Ch 6







لأيام لم يكن الوضع يروق لساكرا وتريد أن تنهيه ، فالوصول إلى العرش بات حلمًا صعُبَ عليها تحقيقه مع وضعها هذا


نامت تلك الليلة أيضًا من دون أن ترى زوجها أو حتى تنتظره ،


وجدت نفسها أمام ذلك التنين العظيم ، رأته يفتحه فمه الضخم وينفث


النار عليها شعرت بدمائها تغلي بشدة تمنت أن يستمر في حرقها


حتى تُضحي رمادًا لكن الحُلم قُطع بعد ان أيقظها الزعيم ، بعد هذا


الحلم لم تعد تتألم من الزعيم ولم تعد الرضوض و الكدمات تظهر على جسدها


...


أخذ قُربته وبدا يملئها من مياة النهر ، شرب منها القليل ثم عاود ملئ ما شربه اغلقها بأحكام وتأكد بأنها لا تقطر ، ربطها بخيله ثم صعد عليه وضربه بخفه حتى يبدأ بالسير من جديد ، منذ خرج من مملكة كونوها قد مضى ثلاث أيام يحاول الوصول إلى الجانب الأخر من الغابة حتى يقترب من قرية الظلال


الغابة هادئة وهذا غير عادي أبدًا ، بدأ يسرع في سيره بحصانه وكما توقع كانت هناك أعين صفراء تتربص به من بين الشُجيرات الصغيرة


أمسك بغمد سيفه بقوة بيده اليمنى ينتظر أي هجوم حتى يستله


يبدو بأنه دخل عن طريق الخطأ منطقة أنغال الغابة ، لم يسبق له وان رأهم بشكل مباشر المرة الوحيدة التي كان من الممكن أن يلمحهم بها والده قرر الانسحاب ، في الواقع هذا كان قررًا سليماً فأنغال الغابة عدائين تجاه البشر بشكل خاص ، بدأ في أتباع طريقة والده السابقة و الابتعاد بشكل ودي سلمي


لكن !


كلما حاول الابتعاد يجد بأنه يعود للنقطة التي كان يقف عندها في المرة  السابقة


أدرك أن هناك من يعبث به لا يرغب منه مغادة الغابة ، ترجل من خيله وهو ما زال يمسك غمده بحذر ، كان الهدوء هو ذاته من ذلك اليوم ، لا اصوات مهما حاول الإصغاء ، قرر ربط خيله و السير عله يخرج من هذه الدائرة


بعد مدة من السير ، توقف أمام شجرة ضخمة منقوش عليها ملامح حزينة بعينين مغلقتين تنساب من خلالهما الدماء ، كانت شجرة بيضاء وأوراق حمراء دموية


فجأة !


شعر أنه  محاصر استلَ سيفه متخذاً وضعية القتال


ساسكي بصوت عالٍ : أينً ما تكون اظهر نفسك


لم ينتظر كثيراً ، خرج مجموعة من الأطفال ذو بشرة خضراء و شعر عشبي مجدول ، كانوا قصار القامة


أنغال الغابة ، لم يسبقى له ان قابل أياً منهم ، لو لم يصفهم له والده لما عِلم بوجودهم


اقترب منه قائدهم ، اخذ وضعية الأستعداد ، شعر بأن يده الممسك بالسيف قد تخدرت فجأة رفع نظره إلى قائدهم ليجده يرفع يده في الهواء ، سحر!


تحدث ساسكي بهدوء : أنا جأت مسالماً ، لست هنا لإلحاق الضرر بكم أو بأرضكم


تحرك القائد متجهاً إلى تلك الشجرة ، أزاح النباتات المتسلقة لتنفرج له فتحة كبيرة وقف قائدهم أمامها ، نظر ساسكي له وقد تبين بأنه يريد منه أن يلحق به ، بعد أن أرتخت يده أرجع سيفه إلى غمده ثم تبع الطفل بحذر ، كان جوف الشجرة مظلماً جداً كان يتعثر في خطواته حتى لاح لهم ضوء قِرميد ، جحضت عيناه من المنظر الذي رأه ، شيخ طاعن في السن يخرج من جسده غصون وأفرع تخترق سقف الكهف والأرض


الشيخ : أقترب


أبتعد الطفل الأخضر عن طريق ساسكي ليتقدم ساسكي لذلك الشيخ


الشيخ ومن حوله الغربان النائمة : لقد حضرت أخيراً أوتشيها ساسكي


ساسكي : من أنت !


الشيخ : انا من كنت تبحث عنه ، وكنت ذاهباً لمقابلته في أرض الظلال


تاهت الكلمات من ساسكي لا يعلم أي من الأسئلة سيخرجها


الشيخ وهو مغمض العينين : كونوهامارو هو المختار ، هو الوريث التالي للغراب ذو الثلاث أعين  لكن لديه طريق طويل من العلم و المعرفة عليه السير به


ساسكي وهو ينظر إلى جسد الرجل : هل كون سيكون ... اقصد....


ضحك الشيخ بخفوت ثم فتح عينيه ليرا ساسكي ان عينيه بيضاء دون سواد في المنتصف : انا شيخ عاجز كبير يا بُني


ساسكي وهو ينفث الهواء براحه : إذاً مالذي عليّ فعله !


تقدم الطفل الأخضر الصغير من ساسكي وعلى ذراعه الممدوى يقف غراب بثلاث أعين حمراء


لم يفهم ساسكي السبب لذلك تحدث الشيخ موضحاً الأمر له  : خذ هذا الغراب وعد من حيث أتيت شقيقك يعلم ماذا يفعل به


مدى ساسكي ذراعة ، قفز الغراب مستقراً عليها انحنى ساسكي قبل ان يلتف مغادرًا


الشيخ موجهاً حديثه لساسكي : مصير عائلتك دموي ، ستواجه الموت كثيراً
لم يفهم ساسكي ما قاله هذا الرجل الذي يتنبئ بمصير قاتم السواد لعائلته


خرج من جوف الشجرة ليجد بأن الحشد قد اختفى ولم يتبقى سواه وذلك الطفل


قبل أن يغادر ساسكي المكان حتى يعود إلى حيث ترك خيله ، مدى الطفل خنجراً له


ساسكي وهو يمسكه : لي !


هز الطفل رأسه بالإجاب ، أبتسم ساسكي له أبتسامه جانبية ثم ألتف مغادراً وجد خيله ينتظره في مكانه فك الرباط ثم أمتطاه ،ضرب اللجام بخف جاعلاً من خيله يتحرك مبتعدًا عن الغابة و الغراب يرفرف بجناحية على كتف ساسكي الهادئ


....


كان كاكاشي يركع أمامها


ساكرا : أرغب بالخروج و التنزه


كاكاشي وهو يعتدل في وقوفه : حسناً سوف أجمع الرجال و أأمر بتجهيز فرسكِ


أشارت له بيدها حتى ينصرف ،وكهذا فعل


غادر كاكاشي وبدأت الجاريات في تزيينها وتغيير ثوبها


اثناء النزهه كانت ساكرا مغمورة بمنظر المروج الخضراء التي لم ترها منذو زفافها بسبب الرمال الصفراء المحيطة بها من كل أتجاه


كان ينتظرها أمام فرسها الذي أهداه لها الزعيم يوم زفافهما


ساكرا تخاطب فارسها كاكاشي : أطلب منهم الوقف أريد النزول و السير قليلاً


كاكاشي وهو يترجل من خيله حتى يساعدها على النزول : أمركِ أميرتي


نزلت من فرسها بمساعدة فارسها ، دخلت من بين الحشائش العالية كانت مفتونة بجمال المنظر تود لو تطلب من الزعيم الإنتقال بالخييم إلى هنا بكنها تعلم بأن طلبها سيقابل بالرفض من قِبله


جلست بهدوء على الأرض ، رفعت رأسها واستنشقت أكبر قدر من الهواء ، رافعه رأسها للسماء مغمضة عينيها بهدوء و استمتاع


كان هناك نوع من الاستهجان بين الرجال بسبب تلقيهم الأوامر من الدخلاء ، لكن لم يكن هناك من يجرأ على أبداء أستيائه من هذا وإلا فإن رقابهم ستدك من قِبل الزعيم


عكر عليها صفو هدوء المكان  صوت خشخشة خطوات أحدهم على العشب شعرت بيد ثقيله تسحبها للوقوف ثم ذات اليد ألتفت على عنقها تعتصره وصوت غليظ مرعب وبعض من اللعاب يتطاير على وجهها إثر قرب فمه من وجهها


الرجل باللغة الديزارتية : من تعتقدين نفسك أيتها العاهرة اللعينة اتجرأيين على أن تملي علينا الأوامر أيتها الدخيلة القذرة


ركلته بقدمها بقوة تراجع اثر الصدمة عدة خطوات ، ما فعلته زاد غضب رجل الدازرت فقد انتقصت من احترامه إمرأة أجنبية


تحدث ولعابه بدأ بالأنتشار و التطاير إثر لكنته الغاضبة : سأهشم عظامك وأجعل خيلي يستمتع بك يا ذات الدماء الفاسـ...


لم يكد ينهي جملته الأخير حتى أحاط عنقه سوط جلدي أطاح به أرضاً وخرج من خلف الحشائش أحد الرجال الأوفياء للزعيم
يجلس على خيله يضغط على السوط بين يديه


ساعد الزعيم بلهجة عامية ركيكة : هل تريدين منا قتله ؟


ساكرا وهي تهندم مظهرها : لا لا داعي لذلك دعه يسير على أقدامه حتى نصل إلى قلب القبيلة


هذا العقاب بمثابة الطعنة له ففي أعراف الدازرتية  السير على الأقدام إهانة عظيمة وتقليل من قيمة الفرد الذي يسر على اقدامه خلف الجميع


...


" بشرط أن تبتعدي عن المشاكل " تحدث وهو يجلس بالقرب من أبنته


قفزت معانقه اياه : أعدك أعدك


بعد أن فكت العناق أردف : لقد تحدثت مع والدتك كان هناك أعتراض من طرفها لكنها أقتنعت في النهاية


تن تن وهي تجلس على الأرض مقابلة والدها الذي كان يجلس على الكرسي الخشبي : إذاً متى أستطيع أن أبدأ التديب ؟


فوجاكو بعد ان اطلق ضحكة قصيرة : بعد ان ينتهي الجنود من التدريب سيتم إفراغ الساحة حينها ستقابلين مدربكِ


كان حماسها في أوجه ، نظرت إلى فستانها لتردف : عليّ الذهاب والبحث عن ملابس تلائم التدريب ، أعتقد بأني سأستعير ملابس كون


نظرت بحزن إلى والدها ليردف وهو يبعثر شعرها : لا بأس سيكون بخير


هزت رأسها بحزن ثم توجهة إلى غرفة شقيقها الفاقد للوعي


كان إيتاشي يجلس بجوارة عاقداً ذراعيه أمام صدره ينظر إلى شقيقه بشرود


دخلت تن تن بعد أن طرقت الباب بخفه


" تفضل " أتها صوت شقيقها من داخل الغرفة


دلفت الغرفة بهدوء على عكس طبيعتها الصاخبة ، أقتربت من جسد شقيقها الغائب عن الوعي وضعت يدها بخفة على ساقه الممدودة


تن تن بحزن : كون لقد غفوت كثيراً


إيتاشي وعيناه لم تبرح كونوهامارو : سيستيقظ


تن تن : حقاً


أبتسم لها إيتاشي : أجل


لم تطل تن تن المكوث جاءت لأستعارت ملابس شقيقها والأطمئنان عليه ثم غادرت


عاد إيتاشي للجلوس بوضعيته السابقه وهو ما زال ينتظر أن يستفيق شقيقه حتى يسأله عن ما قاله


...


في المساء طلبت ساكرا من جواريها تبريجها وصنع حلي خاصة بالقبيلة حتى ترتديها


كان كاكاشي يقف خلفها : على الزعيم أن يعلم بشأن هذا المتمرد


ساكرا وهي ترفع شعرها الطويل حتى تضع لها الجارية العقد المصنوع يدوياً : لا


كاكاشي بتعجب : لكن ...


ساكرا وهي تقف : قلت لا لين يخبره أحد لقد حللت الأمر بالفعل


لم يكن كاكاشي مقتنعاً لكنه لم يجرأ على أخبراها بستنكاره للأمر


خرج مع الجواري بعد أن أمرتهم بذلك ساكرا


جلست ساكرا على فراشها المرتفع نسبياً عن الأرض وهي تنتظر الزعيم بصبر طويل


كان انتظراها له طويلاً لكنها لم تيأس من قدومه فعلاً ها قد أتى


جفل الزعيم بخفه عندما لاحظ أنتظارها له فهي لم تنتظره قط


تحدثت ساكرا باللغة الدازرتية : لقد أشتقت لجوارك يا شمسي


...

Comment