| الثاني |

جاءت هيناتا مُبكرة بساعة عن موعد دوامها لأنها من 
سيُعد وجبة الفطور وباقي الوجبات لهذا اليوم
 فإلتقت بلويز في حديقة منزل عائلة 
جيفرسون ألقت عليها 
التحية لتُناولها لويز مفتاح إحتياطي للمنزل وهي تقول : هذا من أجل حالات الطوارئ 
والأيام الإسثنائية التي
 أخبرتك عنها وأيضاً لو أحببتِ القدوم مُبكراً. 

- شكراً،، تناولت منها المفاتيح 
بابتسام لتقوم لويز بفتح الباب لتدخلا وفوراً
 توجهتا ناحية المطبخ. 

ساعة واحدة كانت كفيلة بإعداد ما لذ وطاب لوجبة
 الصباح المُفضلة لذا الجميع،، بمساعدة لويز تمكنت هيناتا من عمل كل الأشياء التي
 وجدتها في التعليمات لفطور
 يوم الثلاثاء،، بدأن بتجهيز الطاولة بعناية لشخصين. 

كانت هيناتا مُركزة في كل التفاصيل فهي حقاً تريد
 الإحتفاظ بوظيفتها كما أنها كانت تُردد في عقلها
 "السيدة تُحب المثالية،، السيدة تُحب المثالية"
،، لقد وضعت لمستها 
هنا وهناك لتُضيف رونقها الخاص على
 المائدة العامرة،، وبعد أن انتهت 
هي ولويز عدن للمطبخ
 لترتيب الفوضى التي خلفتها هيناتا وأيضاً لتناول 
الفطور. 

وعندما كانتا تتناول
 طعامهما سألت هيناتا بفضول : لما لا 
تذهبين لإيقاظهما أنها الثامنة والنصف؟

- السيدة لا تُحب من يوقضها 
ستنهض وحدها وستوقظ
 السيد معها وعندما ينزلا سنتحرك لتسخين كل شيء

زفرت هيناتا بضيق وأكملت تناول فطورها. 

بعد عدة دقائق سمعن صوتاً 
رقيقاً وهادئاً آتياً من الدور العلوي. 

- لويز هل أنتِ هنا؟

نهضت لويز منتفضةٍ وأشارت لهيناتا التي كانت مُتحمسة جداً لرؤية هذه السيدة الغامضة،، 
فهمت هيناتا فذهبت سريعاً لتسخين القهوة 
والشاي والحليب مُجدداً بينما 
ذهبت لويز لمصدر الصوت. 

بينما كانت هيناتا تُسخن المشروبات حاولت أن تسمع
 الحوار الذي دار بين لويز والسيدة. 

- سيدتي هل تشعرين بتحسن الآن؟

- بالطبع لويز شكراً لسؤالك،، 
هل الفطور جاهز؟ فأنا أشعر
 بالجوع. 

- أجل بالطبع أنه بإنتظارك سيدتي. 

- هل الفتاة الجديدة جيدة في الطبخ؟

- أجل أنها بارعة،، أعتقد بأنكِ ستستبدلينني بعد أن 
تتذوقي ما طبخته. 

- ضحكة بلطف ثم سمعتها
 تقول : هذا لن يحدث أبداً. 

قاطع تنصتها غليان الحليب والذي سُكب على الموقد بالكامل،، يالها من ورطة حمقاء وضعت هيناتا نفسها 
فيها. 

بعد إنتهائها من تسخين الأشياء وإعادة وضعهم على
 الطاولة مُجدداً وقفت أمام 
الدرج مُنتظرةً السيدة ولويز
 لتنزلا،، وبعد لحظات نزلت سيدة شابة ببشرة بيضاء
 شاحبة وجسد ممشوق 
وملامح جذابة،، كانت عينيها 
ناعسة بلونها الزُّمردي
 وروموشها الكثيفة وشعرها الذي 
كان قصيراً حتى رقبتها 
يتمايل من شدة نعومته مع كل 
حركة تقوم بها،، كان له لونٌ جذاب. 

"وردي...؟؟؟" هذا ما تمتمت به هيناتا عندما وصلت
 عيناها لشعرها. 

كانت ترتدي فستان لؤلؤي طويل من الحرير بأكمام 
طويلة معقودة عند الرُسخ ويُزين رقبتها عقدٌ بيسط
 تتدلى منه زهرة وبتلاتها كانت مُغطى بالألماس،،
 ولم يكن هذا غريباً على هيناتا البتة. 


ابتسمت السيدة عندما وقفت أمام هيناتا وكانت لويز خلفها،، لتُبادلها الابتسامة وقبل أن تنطق
 هيناتا بشيء تحدثت لويز قائلة : 
سيدتي هيناتا أوزوماكي الخادمة
 الجديدة. 

اتسعت ابتسامة السيدة لتقول : 
مرحباً بكِ بيننا هيناتا وأتمنى ألا يُتعبك العمل هنا،، 
أنا ساكرا جيفرسون سُررت بالتعرف عليك،،
 انحنت ساكرا بإحترام كما يفعل 
اليابانيون للتحية لتفعل هيناتا المثل وهي تقول : وأنا
 أيضاً سيدتي. 

اعتدلتا في ذات الوقت لتقول ساكرا :
 لا تناديني سيدتي 
من فضلك فقط ساكرا. 

- حاضر ساكرا - سان،، تفضلي لتناول طعامك. 

ضحكت ساكرا بقوة قائلة : بحقك لا تكوني 
نسخة لويز 
المُصغرة ولا تجعلينني أشعر بأني
 لا أعيش في بيتي من
 فضلك،، فقط تصرفي بسلاسة. 

ابتسمت هيناتا وهزت رأسها موافقة لم تتوقع أن
 هذه هي السيدة التي وصفها زوجها ولويز بالُحبة
 للمثالية،، فهي كانت على العكس عفوية
 للغاية ولا تهتم للتفاصيل كما ذُكر عنها،،
 فالعفوية عكس المثالية تماماً ولا تلتقيان في
 نفس الجملة إلا عندما تتعمد وضعهما كما فعلت أنا
 الآن..!

جلست ساكرا على رأس الطاولة وبدأت بالأكل ولويز
 وهيناتا واقفاتان بعيداً عنها نسبياً. 

ثرثرة هيناتا قائلة : أين صامويل-سان
 ألم تقولي بأنها ستوقضه،؟، لا تجعليني أقوم
 بتسخين الأشياء مُجدداً قد أحرق البيت هذه المرة. 

ضربت لويز جبهتها بقلة حيلة ثم قالت : السيد خرج باكراً من أجل عمل مهم ولن يعود إلا مُتأخراً 
هذا ما قلته السيدة.

قاطعتهما ساكرا قائلة وقد كانت تضع قطعة من
 الطعام مغروسةً بشوكة
 أمام فمها بينما انتهت من مضغ القطعة
 التي كانت في فمها : 
هذا لذيذ ولكنه يُشبه طبخكِ تماماً 
لويز. 

ارتبكت لويز قليلاً ثم قالت : 
أظن أن هيناتا بارعة جداً لدرجة أنها طبقت 
ما كتبتُهُ لها في الوصفات بالحرف
 الواحد ربما لهذا السبب تشعرين بأنه يُشبه طبخي. 

ابتسمت ساكرا واعادت رأسها لطاولة لتكمل
 لكنها إلتفتت مُجدداً لهما وقالت :
 هل تناولتما الفطور؟

هزت كلتاهما رأسها لتقول ساكرا بصوت تدعي فيه
 الحزن : هيا بحقكما تعاليا وتناولا القليل معي لا أريد أن أكل وحدي. 

تقدمت كلتاهما وجلستا،، 
هيناتا على يمينها ولويز على يسارها لتبتسم ساكرا 
قائلة قبل أن تُكمل طعامها : 
شكراً لكما. 

تمتمت لويز بينما ردت هيناتا قائلة : على الرُّحب. 

.............................

انتهى الفطور وعندما حان موعد الغذاء
 وجلسن ثلاثتهن على المائدة ولتُعلق ساكرا 
على طبخ هيناتا مُجدداً قائلة بأنه يُشبه طبخ لويز 
وخصوصاً طريقة صُنعها لرغيف اللحم،،
 مما سبب في ارتباك هيناتا ولويز مُجدداً،، حتى
 إن لويز فقدت شهيتها
 ونهضت مُتحججة بعُسر الهظم. 

أما عن وجبة العشاء فكان التعليق ذاته والغريب في الأمر أن أحداً لم يُبرر هذه المرة،، لربما ظنتا أن ساكرا حمقاء ولن تفهم بأن هيناتا 
بارعة أو لأن هناك ما تخفيانه وتخافا
 لو نطقت احداهما فإنهما سيكشفان سرهما. 

انتهى يوم هيناتا الأول على خير من طبخ وترتيب،،
 لقد سمعت من ساكرا بعض
 التعليمات البسيطة حول غرفتها الخاصة المنوعة ،، 
وغير هذا فهي لم تكن تتحدث مع هيناتا 
أبداً حتى عند مشاركتها لها لوجبات اليوم،، فلم 
تسألها قط عن حياتها الشخصية أو أي شيء آخر،، 
بينما هيناتا كانت مُتشوقة لتسألها 
وتتحدث معها لكنها لم تجد
 الفرصة المناسبة. 

الساعة التاسعة تقريباً وقد حان موعد عودة هيناتا
 لمنزلها كانت ترتدي معطفها أمام الباب 
ورأت أن ساكرا تجلس في غرفة المعيشة 
تقرأ وفي يدها كأس نبيذ كانت تنظر
 لها طويلاً وهي شاردة الذهن وملايين
 التساؤلات حول الأسرار التي تحوم حولها 
تدور في رأسها،، بينما ساكرا أحست بأن أحدهم 
ينظر لها فإلتفتت لتلتقي عينيها بالعينين البيضاء،، 
 أطالت النظر هي الأُخرى إليها وعندما تبين 
أن هيناتا شاردة نحو أفآقٍ بعيدة ابتسمت وقالت : 
فيما أنتِ شارة؟،، هل أعجبتكِ لهذه الدرجة؟،، 
أم تُفكرين في طريقةٍ لقتلي؟. 
قالت جُملتها الأخيرة وضحكت وعلى 
أثرها استيقظت هيناتا من شرودها قائلة بإرتباك : لا،، لا،، لا أقصد ساكرا - سان أعذريني على شرودي. 

- لا عليكِ. قالت ساكرا ابتسامة. 

- شكراً لك،، تُصبحين على خير. 

- لا داعي للشكر،، وتصبحين على خير. 

اسرعت هيناتا نحو الباب لترى لويز تحمل طبقاً كليلة
 أمس لتأخذه هيناتا بسعادة وتقول بهمس : 
شكراً لعدم فضحي اليوم،، أدين لك بواحدة. 

أردفت لويز قائلة : بثلاث. 

هزت هيناتا رأسها : أجل بثلاث،، وشكراً مُجدداً،،
 ليلة سعيدة. 

وهمت بالخروج لتسمع لويز تقول : ليلة سعيدة
 لكِ أنتِ أيضاً هيناتا. 

خرجت هيناتا وأغلقت لويز الباب خلفها لتسمع صوت
 ساكرا يُناديها،، تقدمت لويز نحوها لتقول ساكرا : 
هل حقاً تظنينني غبية لويز؟

ابتلعت لويز ريقاها لتُكمل : أستطيع تمييز طهوكِ بين ألف طبق،، أخبريني لما ساعدتها؟

نظرت لويز بندم ثم قالت مُبررة : في الواقع.........

............................

- لقد عُدت. 

اقترب منها ناروتو ونظر لها بتمعن قائلاً : 
كيف سار الأمر؟؟،، ثم نظر للطبق وأردف : 
طبق آخر هذا يعني بأنكِ لم تُطردي،، 
أو أنكِ طُردتي وهذا الطبق كرسالة تقول هذا
طبقك الأخير معنا. 

نزعت هيناتا حذائها بعد أن مدت
 الطبق لناروتو قائلة : 
لقد حدثت مُعجزة،، واطمئن لم أُطرد. 

تحمس ناروتو ولمعت عيناه ثم قال : 
ماذا حدث أخبريني.

دخلوا للمطبخ لتجلس هي على 
الطاولة بينما كان ناروتو ويضع أدوات المائدة عليها،، 
كانت قد تناولت العشاء سابقاً ولكنها تُحب 
أن تتشارك مع ناروتو الطعام 
والحديث سوياً. 

جلس أمامها منتظراً أن تحكي لتقول هيناتا : ....
في الواقع عندما ذهبت صباحاً 
ووجدت الطباخة قمت بإخبارها عن وضعي 
سابقاً وأنني كنت مثل صاحبة هذا المنزل مُدللة وخدم والكثير من الطبخين فلم أُتعب
 نفسي بتعلم الطبخ ولو لمرة وأيضاً أخبرتها بحاجتي
 الماسة لهذه الوظيفة،، وقد كانت إمرأة طيبة وقبلت
 مُساعدتي،، ولكن السيدة ساكرا كانت تشك في كل وجبة ولكن لويز كانت تُبرر بشكل جيد،، وهكذا نجوت. 

ضحك ناروتو بشدة ثم قال : عندما خرجتي صباحاً 
وقلتِ أن عندكِ خطة لتولي الأمر لم أتصور بأنكِ 
ستتوسلين للطباخة. 

ضحكت هيناتا معه فهي حقاً لم تكن تملك خياراً آخر 
ولكن رغم كل التوتر الذي خاضته اليوم فهي قد 
استمتعت والحق يُقال. 

..........................

أكملت تسريح شعرها القصير ونظرت 
لنفسها في المرآة قليلاً قبل أن تنهض وتنسل
 تحت الغطاء على سريرها الكبير،، كان النوم يُداعب 
جفونها بينما كانت تتفحص هاتفها،، فُتح باب الغُرفة
 ليُطل منها ذاك الثلاثيني الوسيم وهو يقول :
 لقد عُدت.

سمعها ترد بهدوء : أهلاً بعودتك. 

ظهرت ابتسامة بسيطة على شفتيه ليتوجه
 ناحية الحمام. 

خرجت بعد أن استحم وغير ثيابه ليتمدد بجانبها
 بينما هي كانت تُسدل ظهرها ناحيته وتعبث بهاتفها. 

- لقد كان يوماً مُتعباً للغاية.

..... -

- لا أتذكر آخر مرة عملت بهذا المجهود. 

..... -

- وأنتِ كيف كان يومك؟

- جيد. 

- هل الخادمة جيدة؟

- نوعاً ما. 

- ما زلت لا أعلم لما أخترتها بتلك السرعة 
دون إختبارها مثل الأُخريات. 

- أنها مُميزة أن أرى هذا فيها. 

- هل أنتِ سعيدة الآن؟

...... -

- هل يُمكنني أن أفعل لكِ
 أي شيء آخر يجعلكِ تُجيبين على هذا السؤال؟

- ربما حياة جديدة أبدأ فيها 
من الصفر منذ يوم ولادتي،، وضعت الهاتف جانباً 
وسحبت الغطاء ليُغطي كتفيها وزفرت بغضب مُصنع،
 ليتنهد هو بتعب قبل أن يقترب منها ويطبع قُبلةً 
على جبينها وينهض ويأخذ معه مخدته 
ويخرج من الغرفة. 

.. يتبع ..

❤︎ هايز قايز ❤︎

❤︎ شو رأيكم بالفصل الجديد؟

❤︎ صدمتكم زوجة صامويل صح؟

❤︎ شو برأيكم يلي يخلي ساكرا بتتمنى حياة جديدة؟ 
هل الموضوع بتعلق بصامويل؟

❤︎ شو رأيكم بالشخصيات والأحداث لحد الآن؟

❤︎ ايش تتوقعوا السبب اللي خلى ساكرا تتزوج 
صامويل في المقام الأول؟

❤︎ وبس بتمنى أن الفصل أعجبكم واستمتعتوا فيه.

🌸 جانا 🌸

Comment