"الأسْـطُــورَة الثَـالثـة :اصْدِقَائهُ يَتَدَخَلُون"

فِـي الجزِيــرة

ظلا يجريان حتى وقفا امام غُرفـة واحِـدة .. دخلا فيها و قبل ان يغلقو الباب دخل النِـمر ايـضاً ..
نظر نُـوح لحُـورية و ابتلع ريقهُ بتوتر ثُم نظر للنِمر مرة اُخرى ..
اقترب النِـمر منهم بِـخفة ووقف امام حُـورِية تحديداً .. كانت حُـورِية ستقع بعد ان اصبحا قدميها رخويان حقاً ...
كانت تبكي بعُـنف و تنتفض من شهقاتِـها حـتى تفاجأت من فِـعل النِـمر ..
اخذ النِـمر يهز في رجلـهُ بعُـنف فصدح صوت ذلِك الجرس المُـعلق في رجله ..
دنـى نُـوح منه ببطئ ثم هبط بجـزعه لأسفل و امسك ذلك الجـرس فتوقف النِـمر عـن فعلته و اصدر صوت مُـنخفض نسبياً ..
مسك نُـوح الجَـرس تحت انـظار حُـورِيـة الخائِـفة .. وجد نُـوح في ذلـك الجـرس ورقه فأنتشلها من رجله.. ابتعد النِـمر عنهم بخفة بعد أن انهى مُـهمته في إيـصال تلك الورقة لهُـم ..
نظر الأثنين لآثاره بخِـفة.. قبل ان تقُـع حُـورِيـة فاقِـدة وعيها.. زفر نُـوح قائلا بضيق :
_يعني حبكت يُغمى عليكي دلوقتي؟.. عايز اشوف الي فِـي الورقة

تأفأف نُـوح و دنـى مِـنها يحملها بخِـفة مُـتجهاً للكُـوخ.. وصل نُـوح للكُـوخ و وضعها على الفِـراش.. ثُم فتح تِـلك الوَرقَـة الصغيرة.. نظر لأمر الورقة بتعجُـب وهو يقرأ ما بِها :
"صُـحابِـي هيساعدُوكوا!"

عقد نُـوح حاجبيه بأستغراب ثُـم وضع الوَرقَـة على الطاولة .. واتجه للخارج يجلب زجاجة مياه افرغ نصفها في وجه حُـورية لتنتفض هـي من على الفِـراش وهي تشهق .. اخذت تُـحاول تنظيم انفاسها وهي تنظر لـهُ بغضب .. قال نُـوح بلا مُبالاة :
_الورقة مكتوب فيها صُـحابي هـيساعدُوكوا

_اردفت بأستغراب :يـعنِـي ايـه؟

_الاسطورة التالتة بتقول ان الحوار فيـه جِـن!

_شهقت حُـورية بخوف تقول :جِـن!.. لأ انا عايزة اروح

_انتِ لِـيه محسساني انِك اول مرة تعرفي؟

_يبني لزوم الساسبينس احنا مش فِـي رواية برده ولا ايه؟

_صح.. المُهم قومي كُـلي انتِ شكلك تعبانـة خالص

_انا مش مُتخيلة ان النِـمر مأكلناش بجد .. الحمد لله

_انا دلوقتي فهمت الراجل دة كان بيقول للنمر ايـه..

_اكيد كان بيقولو ان يدينا الورقة

_اردف نُـوح بإرهاق :الغريب ان الراجل دة عرفنا .. انا بدات اخاف!

_سألت حُـورية بإستنكار :بدات!؟

_ضحك نُـوح بخفة قائِـلاً :اكيد كُـنت متوتر و خايف يعني لازم تستفسري؟!

ضحكت حُـورية و شرد نُـوح في ضحكتها ثُـم بدأ يفوق عقله و استغفر ربه ثُـم حمحم قائِـلاً :
_انا هروح احضر الأكل يعني تعالي كُـلي خلينا مريحين انهاردة و بُـكرة ماشي؟

اومأت حُـورِيـة بصمت و خرج نُـوح يحضر الطِـعام ليأكلا سوياً
ـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عِـند منـزل حُـورِيـة

جلست رُقـية بجانب والدتها قائلة :
_ماما انا عايزة اقولك حاجة مُـهمة اوي

_مش وقتو يا رُقية سيبيني في الي انا فيه

_يا ماما دة كتاب بتاع آآآ

_قاطعتها دولت بغضب :كِـتاب ايـه هو دة وقتُـه؟.. ابعدي عني دلوقتي يا رُقـية

تنهدت رُقـية بضيق ثُـم ذهبت وأخذت الكِـتاب وضعته في دُرج "الـكومودينو".. مُنتظرة والدها يأتي
صدح صوت مُـفتاح في المنزل علمت منهُ انـهُ والِـدها
دلف والدها و جلس على المقعد بإرهاق و تعـب شديد.. هرولت اليه دولت قائِـلة بلهفة :
_عرفتوا حاجـة؟

نفى محمود بحُـزن فضاع امل دَولـت وجلست بجانبه قائِـلة :
_انتَ كُـنت فِـين كُـل دة؟

_اردف محمود بشرود :كُـنت عَــند حَـسَن!

_طيب و عرفت كَـان في القِـسم لِيـه؟

_نُـوح ابنـُه

_مــالُـه؟

_مش لاقِيـه

_اردفت دولت بدهشة :ازاي ؟.. ايه الي حَـصَـل احكِـيلي

_اردف محمُـود بشرود :.......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"الرجُـوع للمَـاضِـي"

وجـد محمُـود حَـسن يجلـس برفقة أنَـس ومُـحمد اصدقاء نُـوح فذهب لـهُ محمُـود يقول :
_حَـسن عايز اتكلم معاك

حمحم كُل مِـن أنس و مُحمد و نهضوا و مُـحمد يقول :
_طيب هنستأذن احنا يا عمُـو و هنحـاول نوصـل لأي حد مُـمكن يوصلنا ليه و لو فِـي اي حاجة بلغنا

اومأ حَـسن و ذهبا الأثنين شاور حَـسن لمحمُود على احدى المقاعد قائِـلاً :
_هَـا خِـير؟

شعر محمُـود بالحُـزن من نبرتُـه و اردف بقلق :
_مَـالَك؟.. انتَ كًُنت امبارح فِـي القسم حصل حاجة لقدر الله؟

_قال حَـسَن بسُـخرية :ايِـه جَـاي تشمت؟

اردف محمُـود بحُـزن حقيقي وهو يشاور على نفسه :
_انَـا يَـا حسَـن؟.. انا اشمت فِـيك انتَ؟.. ماشي يا حَـسن مقبُـولة مِـنك.. قُـولِي انـتَ مالك يمكن اقدر اساعدك

_اردف حَـسن بتنهيدة عميقة :نُـوح ابنِـي مش لاقِـيه!.. هرجع لوحدي تـانِـي

_محمُـود :فال الله ولا فالك إن شاء الله هتلاقيه متقولش كدة ربنا بيعوض يا حَـسَـن و انتَ اتعذبت كتِـير ..

_حسن بسُـخرية :وهو بسبب مين ..؟

_قال محمُـود بصدق حقيقي :والله ما ليا إيِـد فِـي الموضُـوع دة يشهد ربنا ساعتها انِـي زعقتلُه و قولتله ميعملش كِـدة بس هو كان واخـد عقلُـه..

_حـسن :صَـادق صَـادق منا سمعتك بودنِـي

_نظر محمود للأرض بآسى و قال بهمس :عارف انَـك عُـمرك ما هتصدقني و انا عذرك الضنا غالِـي و ادي واحدة بتضيع مني

_قال حـسن بعدم تصديق :بتضيع منك ازاي يعني؟

_قال محمُـود وقد تلألأت الدموع في عينه :حُـورية بنتي انا مش لاقِـيها.. صحينا من النُـوم مكانتش موجودة فِـي البيِـت!

_قال حسن بدهشة :غَـرِيـبة!

_نظـر لـهُ محمُـود بتساؤل :هَـو ايِـه الي غَـرِيـبة؟

_نُـوح ابني صُـحابه صحيوُا مِـن النُـوم مش لاقيينه

_رفع محمُـود كتفيه يقول :اكِـيد صُـدفة

نظر لـهُ حَسَـن و لم يرُد فأستأدن منهُ محمُـود انُـه سيذهب و قَــال لـــهُ إن اراد اي شئ يقُـول لـــهُ ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"عَـودة لِـلحَـاضِـر"

_قـالت دولت بشَـك :بس غريـة برده الاتنين اختفُـوا بنفس الطريِـقة و نفس الوقت

_اردف محمُـود :اكيد صُـدفة يا دَولَـت هُـما ميعرفُوش بعض برده

_قالت دولت بتأكيد :بس كانُـه يعرفُـوا

_رد عليها محمُـود بإرهاق مُـحاولاً تفادي ذلك الجِـدال :انا تعبان دلوقتي يا دولت مش عايز اتكلم فِـي اي حاجة لو سمحتِـي سيبيني ارتاح شوية

اومأت دولت في صمت بينما كـانت رُقَـية جالسة تستمع لحديث والديها ..
ذهبت رُقيـة لذلك الكِـتاب و جلست على الفراش تنوي فتحهُ مهما حدث ...
فلا يوجد وقت لتأجيل اي شئ هي تَـشعُـر أن ذلك الكِـتاب وراء اختفاء حُـورية ...
لِـذا فتحت اول صفحة فِـيه و ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فِـي الجزيـرة

كانا الاثنان يجلسا معاً لياكُـلا .. لاحظت حُورية جرح نُـوح الذي بيده فقالت :
_ايـه الي فِـي ايِـدك دة؟.. دة جرح كبير

_اردف نُـوح بسُخرية :بسم الله ما شاء الله بتسألي و ترُدي على نفسك

_على فكرة مش وقت هزارك الرخم شبهك دة انتَ ايدَك مجروحة و غلط كِـدة مُـمكن يكُـون كبير و يتلوث

_مفيش هِـنا اي حاجة اعمله بيها او اربطه اصلاً

_اردفت حُـورية بثقة :لأ فيه

_انا بقولك دورت مفيش انا مُـتأكد

نهضت حُـورية دون حديث و ذهبت للغُـرفة و خرجت مِـنهُ تمسك إحـدى علب الإسعافات الاولية ..
ابتسم نُـوح و قال وهو يرفع حاجبهُ :
_و انتِ بتمشي بعلبة إسعاف دايما

_أكـيد لأ يا ذكي بس انا إش ضمني مُـمكن يحصلي ايـِه في الجِـزيرة دِي فعلشان كِـدة شلت معايا العلبة دي و اهي نفعتنا .. هات ايدك بقى و بطل لك

ضحك نُـوح على اخر جُـملتها و مد لها يده ...
مسكت هي يدهُ بتوتر و قامت بسندها على الطـاولة .. اخذت حُـورِية بعض الأشياء و قامت بتطهير جرحهُ ببراعة فنظر لها بتعجُـب قائِـلا بإعجاب :
_انتِ بتعملي كويس جدا انتِ كُـنتي شغالة ايِــه؟

_اجابت هي ببساطة وهي تقوم بلف الرباط على يده :صيدلانية

_علشان كدة بقى ..

_اردفت حُـورِيـة وهي تترك يده :اهو خلصت خلاص

_نظر نُـوح ليده ثُـم نظر لها بإبتسامة مُـمـتنة قائِلاً :شُـكراً جِـداً

_قالت حُـورِية بتوتر :العفو انا معملتش حاجة يعني

_لأ متقوليش كِـدة سيد عيب احنا أهل!

قهقهت حُـورية و هي تتجه للغُـرفة لوضع تلك العلبة ثُـم ذهبت لـهُ تقوم بأخذ الطِـعام و ترتيب الطاولـة فقال نُـوح وهو يضع يده على خلف عُـنقهُ :
_حُـورِيـة احنا هنعمل ايِـه؟ يعني اقصد الاسطورة الجاية دي صعبة

تركت حُـورِيـة الصحُـون من يدها تقول بقلق وهي تبتلع ريقها :
_معرفش و متجبليش سِــيرة انـَا خايفة لوحدي اصلاً!

_قال نُـوح :لأ هو احنا معندناش حَـل غير اننا نروح و نشوف ايِـه الي هيحصل.. مُفتاح فَـتح الكِـنز مع الاشطُـورة دِي اكِـيد

_قالت حُـورية تُـحـاول إنهاء ذلك النِـقاش :طيب مُـمكن نتكلم بُـكرة بإذن الله و نشوف هنعمل ايـه انهاردة كان يُـوم صعب و انا و انتَ نستحق اننا نرتاح حتى لو شوية صغيرين .. ولا ايِـه؟

تنهد نُـوح ثُـم اومأ موافقاً إيـاها فأبتسمت هي و اكملت ما كانت تفعل و بعد قليل خلد كُـل منهم للنوم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عارفة ان الشابتر مُـمكن يكُـون مُـمل و كدة بس علشان ميكونش كُـله إثارة ولا ايـه؟

تفتكروا نُـوح و حُـورِيـة هيروحوا ؟

رُقية هتفتح الكِـتاب ولا دة ساسبينس على الفاضي؟

لو فتحته هتعرف الحوار ولا؟

كُـل دة هتعرفوا في الشابتر الجاي ان شاء الله ♡

عـزِيزِي القَـارِئ اتمنـىٰ تدعمنِـي بكُومنت لطِيف وفُـوت يخليني اكمِـل♡

ادخـلُوا جـرُوب الفيسـبُـوك بتاعِـي هتلاقُوه في البايو ♡


دمتُم فِـ حفظ الرحمن ♡

Comment