The past - 1

هولا ؟
وانشوت اخر🥺! طبعاً مو محددة من كم بارت اسويه + رح تكون مزيج الفا وَ اوميغا ومصاصي دماء وهيكا لكن سويتها بِطريقتي، و صح ...ما بيها شي اسمه 'شريك مُقدر' بين الالفا و الاوميغا إنما شريكهم بِقرار منهم

المهم كومنت بين الفقرات لطفاً💟!!

. . . .

النَقص ..
لَطالما شَعر تايهيُونغ بِهِ، لِيس بِشخصيتهُ أو فِكرهُ، فَهو مُدرك لِأن نَقص الفِكر وَ الشخصية مُتاحاً إصلاحهُ، بل وَ مُدرك أيضاً أن لا أحد كَامل وَ الجَميع يَفتقر لِلعديد، لكن بِأيامهُ وَ حياتهُ عَلَى وجه التَحديد، يشعر بِأن هُناك ما نَاقِص بِها ..

رُغم أن تايهيُونغ تَزوج بِرجل كان يُحبهُ بِشدة، بل وَ يهواه أيضاً، وَ يمتلك صَغيرهُ ذُو السِتة سَنين أرثر، وَ مَعيشتهم بِمستوى جَيد بِفضل وَظيفتهُ كَمُصمم دِيكور زَواج مَعروف بِفَرنسا كون ذَوقهُ فَريد وَ مُميز وَ وظيفة زَوجهُ جوزيف كَمُدير تَنفيذي لِشركة تَصدير وَ أستيراد إلا أن ذَاك الشعور لا زال يُراودهُ، ودائماً كما وَلو كان جِزء منهُ ..

ولا يعلم أن كان بِسبب الأستقرار ؟
لكن هو فَكر في أن كان السَبب فَهل يتوجب عَلَى الأنسان أن يَغوص بِعدم استقراريتهُ بِشكل دائمي بل وَ بِمشاكلهُ النَفسية وَ تَضارب مَشاعرهُ لِيشعر بِطعم الحَياة و معناها الحقيقي ؟ لَكن لَم يَبدوا ذَلِكَ مَنطقياً بِالنسبة لِشخص كَالأوميغا هُنا ...فَحينما كان شاباً كان يَبحث عن هَذَا الأستقرار، عن هذه الحياة الهادئة، زوج مُحب لهُ بِشدة وَ طفل صَغير يَندههُ بِأبي دون مُعاناة نَفسية ..

وَ لا زال لا يَعلم ما السبب بِالضبط ..

لِلوقت الحاضر ...تَنهيدة صَغيرة هَربت مِن فَم تايهيُونغ حِينما أتاهُ أتصال مِن زوجهُ بِكونهُ لن يَستطيع العودة لِلمنزل لِهذه الليلة فَهو لَديهُ أعمال عَديدة وَ ما يُشابه، وَ بِما أن طفلهُ الصغير نائم ...

هو أخذ كَأس نَبيذ لِشرفة غُرفته الضَخمة يَحتسي مِنهُ القَليل بِينما يَتخذ زَاوية الأريكة البيضاء فَيتصل بِصديقتهُ المُقربة، لِيدِيا ..

"تايهيُونغ ! أنتَ بِخير ؟" أندفعت تَسأل بِقلق فَالوقت مُتأخر قليلاً، لِتَتلقى تَنهيدة بِالمُقابل دفعتها لِأن تَقلق زيادة عن اللزوم فَتَتسائل بِتردد "هل آتي ؟ هل تَخاصمت مع جوزيف ؟ مع أنني أستبعد ذَلِكَ فَنادراً ما يحدث عِراك فِي ما بينكُم .."

"لا أعلم ما الخطب معي لِيديا ..." أسترسل وَ أخيراً فَصمتت هِي لِأجل منحهُ مَساحتهُ وَ ليتحدث أكثر "أشعر أن ...هُناك نقص، نَقص لا يغطي عليهُ أستقراري الذي لطالما أردتهُ أيام الجامِعة، أو حتى حُب وَ صِدق جوزيف الذي لَم أجدهُ بِأي رجل مَعي وَ .."

"لِيديا ؟" ذَلِكَ الصوت الآتي مِن طرف لِيديا جَمدهُ مَكانهُ وَ قاطعهُ مِن قول أيُ شَيء أخر، بل وَ رَفع لهُ وَتيرة نَبض قلبهُ، لِيستعدل بِجلستهُ سَريعاً بِيد أرتجفت قليلاً يَستمع بِتركيز حِينما أجابت لِيديا صاحِب الصوت "ماذا جونغكُوك ؟" وَ وقع أسمهُ عَلَى مَسامعهُ جعلهُ يُغلق أعينهُ عَلَى الفور بِنبض  قد تَعالى أكثر فَأكثر يؤذيهُ وَ يَعتصرُ قَلبهُ ألماً ..

"الرِفاق يَنتظرون" أخبرها لِتومأ دون قول شَيء، وَ سَاد الصمت قبل أن يَسمع صوتَ الأخر المُتَردد مُجدداً "هل تَتحدثين مع تايهيُونغ ..؟" لكن ! لِيديا أغلقت الهاتِف عَلَى الفور ! مِما أرسل ذَلِكَ نَغزات مؤلمة مُضاعِفة لِقلب الأوميغا ...الذي أسقط كَأس نَبيذهُ دون قصداً منهُ مع أخفاضِ هاتفهُ بِهدوء مِن عَلَى أذنهُ مُحدقاً بِالعدم

هو يَعرف صاحِب الصوت ..
بل وَ مَعرفة مِن نوع أخر، نوع خاص ..

فَبقي مَكانهُ مُنتظراً أتصالها، بِلهفة نَكرها وَ قلب تجاهل سَماع صوتهُ الصارِخ، لِتفعل فَليديا تَعلم أن تايهيُونغ سَيَتضايق أن لم تفعل وَ تُبرر فَيجيبها عَلَى الفور دونَ قول أيُ كَلِمة كَنوع لِإظهار عدم أهتمامهُ، لكن لِيس لَديها ...فَهي تعرفهُ أحق المَعرفة، بل وَ أكثر مِن أيُ شَخص أخر

"لقد أقامت لانا حَفلة دَعت بِها كُل أصدقائها مِن أيام الجامعة، كَنوع مِن لَمُ الشَمل مُجدداً لِمَرة، وَ كما تعلم أنها صَديقتهُ المُقربة قبلاً لِذا .."

"لكنني أيضاً صَديقُها، ليديا" قاطعها تايهيُونغ بِحدة وَ نوع مِن الغضب اللامُبرر، فَلِما هَذَا ؟ لِيبتلع هو وَ يعتذر همساً منها لِتَتنهد وَ تُكمل تَبريرها "لقد طَلبت مِني أخبارك، لكن حينما علمت أنهُ آتي أنا لَم أفعل، فَأخر ما أريدهُ هو أجتماعك مَع جونغكُوك، وَ كلينا يَعلم لِما يا أومِيغا .."

وَ هي مُحقة ...فَكر تايهيُونغ عَلَى هَذَا النحو، فَجونغكُوك ذاتهُ الرجل الذي غَرِق تايهيُونغ معهُ فِي الغرام فَنَدِم، ذاتهُ مَن لَطخهُ بِما هو سَيء وَ المزيد مِنهُ وَ حسب، ذاتهُ مَن كَسِر تايهيُونغ بِالأنفصال بَعدها، وَ جعلهُ يُعاني لِسنين إلى أن تَخطاه، أو هَذَا ما يعتقدهُ ..

"تايهيُونغ ..." لِيديا نَدهتهُ فَهمهم بُني الشَعرُ بِخفوت وَ أعين أجتمعت بِها الدُموع، لِتقول "سأتي إليك" لِينفي سريعاً ويرفض "لا، إبقي هُناك ثُم أنها حفلة زَوجتكِ لِذا مِن الغير لائِق المُغادرة ثُم أن لانا سَتتضايق كثيراً، سَأنام مِن الأصل و .."

"أنتَ تخطيتهُ ...إليس كَذَلِكَ تايهيُونغ ؟" وَ عند سؤالِها المُقاطع لهُ ...أبتلع رِيقهُ الجاف دون الإجابة، فَمِن بعد رَدة فعلهُ لِسماع صوت مَن أحبَّ قلبهُ وَ عشق فِي ما سَبق أصبح لا يعلم ...لا يعلم أن تخطاهُ كُلياً !

"أسمعني تايهيُونغ ...لدِيك الان زوج رائع يُحبك، زَوج مَنحك الأستقرار الذي كُنت تودهُ، مَنزل دافئ هادئ مع فَتى لطيف كَأرثر الصَغير، وَ أعلم أن تايهيُونغ قبل سِتة سِنين كان يريد ذَلِكَ، لِذا لا تخسرهُ بعد ما حصلت عليهُ، وبشأن حديثك في بداية اتصالك ...غداً حينما تأتي لِلعمل سَنتناقش بِشأنه"

"تصبحين على خير .." هَمسها دونَ الردُ عَلَى كلامِها، وهي علمت ...علمت أن صديقها هُنا لن يأخذ سوى ما يقولهُ لهُ قلبهُ، لكنها سَتكون هُنا لأجلهُ، وَ مِن دون ضغط فَهي تَعلم أن الأوميغا لا يُحب الضغط بَتاتاً، لِيغلقوا المُكالمة بَعدها فَيَتبقى هو هُناك عَلى أريكتهُ، مع بعض الذِكريات التي زَارت عقلهُ ..

تِلك التي كان بِها لا يَأبهُ لِشيئاً يَغرق مع مَصاص الدماء بِعالمهُ، وحدهما دون دُخول أيُ أحدٍ مَساحتهما ..

لِيتنهد مقرراً عدم التَفكير أكثر مِن ذَلِكَ، يُقرر بِأخذ كَلام لِيديا هَذِه المَرة وَ عدم تَهديم ما هو بِه الان لأجل مَن هجرهُ مَرةً وَ دَمرهُ ..

تَحرك يُنظف الفوضى التي سَببها خَلفهُ قبل أن يَتجهُ لِغرفة صَغيرهُ أرثر، يَجدهُ نائِم بِسلام فوق سَريرهُ ذُو الأغطية الوَردية، فَيبتسم بِهدوء لَهُ بَينما يَتخذ مكاناً قَريباً منهُ بِحذر كونهُ يَعلم أن أرثر يَمتلك نَوم خَفيف يَستيقظ مِنهُ أثر صوت صَغير، كَأبيهُ تَماماً ..

لِيمسح عَلَى خُصلات شَعرهُ الغُرابية بِلطفٍ وَ خِفة شَديدة ثُم يُقبل أرنبة أنفهُ وَ يُعاود تَأملهُ، حيث كان فَتاهُ الصَغير بِشعر أسود كَثيف، بَشرة شاحِبة وَ أعين هُلالية أتخذت القليل مِن ظُلمة الليل وَ الكَثير مِن لَمعة نُجومهُ، لِيؤلمهُ قلبهُ لِتذكرهُ تِلك الذُكرى المُوحشة لَهُ، خصوصاً صوت جونغكُوك وَ هو يَطلبهُ "أجهضهُ تايهيُونغ، لا تُعقد الأمر أكثر مِن ذَلِكَ فَتخسَرني !"

"يا حَبيب أَبيك .." هَمس بِغَصة ألمتهُ فَأكمل "سَأحميك بِروحي وَ أكرسُ لَك كامِل وقتي وَ جُهدي وَ حياتي لِأجل أن تَحظى بِحياة هَنيئة لا تُعاني بِها مثل ما عانِيت أنا"

ثُم وضع رأسهُ عَلَى الوُسادة يُريحهُ هُناك بِدموع ساخِنة قد تَدفقت مِن أعينهُ تَشق طَريقها وصولاً لِنهاية وَجنتيهُ، كان وَ كما أن قلبهُ عَلِم ما سَبب شعور النَقص المُلازم لهُ، وما هو إلا أب طِفلهُ، مَصاص الدِماء جونغكُوك ..

++تايهيُونغ++

لِيس عليَّ أن أفكر هَكذا ..
لِيس بعد ما حظيت بِما كُنتُ أريدهُ دائماً في تِلك الأيام، وما هِي إلا حياة خالِية مِن مُعاناتي وَ مشاكلي النَفسية، لكن ذَاك الصوت الذي صَدح داخل عَقلي وَ الذي يَقول 'أردتها مع جونغكُوك لا جوزِيف' جعلني أشمئزُ وَ أكرهُ نَفسي ..

أكره نفسي التي كانت تَعشقهُ وَ تهواهُ، نَفسي التي ضَحت بِكُل شَيء قبلاً في سَبيل أن نَبقى معاً، نَفسي التي كَسرها وَ بِبشاعة ما أن طَلبني بِأجهاض أرثر فور ما بَشرتهُ بِكُل غَباء أن لَنا بَذرة حُبنا ..

وحِينما رَفضتُ أجهاض جَنيني، هو ...هَجرني وما أبقى لِي سوى وَرقة قائلاً بِها أنهُ لا يَستطيع الإكمال بِينما أنا أرفضُ أجهاض أرثر، وَ أنهُ وَ أن أردتهُ عَليَّ التَخلي عن جَنيني، لكنني ...تَشبثتُ بِأرثر علماً مِني أنهُ حتى وَ أن أجهضتهُ، سَيهجرني لاحقاً بِسبب أخر فَعدم تَقبلهُ لِجنيني لا يَعني سوى أنهُ لَم يَكن يُحبني وَ كُنت الطَرف الوَحِيد المُحِب ..

لا زِلتُ أتَذكر كيف عانيت مِن بَعد ذَهابهُ وَ هجرهُ لي، فَحتى عائلتي لَم تَتقبلني وَ تحتويني فَأنا عَصيتهم لأجلهُ، وَ تخليت عنهُم لِأجلهُ أيضاً فَهم لَم يكونوا مُتقبلين لأمر أنني أحببتهُ بينما هو مُختلف عني فَما هو إلا مَصاصُ دِماء وَ ما أنا إلا أوميغا، وكان عِقابي تَحمل مَسؤولية فِعلي لكن ...

كان جوزيف قَد أحتواني، وما فعلتهُ ...جعلهُ يُضاجعني ثُم أخبارهُ بعد فَترة أنني أحمل طفلهُ داخِل احشائِي كونني أردتُ ضَمانُ مُستقبل أبني وجعلهُ يَحظى بِحياة كَرِيمة مَع رَجل غَني، وَ بِكونهُ يُحبني بل وَ قبل جونغكُوك حَتى ...هو فَعل، وَ تَزوج بِي، وَ لَم يُشكك أبداً بِكون أرثر ليس أبنهُ، بل عَلَى العكس ...هو حَتى أسماهُ بَذرَة حُبنا، وَ المُبكي أنهُ مَنح أرثر كُل ما كان وَ مِن الأصل عَلَى جونغكُوك منحهُ لِأبنهُ، فَهو أبيهُ الحَقيقي فِي نَهاية المَطاف

فَتحركت ...
تَحركتُ أرتدي ثِياباً مُناسبة لِلحفلة !
عليهُ أن يراني ! عليهُ مَعرفة أنني حَظيت بِرجل مُعاكس لهُ ! رَجل مُستقر مُحب وَ صادِق وَ مسؤول !

ألتقطتُ ما هو مُناسِب لِحفلات لانا بينما أتفحص نَفسي لِلمرة المَليون عَلَى مرأتي وَ فِكرة أنهُ هُناك تَدفع نَبضات قَلبي لِلجنون لا غَير ..

لكن لَدي هَدف واحد مِن الذهاب، ولن يَتغير تحت أيُ ظرف مَهما كان وَ يَكُن ..

أتصلت بِمُربية أرثر التي تَأتي فقط نهاراً لِتجالسهُ حينما أكون خارِج المَنزل أو فِي العمل لِتخبرني أنها آتية وَ تعذرتُ مِنها فَالوقتُ مُتأخر لكنني مُضطر فَلا أستطيع تَرك أرثر وحيداً لِيلاً خصوصاً أن جوزِيف لِيس هُنا ..

وبينما كُنت أقود مُتجهاً لِمنزل لِيديا وَ لانا ...كُنت اهدأ مِن بَعثرة دَواخلي وَ إيقاف عقلي مِن أسترجاع المَزيدُ مِنَ الذِكريات لِي معهُ ! تِلك التي يَبتسم بِها ألي ثُم يُقبلني بِشكلٍ يَبدوا بِه مُحباً لي ! تِلك التي يَحكم مُحاوطة خِصري فوق سَريرنا فَقد عُشنا معاً فِي شَقتهُ لِسنة كامِلة ! تِلك التي يُشابِك بِها أصابعنا وَ يَهمس بِكلِمات عَديدة مِنها كَم يُحبني وَ كَم يَهواني وَ يَرغبَني ! تِلك اللحظات التي كُنا بِها معاً حِينما نَحزنُ أو نُسعد ..

وبعد وصولي ...لَم أنزل فوراً، بل بَقيتُ مَكاني أفكر أكثر في هل أفعلها ! هل أجعلهُ يَراني ! يَرى إنقلاب وضعي مِن بعده ! وكيف وصلت لِلحياة التي أريدها ! رُغم أنني كُنت أريدها معهُ، لكن مَع ذَلِكَ

تَرجلتُ مِن سَيارتي ثابتاً عَلَى قراري ثُم وَ إذا بِي أدخل لِمَنزل لِيديا الذِي كان يَكتظُ بِالكَثير بِالفعل، فَسابقاً، أيامُ الجامِعة ...كان لدِيهما الكَثير مِن الأصدقاء، بل ولدينا شَعبية كَبيرة، لانا وَ ليديا، وَ أنا وَ هو، جونغكُوك ..

الذِي وجدتُ نفسي أبحث بِأعيني عنهُ دُون إرادة أو تَحكم ارجاء الصالة المَفتوحة ذاتُ الأرضية الرُخامية بِاللون الأبيض وَ الأثاث المُتَلون بِالأسود وَ الأحمر، لكن ...أنهُ غير مُتواجد، هل تَغير شكلهُ يا تُرى ؟ هل نَقش وشماً جَديداً عَلَى جَسدهُ ؟ أو ثَقِب بِمكان أخر غير أيسر شِفاههُ وَ حاجبهُ ..؟ هل بَقي رِياضياً مُحباً لِكُرة القَدم وَ رَفع الأثقال وَ الدراجات ؟ أو بَقي يَرتادُ المَلاهي الليلية مع أصدقائهُ وَ الشُرب حد الثمالة وَ الأهم ..

هل جونغكُوك تَزوج ؟
أو قد عَشِق ..؟

"تـ..تايهيُونغ !" لانا نَطقت أسمي بِنوع مِنَ الصَدمة لِوجودي، لأبتسم مُقترباً منها وَ مِن لِيديا التي أتت تَقف لِجوارِها وَ حالها لا يَقل حالاً مِن زَوجتِها فَهي أيضاً مَصدومة

"مرحباً" ألقيت التَحية ثُم أضفت "أعلم أن عدم دعوتي لِهذه الحَفلة كان لِأجلي لكن مع ذَلِكَ ...كان عليكِ دعوتي وَ الأخذ بِرأيي أن كُنتُ أريد المَجيء أو لا لانا"

"تايهيُونغ أنا ..أسفة فَتـ.." وكانت لِتُكمل، كانت لِتُكمل تَبريرها مع أعتذار أخر، لكن تم أغلاق الموسيقى الصاخِبة وَ تبديل الأضواء المُتضارِبة بِألوان عديدة بِواحد أصفر خافِت، لِتَهتف فَتاة ما مِن وسط الصالة بِـ"تجمعوا !"

وَ أعيني عادت بِالبحث عَمن لَم يذهب عن عقلي وَلو لأيُ ثانية، ولم يَكن هُناك ...هل غادَر ؟ لن اسأل لانا وَ لِيديا فأفضح نفسي بِالطبع ..

"هيا" قُلت لِلفتيات مُتجنباً مُحادثتهنُ أكثر كونَني عَلِيم بِما سَيُقال مِن أمور لن أريدها الان ثُم أتجهت مع البَقية أتخذ مكاناً بِين أثنين لا أذكرهم جيداً ولا أعتقد أنهم يَذكرونني فَأشكالنا تَغيرت كثيراً ثُم أنني وقبلاً كُنت مُكتفياً بِلانا وَ لِيديا وَ أكثرية الأمر ..؟ جونغكُوك

"لِيديا، لقد أتيت بِالمزيد" صوتهُ رَفع مُستوى الأدرينالين دواخِلي لِأنظر ناحِية مَدخل الباب حيثُ كان يَقف هو بِهيئتهُ، مَصاصُ الدِماء الوَحيد مِن بين المُتواجدين، جونغكُوك ...

أرتجفتُ بِضعف كَحال قَلبي أمامهُ أتفحصهُ شيئاً فَأخر، لقد نَضجت ملامحهُ كثيراً، لكن شعرهُ ذاتهُ، أسود قاتِم مُشابه لِشعر أرثر، إلا أن جَسدهُ أزداد ضَخامة وَ معصم يدهُ ...أنهُ يحتوي عَلَى الكَثير مِن الوشوم أكثريتها كانت كِتابية وَ الباقي مَجهول مُخبأ أسفل قميصهُ الذي يَطوي أكمامهُ لِمُنتصف كوعيهُ ..

فَأخفضتُ رأسي فوراً ما أن ألتفتَ ناحِية البُقعة التي أجتمع بِها مع أكثر مِن شخص والذين وَ أن أعددتهم يكونوا بالأربعين أو أكثر رُبما ..لستُ مُستعداً لِأن تَتلاقى عِيونِنا

"جون أتيت" تِلك الفَرنسية التي هَتفت مُنذ قليل ندهتهُ تَتجه ناحيتهُ لِتأخذ ما يحمل مِن أكياس يَبدوا أنها مَشروب لِيتجاوب مَعها فَفكرت ...هل هِي حَبيبتهُ ؟

لمحت لِيديا وَ لانا يَجلسان عَلَى مَقرِبة مِني بِنَظرات قَلقة ناحِيتي بينما عادت أعيني عليهُ مُتجاهلاً ذَاك القلقُ الذي لا يُوجد داعٍ لهُ فَلن يَحدث شيء، وَ أن حدث فَسأمنعهُ بِكُل تَأكِيد ..

فَأخذتُ نفساً حينما أقترب وَ عدت لأخفاض رأسي أُحدق بِأصابعي وَ أشابكها مُتوتراً فَأنا أعلم أنهُ سَيَجلسُ قُبالتي فَأصبح هَذَا المَكان الشاغِر الوَحيد هُنا ..

"تايهيُونغ ؟" نَده مَن جواري جعلني أرفع رأسي عَلَى الفُور وما أن فَعلت ...حتى وجدتهُ قد نَظر ناحِيتي، مَصدوماً وَ مُتفاجئاً وَ مُتَفحصاً لي ..فَتجاهلتهُ ! تَجاهلتهُ ألتفت لِمن جواري وَ أجيب "هاه ؟"

"يا فتى !! لَقد نَضجت كثيراً أنظر إليك !!" عَبَر عن صَدمتهُ فَضحكتُ اومأ وَ يُضيف شَخص أخر "اللهي اخبرنا ! هل تَزوجت ! فَأنت تبدو كَأب !" وَ كَـ'أب' تِلك جعلتني أعيدهُ لِتحت نِطاق بَصري، لِأجيب بِهدوء مواصلاً تَبادل النَظراتُ معهُ "أنا كَذَلِكَ"

"تزوجت !"
"تَزوج تايهيُونغ مُنذُ سِتة سِنين بِالبيتا جوزيف، مُتأكدة إنكم تَذكرونهُ فَقد كان الأفضل مِن بيننا" تَكفلت لِيديا بِالإجابة وَ كُنت شاكِر لَها بِصراحة لكن مُترقب لهُ ..

حيث كان قد أبتلع ريقهُ وَ أخفض رأسهُ، لكن سُرعان ما رَفعهُ يعيد تواصلنا البَصري حينما أضاف شخصاً أخر "أعتقدتُ أنهُ جونغكُوك، فَكليهما كان يِعرف عنهما بِالعاشِقين وَ أزواج المُستقبل ذَاك الحِين"

"صَحيح لكن ...بِذاك العُمر، كُنتُ أختار ما هو خاطئ دوماً، لكن حينما نَضجت ...أنا أخترت مَا هو الصواب لِأكسر دائرة قَراراتي الخاطئة مِن بعدهُ"

وما قصدتُ سوى إنهُ غَلطة لا أكثر ..
وما قصدتُ سوى أنني لَتندمت أن تزوجتُ بِه ..

فَأبعدت أعيني عنهُ أكسر تَواصُلنا، لِيأتيني سُؤال أخر "وما أسم طفلك !"فَألمني قلبي، أكره تُلك الكَذِبة رُغم حُبي الشَديد لأبني، فأجبتُ بِها "أوه أنهُ ...أرثر، أرثر جوزيف" بل جيُون أرثر، ثُم ها أنا ذَا أعيدُ أعيني ناحية مَصاصُ الدِماء الهادئ وَ الغير مُتوقف عن صَبُ أهتمامهُ عَليَّ كما ولو أنني الوحيد المُتَواجد هُنا، لِما يا جونغكُوك ؟

"و كم عمر أبنك ..؟" فَأقشعر كامل جَسدي لِأول ما يُوجههُ ناحيتي مِن سؤال مِن بعد سِتة سِنين، وما هو إلا بِشأن أبني، بِشأن أبننا ..فَقُلت بِنَبرة جاهدتُ لِتبدوا ثابِتة وَ نَجحتُ "خَمس سِنين" كاذباً بِعمرهُ فَعمر أرثر سِتة سِنين لكن أن قُلت ذَلِكَ مؤكد سَيُدرك أن أرثر إبنهُ لا إبن جوزيف ..

"اجهضتهُ ؟" سؤالهُ الصَريح وَ أمام مَن أستغربوا وَ التزموا الصمت فَقد سَألني بِالكورية يَجعلني أبتلع فَهو يقصد أن كُنت قد أجهضتُ أبنه كما طَلب، لاومأ بِرأسي قاصداً نعم، اومأ مع شعوري بِغصة تَتكور داخل حُنجرتي، ولا أعلم أن كانت تَكورت لِكذبتي فَأنا لَم أجهض جَنيني وَ أنهُ هو ذاتهُ أرثر، أو لِكونهُ سأل عن أمراً كَهذا ..

فَوجدتهُ قد أشاح أعينهُ عني وَ أخيراً، فَتنهدتُ أعيدها لِليديا التي تكون غير مُعجبة بِكُل هَذَا وَ ذَلِكَ وَاضح، مع لانا التي كانت قَلِقة كثيراً ..

"هيا لِنلعب !" هَتفت تِلك الفَرنسية مُجدداً تَجذب الأنتباه ثُم أضافت "لكن مَن يريد اللعب اولاً ؟" فَرفع ما يُقارب الخمسة عشر شخص يَدهُ فَحسب و أستغربت مِمن تَرددوا مِن المُشاركة فَما نوع ألعابها ؟

"حسناً ...لِمن سَيلعبون تَذكروا أن لا تَراجع فَأن فَعلتم سَتنفذون تَحدي مِن أختياري !" وَبعد قَولِها .. وَجدتهُ قد رَفع يَدهُ ...فَفَعلتُ المَثل بِهدوء كَهدوء تَواصلنا المُمتلئ بِالكثير مِن قبلي وَ الغامض مِن قبلهُ فَلا أستطيع معرفة ما خَلف كُل نَظرة مَنحني إياها

وَ بعد ما بَقيَّ فَقط مَن أرادوا اللعب بينما الباقي أتجهوا لِلجزء الأخر مِنَ الصالة، بدأت الفتاة بِشرح اللعبة تَجعلني مُتسمراً فِي مَكاني فَماللعنة !! "سَتضعون مَفاتيح سَياراتكُم بِالوسط مع أغلاق أعينكم، سَأبعثرها بِطريقتي وَ حينما أطلب مِنكم أن تَختاروا واحداً سَتختارون وَ أنتم لا تزالون مُغلقين الأعين وَ المفتاح الذي سَتختارونهُ سَتقبلون صاحبهُ قُبلة جامِحة وَ ساخِنة !"

. . . .

سلام علاكم👁👄👁

جيُون جونغكُوك ، مَصاص دِماء

كِيم تايهيُونغ ، أوميغا

Comment