بعد تلك الليلة الحافلة قرر نيكس أخذ أدريانا لمنزلها كون الوقت صار متأخرا و لا يريدها ان تعود وحدها حتى لا يصيبها مكروه ما.. وقفت سيارته أمام منزل ميراندا شريكة السكن التي تحدثت مسبقا معها في الهاتف.. و ذلك بعد أن مرا على منزلها القديم لتأخذ أغراضها و ترحل من ذاك الحي بشكل نهائي.. لحسن الحظ ميراندا لم تكن وقتها بالبيت كونها تعمل بدوام ليلي (غير أنها راقصة تعر فهي تعمل متأخرا في إرضاء الزبائن 💀).. حمل نيكس الحقائب عنها و دخلا سويا للمنزل.. وضعها جانبا و تفقد مكان عيشها و تأكد من ألا تحتاج شيئا آخر في غيابه.. لم يرد الرحيل لكنها أجبرته لذا اكتفى بتقبيل جبينها و الانصراف.. أخيرا بعض الوقت لتختلي بنفسها.. رتبت أغراضها في المكان المخصص لمبيتها و زينت غرفتها بصور احتفظت بها بعد أن وجدتها في منزلها القديم المحترق.. رغم ان الصور في حالة سيئة إلا أنها أصرت على الاحتفاظ بها كونها تذكرها بماضيها الجميل مع عائلتها.. أخيرا انتهت من توضيب المكان و استندت على سريرها لترتاح و تنام لكنها ظلت مستيقظة لبعض الوقت.. استرجعت شريط حياتها للخلف قليلا و تذكرت يومها مع نيكس في بيت بي ( اختصار بياتريكس من الآن فصاعدا لأني كسولة لكتابة الأسماء كاملة
(ᗒᗣᗕ)՞
تذكرت كم كان لطيفا للغاية معها و كم كان يكترث لمشاعرها.. أحست بشعور جميل ناحيته و لم تنكره البتة.. فكرت في إعطائه فرصة و محاولة التعرف عليه كذلك.. كان انجذابا متبادلا بينهما.. تذكرت لمسة يده و قبلته.. دفء حضنه و عطره.. كل شيء به يثيرها لكنها سرعان ما استيقظت من عالم أحلامها الوردي لم تريد التسرع بالوقوع في حبه حتى تتعرف عليه جيدا و من يكون فعلا فهو نوعا ما لا زال غامضا في نظرها.. نفضت عنها تلك الأفكار و استعدت لنوم هانئ أخيرا ستنام فوق سرير ناعم و ليس تلك الأريكة المهترئة و التي تفوح منها رائحة الذخان و تلك العتمة المريبة..

Flash Back :

ليلتها تلك لم تستطع النوم فما إن سمعت وقع خطوات تتجه نحوها في تلك العتمة قلبها كاد يتوقف في مكانه لكن سرعان ما تنفست الصعداء ما إن اشتمت عطره.. تقنيا لم تكن مرتاحة كليا لكن حضوره هو أفضل من حضور سكير أو رجل عصابة مرعب.. كانت تتخذ حذرها رغم إدعائها بالنوم حينها.. لكن ما إن شعرت به يحاول لف غطاء عليها و سترته فوقها كي لا تشعر بالبرد رفرف قلبها حينها من طيبة قلبه و عطفه.. سمعته يبتعد عنها قليلا لذا اعتراه الخوف من أن يذهب و يتركها وحدها في ذاك المنزل المهجور.. حينها نطق نيكس بهمس مسموع :" تبا أين سأنام الآن.. النوم في السيارة يرهقني و لن يسعني تركها وحدها هنا.. تبا سأنام على هذا الكرسي المهترئ أمل ألا ينكسر بينما أجلس عليه !"
أخفت أدريانا وجهها تحت الغطاء لم ترد منه أن علم أنها مستيقظة و تستمع له.. كانت سعيدة حينها بتواجده قربها و هذا ما جعلها تغط في نوم عميق.. في صباح ذلك اليوم استيقظت و ظنت ان ما حدث ليلة البارحة مجرد حلم لا غير لتتفاجئ بعطره الرجالي يغمر مجال تنفسها.. فتحت عينيها و رأت سترته و الغطاء معا لتبدأ في الهلوسة مجددا و تتفوه ببعض الكلمات.. و هنا تماما تحدث نيمس لتستدير صوبه و تتيقن من أن ما حدث سابقا ليس حلما بل حقيقة.. كانت سعيدة في قرارة نفسها لكنها لم ترد إظهار مشاعرها له بتلك السرعة..

Back to the story :

بمنزل بي كان الشابان في الحديقة يشربان الخمر بينما بلعبان البوكر و ذلك بعد أن انسحبت بي و أخذت صغيرتها ليناما سويا بعد يوم حافل لكليهما..
فينشينزو:" وقعت في الفخ يا صغيري!"
لوتشيانو :" لم أظهر ورقتي الرابحة بعد يا عزيزي!"
فينشينزو:" صدقني لن تكون ورقتك الرابحة أفضل من أوراقي لذا استسلم و اكشف اوراقك سريعا فهناك صحون عديدة تنتظر من يغسلها!"
ليسلم لوتشيانو امره له و يستسلم كاشفا عن اوراقه فوق الطاولة ليتلوها اوراق نيكس و التي شكلت ضربة قاضية ل لوتشيانو المسكين.. الآن عليه ارتداء المئزر و غسل صحون بحجم جبل شامخ..
لوتشيانو :" ما كان يجدر بي المجيء إلى هنا! "
فينشينزو :" هيا! هيا! كفاك عويلا و اسرع بغسل الأطباق عزيزتي!"
ليتنهد لوتشيانو باستسلام و يدخل المنزل متجها صوب المطبخ.. أما فينشينزو استند بظهره على الكرسي و أشعل سيجارا ليذخنه بينما يناظر السماء.. كانت قاتمة السواد و تتخلها جواهر متلئلة أنارت المدينة في تلك الليلة الهادئة.. وصلته حينها رسالة غيرت معالم وجهه من الاسترخاء إلى الصدمة.. عيناه كادتا تخرجان من مكانهما ما إن تلقى الرسالة بدا الوضع جادا.. اضطر للمغادرة تلك الليلة دون كلمة واحدة.. صعد على متن سيارته و قادها سريعا نحوه منزله.. لم يدخله البتة بل تقدم نحو باحة القصر و استقل مروحيته الخاصة ليحلق بها بعيدا بينما يجري اتصالا مع أحد رجاله..
حل الصباح سريعا.. كانت أدريانا تتقلب في فراشها لتستيقظ بعدها و تستقيم من سريرها.. اليوم عطلة أسبوع إذن لن تحتاج لمجالسة آش بما أن بي لن تعمل اليوم.. أمضت وقتها في البيت.. قضت أعمال البيت سريعا بعد أخذها لوجبة إفطار صحية و جاء وقت إعداد الغذاء كانت لتوها تفكر فيما ستحضره لتسمع صوت مفاتيح البيت تصدر بمسافة عنها.. كانت ميراندا من دخلت لتوها و كانت تحمل بيدها أكياسا ما.. ألقت على أدريانا التحية و ناولتها الأكياس..
ميراندا :" لا داعي لتعدي الغذاء أحضرت معي طعاما صينيا فلتتناوليه سأذهب أنا لأرتاح!"
أدريانا:" شكرا على الطعام"
ميراندا:" آااه كدت أنسى.. الليلة سيقوم مدير الملهى بغلق الملهى القديم و سننتقل لملهى جديد حيث سيقام الافتتاح لذا أمر الجميع بالحضور دون استثناء بمن فيهم أنت"
أدريانا:" حقااا أووه حسنا! "
غادرت ميراندا و صارت ادريانا وحدها بالمطبخ.. أعدت ما بالأكياس في أطباق و وضعتهم على الطاولة جانبا.. فتحت الثلاجة بحثا عن مشروب غازي و لحسن حظها وجدت واحدا..

: 8:00 AM مساءا

استعدا الشقيقان لوتشيسي ( هذا نسبهما العائلي).. و استقلا سيارة cadillac Eldorado سوداء فخمة بدون سقف و قاداها في حماس تام..

في الجانب الآخر و قبل نصف ساعة وصلت رسالة نيكس الجميع و كان مضمونها أن بجتمعوا سويا في حانة اعتادوا ارتيادها في الأيام الخوالي و هناك سيتفقوا على مكان ما ليكملوا بقية السهرة.. و في هذه الأثناء تجهز كل من فلاد و دانيال و تأنقا على غير العادة و خرجا سويا ليستقلا سيارة Mercedes Benz 300 SL بلون البيج..

أما عن دارك فقد سحب يد ديمون واصطحبه معه للاستمتاع سويا بأمسية الليلة و لحسن الصدفة كان معهم كلا من طوني و أخيه الأصغر سيلاس.. يجلسون جميعا على متن سيارة Chevrolet Impala زاهية الألوان عن سابقاتها..

يقودون جميعهم نحو وجهة واحدة دون غيرها..
اجتمعوا سويا بموقف السيارات و يناظرون بعضهم البعض بنظرات ساخرة.. بعضهم من قفز من المقاعد الخلفية ليترجل من على متن السيارة و بعضهم من خرج من أبوابها..
التقى الفتية ببعضهم و ساروا باتجاه الحانة يعانقون بعضهم باشتياق..

كانت الحانة مليئة و الجو يبدو مرحا و من يعملون بها نشطون على غير العادة.. لاحظوا وجود وجوه جديدة تعمل هناك و كأن صاحب الحانة تغير أو ما شابه.. لم يكترثوا لذا هموا في البحث عن مقاعد لهم في الحانة.. جلسوا أمام الساقي

كان الساقي مشغولا بعض الشيء و هم لم يكونوا على عجلة فقط اكتفوا بالدردشة و مضايقة بعضهم البعض.. كان نيكس حينها منشغلا في الحديث.. لتمر من خلفهم فتاة تدندن ألحان أغنية ما و تذخن سيجارة وضعتها في خاتم إصبعها..

كانت تترنح في مشيتها و تفرد شعرها القصير غير مبالية لأحد تغني مرددة كلمات أغنية إيطالية ترددت لمسامع نيكس و لوتشيانو كونهما إيطاليين أصليين.. كانت في الواقع أغنية Parla Piu Piano..

تذكر نيكس حينها ذكريات شتى جلبتها له كلمات الأغنية.. كما اعتاد على سماعها على لسان شخص قريب منه في الأيام الخوالي..
تخطتهم تلك الفتاة و ابتعدت عنهم متخذة مقعدا لها في ركن بعيد في الحانة و أدارت مقعدها لتعطي بظهرها للشلة و لا يروها.. كانت تستند على الكرسي بظهرها و رأسها يتدلى باتجاههم لكنها لا تراهم.. تذخن سيجارتها في تناغم مع الموسيقى و لا تكترث لمخلوق كان.. للحظة رفعت يدها و فرقعت أصابعها ليتجه نحوها الساقي بيده قنينة مشروب و ناولها ليدها التي لا زالت مرفوعة في الهواء.. احتست معظمها و أخيرا استعادت وعيها بعدها.. في العادة المرء يفقد وعيه بعد شرب تلك الكمية لكن أمر هذه الفتاة غير ذلك.. استقامت من مكانها و هي ترفع كلتا يديها عاليا و تتثاؤب..
داريا ( Daria) :" ااااه وقت العمل!"
لتستدير و تدخل صوب الساقي و تصرفه لكنه احتج كونه يريد أخذ طلب نيكس و الشلة لتحدثه مجددا..
داريا :" أنا سأهتم بأمرهم فقط انصرف!"
لينصرف و بدأت في نزع سترتها البنية..

لتلتقط قميصا أبيض جانبا و ترتديه مع رباطين بالأسود أحكمتهم على حزام بنطالها ثم انتقلت لأخذ طلب الفتية

بعضهم طلب جعة لذا لم تأخرهم أكثر و على الفور ناولتهم طلبهم..

و هنا و بينما تحضر عدتها لتحضير الكوكتيل..

تحدث لوتشيانو بجرأة غير معتادة و طلب منها إعداد كوكتيل له.. لتجيبه بابتسامة ساخرة..
داريا :" بنكهة التوت أليس كذلك!"
لم تنتظر جوابه و استكملت عملها لكن لوتشيانو كان مصعوقا من ردها وحده نيكس و سيشيرو يعلمان بذوقه فكيف لها أن تعلم بذلك.. ظل نيكس يحذق بها بفضول شديد لتجيبه دون النظر إليه..
داريا :" هلا توقفت عن النظر إلي.. تكاد تخترقني بنظراتك يا رجل!"
لكن نيكس لم يجب كونه لا يعلم جيدا إن كانت تتحدث إليه أم لا..استكملت داريا عملها في صنع الكوكتيل و الجميع يراقب حركاتها.. أضافت عدة مشروبات في كأس كبير بنكهات عدة..

ثم مزجتهم جميعا و وضعته جانبا

لتأخذ بعدها وعاء صغيرا تضيف به بعض الكحول..

و تضيف المزيد مستعرضة حركاتها..

و في الأخير قامت بخلط ما في ذاك الوعاء و سكبته في الكأس السابق و أغلقته لتقوم برجه جيدا..

حالما انتهت قامت بإحضار كأس ملائم أشعلت في قعره النار و صار ملتهبا.. أحضرت كأسين أخريين و وضعتها فوقه ليشتعلا سويا..

و بينما أبدى الجميع إعجابهم بمهاراتها.. سحبت الكأسين جانبا و تركت الكأس الأول حتى تسكب فيه الكوكتيل..

لتقوم مجددا بوضع آخر لمسة على الكوكتيل و تقدمه لصاحبه..

تناول لوتشيانو كأسه و ارتشف منه القليل تحت أنظار الجميع لينبهر بمذاقه الذي عجز عن وصفه..

يتبع 🌠