خاتمة


سأظل أحب ليل وآدم إلى الأبد،
وأحب الأنس الجميل الذي منحاني إياه.

ليل وآدم شابان أنهكتهما الحياة،
كل واحد منهما متعب بطريقته الخاصة، بظروف مختلفة ولكنهما مستنزفان بالطريقة نفسها.

كلاهما غارقان في كآبتهما لدرجة ظنا معها أنها جزء من تكوينهما، أن الحياة مع الاكتئاب هي الحياة الطبيعية ولكنهما استيقظا فجأة على الصفعة التي منحتهما إياها الحبوب الزرقاء.

الحلقة حول إصبعيهما هي في الواقع رمز يشير إلى هذا، إلى أن كلاهما يعانيان الخلل عينه.

القصة هي وصف لنفسية الشخص المكتئب قبل أن تكون حكاية ذات حبكة. إنها تخوض في نفسية ليل لترينا أكثر مما نفكر فيه عادة حين يقول أحدهم أمامنا:

«صدمات الطفولة.» أو كلمة «اكتئاب.»

ليل نجت من انتكاسة كبيرة واضطرابات مختلفة وهذا ظهر في وصف الفصول الأولى مثل:

الميول الانتحارية
رهاب الحب
إجبار نفسها على تقيؤ الطعام
الخوف من السعادة وانعدام الأمان

ولكنها لم تتحسن نهائيا بعد أن توقفت عن القيام بكل هذه الأشياء، ما زالت تعاني من نوبات الهلع والإحباط والحزن العميق، ما زالت تعاني مشاكل في الثقة وتحطيم الذات وهذا يظهر في عجزها عن رؤية الأشياء الجميلة فيها والحسنات التي تمتلكها مثل عينيها الزرقاوين، وتركيزها على الجوانب السلبية من حياتها مثل شعرها المتساقط وخصلها الشائبة.

ليل، قصة. قصة الكثير منا.
قد يظن البعض أنه تحسن ثم يردم جراحه ويمضي قدما دون الخوض فيها، ولكن في مرحلة ما ستهيج هذه الجراح مجددا وتصفعه صفعة مباغتة تصيبه بالارتباك.

الرسالة التي أريد إصالها هو أن التجاهل ليس حلا.
أمراضنا النفسية لا يجب أن يتم تجاهلها،
كلما تجاهلناها كلما لاحقتنا أكثر حتى وإن خيل لنا أننا قد شفينا منها.

الحل السليم هو طلب المساعدة من الجهات المتخصصة كالأطباء والمعالجين. علينا إحاطة المشاعر السيئة التي تزدحم بها أنفسنا بالعناية اللازمة كي نفسح المجال للمشاعر الجيدة ونحصل على الفرصة التي نستحقها في النضج والنمو.

مهما كان ما تعانون منه الآن، ومهما كانت صعوبته،
هذه ليست نهاية الطريق.

اعتنوا بأنفسكم جيدا وعاملوها بما تستحق. ⁦♡

-

Comment