أشتاق لطفولتي!

من أجمل الأيام التي عشتها على الإطلاق هي: أيام طفولتي فقد كنت بريئة وطيبة القلب وإلى الآن وأنا هكذا؟ لكن من حولي تغيروا؛ فدائمًا نسمع أن هناك أشخاص بوجهين وكنا نكرهم كثيرًا؛ لكن الآن من كثرة الأشخاص الذين يرتدون عشرات الأقنعة نسينا أولئك الذين كنا نكرههم لأنهم بوجهين فقط وأصبحنا نواجه أُناس بأوجة متعددة؛ فمنهم من يرتدي قناع السعادة، ومنهم من يرتدي قناع الدهشة وكأنه لم يكن يعرف عن أمرٍ ما من قبل، ومنهم من يرتدي قناع المحبة؛ حتى يطعنك في ظهرك، ومنهم من يرتدي قناع الولاء وهو في الأصل أكثر الخائنين لك، ومنهم من يرتدي قناع الصداقة وهو في الحقيقة ألد أعدائك؛ لكل هذا أصبحت في سبي الطفولة وأتمنى أن أعود لها يومًا ما، أتمنى لو يعود بي الزمان وأعيش يومًا واحدًا من أيام طفولتي الجميلة البريئة؛ فلم أعد أعرف أي مأتى أسلكه فقد تاهت الطرقات؛ فالأرض أرهاء لا أعرف لها بداية من نهاية كلما سرت فيها أتذكر الزمن الغابر حيثما كنت في الخامسة من عمري، عندما كنت خدينة أبي وأمي ومدللتهم، عندما كان الجميع يخشون أن أبكي، حيثما كان الجميع بالنسبة لي حليتهم الجواد لم أكن أفرق بين البشر، ولم أكن أعرف من المعكوز منهم ومن صاحب الخلق الحسن، حينما كان قلبي رقيق يوجس من أصغر الأشياء، حينما كنت بريتي والكل يحب الحديث معي وأسجم الحب في قلوبهم بمجرد أن أبتسم، حينما كان الذريف ينسال من عيني لمجرد أن أحدهم صرخ في وجهي، حينما كنت استلذ بالريا؛ لكن الآن الحياة الوردية التي كنت أعيشها حالت إلى غربيب شديد السواد، وأصبح لونها أقتَم، ولم أعد أحب نفسي كالسابق؛ فقد أصبحت وكأن هناك غشاوة على بصري فلم أعد أعرفني وعندما أنظر في المرآة أتساءل من هذه؟
هل هذه أنا تلك الفتاة الجميلة المرحة؟
وأنظر بتعجب لملامحي التي أصبحت شبة معدومة، وإلى جسدي الذي أصبح يتلاشى من شدة التعب، أضع يدي على عيني وأتأملهما وأقول:
يا لهذان العينان اللتان كان يشعان بريقًا، وذات اللون البني المائل للون القهوة قد بهت لونهم، وبدا عليها الإرهاق والتعب

ك/خلود مصطفى
دمتم بخير 

Comment