Part 02 ♠️

ساد الصمت ذلك المكان بعد تلك الكلمة
"يا إلهي"

لم يفكر إدريان في سؤاله عما يحدث في تلك اللحظة أبدا و إكتفى بالصمت لأنه يعلم أن جيوفان متعب لدرجة لا تطاق أبدا
يعرف هذه الحالة التي تصيبه جيدا حيث يخنق نفسه بالأعمال ولا يشارك شيئا مع أحد

لينطق جيوفان مُدِيرًا الكرسي إلى حيث النافذة بينما كأس النبيذ في يده
"إنها لا تتذكر شيئا من ماضيها "

فتح إدريان عينيه بصدمة ينطق بإندفاع
"ماذا؟"

رد عليه جيوفان بتعب يريح برأسه على أعلى الكرسي يغمض عينيه ببطء

"كان هذا متوقعا من البداية... الإصطدام كان قويا جدا "

شرد إدريان في كأس الماء لكلام صديقه غير المتوقع ولم ينطق بعده بكلمة
أيقظه من شروده صوت الآخر

"إذهب لترتاح....غدا نتحدث"

نهض إدريان من مكانه يفتح الباب قائلا

" لا أظنني سأرتاح بعد هذا الكلام "

---------------
______

مضت خمسة أيام وهي على تلك الحالة لا تعلم ما الحالة التي تمر بها
تستيقظ صباحا و كأنه يوم مختلف وجديد وأمامها ذلك المكعب الأسود يردد كلاما غريبا وما كان سوى ما قاله ذلك الرجل قبل أيام فهي تحتاج وقتا لتتدارك ذلك وتستوعبه
إبتمست بخفة حين تذكرت كم مرة رمته على الجدار المقابل للسرير تحاول التخلص منه، لكن رغم كل الصدمات التي تلقاها لم يصبه خدش واحد
حملته بيدها ترميه بعيدا للمرة الأربعين هذا الأسبوع لتعود بها ذاكرتها للوارء حيث أول يوم إستيقظت فيه من الغيبوبة

[* Flach Back *]

حالما أخذ بخطواته إلى الخارج حتى إنهارت بينما قوة جسدها خارت تماما لتسقط من السرير و
تجهش بالبكاء فقد صمدت طويلا كي لا تنهار أمامه

بكت وبكت تتذكر ما قاله من إسمها إلى موت والديها وفقدناها للذاكرة تماما وذكرياتها...... كل هذا جعلها تتشوش وتنظر الفراغ برعب لا تستوعب الأمر
أحست بالمكان يدور حولها
لم تصمد أكثر حتى إستلمت لذلك الشعور الذي راودها

إستيقظت على صوت أحدهم يتحدث بصوت عالي قليلا
جالت بنظرها حول الغرفة وكانت على السرير مستلقية لكن لا أحد هناك
حاولت تمييز من أين يأتي ذلك الصوت بالإستماع بتركيز فإنتبهت إلى علبة سوداء يبدو من شكله المكعب أنه مسجل
إستمعت بهدوء وهاهي نفس الحكاية تُقص عليها من طرف ذلك المكعب
"إسمك فيوران دروفوكسي.... 23 سنة"

أغمضت عينيها تستمع له
فتحت عينيها حينما سمعت إسمه يعاد
"أنا جيوفانوس فوكوفينسكي...الوصي عليك"

أحست أن إسمه كان مألوفا إلى درجة ما و كأنه تررد كثيرا على مسامعها لتمد يدها حيث المكعب الأسود وحملته.... وبدون وعي منها رمته على الجدار بقوة........
سقط على الأرض ليصدر صوت وقع قوي مما جعل رجلا ما يدخل بسرعة ليرى ماذا يحدث

بعلت ريقها برعب حين رأته
كان ضخما يصل طوله إلى مستوى الباب بأكتافه العريضة بملابسه السوداء ووشومه الكثيرة التي تملأ رقبته و يديه و كذلك وجهه لتقول بخوف

" من أنت؟ "

لم يرد عليها ونظر إلى المسجل الذي كان على الأرض يتكلم بما هو مسجل عليه وضغط على زر ما في ساعته جعل الممرضة تأتي خلال ثواني قليلة

"ماذا حدث؟"
قالتها الممرضة تنقل ببصرها بين الحارس وفيوران

رد عليها قائلا

" لقد رمت بالمسجل على الجدار على ما أعتقد "

أومأت له الممرضة لتهم ذاهبة نحوها
لكنها جفلت مكانها بسبب صراخ الأخرى وهي تحمل بالمزهرية التي بجانبها في يدها تقول
"إياك والإقتراب مني.... إياك"

تراجعت الممرضة إلى الوراء
"آنستي أرجوك إهدئي... أنا لن أفعل شيئا، سأفحصك فقط "

"لا أريد أن تفحصيني ... أعلم أنك ستعطينني تلك الإبرة اللعينة كما حدث سابقا "
صرخت بينما تتنفس بصعوبة

" آنستي... "

" إبتعدي عني أنا أحذرك "
قالتها وهي تلوح بالمزهرية في الهواء

إستدارت لتشير للحارس بحركات يدها تخبره بشيء
لكن الأخرى فهمت المعنى من ذلك بسرعة
معناه "إتصل "

عادت إلى واقعها عندما أصدر الباب صريرا قويا دليلا على دخول أحدهم
نظرت نحوه ولم يكن هناك غيره
السيد فوكوفينسكي بشعره الأسود و سمار وجهه وقسماته الوسيمة و أعين الصقر الحادة خاصته التي لم تنساها منذ ذلك اليوم الذي نظر لها بطريقة مرعبة وضخامته بعضلاته المفتولة وطوله الفارغ تتذكره جيدا حين دخل من الشرفة بهالته المرعبة تلك، أرعبها ذلك حقا.... في نهاية عقده الثاني كما إستنتجت قاطع شرودها في جسده بقوله البارد

" هل تستطيعين المشي؟"

أجابته بينما نظرها مزال معلقا عليه
"ليس بعد... "

سكتت ثم أكملت بحماس غريب
"لكن...هل تصدق لقد خطيت خطوتين خلال خمس أيام فقط بعد إستيقاظي... لقد قالت الطبيبة أن هذا عظيم جدا وأكثر فلم يسبق لأحد أن فعلها من قبل"

تسربت من ثغره إبتسامة سرعان ما أخفاها قائلا بصوت شبه مسموع
"سريعة كعادتك"

نظرت له بإستفهام تحاول فهم ما قاله
"ماذا قل..."

قال مقاطعا إياها بينما إستدار يتوجه إلى الخارج
" غيري ملابسك وتعالي....لك 7 دقائق فقط "

"7 دقائق؟ "
قالت كلماتها وتفاجأت من كونه أغلق الباب قبل أن تكمل كلماتها لتقول داخلها
"متعجرف جدا "

خرجت من الغرفة بكرسيها المتحرك بعد أن غيرت ملابسها بمساعدة الممرضة التي تتدفع الكرسي إلى فستان أزرق قاتم يصل إلى أسفل ركبتيها متناسق على سمار جسدها الخفيف بشكل جميل
لتجد حارسين يقفان عند باب غرفتها بملابسهم السوداء وضخامة أجسادهم مع سماعات في أذانهم ليقول أحدهم بينما يشير على الممر
"من هنا سيدتي "

"سيدتي؟ "
قالتها في نفسها بإستغراب و نظرت له بإستفهام وتردد لكن الممرضة دفعت بالكرسي لتخرج بها إلى الباب الرئيسي تتبع ما يوجهها إليه الرجل الضخم
خرجت لتجد مجموعة من السيارات السوداء مشكلةً صفا مستقيما على طول الرصيف

إستغربت كثيرا ولكن زاد إستغرابها عندما فتح لها الحارس باب أفخم سيارة من بينهم جميعا

بقيت تنظر للحارس وتنظر للذي كان جالسا داخل السيارة دون حركة منها لينطق ببرود
"لقد تأخرت 47 ثانية عن الوقت الذي منحتك إياه"

نظرت له بإستفهام وسألت
" هل كنت تحسب الوقت حقا؟"

"وهل كنت تعتقدين أنني أمزح "

أجابت ببراءة تامة كالأطفال

"أجل"

قلب ورقة الجريدة وقال
"أنا لا أمزح بشأن الوقت أبدا.... تذكري هذا جيدا "

ليكمل موجهاً كلامه للممرضة بينما عينيه مازلت معلقة على جريدته

"ماذا تنتظرين بحقك؟ "

إعتذرت الأخرى وتوجهت بفيوران إلى السيارة و ساعدتها في الدخول إلى السيارة و إغلاق الحارس للباب بعد ذلك

إنطلق السائق بهما نحو الوجهة لتنقل ببصرها على السيارة تناظرها بإعحاب فقد كانت فخمة بحق ثم نحو النافذة تنظر للشوارع والمكان في الخارج وكأنها تراها للمرة الأولى في حياتها
أحست بشعور مألوف جدا وكأنها عاشت طويلا لكنها لا تتذكر شيئا
هذه الحقيقة تحزنها جدا

إستدارت إليه وعينينها تتلألئ بالدموع وقالت

"هل كنت أمر من هذه الشوارع؟"
كان سؤالا غبيا إلى حد ما لكنها طرحته

بقيت تنظر له تنتظر جوابه لكنه لم يرد عليها حتى أنه لم يكلف نفسه عناء رفع عينيه إليها
عادت تضع رأسها على النافذة بيأس من كتلة الجليد الجالسة أمامها

مشوا حوالي 45 دقيقة حتى الآن وهم على تلك الوضعية
صمت تام ، هو يقرأ جريدته وهي تناظر الطريق بهدوء
حتى دخلوا في طريق خالٍ تماما
وفجأة ظهر قصر كبير في واجهة الطريق
تفاجأت كثيرا حين تقدموا على الطريق التي تقود له و توقفت السيارات الأخرى عند المدخل أما السيارة التي كانت فيها دخلت إلى الداخل وتوقفت أمام البوابة الكبيرة في القصر
لترى الآخر يخرج من السيارة وترى بابها يُفتح لها من قبل الحارس مرة أخرى وكرسيها هناك والممرضة أيضا لتساعدها على الخروج والجلوس في الكرسي

نظرت للقصر بإنبهار كبير فلفت إنتباهها تلك اللوحة الكبيرة التي تتوسط البوابة الضخمة و التي كانت منحوتتة بحروف كبيرة
والمكتوب كان إسم عائلته

" V O K O V I N S K Y "

إبتسمت بإعحاب وقالت في نفسها
"لابد أن له شأن عظيم"
لم ترى مثل هذه القصور في الحقيقة فإنبهرت جدا مما تراه عينيها

رأته يدخل لتدخلها الممرضة إلى الداخل لتجد مجموعة من الرجال والنساء يبدوا من ملابسهم أنهم مساعدين وخُدام كانوا واقفين مشكلين صفا وفي المقدمة تقف إمرأة تبدو في الأربعينيات من عمرها تبتسم لها بإتساع وتقول
"أهلا بك سيدتي"

وتنحني ثم يتبعها كل من الصف ينحني بينما يقولون بصوت واحد متزن
"أهلا بك"

إستغربت كثيرا من تصرفهم و طريقة إحترامهم لها ومناداتهم لها بالسيدة

إبتسمت لهم ثم قالت وهي تضحك
"فقط نادوني بالآنسة لازلت صغيرة... أنا لم أتزوج بعد"

لتقول السيدة الخمسينية بلطف
"تفضلي معي سأصطحبك إلى غرفتك لابد أنك متعبة"

أومأت لها فيوران وقالت
"شكرا لك"

لتمشي بها الممرضة تتبع الأخرى بهدوء تناظر القصر بإعجاب وإنبهار حتى أوقفتها الممرضة أمام باب حديدي يبدو من شكله أنه مصعد لتدخلا فيه وتقول في نفسها
"وااه مصعد داخل المنزل "
توقف بهم بعد هنيهة من دخولهم لتخرجن منه وقد قابلها رواق طويل واسع يحتوي بطوله على العديد من الأبواب

كان أشبه بقصور العصر الفكتوري من طرازه القديم بطلاء الجدران الأحمر القاتم والأزرق الغامق الفخم و المزهريات الضخمة والأنوار المثبتة بكل مكان وما جعل إنتباهها يُسلب منها، الساعات الكثيرة المتواجدة أعلى الجدران بأشكالها المختلفة.....لم تعد عددها لكن علمت أنها تفوق المئة ساعة أو أكثر
وطول الرواق وهي تتأمل الساعات الكثيرة و هي مستغربة، إلتفتت تريد السؤال لتشبع فضولها لكن وقوف السيدة الأربعينية أمام باب أحد الغرف وقولها منعها من فعل ذلك
"هذه هي غرفتك آنستي"

أومأت لها ليدلفن إلى الداخل

فتحت فيوران فاهها من جمال الغرفة
فقد كانت بأثاث جديد لكن قديم الطراز و تلك النافذة الزجاجية الكبيرة التي تتوسط الجدار المقابل أخذت قلبها حقا
لتوقضها من شرودها السيدة
"أتمنى أن ترتاحي في الغرفة....إن إحتجت شيئا فقط إضغطي زر ساعتك الأحمر"

آومأت لها فيوران ثم قالت
"هل يمكنني معرفة إسمك سيدتي؟"

إبتسمت لها لتقول

" ينادوني دانيلا "

"حسنا.. هل يمكنني منادتك بخالة دانيلا"

"كما تريدين آنستي "

لتهم الأخرى بالخروج بعد إنحناءها

" ساعديني على الجلوس في السرير "
وجهت كلامها للممرضة بينما تنظر إلى خارج القصر من النافذة
فعلت ذلك وقالت
" آنستي إذا إحتجت شيئا إضغطي على زر ساعتك الأزرق وإن احتجت السيدة دانيلا إضغطي على الأحمر ... سآتي حالا فأنا سأكون في الغرفة المجاورة"

ردت عليها بينما تبتسم
"حسنا "

رمت ظهرها على السرير تتأمل السقف
بينما أسئلة عميقة و كثيرة تدور في عقلها

----------------

جالسين كلهم على طاولة الإجتماع بينما هو يترأسهم بكرسيه الضخم
بجانيبه يجلس إدريان و إيفالينا ومارك ومجموعة من رجال الأعمال و الممولين و المستثمرين الراغبين في الإستثمار في مشروعه السياحي بالمكسيك
أدار جيوفان بكرسيه نحو النافذة يعطيهم ظهره ويقول ببرود يناظر ساعته
" لم يصل بعد.... "

ليرد عليه مساعد الغائب بتوتر وقلق على سيده
" سيدي لا تقلق سيصل بعد قليل "

ناظر جيوفان ساعته بينما إبتسامة مريب شكلها ظهرت على جانب شفتيه

"لقد مرت 6 دقائق....مزال بحوزته 41 ثانية فقط"

أومأ الآخر بتوتر يتمنى أن يصل سيده في الوقت المناسب
تسآءل الرجال فيما بينهم عن أهمية هذا الرجل الآتي كي ينتظره السيد فوكوفينسكي سِتُ دقائق كاملة بينما قانونه المعروف : أنه لو تأخر أحد ثانية واحدة يطرد من الإجتماع ويلغى إسمه تماما من قائمة المتعاملين معه "

صمتوا تماما حين طرق الباب ودلف من ورائه رجل ذو شعرٍ أشقر طويل القامة بعضلات متوسطة
أغلق الباب بهدوء وإنحنى قائلا
"آسف على التأخير...لقد..."

قاطعه جيوفان يستدير بكرسيه قائلا ببرود
"لا أحتاج تبريرك "

تقدم ليجلس بجانب إدريان ثم وقف ثانية وقال

"معكم ألكس دوكياردو (Alixe dokyardo)"

أومأ الكل برؤوسهم دليلا على تحيته
"لنبدأ "

صمت قليلا ثم أكمل
"تعرفون قانون ال 401 ثانية صحيح؟ "

نظروا له وعلامات الإستفهام على وجوههم ما عادا البعض منهم و إدريان، أيفالينا، مارك و ألكس

ليقف مارك ويقول
"قانون ال401 ثانية... إنه وقت سيمنحه الرئيس لكل شخص منكم ليقدم كل مالديه
أي خلال 6 دقائق و41 ثانية"

نظر بعضهم إلى بعض بصدمة فكيف سيقدمون كل مالديهم خلال 6 دقائق فقط

"أنت إبدأ "

أشار على أحدهم بينما حمل كأس النبيذ يرتشف منه ويريح بظهره على الكرسي
إرتبك المشار إليه لينهض يقول ما جهزه من خطط

" إنتهى الوقت "
نطق بها مارك يكتب بعض الملاحظات في لوحه الإلكتروني

إرتبك المتكلم ليقول

"ل... لكنني لم أكمل كلامي بعد "

رمقه جيوفان وقال بسخرية
"6 دقائق و 41 ثانية وقت أكثر من كافي"

أخذ نفسا وأكمل
"الذي بعده"

نهض الواحد تلو الآخر يحاولون قول المهم وإختصار الكلام الذي خططوا له كثيرا ونيل قبوله لهم

ضبط مارك المؤقت تزامنا مع نهوض ألكس

بدأ يشرح بهدوء وبطء كأنه يملك كل وقت العالم بحوزته لكن ما ميزه عنهم أنه باشر بأهم الأسباب التي جعلته يريد هذا المشروع مركزا على الأهم في ثلاث دقائق والثلاث الأخرى شرح فيها أفكاره حول تطوير المشروع و كيفية جعله ناجحا

"هذا كل ما لدي"

قال كلامه صادما الجميع بها

جلس بينما بقي من وقته 41 ثانية
نظروا له بإندهاش بالغ متهامسين فيما بينهم عنه سرعته وإختصاره للنقط المهمة بدهاء

"تعلمون جيدا من سيستثمر في هذا المشروع لا أحتاج أن أخبركم"

نطق يعطيهم ظهره بالكرسي ينظر خارج النافذة الذي كان يطل منظرها على المدينة
"أنتهى الإجتماع "

مد مارك باللوح الإلكتروني نحو ألكس قائلا
"هذا هو ملف المشروع... تهانينا "

ردد له البعض كلمات التهاني أما الآخرين فقد تغيرت ملامح وجوههم و من ثم إنحنوا وخرجوا بصمت

" لماذا منحتني هذا المشروع؟ "

سأل ألكس

"إعمل عليه بأفكارك تلك وأخرس"

" ألأنني صديقك؟ "

ناظره الآخر بإستغراب وقال ببرود
"أنت لست صديقي ولن تكون كذلك أبدا "

"حسنا..... نلتقي في موعد تسيلم العقارات "
قال ذلك ثم خرج

ساد الصمت في المكان حتى قطعه جيوفان بصوته البارد قائلا
"هل أحضرت الدفعة؟ "

إرتبك مارك ثم قال
"طبعا سيدي....إنها في المخزن "

"كم إستغرق منك ذلك"

"يومان "

نهض من مكانه يقف عند النافذة ليرفع يده يشير لمارك بمعنى" أخرج "
ليخرج الآخر و يترك لهم حرية الكلام

"إدريان، إيفالينا لقد وصلنا الملف الخاص بقضية السفينة " Mitanof" أدرسوها معا "

نظرت له إيفالينا بإندهاش وقالت بإنزعاج
"لماذا قد افعل ذلك معه؟ "

إستدار لها الآخر بإستغراب قائلا بإستفهام
"ماهذا السؤال إيفالينا؟ "

"جيوفان لا أريد العمل معها أنا أيضا لذا سهل علينا الموضوع ودعنا لا نعمل معا "

نقل جيوفان ببصره بين الإثنان اللذان كانا يناظران بعضهما بحقد كبير ثم قال
"ماذا بكما واللعنة طوال هذا الأسبوع تناظران لبعضكم بحقد وتتشاجران ما لعنتكما....هاه؟ "

لم يتلقى جوابا منهما لذا أكمل
" قلت ستعملون معا أي أنه ستعملون معا و لا يحق لكما الرفض بأي شكل من الأشكال...أنت خبير القرصنة ومهندس بحرية إدريان وأنت عميلة في الإستخبارات السرية إيفالينا فكما تعلمان تلك الحادثة لن أتخلى عن فاعلها بسهولة "

" لكن..... "
نطقا بها في وقت واحد ليقاطعهم جيوفان بينما ينهض من كرسيه يتوجه إلى الباب
"أريد ملاحظاتكم وأرائكم على تحديثات الملف و إستنتاجاتكم هذا المساء "

صمت يفتح الباب ليكمل
"أريدكم هنا على العاشرة والنصف "
و من ثم خرج يغلق الباب ورائه بقوة
تنهدت إيفالينا ترمي بنفسها على الأريكة خلفها أما الآخر ناظرها بإنزعاج يعود بذاكرته قبل خمس أيام عندما عاد ذاهبا إلى شقته

[*Flach back *]

خرج من المقر ذاهبا إلى شقته في الفندق الخاص بميناء جيوفان

دخل إلى ذلك الفندق الفاخر يتوجه إلى مكتب الإستقبال لأخذ بطاقة شقته
نظرت له الموظفة بإعجاب من وسامته بشعره الأسود الساقط على جبينه وسمار وجهه لتعي على نفسها قائلة
"أهلا بعودتك سالما سيد واترسون"

أومأ لها لينظر إلى ساعته ثم قال بينما تنهد بتعب
"بطاقة الغرفة "

"دقيقة من فضلك"
إستدارت خلفها تفتح أحد الأدراج لتخرج بعض البطاقات تبحث عن بطاقته
عقدت حاجبيها حين لم تجدها
ناظرها ببرود ينتظر البطاقة وقال بإنزعاج
"أين بطاقتي؟"

"آسفة سيد واترسون... دقيقة من فضلك"
أمسكت هاتف المكتب تضغط زرا بسرعة وتقول
"سيد آركون أنا لا أجد بطاقة شقة السيد واترسون إبحثوا في الأمر بأسرع وقت "
وأقفلت الخط بعد ذلك
أغمض الآخر عينيه بينما جذب نفسا عميقا ثم قال بنفاذ صبر
"هل ضاعت بطاقتي؟ "

"آسفة سيد واترسون........"

قاطعها صوت السيد آركون يقول
"نحن نبحث في الأمر سيد واترسون لا تقلق... خذ البطاقة الذهبية كتعويض وتفضل معي إلى شقتك"

أومأ الآخر له وسار بإتجاه شقته بينما آركون لا يتوقف عن الإعتذار مما جعله ينزعج فعلا
مرر البطاقة وفتح الباب
" خذ بطاقتك"

" أتركها عندك سيدي"

"لا أحتاجها... عندما تجدون بطاقتي أحضروها لي"
أعطاه البطاقة ودخل غرفته

ليقول السيد آركون
"حسنا... ليلة سعيدة لك سيدي "

أُغلق الباب في وجه آركون ليتنهد الأخير بإرتياح فما حدث ليس بالآمر الهين أبدا

رمى إدريان معطفه على الأريكة بإهمال
ليمر على السرير متوجها إلى الحمام ولكن توقف إثر إنتباهه لملابس حمراء تظهر بوضوح على ملاءة سريره البيضاء
إقترب منها لينصدم مما كان يراه
كانت ملابس داخلية للإناث
أخرجه من شروده وهو يناظر الملابس بصدمة صوت باب الحمام يُفتح
أسرع بالإختباء وراء الجدار الفاصل بين الغرفة والحمام بينما حمل عصا البيسبول الخاصة به
شد عليها بأصابعه ينتظر كي يخرج من في الداخل كي يسدد له ضربة تفقده وعيه ويتعامل معه لاحقا
رفعها إلى الأعلى تزامنا مع خروج الشخص من هناك

"آآآآآآه "

______________
==============================

أنتهى البارت
إذا عجبكم البارت لا تنسوا تتفاعلوا بتعليق +vote...!

Thenks ♠️🕸️

Comment