ذكريات من الماضي

غالية: رائد!
رائد: أردت أن أجرّب حظّي، لم أتوقع أنكِ لم تغيّري رقمك
غالية: بعض الأشياء لا يمكن التخلّي عنها بسهولة .
تنهّد رائد ليُردِف مجددا: أنتِ في العمل؟
غالية: نعم.
رائد: كيف حال أخيك؟
غالية: الحمد لله حالته مستقرّة للآن،
رائد: الحمد لله..........احم غالية....أيمكنني دعوتكِ على العشاء ؟
غالية بتفكير: لا مشكلة لديّ، متى ؟
رائد : الليلة؟!
غالية: الليلة!
رائد: حسنا إذا كنت مشغولة يمكننا تغييره، اااه غدا جيد؟
غالية بضحكة: لم تتغيّر أبدًا ههههههههههههه
رائد بابتسامة: بعض الأشياء لا يمكن تغييرها بسهولة .
غالية: حسنا، اليوم جيد، السابعة.
رائد بسعادة: حسنا، سأمرّ لأخذك من عملك.
                  _____________________

نور: وماذا في ذلك ؟
صفاء: نوووور لا تكوني غبية، العروس الجديدة يُفضّل أن ترتدِي الأحذية ذات الكعب العالي، و تختار الألوان المختلفة لتنيرَ وجهها .
نور: أتحددثين عن عروس أم عارضة أزياء ؟! لا أذكر آخر مرّة ارتديت فيها حذاء ذو كعب، هممممم دعيني أتذكر ااااا  اها لم أرتدِه في حياتي .
صفاء بنفاذ صبر: نوور لا تجعليني أغضب، هذا كلّه لأن أمي ليست معنا، لو كانت هنا لَكان تصرّفك مختلفا تمامًا.
نور: هذا لأنها لا تؤمن بالحرية الشخصية، تأخذ مايعجبها وما تراه مناسبًا .
صفاء:كل......
قاطعها صوت يوسف ينادي عليهما ومحمد في حضنه يبكي.
صفاء بخوف: ماذا حدث له ؟
يوسف: لا لم يحصل شيء، لكنه استيقظ منذ قليل وشرع بالبكاء دون توقّف.
أخذت منه الطفل لتلامس جبهته بأصابعه وهي تهزّه برفق شديد، إلى أن هدأ قليلاً .
يوسف: ها بنات؟ انتهيتما؟
صفاء: لا ليس بعد.
حدّقَ يوسف في الأغراض الكثيرة التي يحملانها ليُردِف بصدمة: تمزحين صح؟
انفجرن نور ضاحكة لردّة فعله :ههههههههههههههههههههه‍ه لا إنها لا تمزح أبدًا، تريد شراء المتاجر كلّها .
                    ___________________

غالية:رائد ماذا تفعل هنا ؟ أظن أن موعدنا كان على السابعة،أليس كذلك؟!
رائد: نعم، لكنني أردت أن أنتظرك هنا .
غالية: لديّ عملية لأجرِيَها ، سنخرج عندما أنتهي.
رائد: تبدين جميلة باللباس الطبّي.
غالية: شكرا رائد هذا من ذوقك، أنت تجاملني كثيرا.
رائد : ليست مجاملة .

غالية: حسنًا يبدو أن حقا بعض الأشياء لا تتغيّر.
أحمد: ههههههه يبدو ذلك.

بعد فترة خرجت غالية من المشفى لتجده مستندًا على السيارة يدخّن سيجارته ببطء .
اقتربت منه ليلاحظ وجودها (لطالما كانت جميلةً وأنيقة، ملامحها الهادئة وعيناها الناعستان كذنبٍ لا يغتفر لم أستطع يومًا ألاّ أطيل النظر إليهما، تمشي كخطيئةٍ لا يمكن الإقتراب منها أو تقليدها، كلّ خطوةٍ تخطوها تهزّ أفئدة من حولها، تلك الظالمة).
Outfit ghalia:

غالية: تأخرت عليك!
رائد: لا، تفضّلي(فتح لها الباب)
غالية: شكرا للطفك .
شغّل رائد بعض الموسيقى التي كان يسمعانها في ما سبق،
غالية: مازلت تتذكر.
رائد وعيناه على الطريق: بعض الأشياء لا تُنسى، خاصّةً ما يتعلّق بكِ.
غالية تتنهّد: رائد، رجل الشرطة الصارم .
رائد بهدوء: غالية،الجرّاحة الحسناء.
غالية: ههههههههههه لا تبالغ رائد أرجوك، لستُ بذلك الحسنِ الذي تجاملني به .
رنّ هاتف غالية: أهلاً نور كيف حالكِ عزيزتي؟، نعم، إنه بخير لا تقلقي عزيزتي، نعم سأكتب على خروجه غدا بإذن الله تعالى ، حسنا طمّئني والدتك لأنها تقلق بزيادة.

رائد: كيف لا أعلم أنكِ عمّة نور؟ كيف لم أرها من قبل؟
غالية:كيف لا أعلم أنك صديق أحمد؟كيف لم أره من قبل؟
رائد: ههههه، لا أعرف لكنك لم تكوني مهتمّة بمعرفة أصدقائي أبدًا، لطالما كنتِ انطوائيةً لا تتعرفين على أحد.
غالية: هههههه يبدو أن بعض الأشياء تتغيّر.
لينفجر الإثنان ضاحكين،
                   _______________________

أحمد: إذا سيخرج غدا، حسنا سأمرّ عليكِ صباحًا لآخذك وخالتي لإحضاره.
نور: لا داعي لذلك، سيأخذنا يوسف معه .
أحمد بنبرةٍ شبه غاضبة: ولِما يأخذكم يوسف؟ لما تذهبين معه؟ ماذا أفعل أنا إذا أقشّر بطاطا؟!
نور: ههههههههههه لم أقصد ذلك، لكنني لا أريد إزعاجك، السيارة في منزل ميار ولم أرجعها بعد لذلك سيحضرها يوسف ويأخذنا في طريقه .
أحمد بعتاد: لا داعي لذلك سآخذكما أنا، وأحضر السيارة كذلك، لا تقلقي على انزعاجي، أريد أن أنزعج أنا حرّ.
نور: همم حسنا لا بأس بذلك،
               _________________________

رائد: هههههههههههه نعم ثم قال بنبرةٍ غاضبة: أيها الجندي، أنت معاقب،ستركض حول الملعب خمسين مرّة،
ومن شدّة غضبي قلت بسخرية : لو جعلتها مئة، فيُردف هو بحنق : لك ذلك 100 .
لا أذكر كيف أكملت تلك الجولات دون أن أموت ههههههههه،لقد كانت أيّامًا صعبةً جدا .
غالية: ههههههههههه الحمد لله أنّها انتهت بسلام.
رائد: حسنا، بغضّ النظر عن بعض الحروق والكدمات في التدريبات القاسية.
غالية: جعلتك رجلاً مختلفًا.
رائد: حقا؟!
غالية: ملامحك حادّة وباردة، عكسَ ما كانت عليه، لطالما كان وجهك مبتهجًا ومسرور.
رائد: حسنا، قد تحصل بعض التغييرات، مرّت سنين عديدة، جعلتني أغيّر تفكيري ومبادئي،
صمت لوهلة، ليُردِف بصوتٍ هادئ : غيابكِ كان أكبر مساهمٍ في تغييري،
غالية بكلّ هدوء وصوتٍ متّزن: أقدار.
رائد: لقد كان والدكِ قاسيًا على كلينا .
             _________________________

صفاء بصوت عالٍ: يوسسسففف، هناك من يسأل عنك.
يوسف : من؟؟
صفاء: تعال لترى بنفسك.
الفتاة: تنحّي جانبًا من فضلك، لن أنتظره أمام الباب.
نظرت لها صفاء بدهشة، لتُردِف الفتاة مجددا: لا أعرف لما تزوّجكِ أنتِ، طلبتُ منه أن ينتظرني بضع سنوات فقط، لكنك ظهرتِ من العدم وسرقته مني، حتى أنّني أجمل منكِ ومن إبنك البشع .
نظرت لها صفاء بصدمة، ضحكت بتوتّر لتردف بصوتٍ غاضب عالٍ: يووووسسسسسفففف
نزل يوسف مُسرعًا: ها قد أتيت، ماذا يحدف؟
ارتمت تلك الفتاة في حضنه تعانقه بقوّة، وتنظر لصفاء بحقد،
يوسف: هههههههه ماذا تفعلين هنا في هذا الظلام؟
الفتاة: لم أركَ منذ مدة، لذا أردت أن أسأل عنك .
يوسف : ههههههههه شكرًا لكِ، تفضّلي لتناول العشاء معنا،
الفتاة: متشكّرة، سبقتكم ، والآن يجب أن أعود لمنزلي، الوقت متأخّر، تصبح على خير( نظرت لصفاء لتكمل مشددة على حروف إسمه)عزيزي يوسسسفف .
طبعت قبلةً على خدّه، وأسرعت باتجاه الباب وأغلقته خلفها،
نظرت صفاء للباب، وقف أمامها يوسف يضحك, لتُردف قائلة باستغراب: متأكّد أنها في التاسعة من عمرها؟؟؟!!!
لينفجر يوسف ضاحكًا: منذ طفولتها كانت تقول(يقلّد صوت الطفلة) سأتزوجك حين أكبر، فقط انتظرني خمسة عشر أو عشرون سنة، هههههههههههههههههههههه .
نظرت له صفاء لتُردف بضحكة: لن تصدّق ماقالته لي.
يوسف: أتوقّع منها كل شيء ههههههههههه.
صفاء: اتهمتني أنني سرقتك منها، وأنني ظهرت من العدم هههههههههه و قالت: حتى أنني أجمل منكِ ومن إبنكِ البشع ههههههههههههههههههههههههه،
يوسف: ههههههههههههههه في إحدى المرّات رأتني أحدّث جارتنا، أتت لها وقالت: ألا أتعلمين أنه ممنوع التحدث مع خطيبي، سأقتلع عينيكِ.
صفاء: أتمنى أن يكون مجرّد حب طفولة، ولا يكبر معها فتصبح مهووسةً تحاول قتلي وطفلي ،
جذبها يوسف واتّجها لطاولة الطعام: حسنا يجب أن نغلق الموضوع هنا، ههههههههه لقد فتحتِ دفتر سيناريوهات أفلام الرّعب خاصّتك .

                     _____________________

              مكالمة ثلاثية.
ميار :ستأتيان؟
روان: لا أعلم، دعيني أفكّر .
ميار: لاااا روااان لا تكوني مملّة، هيا سنستمتع كثيرًا .
نور: هههههههههه،يبدو أنها لن تتجرّأ على الخروج مساءًا بعد الحادثة الأخيرة.
روان: أككيييييييييييد لن أخرج مجددا بعد السابعة، لقد سبب لي ذلك الأخرقان أزمة ليليّة هههههههههههه.
ميار: لولا وجود الشباب لكنّا انتهينا.
قاطعتها نور بانفعال: حسنًا ماذا بالنسبة للحيوانة التي كانت تصارعهما وحدها
ميار انفجرت ضاحكة:لن أنسى في حياتي روان حين عضّته، فقام برميِها لتطير بعيدًا وشعرها يغطّي وجهها، لا أعرف كيف كبحت ضحكتي في تلك اللحظة .

Comment