三
أمطار الخريف
كان كل ما يسمع في تلك الغرفه هو صدى خطى ايتاتشي و كيسامي ، ولكن سرعان ما عادت الغرفة الى سكونها التام ، مما سمح لصوت المطر بأبتلاع الصمت ..
أغمضت عينيها وعانقت نفسها .. شعرت بالعجز في مسار حياتها التالي ، تذمر الرعد بينما تومض البرق في الخارج ، وضعت يديها على أذنيها و تقلصت تحت راحة البطانية الرقيقة ..
لطالما عرفت ساندرا أن العالم خارج حقل الكركديه مليء بالخطر، و بالتالي لم تطأ قدمها و لو لمرة واحدة خارج الحاجز خلال التسعة عشر عاماً من حياتها ، لم تتفاعل مرة واحدة مع أي شخص من خارج العشيرة باستثناء عدد قليل من المدنيين غير المؤذين عند سفح الجبل هنا و هناك ..
كانت هذه هي المرة الأولى .. و كانت خائفة ، لطالما أخبرها الجميع في عشيرتها أنه بمجرد أن تضيع بمفردها في العالم الخارجي ، سيتم القبض عليها ، و سيقع عليها عذاب قبيح و مؤبد ..
كانت تعلم أنها بحاجة إلى الفرار من خاطفيها و إيجاد مكان لإخفاء نفسها إلى الأبد ..
لكن إلى أين ستركض ؟
أين يمكنها الاختباء ؟
كانت عطراً ، لم يكن لديها سوى القدرة على الرؤية من خلال حياة الناس ، لم تكن تعرف أي جوتسو عظيم للقتال أو الدفاع عن نفسها ، في هذا العالم الشاسع .. لم يكن هناك سوى هروب واحد وهو
الموت !!
كانت بحاجة إلى الموت ، كان في النهاية الأمل الوحيد الذي تركته ..
" ستتحدث بمجرد أن تدرك أن الموت ليس الأمل الذي يمكن أن تتشبث به "
رن صوت إيتاشي في رأسها ، و أغلقت عينيها و شدت قبضتها ، كان الموت أملها الوحيد ، و لن تتخلى عنه ..
على الرغم من أن كل شيء كان ميؤوساً منه في تلك اللحظة ، إلا أن جزءاً صغيراً منها شعر بالارتياح لأن آسرها كان أوتشيها إيتاشي وليس بعض الإرهابيين المخيفين الآخرين ..
قد يكون إيتاشي بارداً و مخيفاً ، و لكن بعد أن لمست يده و رأت ماضيه و مستقبله ، أدركت أنه مثير للشفقة إلى حد ما ، كل ما مر به هذا الرجل أرسل موجة من الحزن كان من الصعب ابتلاعها ، و إذا لم تكن في مثل هذه الحالة الميؤوس منها ، فقد ترغب في مساعدته ..
أغمضت عينيها ، كانت متعبة جداً و مصابة بحيث لا تستطيع التفكير في أي شيء لأنها سمحت لنفسها بالغرق في سباتٍ ربما ، إذا نامت إلى الأبد و لم تستيقظ أبداً ، فسيكون كل شيء على ما يرام في النهاية ..
مع ذلك أخذت قيلولة طويلة ، مصحوبة بصوت ناعم لمطر الخريف القاتم ..
.
استيقظت ساندرا مرة أخرى عندما تم فتح باب غرفتها ، و امتلئ انفها برائحة سميكة من المطر و الخشب ..
اضاء الضوء مفتوحاً .. و يتسرب بشكل أعمى إلى عينيها و يهزها مستيقظة على مصرعيها ، تحولت بشكل غير مريح و هي تنظر إلى الباب الذي كان يقف فيه كيسامي و إيتاتشي ، و كانت ملابسهما و شعرهما مبللان كما لو كانا في الخارج للتو ..
فركت عينيها و ألقت بنظرتها من النافذة ، كانت الشمس قد غابت بالفعل .. حجبت الغيوم الداكنة المخملية الأفق و ضرب المطر بشدة على النافذة ، جعدت حاجبيها و جسدها يؤلمها لأنها أدارت ظهرها للرجلين و تظاهرت بأنها غارقة بالنوم .
سخر كيسامي وهو يراقبها
" أعلم أنك مستيقظة ، توقفي عن التظاهر بالنوم ، يالك من شيء صغير قذر "
ذهب إليها بكيس بلاستيكي في يده ، أمسك بعلبة من البنتو و ملعقة بلاستيكية
"ها هو عشائك ، تناولي الطعام "
لقد وضع الصندوق أمام وجهها.
قالت و هي تغمض عينيها
" أنا لست جائعة "
اصر كيسامي على أسنانه الحادة
" توقفي عن كونك شيئاً صغيراً لعيناً ! لا تفكري حتى للحظة أننا سنسمح لك بتجويع نفسك حتى الموت .. لا يمكنك أن تموتي ، نحن بحاجة إليك من أجل القائد "
افتزت ساندرا خائفة من التهديد بصوت كيسامي ، نظرت إليه .. و إلى مظهره اللا إنساني ، جعلته أسنانه الحادة وعيناه القرشية و خياشيمه و عضلاته الممزقة يبدو وكأنه مفترس حقيقي ، لم ترى شيئاً مخيفاً مثله من قبل في حياتها ، و ضغطت على جسدها ليتوقف ارتعاشها ..
قام كيسامي بفتح غطاء صندوق البينتو ، ملأت رائحة الترياكي الغرفة ، و بدأ فم ساندرا يسيل لأنها أدركت أنها لم تأكل أي شيء منذ الإبادة ، قبضت على قبضتها و هي تغمض عينيها بقوه ، رفضت الوقوع فريسة للطعام .
رفع كيسامي ملعقة الأرز و الدجاج و مدها لها
" تناولي الطعام بينما لا ازال لطيفاً "
أصرت ساندرا على أسنانها و قالت بحزم
" لا "
حسناً .. لماذا تأكل عندما لا يكون لديها حافز للاستمرار؟
كانت تعلم أنها أضعف بكثير من أن تتحرك و تحاول الانتحار ، كان القرار الوحيد هو تجويع نفسها حتى الموت ..
هدير كيسامي بغضب
" إذا لم تفعلي فسأقتلك "
نظرت اليه بتحدي
" افعلها "
نظر إليها ، و تحول وجهه إلى غضب خالص ، ألقى الملعقة في صندوق البينتو و وقف بغضب
" هذا كل شيء! "
هدر و هو يقتحم إيتاشي الذي كان مشغولاً بتعليق عباءة الأكاتسوكي حتى تجف
" لقد اكتفيت من هذا الإزعاج ، لقد تم تعييننا كإرهابيين ، ما الذي يفكر به القائد بحق الجحيم ليجعلنا نذهب في مهمة غبية كهذه ؟ لطالما اعتقدت أن العطر سيكونون حكماء و عاقلين ، و ليس فتاة صغيرة انتحاريه "
تذمر وهو يعطي إيتاتشي صندوق البنتو
" أنت إفعل ذلك ، لا أستطيع "
تلقى إيتاشي الصندوق من كيسامي ، و وجهه فارغ بينما كان يشاهد كيسامي يخرج من الغرفة ..
~
𝐹𝑅𝐴𝐺𝑅𝐴𝑁𝐶𝐸
うちはイタチ