| الأول |


استيقظت في صباح هذا اليوم البارد لتستعد
 لوظيفتها الجديدة ألقت نظرة على النائم بجانبها
 أقتربت منه بهدوء وقبلت جبينه قُبلة لطيفة ومن
 ثم أزاحت الغطاء من عليها لتذهب للإستحمام.  

بعد روتينها الصباحي المُعتاد الاستحمام
 ثم الركض لمدة نصف ساعة ومن ثم إعداد 
وجبة الفطور لها ولزوجها وقفت أمام مرآتها تُعدل
 من هيئتها وتتجادب أطراف الحديث معه. 

أنها تمتلك زوجاً شغوفاً مُحباً لها أنها تعتبر نفسها 
محظوظة بوجوده. 

- ستكون هذه الوظيفة جيدة لتحسين من أوضاعنا 
صدقني. 

- هل أنتِ حقاً موافقة على العمل كخادمة 
عند أحدهم؟

- أنت لم ترى الراتب في عرض العمل؟ ألم تفعل؟

- بلى رأيته ولكن ألا تظنين أنه مبلغ كبير على أعمال 
منزلية بسيطة ومُجالسة زوجة سيد المنزل؟

- لا أعتقد أنت فقط تتملكك الريبة
 في كل مرة أحصل فيها على عمل. 

إلتفتت لتُتقابل أعينهما،، أنا زوجتك ويجب أن أكون
 بجانبك في كل الأوقات عصيبةً
 كانت أو سعيدة ونحن الآن قد سقطنا في 
الهاوية بعد إفلاسنا لذا دعني أنا أتولى أمر المصروف 
وأنت تولى أمر البحث عن من دفعنا لنسقط ونل منه أرجوك. 

ابتسم،، أنه يُحبها لرقتها وطيبتها وكيف أنها تستطيع
 تغيير حاله من السيء لأفضل ما يكون. 

لم يرد، لتبادله الإبتسامة بوجهها البشوش وتعود
 لتسريح شعرها. 

خرجا من الغرفة ليحتضنها قبل أن تخرج وليذهب
 هو ويجلس على الأريكة،، تناولت مفتاح المنزل 
وقالت : سأتصل بك لأخبرك بالتفاصيل. 

- حسناً بالتوفيق،، إلى اللقاء. 

- إلى اللقاء،، أُحبك. 

- أُحبك أكثر. 

قامت بإرتداء حذاءها وأخذت هاتفها وخرجت. 

كانت تمشي بخطوات مُسرعة لتلحق بالحافلة،، كانت تبدو أنيقة لتكون خادمة فلقد كان معطفها بلون 
الكتان طويل يصل لساقيها مع بنطال أبيض وقميص برقبة عالية نسبياً بلون العظام وحذاء ذي رقبة
 متوسطة الطول بنفس اللون. 

وشعرها الطويل البنفساجي المائل 
للأزرق يتطاير في الهواء خلفها. 

ظنت بأنها مُتأخرة لكنها وصلت
 أبكر بعدة دقائق وقفت تنتظر الحافلة لترى الغيوم
 تتجمع في السماء. 

ستمطر،، تمتمت بينما ألقت نظرة 
على ساعة يدها لتتأكد من الوقت. 

...................

بعد عدة دقائق من وصولها
 للعنوان الذي كان مكتوب في 
الرسالة التي أرسلها مكتب التوظيف لها. 

نظرت مُجدداً للعنوان على المنزل وللهاتف لتتأكد إن كان هو المكان المقصود. 

فلقد ذُكر في طلب التوظيف
 أن صاحب المنزل يمتلك
 سلسلة من متاجر الألماس
 حول العالم أما المنزل فكان 
بسيطاً للغاية لا يدل على ثرائهم الفاحش. 

- لا يحبون جذب الإنتباه،، جيد. وهذا كان إنطباعها 
الأول. 

تقدمت نحو الباب الأمامي وطرقت بهدوء،، 
ففتحت لها سيدة خمسينية بيضاء البشرة قصيرة 
بالنسبة لهيناتا وممتلئة الجسم وعلى وجهها ابتسامة بسيطة. 

- تفضلي،، كيف أُساعدك؟

- أوه،، لقد تقدمت لوظيفة خادمة هنا وقامت سيدة
 المنزل بقبولي أنا من تواصلتم معها البارحة.

- أنتِ هيناتا؟

هزت هيناتا رأسها بإيجاب لتفسح لها السيدة المجال
 وتطلب منها الدخول،، دخلت هيناتا بهدوء 
لتبدأ السيدة بالشرح..

- أنا هنا أتولى أمر الطهو في كل أيام
 الأسبوع أما أنتِ فعليكِ الإعتناء بالمنزل
 وترتيبه حسب مزاج السيدة،، 
رفعت هيناتا حاجبيها مُتعجبة 
لكن لم تُلاحظها السيدة بل استرسلت
 في حديثها : ستبدأين العمل منذ اليوم 
ولكن قبل هذا سأريك المكان أولاً. 

- هذا تطور سريع في الأحداث، قالتها بينها 
وبين نفسها وهي تضحك. 

بدأت السيدة بأخذها في أنحاء المنزل،، الدور 
السُفلي أولاً،، غرفة معيشة وغرفة أكل مطبخ 
وحمامان وغرفة لنشاطات سيدة 
المنزل من رسم وتطريز وعزف وخياطة،،
 الغرفة كانت على طراز العصور والوسطى وقد كانت
 أكبر غرفة في المنزل حتى الآن،، ثم وصلتا لغرفة 
المكتب لتقول السيدة بصوت خافت أقرب إلى 
الهمس : هنا حيث يقضي السيد مُعظم وقته،، 
ترتيب المكتب يجب أن يكون دقيق بحيث ألا 
يتحرك شيء من مكانه ولو حتى بسنتيمترٍ واحد،،
 السيد لا يُحب من يعبث بأشيائه.

قاطعتها هيناتا وهي تقول في نفسها ضاحكة :
 يا إللهي وكأنه سيعلم إن كنت سأحركها 
سنتيمتر أو مليمتر،، أنها تُبالغ كثيراً. 

وأكملت السيدة كلامها : وكدت أنسى،، 
إن دخلتي يوماً ووجدتِي المكتب فوضاوي لا تلمسيه. 

وكل هذا وهما تقفان أمام باب المكتب الأبيض
 الضخم المكون من قطعتين،، أقتربت السيدة 
وطرقت ثلاثة مرات بطرقات منتظمة لتسمع
 صوت جهور يسمح لها بالدخول،، لقد سرت
 القشعريرة في جسد هيناتا من قوة صوته 
وهيئته التي رأتها بينما ظهره كان موجهاً ناحيتهما،، لا تنكر هيناتا شعورها بالخوف منها،، ملايين 
السيناريوهات البشعة تسللت لعقلها،، تباً لخيالها الواسع.

بعد أن فُتح الباب على مصراعيه وقفت هيناتا 
والسيدة مقابل مكتب سيد البيت الذي كان يبحث
 عن كتابٍ من المكتبة التي خلفه. 

حمحمت السيدة قليلاً قبل أن تقول : الفتاة الجديدة التي عينتها السيدة جيفرسون، سيدي وكما طلبت
 أحضرتها مُباشرةً بعد أن أريتها الدور السُّفلي. 

لم يَلتفت ولم يرُد بل ظل يبحث عن كتابِه الذي
 شغل عقله منذ البارحة،، ولكن بعد أن طال
 إنتظارهما وطال بحثه قرر الإستسلام ومعاودت 
البحث في يومٍ آخر فإلتفت لهما أخيراً لترى هيناتا ملامحه الرجولية الوسيمة،، فلقد كان وجهه وسيماً 
هادئاً وكأن الصوت الذي سمعته قبل قليل لم يُصدر عنه،، عينان بنية وشعر كستنائي كثير مُسرح بعناية،، مع زي رسمي أنيق،، كان يبدو وكأنه خرج من
 أحد الحكايات،، طول فارع وجسد مثالي ،، 
كما أن ثيابه كانت أنيقة،، بنطال وقميص رسمي
 باللون الأسود وساعة يد فضية فاخرة..

أطلقت هيناتا تنهيدة ارتياح مسموعة لتنظر لها 
السيدة القصيرة في إرتباك ولينظر لها الواقف
 خلف المكتب بتعجب كبير طغى على ملامحه،،
 اِحمر وجهها وكانت ستعتذر ولكن السيد 
قاطعها قائلاً : أنا صامويل جيفرسون أعتقد بأنكِ
 تعرفينني من الصُّحف..؟.
 هزت رأسها ليُكمل مشيراً للسيدة القصيرة: وهذه
 السيدة لويز ماكينز،، نظرت لها هيناتا لتبتسم السيدة
 ماكينز وتعيد هيناتا نظره لصمويل الذي قال : 
تفضلي بالجلوس،، جلست هيناتا ووقفت السيد 
ماكينز بجانبها واسترسل صامويل : 
لويز ستعتني بكل التعليمات التي قد تنتظرينها مني
 أو من زوجتي لأنها تعمل هنا منذ مدة 
طويلة للغاية لذا اسمعي بعناية،، فزوجتي تُحب
 المثالية. 

هزت رأسها بتفهم ليجلس هو بدوره ويمد لها بورقة  أخذها من الدرج،، ويضعها أمامها قائلاً : 
أنتِ تعرفين الراتب الذي ستحصلين عليه وقد
 وقعتي عقداً بالفعل مع الشركة التي وظفتك لذا
 فهذا العقد هو لسلامة وأمن بيتي،، يجب أن توقعي هنا بعدم إفشاء أسرار هذا البيت لأي مخلوق حتى
 بينكِ وبين نفسك،، قول أي شيء يحدث هنا خارج
 المنزل سيضعكِ تحت المُسائلة القانونية. 

فتحت هيناتا عينيها بتعجب واضح من كلامه،، فلِما هذا التكتم والإنغلاق..؟ 

لكنها قالت في نفسها "ليس من شأني المهم
 الآن أن أحصل على أجري ولأدفع ديون 
ناروتو ونبني إمبراطوريتنا بعيداً عن هذا الهراء"

- احم.
 حمحم صامويل لجذب انتباهها بعد أن رآها 
شاردة الذهن وأكمل : لا أريد أن أرى هذا التصرف
 مُجدداً،، الشرود أثناء الحديث وعدم التركيز 
سيجعلكِ تُطردين قبل أن تنهي أسبوعاً هنا. 

لم يُعجب هيناتا تغير أسلوبه للآمر فجأة،، فلم تتعود على هذه الحياة،، أن يتم أمرها وتأنيبها على أخطائها ولكن الحياة دائماً مليئة بالمُفاجأت،، وإن أرادت
 مُساعدة  زوجها فعليها الإطاعة. 

- أعتذر سيدي سأحاول أن أكون
 أكثر يقضة في المرة المُقبلة. 

- لا تحاولي بل أفعلي.
وكانت لكلمته معنايين الأول هو حثها على بذل 
مجهود مضاعف في التركيز والآخر كان لحثها على
 التوقيع بعد أن قرب منها الورقة أكثر. 

نظرت هيناتا للورقة قليلاً ودون
 أن تقرأ كل ما كُتب فيها بتمعن أخذت قلماً ووقعت 
بسرعة،، لتتفاجئ بنهوض صامويل وأخذه للورقة
 ومعطفه البني الطويل والحقيبة
 التي يبدو عليها أنها كانت موضوعة بجانبه أرضاً
 وغادر المكتب دون أن يلتفت لهما. 

نهضت هيناتا والحيرة على ملامحها،، أي زوج أحمق
 تزوجت هذه السيدة؟،، هذا ما كانت تُفكر به،، أنتابها 
الفضول لتسأل : ولكن أين زوجة صامويل - سان؟

- أنها في غرفتها اليوم،، لن تغادرها على الأرجح
 فهي أحياناً لا تحب مُقابلة أحد أو رؤية أحد. 

- هل هي كبيرة في سن؟،، لأنه من ما يبدو على 
صامويل - سان بأنه كبير في العمر جداً. 

- لا هو ليس كذلك فعمر السيد لم يُكمل عامه الأربعين 
 بعد أما السيدة فتصغره بخمسة أعوام رُبما

- حقاً،، هي تكبرني بعام واحد فقط،،نحن نُعتبر في
 نفس العمر تقريباً،، كم هذا لطيف،، صفقت هيناتا
 بيديها بحماس لتسمع السيدة ماكينز تقول :
 السيدة هنا لطيفة وطيبة للغاية ستحبينها،، 
ولكن رجاءً لا تُقيمي علاقة صداقة معها ستندمين
 لاحقاً صدقيني. 

حسناً أنهم يتعمدون قول الأشياء التي تُحيرني
 وتجعلني أغرق في الأفكار،، اللعنة ثم يطلبون مني
 التركيز. 

مضت هيناتا ولويز لتريها باقي أرجاء المنزل بإستثناء
 غرفة النوم الرئيسية التي لم يكن يجب دخولها مع حالة السيدة الغامضة تلك في نظر هيناتا. 

وبعد نهاية الجولة والتعليمات هنا وهناك التي قامت
 هيناتا بحفظ بعضٍ منها والبعض الآخر قامت بكتابته
 لتحفظه لاحقاً،، أخبرت ناروتو بتأخرها
 في العودة ثم بدأت بالعمل الجاد،، 
مسح أرضيات وتلميع الأثاث وغسل الأطباق 
وتنظيف غُرف الضيوف التي كان عددها أربعة
 وهي أكثر من اللازم،، ثم حل المساء وبالتحديد
 الساعة التاسعة...

كانت هيناتا تستعد لتعود لمنزلها لتقف أمامها لويز 
وهي تحمل صحناً متوسطاً مُغطى بالقصدير قائلة : 
لقد وضعت لكِ القليل من عشاء اليوم أتمنى أن
 تستمتعي به.

ابتسمت هيناتا بإمتنان فلقد كانت مُتعبة للغاية ولا
 يمكنها أن تطبخ ولا يمكنها أيضاً ترك ناروتو يطبخ
 وإلا انتهى بهما في المشفى مُتسميمين. 

- لا تصدقي كمية سعادتي الآن لقد أنقذتني فلم أكن
 أعرف كيف سأعود وكيف سأطبخ عشاء الليلة. 

- السيد والسيدة يُحبان أن 
أطبخ طعاماً بكمية متوسطة  ليشاركانه معي ومع أي فتاة تعمل هنا،، لذا أشكريهما  غداً. 

- حسناً سأفعل. 

- انتظري،، بعض التعليمات ليوم غد وبضعت أيام  إستثنائية. 

نظرت لها هيناتا منتظرة منها أن تُكمل : العمل سيكون كل يوم من الساعة الثامنة صباحاً حتي التاسعة مساءً عدا يوم الأحد كما أن هناك أيام قد تضطرين للبقاء والمبيت 
هنا فأنا لا أبيت معهما وأيضاً الأيام الثلاثة الأولى
 ستقومين أنتِ بطهو الوجبات الثلاثة
 الأساسية فأتمنى ألا يكون لديكِ أي مانع؟ 

- لا على الإطلاق. 

- جيد،، إذن ليلة سعيدة. 

- ليلة سعيدة. 

ودعتها هيناتا ومضت في طريقها لمنزلها،، لقد كانت 
مُنهكة بحق،، ولكنها لا تُخفي فضولها لمعرفة ما الذي
 تتكتم عليه هذه العائلة،، كما أنها كانت مُتحمسة
 ليوم غد لترى السيدة. 

.................................

أنه منزلٌ جميلٌ للغاية،، تُرى ما الذي يجعل أصحابه 
بهذا الغموض والسرية،، قالتها في نفسها بعد أن 
بدأت في تخيل بعض الأسرار الغريبة،، 
كالأسلحة النووية،، ومُخطاطات لقتل الملكة
 وأخذ تاجها،، إلى أن بدأت تضحك كالمجنونة من
 أفكارها الغريبة. 

عادت للمنزل ليستقبلها زوجها مُرحباً : أهلاً بعودتكِ
 جميلتي ها ما الأخبار أحكي لي...

جلسا سوياً على طاولة العشاء ووضعا الصحن الذي 
أعدته لويز بينهما وبدأ بأخذ القليل منه ووضعه في
 أطباقهما،، حكت هيناتا له على المنزل وبساطته 
وطيبة لويز وكانت ستسترسلفي ذكر غرابة صامويل 
والسيدة التي لم تُقابلها بعد لتتذكر كلام 
صامويل عن السرية التامة فقامت بإخباره 
عن العقد قائلة : 
لقد طلبوا مني ألا أنطق بحرف أن
 أكون صماء عمياء وخرساء،، لا أتحدث إلا عند الضرورة،، لقد وقعتُ عقداً بالصمت،، ولا يمكنني 
مخالفته. 

- ولما كل هذا الحِرص الغريب؟

- لا أعلم حقاً. 

- هل شعرتِ بأن صامويل هذا قد يكون خطيراً؟

- لا،، لا يبدو بأنه خطير على الإطلاق بل يبدو على
 العكس عادي ومُرتب أنيق وكأي رجل 
أرستقراطي آخر. 

- أولاً لم يعد أحد يستخدم تلك الكلمة في هذا العصر
 عزيزتي،، ثانياً ألم تري في حياتك أفلاماً عن 
المافيا؟.
هزت رأسها نافية فأكمل : بحقك الرجال الأنيقون هم الذين يجب أن تشُكي بهم،، أنظري إلى المافيا
 الإيطالية أنهم راقون أكثر من رئيس إيطاليا نفسه،،
 بينما الأشخاص الجيدين يبدون أشرار،، إن كنتِ لا تعرفين هذه الأشياء البسيطة فستجعلينني
 أخاف عليكِ وأنتِ هناك. 

- هيه بحقك ناروتو أن تفرط في قلقك فقط دع الأمر
 يمضي من فضلك وسترى بأنني كنت مُحقة. 

- سأحاول من أجلك،،
 كما أنني أتمنى أن تكوني مُحقة. 

..يتبع..

❤︎ أيش رأيكم بالفصل الأول وشو هي انطباعاتكم عليه؟
شو رأيكم بشخصية هيناتا وهل تشبه شخصيتها من
 الأنمي؟

❤︎ بتحسوا إن صامويل وراه شيء مثل ما يظن ناروتو؟ 
ويا ترى شو السر أو الأسرار اللي صامويل يخاف إنها 
تطلع؟

❤︎ مين هي زوجة صامويل الغريبة في رأيكم؟

❤︎ التحديث راح يكون اسبوعي ولو لقيت تفاعل حيكون كل ثلاثة أيام 🤭🤍

❤︎ بتمنى تكونوا حبيت البارت الأول..

❤︎ بحبكم ❤︎

🌸 جانا 🌸

Comment