|يمكنك المجيئ|

أنا هو من ينادى للتنظيف المتسخ
عملي يبدو سهلا فهو عبارة عن التنظيف، التنظيف جيد.

لكن أنا أقوم بذلك التنظيف المتسخ فأنا منظف ساحات الجرائم.

بعد إنتهاء الاستجواب و كل تلك الأشياء الأخرى، ينادونني كي أنظف تلك الدماء و القاذورات المخلفة، و في بعض الأحيان أعمل مع الحُراس فقط لكي لا يضيق نطاق عملهم بالقاذورات.

عملي يبدو مثيراً بعض الشيء، لكنه ممل فأنا أعيش في مدينة صغيرة، كل الناس هنا محافظون و مستواهم قار لدى الجرائم هنا كالجواهر نادرة.

لقد طالبت بنقلي إلى مدينة أخرى لكن كل الأماكن ممتلئة، لذى صرت أرتكب الجرائم بنفسي، إن لأمر ممل أن تنتظر مراهقاً أحمق كي يقدم على الانتحار، أو عجوزاً فقد كل حواسه أن تصيبهُ سيارة أو مجرماً من المدن المجاورة حدث و وجد هنا أن يطلق على امرأة في سوق تجاري صغير.

لقد سمعتهم دائما يقولون إن أردت شيئاً إفعله بنفسك، لذى ها أنا أقتل ليلاً و أنظفه صباحا.

--

كالعادة يقف هناك و جالس يراقب ذلك الشخص الذي لا يتوقف عن الضحك بضحكاته المُريبة...

ريندو هايتاني..

لطالما كان شخصية غريبة يتبع اخيه الأكبر ران هايتاني كنت حارسهما الشخصي و اتبعها اين ما ذهبا

حيث كان ران يرتكب جريمة قتل حتى في مراكز التسوق لسبب تافه..

"أنت الى ماذا تنظر؟ هل تريد ان اقتلع عينيك"
هذا ما قاله ران في احد المراكز و لم يكن يمزح..

حيث استدرج هايتاني رجل الذي شاجره الى الحمام و انا وقفت خارج المكان سرعان ما خرج ران و يتساقط من شعره بعض قطرات المياه

"نظف الفوضى التي بالداخل"

قال هايتاني ران و خرج من بعده ريندو الذي يبدو و انه كان متفرجً فحسب

"حاضر سيدي"
لم ينطق اي احد منهما اسمي من قبل لأنه لا احد يهتم لهويتي..و هذا يطمئن 

دخلت الى حمام الرجال و لم اتعب نفسي في البحث لأن الدماء كانت تسيل من الباب الرابع و هو الأخير ذهبت الى اقرب مخزن و احضرت ممسحة

سحبت جثة الرجل و قمت بجرها الى اقرب نافذة في حمام الرجال و رميته خبأت جثته بينما عدت لتنظيف المكان

أوبس.. أنها عينه اليسرى أمسكتها ووضعتها في المرحاض و انا متأكد ان الاسماك ستجد عين خضراء اللون.. حرقت الجثة و غسلت يدي

بعدما انتهيت خرجت و لمحت ران و ريندو هايتاني يضحكان و يحتسيان القهوة في احد المقاهي في المركز التجاري كأنما لم يفعلا شيئاً

ذهبت إليهما ووقفت بجانبهما صامتاً كعادتي توقفا عن الكلام فجأة رمقني ريندو بنظراته و حاجبيه المجعدة بعصبية كالعادة

"أنت"
نطق السيد ريندو وهو ينظر الى ران لم أجيب ظننت انه يحدثُ أخيه الأكبر

"هل أنت أصم؟ أنا اناديك!"
هسهس بصوت عصبي و قد رمقني بغضب عارم

"نعم سيدي!"
قلت بسرعة بينما اتحاشى النظر إليه

"هل تعمل لدى أحد غيرنا من المنفذين في بونتين؟"
سأل السيد ريندو و هو اعاد بصره الى اخيه

"فقط في يوم الاربعاء سيدي أعمل لدى السيد كاكوتشو"
وضحت بصوت واضح و مفهوم لكنه قد تغابى

"هاه؟ الاربعاء؟ هل تعني انك ستذهب غداً عند كاكوتشو؟"

"نعم سيدي لأنك انت و السيد ران لستم موجودين في اليابان يوم الاربعاء"

"من أخبرك بهذا؟"

"السيد كاكوتشو.."
قلت بتوتر بعد ان زالت ابتسامة السيد ران

"لمَ كاكوتشو يخبر شخصاً مثلك بأمور سرية كهذه؟"
سأل ران بهدوء وهو يرمقني بحدة

"أيها الوغد هل تتملق ب
لكاكوتشو للوصول الى معلومات سرية؟"
نطق ريندو و قد نهض من مكانه

"أبداً سيدي اعذرني على وقاحتي!"
قلت بصوت شبه عالي بسبب التوتر

"هل ترفع صوتك علي ايضاً؟"
أغمضت عيني مستعد لتلقي الصفعة او اللكمة العالمية من السيد ريندو

"لقد نلت منه يا ريندو"
فتحت عيني حينما لم اتلقى الصفعة و سمعت قهقهة ران و ريندو بصوت عالي

اللعنة.. هل أنتما ثملين؟ اقسم اني رأيت يرتشفان القهوة..

"أسمع غداً ستأتي معنا لانك حارس لست سيئاً"
قال ريندو و عاد الى كرسيه بطبيعية

"هل يمكنني المجيئ حقاً؟!"
همست بهدوء يصاحبه التوتر اشعر انها نهايتي و هذا فخ

"يمكنك المجيئ"
قال ريندو بحدة يبدو انه سمع كلامي..

"عملك سيكون تسلل بينما نحن سنتكلم مع احد الشخصيات المساهمة في محاولة تدمير بونتين أنت ستدمرهم من الاعلى"
وضح السيد ران و هو يبتسم بوجهي

أبتسامته لا تريحني..

"حاضر سيدي"
قلت بينما نظرت الى ريندو بشك

لمَ يستدعون شخص مثلي الى اجتماعاتهم و مقابلاتهم حتى مهماتهم!

عدت الى مقر بونتين وقابلت في طريقي السيد كاكوتشو وقفت امامه على عجل و انحنيت

"اعذرني على مقاطعتك سيدي، هل يمكنني اخذ من وقتك بضع ثواني؟"
لازلت انحني حتى سمعت موافقة السيد كاكوتشو لأرفع رأسي

"أخبرني السيد ريندو و السيد ران انهم يريدون قدومي معهم لأنجاز مهمة يوم الاربعاء الذي أعمل فيه تحت امرتك"

عقدت حواجب السيد كاكوتشو بغضب و بدأ بالكلام بغيض بادي على ملامحه

"ران و ريندو؟ لابد انهما يعبثان، ليس هناك حل معهما الا الزعيم"
قال السيد كاكوتشو و غادر بعصبية متجه لأكثر مكان محرم بالنسبة إلي

غرفة حاصد الارواح عن بُعد

سمعت انه الزعيم و اسمه مايكي.. الجميع ينادونه هكذا..

ما لبثت دقائق حتى فُتح الباب مظهراً السيد كاكوتشو وهو يناديني

"أنت! تعال الى هنا"
ذهبت حيث يتواجد السيد كاكوتشو و الطعام الذي بمعدتي بدأ يعتصر و سوف يصل الى حلقي من التوتر

"نعم سيدي"
دخلت بعد ان طرقت الباب

"ما اسمك؟"
شعرت ان الدم توقف عن التدفق حينما سمعت صوت الزعيم لأول مرة

"يوشيرو يوكتو سيدي.."
قلت بينما أتحاشى النظر بوجهه كان يمتلك هالة تبث الرعب في قلوب من يقف بالقرب منه

"يوشيرو ماذا قال لك ران و ريندو بالضبط؟"
مهلاً.. هل هذه سيؤدي سيد ريندو مهمة بدون اذن الزعيم.. ايضا يورطني؟

"قال انه علي الذهاب معه في مهمته"
قلت دون توضيح مما تسبب في غضب الزعيم مايكي و لكم طاولته بقوة

"أهذا تسميه توضيح؟"
هسهس بعصبية

"اخبرني السيد ران ان علي الذهاب معه حيث احد الشخصيات المساهمة في محاولة تدمير بونتين و أنا سأقتل الاشخاص من اعلى المكان الذي سيجلسون به"

تنهد المدعى مايكي بعصبية و أخفض رأسه حتى قال مخاطباً كاكوتشو

"كاكوتشو أحضرهما الى هنا"
نطق بهدوء وهو يحاول ان لا ينفجر

بعد عدة دقائق من وقوفي كتمثال اثري دخل السيد ريندو و معه ران يبتسم كالأفعى السامة

"هل هنالك مشكلة زعيم؟"
من الواضح السيد ران كان يحاول استفزاز مايكي

"هل كنتما ستذهبان الى هناك دون علمي حتى؟ من تظنان نفسكما بحق خالق الجحيم؟"

أغمضت عيني بأنزعاج حينما بدأ الزعيم بالصراخ و ران يتكلم ببرود مستفز

انا نفسي وددت لكمهُ حتى ينزف

"أوه، نحن نعتذر لكن لا تقلق يا زعيم المهمة ليست صعبة علينا"
نطق ران بهدوء و نظر الي واضع كف يده على كتفي مربتً عليه

"أيضا هذا الفتى سيكون برفقتنا، لن تمانع صحيح كاكوتشو؟"
نظر كاكوتشو الى ران الذي قد نطق بهدوء

"خذه، لكن صدقني إن فشلتما سأطلب من سانزو التجارة برأسكما بدلًا عن الغزلان"
فتحت عيني بصدمة لقد قبل انضمامي للمهمة!

عندما خرجنا انا و السيد ران و السيد ريندو لم اجرئ على النطق بحرف ما فعلته خاطئ نوعاً ما بسبب قولي الحقيقة التي تغضب الزعيم لكن ان امتنعت عن الكلام سأموت بطريقة ابشع...

"ما هذا لون شعرك الغريب؟"
سألني ران بينما يمسك خصلة من شعري

"انه شيئ وراثي.."
قلت بتوتر بسبب بدأ محادثتنا بهذا الشكل

"مرض؟"
نطق ريندو بينما عيناه تنظر الى الامام

"نعم.. نوعاً ما"
أكره هذا السؤال حقاً

"تساءلت حقاً ما هذا حواجبك و شعرك و حتى رموشك باللون الأبيض ظننت انه مصبوغ"

"أعتقد انها متلازمة وراثية"

لم أُعلق على حديثهما اكتفيت بالصمت معتاد على الاسئلة التافهة التي تطرح علي كأنه على كل شخص ان يولد مشابه للآخر

"لتكن مستعداً غداً"
قال السيد ران بينما قد غادر هو و السيد ريندو أما انا ذهبت الى منزلي للاستعداد الى مهمتي الخطيرة..





--



يتبع...






يوشيرو يوكتو

















Comment