الفصل الثالث

لا تلتمس منى حباً
الفصل الثالث

رمشت حنين بعينيها مرات متتاليه تحاول استيعاب ما يقول؛ وقد وقف عقلها عن العمل لحظات لتنتبه بعدها لذلك الذى يقف أمامها ويقول مثل هذا الكلام.
ماذا يقول؟
عن أى حفيد يتحدث ؟
هل أخطأ العنوان ؟
بالطبع أخطأ.
همت حنين بغلق الباب وهى تقول : للأسف العنوان غلط
وضع مراد يده على الباب يمنعها من الأغلاق وقال برجاء : أرچوكى إدينى فرصه أخبرك كل حاچه؛ متخدنيش عالحامي أكده
شعرت حنين بالغضب من ذلك البغيض وقالت بحده: قولتلك العنوان غلط وإن ممشتش دلوقت هبلغ البوليس

: بوليس أيه الله يرضى عليكى ، سيبينى بس اشرحلك كل حاچه وبعدين اعملى اللى بدك إياه
أزاحته حنين بيدها وهى تتجه إلى شقة الشيخ صالح لتطرقها بغضب فيخرج الشيخ صالح ويتفاجئ بذلك الشخص الذى يراه لأول مرة فيسأل حنين : أيه ياحنين يابنتى فى ايه ؟ ومين الراجل ده ؟
ظن مراد أنه والدها ليرد مكانها قائلاً: لو سمحت يا شيخنا أنا كنت رايد اتحدت مع بنت حضرتك فى موضوع مهم بس زى ماأنت شايف مش .....
قاطعه الشيخ صالح بحده : موضوع أيه اللي عايز تتكلم فيه في وقت زى ده ، وأنت مين أصلًا ؛ وتعرفها منين
تعب مراد من الجدال معهم لكن عليه الصبر فالموضوع فى بدايته وعليه التحمل : أدنى فرصه أتكلم لول وبعدين هتعرفوا كل حاچه
نظرت حنين إلى الشيخ صالح ليومأ لها لتطيعه وتدلف معهم للداخل

******
خرج قاسم بإبنه من غرفتها بعد أن اطمئن عليها ليجد زوجة عمه والدتها تصعد الدرج لتجده يخرج من غرفتها فتسرع إليه قائله: جاسم وصلت ميتى ياولدى ؟
رد قاسم بهدوء رغم النار اللي تشتعل بداخله من إهمالها لإبنتها الوحيدة
: لساتنى واصل من ساعه أكده

قالت زوجة عمه بخوف
: الدكتور جالك أيه؟ طمنى

التزم قاسم الصمت فتعرف آسيا من صمته أن إبنتها كما قال الطبيب من قبل أيام معدوده
فتنظر إلى ابنها الذى لم يتعدى عمره ستة أشهر والى زوجها الذى يدعى الصمود والله وحده يعلم ما بداخله لتقول بقلب ممزق وعبرات تتسابق من مقلتيها : يعنى خلاص مفيش أمل؟

تعاطف قاسم مع عبراتها، فرغم كل شئ هى والدتها فربت على كتفيها ورد بحكمه: وَلَا يَيَأَسْ مِن رَحْمَةِ اللَّهِ إِلَا ٱلْقَوِمِ ٱلْكَافِرُون
ربنا مداش علمه لحدا ، ويمكن ربنا يخلف ظنهم
خلى ظنك بالله خير وإن شاء الله هيشفيها ويعافيها؛ عشانا وعشان إبنها اللي محتاجها
إدعلها ربنا يشيل عنها ويشفيها .

*******
ساد الصمت بين الجميع بعد أن أنهى مراد حديثه وكأن على رؤسهم الطير ليقطعه الشيخ صالح قائلاً: لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم دى حاجه ولا فى الخيال

هزت حنين رأسها بعدم استيعاب لتقول بشتات: دا جنون ، اللى بسمعه ده الجنون بحد ذاته

ثم رفعت راسها إليه لتقول بشك : مين اللى بعتك تقول الكلام الفاضى ده ؟ عمي مش كده؟!

هز مراد رأسه بتعب وقال
:لا اله الا الله واني إيش عرفني بس بعمك

وضع يده فى جيبه وأخرج بعض الأوراق ويناولها لها قائلاً: أتفضلى الورق دا يثبت كلامى وانى مش بكدب عليكم لا سمح الله
بطاجتي الشخصية وشهادة ميلاد سالم ابن عمى الله يرحمه ، أظن أكده أن الورج دا ينفى أى شك چواتكم.

نظرة حنين إلى الاوراق بين يديها لتتأكد من صحة كلامه فتتسع عيناها بذهول عندما تأكدت من صحته وقالت بحرقه: مش ممكن، أنا مش متخيله أن أم تعمل كده فى ابنها، وجايه بعد العمر دا كله تقول لى حفيد عايزه أشوفه؟!

قال مراد بتفاهم
: هى بردك أم خافت على ابنها الوحيد من الموت وأفتكرت أن دى الطريجه الوحيدة اللي تنجذه بيها، وزي ماجولتلك لما جه الوجت المناسب للأسف جالها معاه خبر موته ومن يومها وهى ملازما فرشتها بين الحياة والموت كل دجيجه
أرچوكى انتي أم وخابره بحرجة جلبها دلوجت

ردت حنين بعناد أرادت به الانتقام منها
: لأ

ضيق مراد حاجبيه قائلاً: يعنى أيه؟ هتحرميها
تشوف حفيدها ؟

ردت حنين بعناد : أيوه بحرمها تشوف حفيدها زى ماحرمت ابنها منها ودا آخر كلام عندي.

نظر مراد إلى الشيخ صالح كى يقول رأيه ليومأ له ويوجه كلامه الى حنين قائلاً بحكمه: _مينفعش اللى بتقوليه دا يابنتي، دي واحده على فراش الموت زى ماقالك وحرام عليكي تحرميها منه، وبعدين إنتي أم وعارفه
القطة لما بتخاف على عيالها بتاكلهم وهى فاكره أنها بكده بتحميهم
ومترديش الاساءه بأخرى مثلها
لانت ملامحها قليلًا ليكمل هو:
_وأطمني أنا مش هسيبك وهروح معاكي نخلي الست تشوف حفيدها ونرجع تاني.

ثم نظر إلى زوجته قائلاً: خدى حنين يا حاجه على شقتها وسيبيني معاه دلوقت.

خرجت حنين معها، فنظر الحاج صالح إليه قائلاً: أظن أن من حقي أطمن على بنتي واعرف التار عندكم وصل لفين.

اومأ مراد بتفاهم ليبدأ سرد القصة من بدايتها منذ أن كان العائلتين يختلفون على قطعة أرض
: الموضوع بدأ بأن جدى الله يرحمه أتعرض لأزمه كبيرة أطر وجتها أنه يبيع جطعة أرض لعيلة الرفاعي ومضوا على العقد بس الازمه دي عدت على خير ولغوا البيعة والعقد ضل حدى جدهم الله يرحمه لأن زمان النفوس كانت صافيه ومحدش أدى خوانه للتاني، وبعد موت جدهم عيلة الرفاعى لجيوا فى الأوراج العقد ده وبدأوا يطالبوا بأرضهم
وطبعًا أعمامى وأبوى أنكروا البيع؛ وبدأ التار بجتل عمي فايز ومنها ردها عمي حسين وجتل كبيرهم وكان معاه ولد أخوه
والحكومة اتدخلت وجبضت على عمي وتتحكم عليه

وقتها مرات عمي هربت سالم عشان خافت عليه ولما عمي خرج من السجن
عرف بموضوع سالم وقرر أنه يوصله؛ بس كان كبر وخرج من الملجأ
حاول كتير أنه يوصله بس معرفش
وانتوا عارفين الباجى

ظهر القلق على وجه الشيخ صالح مما جعل مراد يقول
_ بس متخافش محدش منهم يعرف حاجه عنيهم ، هى ضيفه هتجعد عندنا يومين وهتمشى طوالي.

رغم القلق الذى شعر به الشيخ صالح عليها وعلى ابنها؛ إلا أنه لن يستطيع منع أم على فراش الموت من رؤية حفيدها
فقرر تأجيل رأيه للصباح حتى يجلس معها ويعرف رأيها فى هذا الأمر فقال: اتفضل ياابنى نام دلوقت والصباح رباح

******

ظلت حنين تتقلب فى فراشها لا تعرف ما يخبأ لها الزمان
وتفكر فى كلام الحاجه آمال
_ فكرى فى ابنك ياحنين متخلهوش يعيش يتيم وهو ليه أهل وعزوه وينحرم من أهله وهما عايشين زى أبوه
فكرى فى الميزه زي ماتفكري في العيوب
سيبيه يعرف أنه ليه أهل وبعدين أرجعي.

ظلت تفكر حتى تركت أمرها بيد الله ونامت

******
جلس قاسم فى مكتبه وقد جافاه النوم يفكر ماذا سيفعل بعد أن علم بحقيقة
الأمر فظهور تلك المراه وابنها سيقلب الموازين وستتبدل الخطة التى أعدها وهم بتنفيذها؛ وإذا علم عمه بظهورها ستنقلب الدنيا رأساً على عقب .
ماذا يفعل ؟
قطع تفكيره دخول أخيه فهد لتتسع عيونه بالغضب ويصيح به قائلاً: مين سمحلك تاجى أهنه
جلس فهد على المقعد ليرد عليه ببرود: أيه ياخوب هتمنعي أني أشوف أمى عاد؟
وبعدين أنا جاى دلوجت عشان أعرف هتعمل أيه مع مرات ابن المنشاوى

قضب قاسم حاجبيه مندهشًا من معرفته بهذا الأمر ليسأله قائلاً: أنت عرفت منين؟

ظهرت ابتسامه خبيثه على وجهه ليرد قائلاً: زي ماأنت ليك مصادرك أنا كمان لي مصادري
وبعدين مش دا موضوعنا
أنا بفكر في خطة جديدة هتخلينا ناخد الأرض وعليها هديه كمان

ضيق قاسم عينيه متسائلاً
: تقصد أيه؟

جاوبه فهد بخبث: هتعرف بس فى وقته

زم قاسم فمه بغضب شديد ومال عليه يمسكه من تلابيبه ليهزه صائحًا به بغضب : قسمًا عظمًا متتصرف تاني من دماغك دي؛ لأنا بنفسي اللي هكون جاتلك بيدى
ولولا خوفي على أمي كنت عملتها من زمان

أن عملت أى حاجه ترجعنا للتار دا من تانى أنا بنفسى اللي هرميك للمنشاوية، فاهم؟

نزع فهد ملابسه من يد قاسم وهو يقول بحقد: فاهم ياولد ابوي
وخرج من المكتب تاركًا قاسم يفكر فى تلك المصائب التي تتدفق فوق رأسه
الاولى مرض زوجته والثانية ظهور تلك المرأه وابنها، ويبدوا أن ذلك الفهد قد وضعها فى رأسه ولن يتركها .

*********

ظلت حنين طول الطريق تفكر كيف ستكون تلك المقابله، كيف ستنظر فى وجه تلك المراه التي تركت ابنها يعيش مرار اليتم وحرمته من دفئ العائلة التي تمناها كثيرًا
نظرت إلى ابنها الذى أخذ يترقب الطريق بسعادة بالغة؛ لا يدري شيئًا عن ذلك المجهول الذي ينتظره.
هل أخطأت عندما وافقت على الذهاب إليهم وغامرت بحياة طفلها الذى لاحياة لها بدونه ؟
ظلت على حالها حتى وصلوا إلى وجهتهم.

وقفت حنين أمام ذلك المبنى الشاهق
والى تلك الحديقة الواسعة التي تحيط بالمنزل من كل جانب
فقارنت بينها وبين تلك الشقة المتهالك التى كان يقطن بها سالم
ليزداد بغضها لتلك المرأة التي تركت ابنها يعيش تلك الحياة البائسه؛ وتعيش هى فى هذا الثراء.

*********

جلس قاسم بجوار زوجته التى غفت بين يديه بعد أن اشتد بها الألم وظل محتضنها حتى نامت.

رن هاتفه ليجد المتصل الخادمة التي تعمل لصالحه فى منزل المنشاوى؛ وعندما رد عليها أخبرته بوصول زوجة سالم مع ابنها وأبيها .

أغلق قاسم الهاتف ليضغط عليه بقبضته حتى كاد أن يدميه وقد شعر بأن الأمور خرجت عن سيطرته بظهور تلك المرأة
طرق الباب وتدلف الخادمه بعد أن سمح لها بالولوج لتخبره بأن هناك رجل يريد رؤيته
تأفف قاسم لأنه لا يريد رؤية أحد آلان
أشار لها بالانصراف
وخرج لينادي على زوجة عمه كى تبقى بجوار ابنتها كى لا يتركها وحيده
وينزل إلى مكتبه

ولج مكتبه ليجد شخص يبدوا غريب عن البلده من هيئته فرحب به قاسم وجلس قبالته فقدم الرجل نفسه قائلاً: أنا حازم المحمدى ابن المحامى عدلى المحمدى أظن حضرتك فاكر الأسم ده ؟
تذكر قاسم ذلك المحامى الذى أكد لهم إتمام البيع وأخبرهم بأنه أحد الشهود الذين مضوا على العقد

: اه طبعاً فاكره هو كان شاهد على عقد بيع الأرض

اومأ له حازم فيقول بثبات: بالظبط كده وهو دا اللي عايز حضرتك فيه

قضب قاسم حاجبيه لينظر إليه متسائلاً عن معنى كلامه
ليردف الرجل قائلاً: أنا ولدي توفى من مدة قليلة ، وقبل مايموت وصاني أني آجي لحضرتك عشان اقولك الحقيقة

: حجيجه! حجيجة أيه؟

أكمل الرجل قائلاً : حقيقة إن الأرض اللى عليها النزاع دي تبقى من حق المنشاوية يعني البيعة أصلاً متمتش

هز قاسم رأسه بعدم استيعاب مما جعل
الرجل يتابع بإحراج : والدك الله يرحمه لما لقى العقد ولقى أن والدي كان أحد الشهود وهو اللي كان كاتبه؛ سأله عن الموضوع ده والدي وقتها قاله الحقيقة، وعرفه أن البيعه متمتش بس والدك طلب منه أنه يأكد أن البيعه تمت ، ولما رفض هدده وللأسف والدي أطر انه يشارك فى الوزر ده
ولما والدك توفى قرر أنه يعترف بكل حاجه بس عمك كمل تهديد أبوك ومقدرش يتكلم
بس قبل ما يموت وصاني أني آجي لحضرتك وعرفك بكل حاجه

ظهرت الدهشه على وجه قاسم بعد سماع ذلك الكلام وشعر إن الأرض تميل به من شدة الصدمات التى تلقاها خلف بعضها
لم يكن يعرف بأن والده وعمه بتلك البشاعه حتى يوصل بهم الجشع إلى أخذ ماليس لهم به من حق.
ويقفوا مطالبين إياه حتى أزهقوا روح بريئه
تُحامى لما هو ملكًا لها
وضع قاسم يده على رأسه مغمضاً عينيه بالم وهو يتمنى أن يفتح عينيه ليكتشف أن ذلك مجرد خيال وان والده ليس بتلك الجشاعه حتى يفعل ذلك الجرم.
ماذا يفعل الان؟ كيف يكفر عن ذنب والده
وواصله هو بجهاله؟

رفع قاسم رأسه لجد نفسه وحيدًا في مكتبه وليس لهذا الرجل أثر سوى تلك القهوة التي أثبتت وجوده واكدت حقيقة الأمر ليقول بتوعد: عمي

خرج من مكتبه وقد أخذ الغضب مبلغه
وخرج من المنزل متوجهًا إلى منزل عمه المجاور له ليدلفه دون استئذان ويصيح قائلاً: عمي
خرج عمه من مكتبه مندهشاً من اقتحامه لمنزله بتلك الطريقة فيرد عليه عاصم بغضب: خير ياولد اخوى، مالك داخل عالحامى أكده؟ الدنيا اتهدت ولا ايه؟

أكد له قاسم بصوت هادر: ايوه ياعمى أنهدت وانهدت من خمسة وعشرين سنه وبيدك انت وأبوى

عقد عاصم حاجبيه مندهشاً من كلامه ليسأله قائلاً: تجصد أيه؟
تقدم قاسم منه وهو ينظر إلى عينيه: جصدى انت خابره زين؛ إلا إذا كانت ليكم مواويل تانية محدش يعرف عنيها حاچه
تحب نتكلم هون جدام الشغالين ولا ندخولوا چوه نكشف ورجنا براحتنا

هز عاصم رأسه بالايجاب وأشار له بالتقدم أمامه ليدلفوا إلى مكتبه ويغلقوا الباب
: إتفضل بجى ياولد أخوى قولى أيه اللى عملتوا أنا وأبوك خلاك تتهجم على بيتى بالشكل ده؟

أقترب منه قاسم أكثر ليقول بصوت ثابت أراد التلاعب به:
حازم المحمدي كان عندي من دجيجتين ولساته ماشى دلوجت
ظهر الأرتباك على وجه عاصم فيقول بتلعثم: و... وده ..عايز ايه دلوجت؟
رفع قاسم حاجبيه يجيبه بسخرية وهو يلتف حوله ليتلاعب به أكثر: چاى يريح ضميره جبل مايواجه رب كريم
اشتدت نبرته حده وأكمل: جاى يعترف على عملتكم القذره اللى عملتها انت وأبوى
رفع عاصم يده ليهوى بها على وجهه لكن يد قاسم كانت أسرع منه ليمنعه من مواصلة فعلته ليقول بوعيد: يدك ياعمي متترفعش عليا، يدك دى تروح تمدها بالأرض لعيلة المنشاوى، إما إكده أو هيكون ليه تصرف تاني

نزع عاصم يده من يد قاسم بغضب هادر قائلاً: أنت بتهدد عمك يا.......
قاطعه قاسم قائلاً بتحذير: أوعاك، أوعاك تغلط ياعمى لانك لو غلطت هروح أنا بنفسى لعيلة المنشاوى وخبرهم بكل حاچه وشوف بجى وجتها ايه اللى ممكن يعملوه

أمسكه عاصم من تلابيبه وصاح به : أنت عايز تبيعنا للمنشاويه ياولد أخوى؟

نزع قاسم ملابسه من يد عمه ليصحح له قائلاً: لا برچع الحج لصحابه
ثم قرب وجهه منه ليردف بتهديد: متفتكرش أني عميان عن عمايلك أنت وأخوى، أنا بس ساكت ومنتظر أن ربنا يهديكم، بس لو مرجعتش الحج لصاحبه فأنا هكشف كل شىء ، اللهم بلغت
وخرج من منزل عمه يكاد لا يرى أمامه من شدة الغضب ليدلف بعده أخوه فهد الذى وقف يستمع لكل شىء لينظر إليه عاصم قائلاً: شايف عمايل أخوك؟

رفع فهد حاجبه متسائلاً: مالها عمايله ؟ دا حج ولازم يرجع لاصحابه
رد عاصم بغضب شديد: يعنى أرجع الأرض بعد ماخسرت أبنى وأخوى؟ مستحيل

قال فهد بخبث وهو يجلس على الأريكة بأريحية: ولا هنخسر ولا حاجه، النهارده وصلت مرات سالم ومعاها ابنه، بس أيه حاجه من الاخر
وطبعًا هى ليها نص الأرض هى وابنها
بالمختصر كده هنروح لعيلة المنشاوى ونجدم عجد الأرض ونجول أننا بنتنازل عن الأرض عشان نفض التار ده لأجل الأجيال اللى جايه
ووجتها أنا هطلب يد مرات سالم عشان نأكد الصلح وطبعًا الكل فى الوجت ده هيأيد الفكره ، ينفض التار بالنسب
ظهرت ابتسامه خبيثة على وجه عاصم فيربت على كتفه قائلاً: فعلاً أبنى اللي مخلفتوش

***********

********

******

Comment