طلاق وسفر

                     السلام عليكم قرّائي الأعزّاء،

أتمنى تكون أموركم طيّبة وأحوالكم بخير وعافية.
هذا الفصل الجديد، أتمنّى ينال إعجابكم وتسمتعوا بقرائته، أضفت بعض الأحداث الجديدة من باب التشويق والتغيير .
المهم صوّتوا على الفصل قبل ما تقرأوا.


أحمد أرجوك أترك شعري أرجووككك أنت تؤلمني، أقسم لك أنه لا ذنب لي.
أحمد بغضب: لا ذنب لكِ؟!!! أأبدو لكِ أحمق؟ تستغفلينني يا نووورر ؟؟ لماذا تخونين ثقتي بكِ؟؟؟ لقد صدقتُ أنكِ فتاة طاهرة نظيفة لا تعرف الخيانة والرجال، لكن حقيقتك غير ذلك تمامًا، لقد كنتُ أعيش في وهم.
صفعها بقوّة على وجهها ودفعها إلى زاوية الغرفة بعنف،
ستظلّين في هذه الغرفة ولن تخرجي منها حتى أسمح لكِ بذلك، وسأذهب أنا إلى ذلك الكلب الذي تخونينني معه .
ركضت نور ببكاء نحوه واحتضنت يده بشدة: أحمد أرجوك إنتظر، اسمعني فقط أقسم لك أنك فهمت الموضوع خطأ، أنت تظلمني أرجوك ، لا يمكنك إلقاء تُهمٍ باطلةٍ عليّ والحكم في ذلك دون إثبات التهمة أو أن يكون لديك أي دليلٍ ملموس.
أحمد بحنق: وماذا تُسمّينَ الإتصالات بينكما؟ تطوير علاقات دولية؟ يا حضرة الشريفة العفيفة.
عدّلت نفسها وتحدّثت بثبات ورزانة عكس ما يدور بداخلها من أعاصير : يبدو أن الحوار معك في هذه الحالة عقيم تمامًا وأنا لستُ مستعدة للإستماع لكلماتك المسيئةِ اتجاهي .
أمسك ذراعيها بقوّة وجذبها لصدره حتى أصبحت أجسادهما متلاحمة، ثم أردف يضغط على أسنانه وكلماته تخرج كالفحيح : كم كنت غبيًا لأصدق الدور الذي أتقنتِ لعِبَه، دور النظيفة الطاهرة، لم توافقي على التحدث معي حتى تزوّجنا دينيًا وتكرّمتِ بالكلام معي، تبًا بل كنتِ تبخلينني في الكلمات التي تخرج من فمك، (زاد من ضغطِهِ على ذراعيها) كنت أنا الحمار الذي يتحدّث طوال الوقت وأنتِ تجيبينني بقياسية، كنت أخلِق لكِ الأعذار وأقول ربما هذا حياء، ربما لأنها غير معتادة على التحدث مع الرجال كثيرًا، ربما وربما وربما.........، ااااخخخ كم كنت أبلَه، غبيٌ مثلي يُديرُ أعماله الخاصة تجاراتٍ وتُجّار وحساباتٍ وتعاملات، لم يفلَح أحدٌ يومًا في استغفالي من قبل، لكنك جعلتني أبدو بنظري مغفلاً بل حمار.
نور بألم : أحمدد أتركني أنت تؤلمني توقف.
انفجرت عيناه غضبًا : أهذا مؤلم!! ( ضرب صدره بقوة)لم تُحسّي بمقدار الألم الذي بداخلي، نور أنتِ خنتني.
نور وقد بدأت عيونها تُمطرُ بغزارة: أحمد لا تقُل هذا، صدقني لم أخُنك ولن أخونك أبدًا، أنا حتى لستُ إنسانة قد تخون أحد، إستمِع إليّ أنا أرجوك، لا تظلمني وتظلم نفسك.
أبعدها عنها بعنف واتّجه نحو الباب ودون أن يلتفِت خلفه : نور أنتِ طالق....... لا أريد أن أراكِ في بيتي حين أعود .
جحظت عيناها من وقع الكلمة التي سمعتها، جفّت مدامعها من الشلال الذي كان ينهمرُ دون توقف و ابيضّ ثغرُها.
لم يسمع أي حرفٍ منها تجيبُه على كلامه، فاِلتفت يعرف ردّة فعلها، فإذا بها تهوي على الأرض .
أسرع إليها.....

أحمد: نور...نوورر...نوووررررر...
نور ببكاء: أرجوك إسمعني أنت تظلمني.
أمسك كتفيها بلطف وحضنها : نور صغيرتي أفيقي أنتِ تحلمين ، أفيقي.
فتحت عينيها الدامعتين ببطئ : أحممدد!
أحمد: نعم صغيرتي هذا أنا، يبدو أنه كابوس لا تخافي، أنا هنا.
شدّت على حضنه بقوّة ودفنت رأسها به ، وضمّها هو بقوة وأخذ يقبّلُ رأسها قُبَلاً متقطعة.
أحمد بهدوء: لا تخافي صغيرتي، أنا هنا لن يمسّكِ مكروه.
رفع رأسها ببطء ومسح الدموع من على خدّها : مالذي حلمتِ به ليجعلكِ تشهقين بالبكاء هكذا؟؟
دفنت رأسها بحضنه مجددا وصوت أنفاسها طاغٍ على هدوء الغرفة.
رفع يده على رأسِها وأخذ يمسحُ شعرها بلُطف : حسنا صغيرتي عودي للنوم إنها مجرّد كوابيس، لا تفكّري بها كثيرا، أنا هنا بجانبكِ لا تخافي.
لم يكُن ماحدث حقيقة لكن مجرّد التفكير فيه يجعلها تهلعُ من ردّة فعله لو وجد اتصال سليم،
Noor'pov :
يا إلهي الحمد لك والشكر ، لم يكُن ذلك حقيقة، ااااخخخ رأسي يُؤلمني وكأن شدّه لشعري في المنام كن واقعًا، يا إلهي ماذا أفعل؟؟ أأقول له بصراحة! على الأقل إذا سمِع مني وبإرادتي سيُثبتُ ذلك صحّة قولي، يعني لو كنت مذنبة لما أخبرته ، لكن ماذا لو غضب فعلاً ؟!
أخذت تفكّر في الموضوع بقلقٍ وتوتّر وماهي إلاّ لحظات حتى غطّت في النوم بكل عمق.

___________________________________________

لينه: همم لقد كانت الورود لفتةً جميلة، لكنني لا أعيش بمفردي، ماذا لو كان أخي أو أبي من تلقّاها؟! كنتُ لأقع في مشكلة عويصة.
سُليمان بضحكة: حسنا لادعي للقلق، لقد فكّرتُ في ذلك واتصلت بأخيك لأسأل عنه و عرفتُ بطريقتي أن لا أحد في المنزل غيركِ.....لستُ جاهلاً لأتغاضى عن نقطة كهذه .
لينه: حسنا مالذي تريده الآن؟
قطب حاجبيه باستغراب: ماذا تقصدين؟
لينه: بصراحة، أنا لا أحبّ اللّفَ والدوران، وأريد أن أعرف مالذي يجعلك تتقرّب مني، أقصد لِماذا أجدُك في كل مكان ؟!
سليمان: تريدين الصراحة؟!
لينه: أكيد.
سليمان : أتصدقين أنني أُعجبتُ بكِ منذ أول مرّة رؤيتكِ فيها، لكن حالتكِ لم تكن تسمح بأن أفكّر في شيء كهذا، لكن في اليوم الذي زرتكِ به في المشفى، كانت صديقاتكِ يحُمنَ حولكِ، لم تتسنَّ لي الفرصة للتحدث معكِ براحة لكنني حقا أُعجبتُ بكِ.
لينه: أُتقول أنك أُعجبت بشكلي؟!
سليمان دون تفكير: أكييد ، لِشكلكِ دورٌ كبير في إعجابي بكِ، لن أكذب عليكِ وأقول أنني أعجبتُ  بعقلكِ و طريقة تفكيرك ذلك مبتذل ، شكلك أخذ 50% من نسبة إعجابي لكِ.
لينه: صريح.
سليمان بضحكة: أظن أنه أفضل من أن أكذب وأقول أشياء لا صِحّةَ لها .
لينه: صحيح.
سليمان: ألديك أيّ تساؤلات أخرى؟
لينه بتفكير: ماذا تريد مني الآن؟ أقصد مالغاية من تقرّبك مني؟
سليمان: أريد أن أتعرف عليكِ.
لينه: وبعد التعرّف؟؟؟ دعني أجعل الأمر بسيطًا لك، أنا لستُ فتاةً تقبل المواعدة خارج نِطاق الزواج، قد يرسُم لك مظهري الخارجي شخصيةً غير الشخصية التي أنا عليها ،
ليس لأنني غير محجبة ولا أرتدي حجابًا ساتِرًا أي أنني قد أقبلُ الدخول في علاقات كهذه.
والدي شيّدَ البناء على أساسٍ صحيح، احتواني لدرجة ألاّ أحتاج رجلاً آخر بعده.
و بصراحة لم أتوقّع أنك ستكون من ذلك النوع من الرجال.
سُليمان: أيّ نوع؟!!
لينه: أقصد تريد التعرّف وتضييع الوقت، لا تؤاخذ كلامي لكنك تبدو أكبر من أن تضيع وقتك على التعارف، أليس كذلك!
ألا تظنّ أنه من غير الطبيعي أن تقترح مثل هذا الإقتراح؟ أم أنك تريد التسكع معي لمجرّد تمضية الوقت والمتعة؟!
جحظت عيناه لكمية الإتهامات التي ألقتها عليه فجأة، لم يتوقع أبدًا أنها تفكر بهذه الطريقة ،
سُليمان: أهذا ما يسمّونه التفكير الزائد over
thinking!
فلترحمي نفسك من كل هذه الأفكار التي تملأ دماغك، ولأصدقكِ القول أنا لن أنكُر أنني لم أفكر في التعرف عليكِ وقد قلتُ لكِ ذلك من قبل، لكنني لم أقصد الدخول بطرقٍ مُلتوية كالتي ذكرتِها، لست عديم مُرُوّة لأفكر بتلك الحقارة ، ظننت أنكِ عرفتني ولو قليلاً، سحقا أنتِ حتى تعرفين والدي حقّ المعرفة، أتظنين أنني قد أتلاعبُ بفتاة مثلك.
لينه باستغراب: فتاة مثلي!!
مسح على شعره بخشونة وعاد ينظر للفراغ : فتاة رقيقة مثلك مستحيل أن أمسّها بسوء، ولو عن طريق الخطأ.
في الواقع أنا أعذركِ حقا، مامررتِ به ليس هيّنًا بتاتًا، لاسيّما أنني كنتُ شاهدًا على ذلك.

___________________________________________

روان: أتقول لي هذا الآن؟!!!
رائد: لم يكن مخططًا لذلك، لقد كُلِّفتُ بالمهمة فجأة وسيكون عليّ المغادرة غدا مساءًا.
روان بصدمة: بهذه السرعة!!! ......وكم ستظلّ هناك؟
رائد: لا أعلم كم ستأخذ مني هذه المهمة، عليّ إنجازها أوّلاً، قد يستغرق ذلك معي شهورًا عديدة، أو حتى سنين .
روان: حسنا
رائد: حسنا؟؟!!!
روان مُحاولةً مداراةَ حزنها: ماذا تريدني أن أقول؟ أرجوك لا تذهب لا أستطيع التنفس من دونك؟ ههههه، بربك رائد هي مجرد فترة وستعود.
نظر إليها مطوّلاً ليردف بابتسامة ساخرة : ظننت أنكِ ستحزنين لفراقي .
روان متصنّعةً الثبات : لسنا في رواية تاريخية، وكأنك ستذهب بلا عودة، إنها مجرد مهمة بسيطة ستنهيها وتعود، وأظنّ أنني سأكون بانتظارك.
رائد : تظنين؟؟
روان بتلاعب محاولةً تلطيف الجوّ بينهما: ههههههه لا أعلم، قد يظهر في غيابك رجلٌ ساحر يأسِرُ قلبي بجماله.
جحظت عيناه لوهلة: تمزحين ،صح؟
روان: ههههههههههه who knows.
اِلتفتت مباشرةً تمسح دمعةً انسابت على جانب خدّها،
روان: هيا بنا ألن تدعُوَني للعشاء ؟
رائد بابتسامة حزينة: أكيد، تفضلي.

سارَ الإثنان نحو السيارة بهدوء، كلٌ في عالمه ساهٍ يفكّر في ما ستؤول عليه علاقتهما، أو هل ستكون هنالك علاقة بعد ذلك من الأساس.

___________________________________________

هذا الفصل تصبيرة، لنهاية الشهر الفضيل وحوسة العيد المبارك، حاولت قدر الإمكان أنشر الفصل لأنكم تُطالبون بعدم التأخير في النشر.
حبايبي أعذروني على التأخير في نشر الفصول هذه الفترة ، وإن شاء الله ستكون الفصول القادمة أكثر وأطول.
أتمنى أن ينال الفصل إعجابكم وتسمتعوا بقرائته.

Comment