تعافيتُ بكِ

حين التقينا شعرت وكأن هناك شيء تحرك بداخلي بالرغم من أنه كان اللقاء الأول شعرت وكأنني رأيتك من قديم الأزل، أو أننا كنا نعرف بعض سابقًا، وعندما كنت أراك فيما بعد تلمع عيناي وكأنها تبرق من أوج المشاعر، فأشعر كأننا جسدان اجتمعا في جسد واحد وقلب واحد ما يحزنك يحزني، وما يسعدك يسعدني، أشعر بك وتشعري بي؛ فأنا أتذكر أول لقاء بيننا حينما كنّا في الصف الأول الإبتدائي، أتذكر تلك البراءة التي كانت تنبثق من عيناك ذات اللون البني الفاتح التي تجذب كل من يراها، أتذكر أول شجار بيننا عندما كنا في حصه الرياضيات، أتذكر سيرنا إلي الدروس معًا بالأعم يا صديقتي أتذكر كل لحظه جمعتنا معًا وأتذكر ضحكاتنا ومشاكستنا بعضنا البعض فأنا أكنُ لتلك اللحظات وأشتاق لها فأنا أكِنُّ لكِ بالحب، والامتنان؛ لأنك تستحقين هذا فلم تتخلي عنّي عندما تركني الجميع، كنتِ دائمًا معي في فرحي، وحزني وشاركتني حياتي لحظه بلحظه تعرفين كل شئ عنّي وأنا كذلك فهذه هي الصداقه يا عزيزتي شخص يشاركك حياتك، ويتقاسم معك أحزانك، شخص إن ضحكت لك الدنيا ونجحت في حياتك لم يحسدك، وإن ضاقت بك الدنيا لم يتركك هذه الصداقه الحقيقية التي أتحدث عنها كصداقه نبينا صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه صداقه لا يوجد له مثيل صديق إن قلت شئ يصدقك، أن وقف الجميع ضدك وحاربوك يقف معك ويخوض الحرب من أجل نصرتك، شخص يفديك بروحه؛ شخص يبقيك مبتسمًا عندما تضيق الدنيا، شخص يكون لك السند، والعون، واليد الحنينه، شخص يري عيوبك لكنه يحبك بهذه العيوب هذا هي الصديق فكن حكيمًا، وحذرًا في اختيار خليل دربك ففي هذه الأيام من الصعب أن تجد صديق وفيٌّ لكنني وجدته عندما التقيت بكِ فأصبحتِ صديقتي، وأختي، وكلي، مؤنستي، وملجأي اللطيف الذي ألجأ إلية في وقت ضعفي لأحكي له عن كل مخاوفي، وأحزاني، وأبوح له بكل أسراري؛ فقد شاركتني حياتي فقد لعبنا وتعالت أصوات ضحكاتنا حتي أشتكى الجيران منّا ، تحدثنا بالساعات حتي تلفت هواتفنا فالصداقة أن تجد من يُجبرك عندما تُكسر، ويقويك عندما تضعف، أن تجد من يكون بجانبك ليس لمصلحة وإنما لأنه يحب الوقوف بجانبك وكنتِ كل هذا يا صديقتي فلا أتذكر أنني في مرة أحتجتك لكِ فيها إلا وكنتِ بجانبي فقد تعافيتُ بكِ وبوجوك معي فقد خففتِ عني حزني، وآلامي؛ وآنستِ أيامي فكنتِ العوض الذي كنتُ أطلبه من ربي عوضني ربي بكِ عن كل مررتُ به وعن كل من كانوا يتظاهرون أنهم أصدقائي فكنتِ الصديق الحقيقي الذي كنتُ أبحث عنه فقد تحملتِ بكائي، وحزني ولم تبعدي كما فعلوا؛ فالصداقة لا تُقاس بالسنين لكنها بالمواقف فكما هو معروف "الصديق وقت الضيق" فالصديق الحقيقي يظهر عندما تكون في مأزق وليس عندما تكون سعيد فاختر صديق قلبك بحكمة حتي؛ لا تندم.

دمتم بخير ❤😚
دعمكم لطفًا❤😚
بقلمي/خلود مصطفى

Comment