الفصل الثامن عشر: "القَلَقُ ينهَشُ قَلبِه"

صباح الخير أو مساء الخير وقت ما تشوفوا الفصل أسفة جدًا على تأخير الأسبوع كله بس كنت مسافرة والله ومعرفتش أكتب خالص وأسفة على تأخيري النهاردة بس علشان والله بكتب فيه من الضهر وسامحوني.. 🩷

بس كدا انا أفتقدكم بجد وأفتقدت الرواية وإن شاء الله مش هتحصل تاني
دمتم سالمين🤎
قراءة ممتعة🤎

«مداوي هزيمتي»
«الفصل الثامن عشر»
«القلق ينهش قلبه»
----------------------------------------------------
_ينعمُ المرءُ براحتهِ، وراحتي هي نظرتكِ لي.
----------------------------------------------------

_عارف!! عمرك ما هتفوق لنفسك غير لما تتصدم صدمة مش متوقعة وقتها هتحس قد إيه أنتَ أُرهقت من التجربة دي فتبدا تفوق، الصدمة دش مي معناها هزيمة.. دي بداية لواقع وحلم جديد.

جاء اليوم المنتظر بفارغ الصبر بعدما وافق "غيث" على زواجه شقيقته بـ"صهيب" بعد عناءٍ طويل حتى يوافق وها قد حل مساء تلك المناسبة السعيدة وحضر "صهيب" بطلته الهادئة وجلسوا جميعًا بغرفة المعيشة ومرت الدقائق حتى أنطلقت الزغاريد في فرحةٍ بعدما تمت الرؤية الشرعية وقراءة الفاتحة.

وقف "غيث" من جلسته يحتضن "صهيب" بسعادةٍ له ومن ثم قبل رأس شقيقته:

"ألف مبارك يا حبيبتي ليكم ربنا يتمم جوازتكم على خير"

آمنت"فاطمة" في سعادة وهي تنظر نحو "صهيب" الذي جلب تلك العلبة صغيرة الحجم لتجد بهما خاتمين.

فأمسك "غيث" الخاتم الخاص بها وهو ينظر له بحنقٍ وقام هو بوضعه في إصبعها بدلًا من "صهيب" والذي أرتدى خاتمه الخاص بنفسه وها قد بدأ الإحتفال بتلك المناسبة وسط الأصدقاء والعائلة.

ركضت "سارة" نحوها لتحضتنها بحبٍ:

"فطوم مبارك يا حبيبتي عقبال الفرح"

ضمتها "فاطمة" بسعادةٍ وهي تربت على ظهرها:

"الله يبارك فيكِ يا سيرو عقبالك أنتِ وأحدهم"

أنهت جملتها وهي تغمز بطرف عينها لتغزو الحُمرة بوجنتي التي تقف أمامها وأستمعت لصوتٍ بجانب فاطمة يقول:

"عقبالنا فعلًا يا بت يا فاطمة"

نظرت "سارة" نحوه بحدةٍمن تعمده لإخجالها ليبرر ببراءةٍ:

"انا والعروسة طبعًا أنتِ فهمتي إيه"

ضحكت"فاطمة" على مشاكسته ويأس صديقتها من أفعاله، فربتت "فاطمة" على أخيها بمرحٍ:

"طيب يا سيدي ربنا يتمم على خير انا راحة لماما"

أومأ لها "غيث" ليمد يده نحو "سارة" بزجاجة مشروب غازي:

"لزوم الفرحة بقى وكدا عقبال ما نشرب شربات فرحة يا عروسة"

ألتقطتها منه بيأسٍ وهي تحاول النظر للجميع بطبيعيةٍ أسفل نظرات أخيها الذي كان ينظر نحوهما بغيرةٍ من حديثه معها والمزاح.

فقبل أن يتوجه نحوها أستمع لصوتٍ أنثوي يناديه، فألتقت ليراها تلك الفأرة تتحدث بحرجٍ:

"انا أسفة على اليوم بتاع المكتبة دا وإني عملت كدا صدقني مكانش قصدي"

نظر "معاذ" لتوترها عندما أعتذرت فكان سيجيبها ببرود ولكن أبتسم بهدوءٍ وهو يجيبها:

"ولا يهمك حصل خير انا إتضايقت وقتها بس بعد كدا محصلش حاجة وتقدري تيجي في أي وقت للمكتبة تشتري إللي تعوزيه عن إذنك يا.."

"رزان.. إسمي رزان" أردفت بخجلٍ وهي تفرك بيدها، فأستمعت لما جعل وجهها يتحول للغضب:

"خليها فار أحسن حبيت فار دي، عن إذنك يا فار"

تركها تغتاظ بشدة من بروده الذي يتعمد إظهاره لها وهي تضرب بقدميها على الأرض، بينما هو ذهبت نحو شقيقته يضمها لصدره وهو يلقي نظرةً مشتعلة نحو ذلك الهائم:

"مبارك يا غيث.. عقبالك هاه"

جز على أسنانه وهو يتمتم آخبر عباراته ومن ثم أبتسم لشقيقته التي كتمت ضحكها بصعوبةٍ من هذان الحانقين.

ألتفت الجميع نحو "صهيب" وأصدقاءه الذين أنضموا يرقصون معًا و وقف واحد منهم:

"علي الدي چي يـلـا"

أنضم "غيث" لهم وهو يصفق بيده:

"النهارده فرحي يا جدعان.. عايز كله يبقى تمام.. لقيتها ماشية مشيت وراها.. قولت لازم أعيش معاها.. عارفين قولتلها ايه ؟.. بعد إذن سيادتك.. دا انا معجب بسعادتك.. ممكن أكلم طنط.. يمكن ربنا يهديني.. وأكمل نص ديني.. وأبطل أتنطط.. وأتجوز"

أرتفعت الزغاريد معهم وسط تلك الأجواء ومرح الشباب معًا لتزيد من سعادة المناسبة

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

حل اليوم التالي بإشراقةٍ جديدة وبدايةٍ جديدة وأحداثٍ منتظرة عما تخبئ وراءها.

تمسك الهاتف بحزنٍ وهي تنظر لتلك الصورة التي ألتقطها رفقتها عندما قام بحلق جميع خصلات شعره حتى يعاونعا على تلك المشقة.

"مشيت ليه يا دلوقتي يا بدر، قولتلك هستناك مهما حصل بس كنت تخليك جنبي كمان، الرحلة بقت صعبة عليا أوي دلوقتي عارفة إنك مشيت علشانا لكن انا تعبت، حتى مكالمتك بتبقى مختصرة علشان الشغل، أعمل إيه بس؟!" تساقطت العبارات من عيناها وهي تغلق الهاتف وتبكي بحزنٍ:

"خالو جالي يا بدر، جه وقالي متقدملي عريس وهو موافق عليه، عايز يخلص مني، ليه مكلمتوش دلوقتي يا بدر انا مش عارفة أقولك ومش عارفة أتصرف إزاي بجد"

أخبأت وجهها بين ذراعها التي تضم بها ركبتيها أيضًا وأجهشت بالبكاء وهي تتذكر المقابلة بينها وبين خالها.

"قبل ساعتين من الوقت الحالي"

كانت تجلس وهي تقوم بالتطريز كعادتها على إحدى الأقمشة لتزيل مللها ولكن أنتبهت لمن يفتح باب غرفتها فتحدثت دون أن ترفع عيناها:

"كويس إنك جيتي يا تبارك هاتيلي المقص إللي على الترابيزة عندك دي"

أنتظرت ثوانٍ ولم تستمع لصوتٍ فرفعت رأسها لتنظر نحو الباب لتتسع مقلتيها عندما وجدت خالها امامها بجانبه شابًا يبدو عليه الهدوء ولم يظهر على معالمه الخبث.

وقفت "سما" من جلستها وهي تنظر لخالها بدهشةٍ:

"خالو؟!!"

أبتسم "أشرف" بهدوءٍ وهو يشير للشاب نحوها قائلًا بإبتسامة:

"دي يا سيدي سما إللي قولتلك عليها وما شاء الله عسل ودمها خفيف هتحب القعدة معاها يعني"

نظر الشاب نحوها بإبتسامةٍ لطيفة وهو يومى لها بترحيبٍ:

"أهلًا آنسة سما أتشرفت بيكِ"

عقدت حاجبيها بتعجبٍ وهي تنظر مرةً أخرى نحو "أشرف" الذي أقترب منها هامسًا:

"حبيبة خالو دا عز إبن مدام آمال جارتنا إللي في وشنا"

نظرت له "سما" بلا مبالاة:

"أيوة أعمل إيه يعني أزغرط يا خالو؟"

أبتسم "أشرف" بخفةٍ وهو يربت على كتفها يتابع بتوضيحٍ:

"عز جالي أول إمبارح وطلب إيدك مني وانا وافقت وجيبته تتكلموا شوية مع بعض علشان الدكتور مانع خروجك"

تصنمت محلعا بصدمةٍ فقد جلب لها زوجًا مستقبليًا ليس من أرادته أصابها الدوار مما جعلها تمسك جانب رأسها بألم فأتجها نحوها بقلقٍ وهما يجلسوها على الفراش.

"مالك يا سما أجيبلك دكتور طيب؟!" أردف "عز" بتلك الكلمات في قلقٍ حقيقي من حالتها ولكن لم يجد منها سوى أنها هزت رأسها بالنفي:

"لاء انا دوخت بس لسة واخدة الكيماوي من شوية"

أومأ "عز" بإطمئنانٍ وقام بإعطائها المياه لترتشف منها القليل وقد. أستعادت وعيها.

جلسوا جميعًا مع بعضهم حتى أنتهت الجلسة بحديث "عز":

"طيب يا عمي إن شاء الله نتفق على معاد قراية الفاتحة وهحاول أقنع الدكتور يعني ونتوكل على الله"

أومأ له "أشرف" بإبتسامة فمال يقبل جبينها بحنانٍ:

"مبروك يا حبيبة خالو ربنا يتممها على خير هجيلك كل شوية بقى أتطمن عليكِ وعز كمان برضه، يلا سلام عليكم"

غادر"أشرف" رفقة "عز" أسفل نظرات "سما" المرتعبة فلم تستطع التحدث طوال الجلسة وقد أتفقا على زيجتها دون التأكد من موافقتها.

"العودة إلى الوقت الحالي"

ظلت تبكي بخوفٍ من ردة فعل "بدر" فور علمه بتلك الكارثة، فضربت بقبضتها على القراش بندمٍ.

لم تنتبه لدلوف "تبارك" بسبب بكاءها ولكن شعرت بيدها تحتضنها في خوفٍ فور رؤيتها لإنهيارها.

أستمعت لصوت "تبارك" الخائف:

"مالك يا سما في إيه طيب، فهميني!!"

ضربت "سما" بقبضتها على الفراش وهي تجيبها ببكاءٍ:

"خالي جابلي عريس وجه بيه هنا يا تبارك، عاوز يجوزني لواحد غير بدر"

أتسعت مقلتيّ "تبارك" بصدمةٍ من حديثها وهي تردف بعدم تصديق:

"طب.. بدر مكلموش ليه، معرفوش ليه إنه عاوز يتجوزك؟!"

أجابتها "سما" بوهنٍ وهي تشعر بدوران الكون حولها:

"قالي أكون قرشين بس جنب الأرض إللي ورثها علشان يبقى معندوش حِجة لما يقابله، انا مرعوبة يا تبارك والدنيا بتلف بيا من ساعة المقابلة دي"

ربتت "تبارك" على كتفها وهي تحاول فحصها بترقبٍ قبل ان تريح رأسها على الوسادة ببطئ وهي تدثرها جيدًا:

"إهدي دلوقتي يا حبيبتي انا هجيب الدكتور ونتطمن عليكِ ومتشيليش هم هتتحل إن شاء الله"

أومأت "سما" لها بشرودٍ فغادرت "تبارك" مسرعةً نحو غرفة الطبيب.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

أستيقظ من نومته يمسك ظهره بألمٍ منذ ذلك اليوم التي قفزت البقرة فوق ظهره، فوقف وهو يملس على قططه بحنانٍ قبل أن يخرج من غرفته ينظر بإستنكارٍ لوالديه.

"فين المصاصة يا طارق، إطلع بيها بدل ما أطلع بروحك في إيديا" صرخت"ناهد" بتلك الكلمات بوجه زوجها الذي كان يرتدي معطف بذلته ببرودٍ.

فنظر لها وأجاب بجمودٍ:

"إسألي إبنك وهو انا تافه زيكم!!"

أبتلع "سفيان" ريقه بخوفٍ وهو ينظر نحو والدته التي ألتفتت برأسها نحو ببطئ.

أبتسم لها "سفيان" بغباءٍ وهو يلوح لها:

"ناهودتي إزيك هابي ڤلانتين داي"

شهرت "ناهد" السكين بوجهه في شرٍ وهي تصرخ به:

"بقى أنتَ يا حتة عيل تاخد مصاصتي انـا؟! والله يا سفيان لو مجبتليش واحدة غيرها لأعملك القلقاس النهاردة على الغدا ويا انا يا أنتَ بقى"

قبل يدها مسرعًا وهو يجيبها بتذمرٍ:

"لاء لاء إلا القلقاس دا روضة أرحم منه، خلاص هجيبلك غيرها وانا راجع بس بلاش قلقاس"

أنتشلت يدها منه ببرودٍ وهي تتجه نحو المطبخ مرةً أخرى:

"ناس ماتجيش غير بالعين الحمرة"

أغتاظ "سفيان" وهو ينظر لوالده:

"شايف عمايل مراتك؟! ما تطلقها وتعالى أجوزك غيرها"

قبل أن يجيبه والدها أستمعا لصوت "ناهد" أتيًا من المطبخ:

"سامعاك يا إللي بتحرضه ضدي والله لو ما بطلت لاهعملك القلقاس"

عض على شفته السفلى وهو يتوجه نحو المرحاض ليجهز حتى يذهب رفقة والده نحو مقر عمله أسفل ضحكات "طارق" على شجار زوجته وإبنه الدائم.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

_أحيانًا يُفرض على المرء ترك من يحبه حتى يستطع أن يناله، يصعب عليه فقدانه ولكن.. ما باليد حيلة.

كان يجلس يدير عمله بتركيزٍ أمام الحاسوب ولكن لم يعلم لما جاءت بباله في تلك اللحظة يرى نظرتها له في آخر مقابلة بينهما عندما لوّح لها بوداعٍ.

نقل بصره نحو ذلك الإطار الصغير والذي وضعه على مكتبه بحزنٍ فكان يوجد إطارًا لعائلته وآخر لها.

نظر نحو إطارها بتأثرٍ:

"هفرحك والله وهسعدك بس إستني معايا شوية، خليكِ جنبي"

نقل بصره نحو يده الإصطناعية والتي قام بتركيبها قبل مغادرته من المشفى.

نفض جميع أفكار وصب تركيزه مرةً أخرى على عمله حتى لا يتم معاقبته يضع أملًا واحدًا: إسعادها!!

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

كانت شاردة عما سيحدث معها بالقترة القادمة هل ستستطع الصمود؟! و جدها؟! ماذا سيفعل إن أصابها مكروهًا؟! جميع تلك الأسئلة تدور حول رأسها بعدما غادر جدها بسبب أنه طرأ له عملًا مهمًا.

أتبهت لطرقات الباب ومن ثم فتحه، مالت قليلًا لتنظر فوجدته ذلك الطبيب.

أعتدلت بجلستها في برودٍ وهي تنظر للأسفل حتى استمعت صوته:

"إيه الأخبار دلوقتي؟! حاسة نفسك أحسن؟"

أومأت له "هداية" بتأكيد:

"أيوة الحمدلله "

أومأ بإبتسامةٍ قبل أن يجلس أمامها على المقعد بهدوءٍ:

"تمام أتفضلي دول كتب يعني تسلي وقتك فيهم جد حضرتك قالنا إنك بتحبي القراية فلقيت دول عندي"

أخذتهم منه بإبتسامةٍ طفيفة:

"تمام شكرًا لحضرتك"

مسح على رقبته بحرجٍ قبل أن يقف:

"تمام أستأذن انا علشان ورايا شغل.. عن إذنك"

أومأت له بعدم إكتراث قبل ان تضع الكتب جانبًا، بينما خرج هو لإستكمال متابعة عمله.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

"مخاصماك.. وإبعد عني انا مش طايقاك.. سيبني مش عايزة ابقى معاك... متورينيش وشك تاني.. مخاصماك.. مجنون بجد انا مش فاهماك.. مش عايزة عيني تكون شايفاك.. ولا أسمع صوتك في وداني" ظلت "ورد" تغني وهي تقوم بمسح الطاولة في مرحٍ وإبنتها تنظر لها بتعجبٍ شديد فوالدتها منذ الصباح وهي تقوم بالغناء أثناء مهمة تنظيفها.

التفتت"ورد" للإطمئنان على صغيرتها لتجدها بتلك النظرات فتنفجر ضحكًا من ردة فعلها وهي تحملها بين يديها:

"زمانك بتقولي ليه يا رب خلقتني في عيلة تافهة صح بس يا بت انا بفرفشك والله إسمعي مني"

وضعت "إسراء" مرةً أخرى على الأريكة بعدما أستمعت لصوت رنين هاتفها معلنًا عن وصول رسالة جديدة لها.

إلتقطت هاتفها لتجد زوجها من أرسل فابتسمت بحبٍ وهي تجده قد أرسل صورةً لثلاجة مشروبات غازية في إحدى المحلات أسفلها رسالة نصية:

"ها!! أجيبلك إيه منهم قبل ما أطلع؟!"

أرسلت له ما تريده ومن ثم أغلقت هاتفها لتصفق لصغيرتها مجددًا بمرحٍ وتطلق الزغاريد.

بينما "إسراء" كانت متعجبةً بشدة من تلك الأجواء فظلت تنظر حولها بلهفةٍ ولم تمر الدقائق حتى دلف "زين" من باب الشقة ملقيًا السلام لزوجته:

"إتفضلي يا ستي أحلى بيبسي"

أمسكت"ورد" منه الكيس البلاستيكي:

"شكرًا يا زيزو ربنا يحفظك لينا"

آمن بإبتسامةٍ قبل أن يذهب لصغيرته ويحملها بين ذراعيه:

"كتكوت بابا وحشني والله العظيم إيه الحلاوة دي بتقلبي على ورد ليه"

أستمع لصوت "ورد" وهي تضحك:

"يا عم دي كلها أنتَ شبهي إيه بس"

ضحك"زين"بمزاحٍ قبل ان يقبل وجنة صغيرته بحبٍ.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

كان قد أستعد للرحيل خارج المركز التعليمي ولكن قابل فتاة تقف بعيدًا عنه جعلته يتوقف عن السير.

حمحم قليلًا قبل أن يتجه نحوها:

"ندى إزيك؟"

ألتفتت"ندى" نحوه بدهشةٍ فهي لم تره منذ سنتين وها هو ظهر أمامها مرةً أخرى، تصنعت الهدوء بعدما حل التوتر بها:

"أه إزيك يا عمر الحمدلله بخير"

أبتسم لها وهو لداخل المركز:

"هو أنتِ بتاخدي دروس هنا؟! مش كنتِ مسافرة؟!"

أجابته بتعجلٍ لعدم إرادتها بالوقوف رفقته:

"أه باخد الفيزيا هنا ورجعت أكمل دراستي يعني في مصر، عن إذنك علشان مينفعش وقفتنا دي"

تركته مسرعةً لتدلف لصديقاتها، بينما هو نظر لأثرها بيأسٍ فقد حدثت مثل تلك المحادثة منذ سنتين عندما أتى إليها أثناء عودتها من إحدى الدروس.

"قبل عامين"

كانت تسير بخطواتٍ سريعة حتى لا تتأخر على موعد وصولها للبيت ولكن أستمعت لمن يناديها:

"يا ندى"

ألتفتت نحو ذلك الشخص بتعجبٍ فوقف امامها وهو يتابع:

"معلش كنت محتاجك في موضوع كدا ياريت بس أخد من وقتك خمس دقايق"

نظرت "ندى" بساعة يدها وهي تومئ له بتعجلٍ، فبدا بالحديث في حرجٍ:

"بصي هو انا بصراحة معجب بيكِ وبشخصيتك بس مش هعرف أتقدم دلوقتي وكدا علشان انا في أولى ثانوي لسة وأنتِ تالتة إعدادي، فممكن أبقى أخد رقمك ونتكلم في الدراسة أو كدا وممكن أساعدك في حاجة لو وقفت عليكِ"

أومأت "ندى" بإبتسامةٍ صفراء ومن ثم تحولت لغضب وهي توبخه:

"الواضح إني غلطانة إني وقفت وعبرتك يا عمر، كذا مرة أحاول أقول جواك شخص نضيف بس برضه، بص يا عمر لآخر مرة هكلمك باللين سننا مينفعش لأي حاجة من دي غير إنك تقرب من ربنا وتركز في مستقبلك وتذاكر غير كدا مفيش حاجة إسمها إللي أنتَ بتقول عليه دا، فوق لنفسك يا عمر وإبعد عن أصحاب السوء دول، دا أنتَ حيالله لسة 16 سنة هتلحق ترتبط ولا تذاكر ولا تصلي وتصوم ولا تساعد أهلك، انا لسة لحد دلوقتي محكيتش لبابا وعمو زين علشان عمو تميم صاحبه بس لو إتعرضتلي تاني والله يا عمر لاهحكيلهم، تمام؟! السلام عليكم"

تمسكت بحقيبتها وقبل أن تغادر وجدته يمسك ذراعها قائلًا بحرجٍ:

"يا ندى والله مش قصدي بس كله بيعمل كد.."

قاطعت حديثه بصفعة هوت على وجنته وهي تنتشل يدها بعنفٍ تصرخ به:

"والله العظيم يا عمر لاهقول لبابا انا سكت كتير وأنتَ بتتعرضلي وبعدين إيه إللي بيعمل كله دا دي ناس مش عارفة ربها ومفيش مبرر للي بيعملوه، لو لمحتك يا عمر قربت ناحيتي تاني والله ما هستنى غير وهديك قلم زي إللي خدته دا"

غادرت من أمامه وهي تبكي بخوفٍ وخطواتها أشبه للركض حتى تصل لحضن والديها.

بينما هو كان في عالمٍ آخر منصدم من فعلتها الغير متوقعة.

"العودة إلى الحاضر"

إبتسامة طفيفة لاحت على ثغره بعدما تذكر وهو يستفيق من شروده يغادر نحو أصدقائه.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

"و أدي كوبايتين الشاي بلبن علشان نستكنيص" وضعت "فاطمة" الصينية المعدنية على الطاولة بالشرفة وهي تجلس بجانب أخيها الذي أبتسم فور رؤيته لها.

ملس"غيث"على رأسها بحنانٍ مردفًا:

"تسلم إيد فطوم على العسل دا يا عم"

ضحكت "فاطمة" وهي تعطيه كوبه الخاص ليشاهدا أجواء شوارع مصر فكان بالأسفل الكثير من المواقف.. شاب يساعد عجوزًا في حمل الأشياء، أطفال تلعب بمرحٍ بالكرة، فتيات تسير بجاني بعضهن وهن يتحدثن بأمورٍ مختلفة كل تلك الأشياء تتجمع بكل شارعٍ في شوارع مصر الدافئة.

أستمع "غيث" لصوت شقيقته الحنون:

"انا فرحانة أوي إنك وافقت وانا وصهيب هنتجوز خلاص، حاساه إختبار ونجحنا فيه مش بقول كدا علشان تتغاظ او كدا بس انا فرحانة فعلًا"

قبل جبينها بحبٍ وهو يجيبها:

"انا إمبارح كنت حاسس إني بجوز بنت من بناتي، فرحتك ليا فرحتني ونظرتك ليا كل شوية تطمن إني موجود دي عندي بالدنيا، صهيب واد جدع وبيحبك وهيحافظ عليكِ إن شاء الله وأنتِ بنت أصول وهتقفي جنبه"

ربتت على يده بحنانٍ وهي تبتسم له:

"ربنا يحفظك ليا وميحرمنيش منك أبدًا يا غيث أنتَ إللي بقيت أبونا من بعد إللي حصلنا ماما مبقتش تقدر تستغنى عنك ولا احنا برضه بس ليا عندك طلب"

ظهر التساؤل على وجهه، فتابعت "فاطمة" بصوتٍ مختنق:

"لما أسافر انا وصهيب لحد ما أنتَ تتجوز سارة، خلي بالك من امي وأخواتي إبقى قولهم فاطمة بتحبكم أوي وإنهم أغلى الناس عندي، متخليهمش يزعلوا ولا تأهمل فيهم، خلي سيرتي على طول موجودة، ماشي؟"

دق قلبه بخوفٍ من حديثها ذلك وهو يضمها لصدره:

"بتقولي كدا ليه يا فاطمة مترعبنيش عليكِ وبعدين انا كام شهر وهجيلكم برضه، أنتِ بس تلاقيكِ متوترة بالأفكار الوحشة دي بتيجي في دماغك بطلي قعاد مع رزان شوية"

ضحكت "فاطمة" بهدوءٍ وهي تربت عليه:

"حاضر يا حبيبي سكت أهو المهم فكك أنتَ وقولي هتتقدم لسارة إمتى؟"

اجابها"غيث" بقلة حيلة وهو يرتشف من كوبه:

"والله ما عارف يا فطوم لسة هنشوف مامتها وكدا علشان حوار السفر وبتاع وبعدين ربنا يحلها لسة الموضوع في البداية يعني"

أومأت بتفهمٍ حتى أستمعا لرنين هاتف "غيث" فالتقطه ليجد ما يتصل ما هو إلا "سفيان" فأجاب على الفور:

"حبيبي وصاحبي إللي هو التوب والباقي كنتلوب"

أتاه صوت"سفيان"الضاحك وهو يجيبه بمزاحٍ:

"ماشي إتثبت يا عم المهم هات صهيب وتعالى على الكافيه إللي هبعتلك اللوكيشن بتاعه علشان في زين هنا وجماعة يعني هعرفك عليهم ونسهر شوية"

أومأ "غيث" بموافقةٍ وهو يتجه نحو غرفة "صهيب" يطرق عليها:

"خلاص هنغير ونجيلكم مسافة السكة، سلام"

وضع هاتفه بالبنطال وهو ما زال يطرق على بابه حتى أستمع صياحه من الداخل:

"والله لو طلعتي أنتِ يا رزان لاهعمل معاكِ زي ما عملت مع.."

توقف عن الحديث عندما فتح الباب و وجد إبن خاله يقف أمامه وهو يستكمل بمللٍ:

"عارف هتعمل زي ما عملت مع الصهيوني وانا هعملك معاك زي ما عملت مع محمد جارنا"

أجابه بحيرةٍ وهو يمسح على ذقنه:

"انا نفسي أعرف عملت إيه بس عارف هتجاوب زيي فـ بلاها نحيّر بعض والناس ونزهق"

أومأ "غيث" بتاكيدٍ على حديثه وهو يدفعه للداخل:

"خش غيّر هدومك بقى علشان هنقابل سفيان وزين وإنجز يلا عقبال ما أغيّر.. "

لم ينتهي من حديثه وهو يجد إنغلاق الباب بوجهه، فصاح له بحنقٍ:

"والله يا صهيب لما تخرجلي بس هوريك عملت إيه بقى مع سامح إبن عمتك"

ضرب الباب بقدمه قبل ان يتوجه نحز غرفته ليبدل ثيابه.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

دائمًا نحتاج الحذر للتعامل مع الأفاعي ما بالك إن تعاملنا مع الأفاعي البشرية سنحتاج.. الخبث!

"تمام يا فندم هبقى أبلغه بمعاد حضرتك وأديك تأكيد إن شاء الله، مع السلامة" أغلقت "ملك" الهاتف وهي تضعه جانبًا لتشرف على عملها مجددًا وقد لاحت إبتسامة جانبية على نجاحها بتلك الخطوة وقد أقتربت للوصول عما تريده.

دلف "زياد" الطابق الذي يخص الشركة وهو يتوجه نحو مكتبها لانها كانت تعد المساعدة الشخصية إلى المدير.

تحدث وهو ينظر بهاتفه:

"بلغي أنور بيه إني برا وعاوز أدخله"

رفعت "ملك" عيناها التي بها نظرة الخبث نحوه والذي لم يلاحظها، فلاحت إبتسامة جانبية على ثغرها قبل أن تعيد النظر نحو الأوراق التي بيدها قائلة ببرودٍ:

"لما حضرتك تسيب الموبايل وتبصلي وانتَ بتطلب هبلغه وقتها"

رفع "زياد" عينه من الهاتف وهو يصوب نظرات الشر نحوها قبل أن يصيح بها:

"بـقـولـك إيـه؟! هي مش ناقصاكِ أنتِ كمان على المسا وبعدين تكونيش مفكرة نفسك المدير فوقي دا أنتِ سكرتيرة"

لم تجبه وأكتفت بتلك الإبتسامة والتي أثارث غضبه ولكن تحولت بسرعة تلك الإبتسامة إلى بكاء.

نظر لتغيرها بتعجبٍ حتى أستمع لصوت المدير عندما خرج إثر سماعه لصوت صياح بالخارج:

"إيه بيحصل هنا في إيه يا ملك؟! إيه يا زياد؟!"

فتح فاهه حتى يتحدث ولكن لجم لسانه بعدما أستمع لصوتها الباكي:

"يا مستر أستاذ زياد جه وبيقول عاوز يقابل  حضرتك فقولتله طب أتفضل حضرتك اقعد لحد ما أديله خبر لقيته أتعصب وزعق زي ما حضرتك سمعت وخلاني أتخض أصلًا"

ظهرت الشفقة على وجه أنور، بينما نظر "زياد" نحوها بصدمةٍ من تمثيلها لتثير الشفقة من الجميع وإلقاء الذنب عليه.

نظر "أنور" نحو "زياد" بغضبٍ:

"إيه يا زياد يعني علشان قرفان ومتضايق تقوم ممشيلي موظفيني لحد شغلي و لاء"

نفخ "زياد" بحنقٍ وهو يومئ بإيجازٍ:

"خلاص يا أنور مكانتش سكرتيرة يعني يلا نخش علشان نخلص"

هز "انور" رأسه بيأسٍ وهو يتجه نحو مكتبه، بينما القى "زياد" نظرة متوعدة نحوها قبل أن يتحرك وراءه.

عادت الإبتسامة الخبيثة لتجلس على كرسيها براحةٍ وهي تدون على الأوراث التي امامها وتستعيد تركيزها للعمل.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

وصلا "غيث وصهيب" إلى ذلك المقهى الشبابي ليجدوا "سفيان وزين" وأيضًا "بدر" يجلسون معًا فبدأوا التصافح والترحيبات وهم يعرفونهم على"بدر"وأنه صديق "سفيان"

جلس الجميع على تلك الطاولة وطلبوا مشروباتهم وجلسوا يتحدثون.

نظر "سفيان" بمرحٍ لهم:

"يـاه أخيرًا لقيت شلة أخرج معاها"

أبتسم له الجميع وأجابه "غيث" بلطفٍ:

"والله ياض أحلى شلة كمان عاوزين نبقى نخرج نروح نأجر عجل ولا نروح المكان إللي بيتنططوا فيه دا وننسى الدنيا شوية"

أستمع لرد"زين"والذي أبدى إعجابه لتلك الفكرة:

"والله موافق وأهو نرجع لأيام زمان"

نظر له "صهيب" وأردف بمزاحٍ:

"ألا يا أخ زين أخبار الجواز معاك إيه اصل العبد لله هيتدبس دبستك برضه"

ضحك الجميع على مرحه المعتاد، بينما نظر لهم "بدر" بإبتسامةٍ هادئة ليستمع لصوت "غيث" موجهًا نحوه:

"إيه يا بدر ما تتكلم معانا عرفنا مصايبك أنتَ كمان"

أجابه "بدر" بضحكٍ:

"لاء والله مفيش مصايب وانا هحصّل صهيب قريب إن شاء الله وأخطب إللي بحبها"

غمز له "سفيان" بطرف عينه وهو ينبس بمشاكسةٍ:

"عارف انا هي مين إللي أنتَ بتحبها دي"

تصنع "بدر" الخجل وهو يخبئ وجهه بين يديه:

"يوه متكسفنيش قدام الولاد يا سيفو"

أنفجروا بالضحك جميعًا وأصبحت الجلسة لا تخلو من الضحك والمزاح ولكن جاء من قاطع تلك الجلسة ثلاثة شباب كالحائط بسبب جسدهم الضخم.

نظر الشباب لبعضهم في تعجبٍ وهم ينظرون ثانيةً نحو هؤلاء الذين اردف شخص منهم بتحذيرٍ:

"يا ريت تخف يا عسل أنتَ وهو ضحك شوية علشان مصدعين ولا تحبوا نسكتكم بطريقتنا؟!"

رفع "سفيان" حاجبه بسخريةٍ:

"وهو الكافيه بتاع بابا ولا إيه يا باشا لا يابا من هنا شوفلك عيل تضحك عليه بالكلام دا.. يلا ياض"

وكما توقعوا بأن هؤلاء العمالقة لن يمروا بحديث "سفيان" على خير فشمروا ساعديهم بحذرٍ مما جعل الشباب تنتفض من جلستها في تحدٍ ومن ثم نشأت مشاجرة بينهما.

أنقلب المقهى رأسًا على عقبٍ وقد أستغل "سفيان" ضرب هؤلاء العمالقة في إفراغ غضبه، فقام بلكم أحدهم وهو يصرخ به:

"هلاقيها منك ولا من الباردة إللي بتبصلي بقرف هاه هلاقيها منك ولا منها"

أنهى حديثه وهو يضرب بركبته في معدته لينحني الرجل للأمام فيضربه بكوعه على ظهره.

ولكن هل جميع الشباب كانوا يشاركون بالمعركة؟! لا عزيزي فكان هناك إثنين بعالم الموازي.

كان "صهيب وبدر" يجلسون على الطاولة وهم يرتشفون من أكوابهم الخاصة ويغنون مع المذياع:

"الليل وسماه.. ونجومه وقمره.. قمره وسهره"

أشاروا نحو الأكواب بحبٍ متابعين:

"وأنتَ وانا.. يا حبيبي انا.. يا حياتي انا"

نظروا لبعضهم وهم يستكملون بصوتٍ عالٍ:

"كلنا.. كلنا في الحب سوا.. والهوا آه منه الهوا.. آه منه الهوا آااه"

أستكمل "غيث" معهم وهو يلكم ذلك الرجل بمزاجٍ:

"يا حبيبي يلا نعيش.. في عيون الليل.. يلا نعيش في عيون الليل"

تابع "سفيان" وهو يصفق على وجه ذلك الرجل بغناءٍ:

"ونقول للشمس تعالي.. تعالي بعد سنة مش قبل سنة"

أستكمل "زين" وهو يضم رأس الرجل وهو يربت على رأسه قبل أن يضربها:

"تعالي تعالي تعالي تعالي.. بعد سنة مش قبل سنة.. دي ليلة حب حلوة.. بألف ليلة وليلة"

ركض الثلاثة خارج المقهى، فصاح بهم "سفيان" بشماتةٍ:

"وعلى رأي اللمبي يا واد أوعى يغرك جسمك"

شاركه "زين" بعبثٍ وهو يضرب كفه بكف صديقه:

"والرجولة أدب مش هز أكتاف"

أنهى حديثه وهي يحرك كتفيه مما جعل الباقي يضحك بمرحٍ ومن ثم أنتبهوا لهؤلاء الأغبياء الذين لم يشاركونهم بتلك المعركة يتحدثان معًا.

"لاء بس على فكرة يا يا بدر عصير الفراولة دا حلو أوي" نبس "صهيب" بتلذذٍ وهو يرتشف من العصير.

أجابه "بدر" وهو يهز رأسه نفيًا يشير على كوبه:

"المانجا تكسب على فكرة تعالى نبدّل ونشوف"

قاموا بتبديل الأكواب ليرتشفوا فأومأ "صهيب" بموافقةٍ:

"لاء تصدق فعلًا المانجا أحلى بس حماتي بتعملها اجمد"

أجابه "بدر" بمرحٍ:

"خلاص نبقى نيجي وندوقه منها والفراولة حلوة برضه على فكرة"

كان سيجيبه ولكن انتفضا فازعين إثر صراخ "سفيان" بهم:

"هو احنا ملطشة هنا؟! عمالين نضرب ونتضرب والواد دا اتخرشم وانتوا بتشوفوا المانجا أحلى ولا الفراولة، أكيد المانجا طبعًا"

نظر له "غيث" بإعتراضٍ وهو يجلس على المقعد:

"لاء مع إحترامي للمانجا بس الفراولة أحلى فيها مزازة كدا"

نظر لهم "زين" بحنقٍ:

"خلاص خلصتم؟! عمالين نتخانق ونضرب وانتوا بتتناقشوا على عصاير ومش عصاير وهو أحسن عصير عصير القصب أصلًا يلا نغور"

نظر الجميع لبعضهم وقد اتفقوا على رأي "زين" بالنهاية ومن ثم جمعوا متعلقاتهم الشخصية وغادروا إلى الخارج.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

خرجت من المرحاض وهي تمسك بذلك الجهاز الصغير وقد تهللت أساريرها وهي لا تستوعب نتيجته.

جلست على الفراش وهي تدقق به فوجدت انه خطين من اللون الأحمر، فأمسكت برأسها بيديها وهي غير مصدقة أن الله قد وهب لها أمنيتها بعد الإنتظار لعامين.

جلبت هاتفها على الفور وهي تتصل بها وعندما أستمعت صوتها صرخت بسعادةٍ:

"ربنا أستجاب أخيرًا يا ورد هتبقي خالتو"

أطلقت "ورد" الزغاريد بسعادةٍ:

"يا ألف نهار أبيض مبارك يا لولو بجد فرحتك عاوزاكِ تفوقي لنفسك بقى ولو نكد عليكِ سيبهولي وانا هقول لزين"

ضحكت "آلاء" وهي ما زالت لا تصدق:

"طب خلاص هقفل علشان البت إسراء بتصوت جنبك، سلام"

أغلقت هاتفها وهي تكادأن تقفز من سعادتها فبدأت بالتفكير عن طريقةٍ ما لتخبر بها "حسام" حتى طرأت فكرة ببالها جعلها تنتفض من جلستها لتسرع بتحضيرها.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

"أووه سطلانة.. سطلانة لانة لانة.. سطلانة" دلفت "سارة" رفقة "معاذ" وهم يغنون لإخوتهم بشماتةٍ.

نظر "إيهاب" نحو "عادل" فأومأ له حتى ألتقطا نعلهما ليقوموا بحدفه نحوهما.

صرخت "سارة" بمزاحٍ وهي تحدثهم بكيدٍ:

"إيه؟! حبيبة زعلتك أوي كدا، أحسن علشان تبقى تسافر تصيف وتسيبها هي محتاسة في الجهاز لوحدها"

صاح بها "عادل" وهو يلطم على وجهه:

"ورب الكعبة مسافر علشان الدولاب، طالبالي دولاب بمواصفات معينة وسافرت علشانه وانا ليا وقت أستحمى أصلًا ما كله لجهاز الست"

أرتشف"إيهاب" من كوب الشاي وهو يمدد جسده على الفراش:

"والله حياة المخطوبين دي.. مرمطة برضه بتبصولي ليه فاكريني هقول خروجات وفسح والله بشوف البت ولا أكنها مسجون"

ضحك الجميع بمرحٍ من حديثهم ليقفزا بجانبهم حتى يتحدثون معًا ككل يومٍ بعد الإنتهاء من مشقة النهار.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

كانا يسيران معًا نحو المنزل فتحدث "صهيب" بإبتسامةٍ حزينة:

"عاوز أقولك حاجة يا غيث بما إننا بنتمشى شوية"

نظر له "غيث" بإنتباهٍ، فتابع "صهيب":

" انا على طول معتبرك أخويا وصاحبي فأمانة لحد ما تيجي تخلي بالك من رزان وحطها في عينك انا مش عاوزها تتأذي طول ما فيا الروح"

ضمه "غيث" بحزنٍ من حديثه:

"في إيه يا صهيب مالك أنتَ وفاطمة من الصبح بتوصوني هو في حاجة مخبيينها عني؟!"

نفى "صهيب" وهو يحاول المزاح معه:

"وأنتَ مخليني أكلمها علشان نخبي عنك، حِل عني يا غيث الله يسترك المهم خلي بالك منها تمام؟!"

أوما له "غيث" وهو يفتح باب الشقة ليدلفا معًا، فربت "صهيب" على ظهره قبل أن يدلف لغرفته:

"وامانة عليك يا صاحبي ما تتكلم في يوم من ورا ضهري"

ضحك عليه "غيث" وهو يصفعه على مؤخرة عنقه قبل أن يدلف لغرفته هو الآخر وقلبه ينهش من القلق على صديقه وشقيقته..!

#يُتبع
#مُدَاوِي_هَزِيمَتِي







Comment