَتِه
لم أشعُر بِنَفسِي حينَما لكَمةُ وجهَه بيَد و الأُخرى كانَت تَتمَسكُ بِه حَتى لا يسقُط ، و حَتى أعودُ لِتَسدِيدِ لكَماتٍ لِوَجهِه ..

مِن المُحزِن أن يتشَوهَ وجهٌ وسِيم عَلى يدَاي ..
لكِنَهُ أجبَرَنِي عَلى هَذا !!

توقَفتُ عَن لكمِه عِندَما رأيتُ دِماءَ وجهِه تنسَكِب
أرَدتُ أن أُكمِل ، لولا إيَاديَ وويونغ التِي أمسكَت بيّ

" أتوَسلُك أُتركه ، إفعَل بي انا ما تَشاء ، هوَ لن
يحتَمِل أكثَر فَقَلبُه مُنهَكٌ و سيؤلِمُه "

بصَقَ كلِمَاتَهُ تِلكَ عَلى مَسامِعي ..
فَتوجَهتْ أنظَارِيَ نحوَ يوسانغ الذِي كانَ
يرتَجِف بينَ يدَاي

ترَكتُه ..
لقَد فعلتُها ..
و مَا إن فعَلتْ هوَ سقَط بِعناقِ وويونغ يَبكِ مُجدَداً ..
تَوجَهتُ جَالِساً فوقَ تِلكَ الأرِيكَه المُتَواجِدَه بالقُرب
مِنهُمَا ، كُنتْ هادِئاً لِلغَايَه ، و هُما كانَ يَنظُران ليّ
ينتَظِران القَادِم ..

لا أذكُر كَم المُدَه التِي إنجَلتْ و هُما عَلى حالِهِمَا هَذا
انا شارِدٌ و أُفَكِر ، و وويونغ يُعانِقُ الآخَر الذِي
يَبدو كجَسدٍ بِلا روح ..

غَرِيبٌ أمرَهُما ..
و لكِن هَل أهتَم ؟
لا ، فَكُل الذِي أُريدُه ، طَريقَةٌ تَمحو وجودِهِمَا !!

" أخبَرتَنِي أنَكُما سَتَذهَبان و لنْ أرَاكُمَا مُجدَداً ! "
نَبِستُ بِمَا جعلَ أعيُنِهمَا تَتجِه نَحوي ..

وويونغ أومَىءَ بِسُرعَه ..

" و مَاذَا إن رأيتَكُما يوماً ؟ "
تسَائَلت ليُجِيبَ دونَ تَفكيرٍ حَتى بِـ
" يُمكِنُك قَتلُنا حينَها "

نظَرتُ لِعَينَاه ، و شبَحُ إبتِسَامَةٍ سمَحتُ
بِظهورِه لِتَزيينِ وَجهِي .
هُما يُريدَان الخَلاص فقَط ..
و عرضَهُما لِلبَقاءِ أحيَاءاً جعلَهُمَا يضَعَانِ
كُل شَيءٍ خلفَهُما دونَ ترَدُد ..

نقَلتُ نظَرِي لِذاكَ اليوسانغ ، و أمَرتُ في حَديثِ
" أنتُما ستَخرُجَان مِن هُنا و مِنَ البَلدَةِ بِإكمَلِهَا
تَنسَوا كُل شَيءٍ هُنا ، و حَتى الأشخَاص ! "

نطَقتُ مُكمِلاً أوَامِري
فورَ خروجِكُمَا ستَصِلُ الرِساله خاصَته لهَا ..
فَهوَ مات ! "

رأيتُه يبتَلِعُ رِمقَهُ مُتمَسِكاً بِثيَابِ وويونغ
إبتَسمتْ ، و أكمَلتْ ..
" كيفَ مات ؟
كانغ يوسانغ إنتَحر "

لاحَظتُ تجَمُع الدُموعَ بعيَناه ..
لم أهتَم و لنْ أفعَل !!
" و إن رأيتُ أحدَكُما يوماً ، سأُنهي حيَاتهُ
هَذِه المَرةَ لا مُحالّ . "

إقتَرَبتُ مِن زُجاجَة النَبيذَ التِي كُنتّ أُريد حقًا
أن أمهَشَ رأسَ أحدِهمَا بِهَا مُنذ دَقائِق ..
و رحتُ أسكُب ليّ كأسَاً تحتَ أنظَارِهِمَا .

" هَل هَذا مَفهوم ؟ "
" مفهوم سيدي مفهوم "
لا ، لم أكُن أُريد سَمَاعهَا مِن وويونغ هذِه المَره !!

إقتَرَبتُ مِنهُمَا و جَثوتُ عَلى قدَمَايَ أمَام وجهِ
يوسانغ الذِي نظرَ ليّ بِرُعبٍ واضِح ..
كرَرّتُ سؤَالي له مُجدَداً !
" هَل هَذا مَفهوم يوسانغ ؟ "
هوَ كانَ يومِىء ..
نفَيتُ بِرَأسِي ، أمقْتُ هَذِه الأفعال !!
" بِصَوتِكَ قُلهَا "
همَستْ ، و هوَ همَسْ أيضاً
" مفهوم "

إبتِسَامَةٌ راضِيَه رسَمَها ثَغرِ ..
و عدتُ لِلوقوفِ مُجَدداً ناحِيَةَ النَافِذَه
أستَنشِقُ الهَواء بِهدوء
أشعرُ بالرِضا الآن !!
غضَبيَ قَد خَمَدتْ نيرَانُه ..
و دِمَاءُ جسَدِي عادَتْ تَسِيرُ بِشَكلٍ طَبيعي و مُريح ..

" خَمسُ دَقائِق ، إن لم تختَفيَا بِهَا مِن أمَامِي ، قَد أعودُ لِغَضَبِي ! و أربَعُ سَاعاتٍ إن لم تخرُجَا بِهَا مِن المَدينَه بإكمَلِهَا ، فَلنْ أكونُ مَسؤولاً عَن
أفعَالِ هَذِه المَره !.. "

صَدحَ صَوتِ في المَكان ..
و مَا هِيَ سِوى ثَوانٍ حَتى إختَفوا مِن هَذِه الغُرفَه ..

إبتَسَمتُ بِسُخريَه حينَما صوَرَّ ليّ عَقلي
مشهَد خروجِهمَا !!
كمَا العصَافِير حينَ يُطلَق سَراحُهَا مِن قَفصٍ
كادَ أن يُفقِدهَا أجنِحَتَها ..

وضَعتُ كأسَ النَبيذ مكَانَه ..
و إتجَهتُ نحوَ غُرفَةِ أُغَني بِرَاحَةٍ عانَقَتنِي

فَـ الآن ، سيَبدَأُ مَا جِئتُ إلى هُنَا مِن أجلِه ..

¡

993 كَلِمَه ✨

-

اعتذرُ ان تواجدَت اخطاءٌ املائيةٌ تُزعج الأنظار
تجاوزوا وجودَها المُزعج لُطفاً 🤍..
أراكُم في الفَصلَ القادِم مِن هَوَسّ .

Comment