القصة الثانية عشر

خيمة رقـم 7
الحربُ تَقتلُ الجميعُ لكنها لن تَدفنْ الجميعُ 
قَبلَ عَشرِ سَنوات مِثلَ هـٰذا اليـوم
قد طغى على العالمِ ..
موجةٌ مِنَ السَوادِ  ، الظُلمَ ،القَتلُ ، والدِماء
هُنالِكَ الكثيرَ مِنَ القصص التي لِمُجرد سِماعِها تَدمَعُ أَلأعيُن ..
كَمُعالج نَفسي استَوقَفَتني حِكاية "روڤان" .
حاولتُ جاهدًا تخطيها لكنها في العَقلِ عالقةِ لا تَزول ..
وحيدًا مع ذكرياتُ أَهلهِ وَصورهم ، يعيش روڤان في خيمه رقمها "سَبعة" ،
قد أُغتُصِبَت شَقيقته "ماري" أمامَ عَيناهُ 
وقد أَخَذوا اڤيانا معهم وهي طفلةَ
وَأطَلَقوا رِصاصة بِصدرِ مهڤان ..
أما عن والديهِ قد قَتَلوهم
وَدفنوهم في مقبرةٍ جماعيةٍ ..
ذَهَبَ عَقلهُ وعاش بِصدمةٍ .. فَ دخل "المصح العقلي" .
وحيدًا في الخيمة مَع الصورِ والذكريات والأدمُعُ ..
جَلستَ مع روڤان سألته كيف حالك
أجابني بِهدوءٍ ..
- كَنت سَأكون بِخير لو إني التَحقتُ بِـأهلي
لماذا تَجلِبونَ لي هذه الادوية وتجعلوني اتناوَلـها رغمًا عَني؟ إني ابحثْ عن طريقة لِألقاهم،  لا اعُد اريدُ دواء تُحييني ..
سألته بِهدوءٍ :
- ماذا تريد ان تصبح بالمستقبل
أجابَني :
- أُريد أن أكونَ "قُنبلة نووية"
سألتَهُ ، لِماذا اختَرتُ هذا بالذاتِ؟
صمت قليلًا .. ثم اجاب مُبعدًا انظارهُ عَني :
- حتى انهي البشريةِ معي ، وانهي الظُلم والظُلام  .. واقتل من قتل أهلي وَ ضحى بِأرواحِهم  .
تَلاشت حروفي أَمامهُ ولم اعدْ أستطيع الكلام ..
بعد صمت طويل قلت لهُ
- هَيا لِنلعب ، ونَخرِجُ مِن الخيمةِ هذهِ
اخذ يضحك بِشكلٍ هستيري
بعدما انتهى من ضِحكهُ قال لي مُترددًا ، خائفًا ..
-  كيف أترك صور عائِلَتي هُنا ! اخشى يُقتَلونَ مرةً أُخرى ، أذهبْ أنتَ الآن وَ ابحث لي عَن طريقة تجمعني بهم لِألقاهم .. ، وَلن تَطرُقَ بابَ خيمتي وبيدك دواء مُدعيًا بِأنه سوف يَشفيني !
آتيني بِعائلتي أو .. بِطريقةٍ للموتِ دون الم ..
وَهكذا انتهت الجلسةُ الأولى .
في الجَلسةِ الثانيةِ ..
سَلمتُ عليهِ لم يُرد السَلام
سألني ..
- هل أتيت لي بحلٍ أم ماذا؟
اجبتهُ : نعم الحلُ موجودُ ..
التقيتَ بِعائِلَتِكَ في المنامِ ، 
كانوا في الجنةِ ، مبتسمينَ بملامحٍ مبهجةٍ
وَ أوصوني أن أصِلُ إليكَ هذا الكلام  ، قائلين :
-  ليكبرَ روڤان ويُصبِحَ عسكري ..
يطردُ الظالمونَ ويُجمع بِشقيقتهِ اڤيانا
ويخرجُ من عزلتهِ الى العالمِ فأنه قوي وَشُجاع ..
لم يصدقْ كذبتي البيضاء
قد نَهضَ من مكانهِ وأجمع أوراقهُ
سألته : ما المكتوبْ على الأوراقِ؟
اجابني : خاصً يخصني فقط .
طَلبتُ مِنهُ أن أرىْ المكتوب ،
فَرفضَ وسُرعان ما خبئهمْ تحتَ سريرهُ
كان قد أعطاني ضهره وغطى نفسه ُ
فَخرجت أنا كالعادةَ دون جدوى
في الجَلسَةِ الثَالِثةُ
ومَع الاسف ، كانت الأخيرة ..
طرقتُ باب الخيمةِ لم يُجيبني روڤان
اعدت طَرقهُ مرارًا ولم يُجيبَني ..
دفَعتُ الباب بقوةِ ودخلتُ واذا بي أرى  ..
روڤان قد جمع صور أهله وقَطعَ شريانهُ
وكتبَ لي وللعالمُ رِسالة محتواها :
- لم اسامحْ البشريةّ  .. ، وكثيرُ الشُكر لكَ  أيها الدكتور لأنك حاولتُ جاهِدًا تساعدني ..
لكنني اخترتّ أن أذهبْ إلى اهلِي بِالطريقةِ الخاصةِ بي ..
وتبا للعالم الظَالِمُ هذا .

- عِماد بـارو .

Comment