نُكابر في مشاعرنا نسينا عيوننا تحكي..

استقليت القطار حين نعتني احدهم بنصفية فاستهوى الجميع اللقب واصحبت مُسماه بالنصفيه رسمياً ، كنتُ باكيه اركض إلى عائلتي احمي ذاتي من التنمر الذي غدى شائع في منطقتي وبين شوارعي.

كان رده فعلهم اسخم من شعور الالقاب البشعه التي كانت تأتيني ، لم يلبثُ كثيراً حتي وجدتني مُلقية خارج الحي باكمله فارغه من كلُ شيئ حتى انني فقدت وجداني بقسوة لم اعهدها.

الان وجهتي ستكون النصف الاخر من الكُره الارضيه
او الجزء الأصغر فالبشر يحيزون الجزء الاكبر لهم وقد كانت من المطالب قديماً في احدى الحروب ان يملكون الجزء الاكبر من النصف ولكن ما يُشاع يكون شائعاً في النهاية.

ماذا سيحدث ان ذهبت الى الجزء الاخر من الكُره الارضيه ؟حيثُ جميع الأساطير الخيالية التي تجرى كالموج بين افواه البشر.

مللتُ من حوزاتُ الالم الذي تنمو بسبب خُلقي نصفية او رُبما هجينة كما هو مُسمى هُناك.
كما مللتُ من الصمت الذي اعتصمته وسط المرء هُنا.
فبدأت رحلتي الى الجزء الاخر رفقة نصفُ مُستئذب قَد وُلِد في دواخلي.

أيُمكن ان اجِد رفيقي هُناك كَما يقولون؟

استطعت الحصول الى ثوب جيد يليق بالمكانة الذي سأذهبُ لها ، فبالصدفه قد وجدت اموال في حوزة المعطف المُهترئ حين كنتُ ملقية أرضاً.

جلست على احدى المقاعد الفارغة فلم يكن هناك الكثير من البشر ، من الأصل سيكون الوضع مريباً حين تجد بشري ذاهب بقدماه الى الجزء المعتم من الارض.

مكانة البشر هناك تكون الخدم والعبيد.

او رُبما طعام !

لكن من سيقدم دمائة على كأس من ذهب؟
الجميع سيختار كونه عبيد او خادم الى ان يموت بطريقة بشعة.

لن اقول انني لربما اجد حياه سالمة هناك فانه عالم متوحش ولكنه سيرحب بالذئبة الذي في داخلي.

بالنظر الى من يوافدون الرحلة فهناك سيده مظهرها يوحي انها بعقدها الثالث ، كانت ملامحها باهته فاستدركت انها ستبيع حياتها وتتقبل بمصير بشع اخر في الجزء المعتم.

هناك شابٍ شاحب فعلمت كونه هجين مثلي ولكن ما نختلف فيه كوني هجينة مستئذبة وهو مصاص دماء لا محال.

ناظرت النافذة امامي بشرود والوضع يبدو مريباً ، قطار ضخم يحمل ثلاث اشخاص يائسين في جبعته ، توقف القطار عند المحطة المنشودة فاخذت ذاتي معي خارجة منه فلا يوجد شيء أحمله على كل حال.

كانت المحطة فانية من الأشخاص عدى ذلك الحارس الذي سيرحب بي لانزل الى اراضي الظلام بعد قليل فقط حين اصل له ، تنهدت صانعة خطواتي نحو الجحيم لكن قاطعتني تلك السيدة الثلاثنية بصراخها الهائل.

كانت يائسة لدرجة انني شككتُ في كونها خارسة.

تفقدت الارجاء حولي وفقط القطار مازال على حاله ابوابه مفتوحه ، مصاص دماء بجانبي يمتلك ذات الملامح التي يحملها كلانا ، اين السيدة الثلاثنية ومن اين جاء صراخها؟

بدأت الانوار في داخل القطار تنقطع تدريجياً وذلك ما جعلني اتراجع للوراء حين شعرت في داخلي بالخطر يركض ناحيتي ، اصبح المكان باكمله مظلم حتى اختفى الحارس الذي كان يقف بالخلف.

"اين هو؟" همست برعب حين اقتحمت الرهبة دواخلي بعنف.
"ماذا يحدث؟" هسهس مصاص الدماء بعصبية وقد تبدلت ملامحه الى اخرى مُتهكمة.

تقدمت خطوات قليلة الى مكان وقوف الحارس الذي كان بدوره سيدلنا عن الطريق ، يبدو انني ساكون عالقه مع احدهم رفقة دخيل بسيط والذي سيكون الرعب !

"انظر ! هناك قطرات دماءه على الارضيه."
تمتمتُ اليه بملامح مرتعبة وصادمة ولكني قابلني بلا شيئ.
"اتستخفين بي ؟ بالطبع شممتُ رائحة الدماء واعلم انه قد مات الا يبدو على هيئتي؟" تحدث بملل مع انيابه الذي ظهرت لتُخيفني.

اين مكان الخوف في ملامحه؟
يبدو انني الوحيدة المرتعبة من فكره رؤية شخص مبتسم للحظة والثانية قد كان ميت بها.

"لا وجود لحارس يُدلنا على الطريق سنذهب للاراضي بانفسنا."تحدث وللتو لاحظت قميصه القطني المفتوح والذي ظهر منه عقد طويل على شكل جُمجمة هيكل عظمي.

يا اللهي ان البشر قاسيون والاراضي المظلمة متوحشون وهناك قبيلة من المتحولون قد هاجمت القطار الذي نحن فيه ، اريد فقط العيش في سلام رفقة قطيع طيب ولا يتلذذ بقتل الاخرون !

"ذلك مُستحيل."
تحدث مصاص الدماء والذي كنت اسير على خطاه في خطٍ واحد ، انه يراوغ ويقرأ افكاري.

اللعين؟

"توقف عن إنتهاك حقوق الإنسان وكن مصاص دماء لطيف."تحدثت ارسل له ملامح باغضة
"مخطئة بعدة اشياء، لستِ انسانة كاملة ولستُ مصاص دماء لطيف بل لا يوجد لطف في قبيلتنا وأخيراً اسمي ليس اللعين بل يوتا ناكاموتو."

رمقته بنظرات مستائه لانني يجب ان اتحمله حتى نصل الى الأراضي المظلمة او بمصطلح اخر الجزء الاخر المُعتم.

لقد هربتُ من حياة قاسية الى اخرى متوحشة
ما الجديد؟

-

جلستُ بجانب ذلك مصاص الدماء يوتا والذي لم تخلي جلستنا من رمقه لي بسخرية ، وصلنا بعد سير دام لساعتين الى محطة انتظار الذي من المفترض كان سيقُلنا له الحارس الميت.

احببتُ كيف انه كان يسايرني بخطاي البطيئة ولم يسخر من خطواتي ، كلُ ما اعمله ان مصاصين الدماء يمتلكون مهاره عالية في السرعة.

كان يُجدر به الذهاب للمحطة في ثانيتين من ركضه السريع ولكنه لم يفعل وسار معي :'(
ذلك مع شفع له مقابل نظراته السخرية لي عندما جلست بجانب مقعده وكأنه شريكي آتينا سوياً الى الأراضي المظلمة.

كان هناك العديد من البشر الهجناء بسلاله ثانية ، بالكاد استطيع ان ارى مصاص دماء او مستئذب كامل دون ان يكون نصف بشري.

هناك فتاه صهباء تملك ملامح مرحة اعلى وجهها منذ ان خطينا الى ذلك المكان ، شيء في داخلي اخبرني انها ساحره وليست كالباقي هُنا كما انها باتت مختلفة بهالتها المتحمسة للا شيء.

الجميع هنا يحمل ملامح باهته وانا اولهم.

كانت ملامح يوتا تتسم بالجدية بشكل حازِم حتى انني شممتُ رائحة الصرامة تفوح منه ، يفلح ان يكون ألفا او ربما قائد مصاصين الدماء عندهم.

أرتسمت اعلى ملامح يوتا ابتسامة ضئيلة فلعنت ذاتي وافكاري الحمقاء معها ، لم أكد ان اوضح سوء الفهم الذي حدث للتو حتى قاطعنا اهتزاز الارضيه اسفلنا بشكل عنيف.

وقفت مع استقامه الجميع والذي كان اولهم يوتا.

اطلقت صرخه عالية حين سقط الكثير من المتحولون من السماء حاملين ملامح مُتهكمة ولم يلبثُ كثيراً حتى هجموا يقتلون بانيابهم الوحشية.

يوتا في البداية رفع يديه نحوي لأصبح محتميه خلفه ولكن الان هجم على أحد المتحولون ، أصبحت وحيدة واغاظتني فكره ان أحدهم يحاول حمايتي وانا استطيع فعل ذلك بمفردي.

تحولت عيناي الى اخرى صفراء لامعه وسرعان ما ظهرت انيابي رفقة اظافر يداي ، شعرتُ بملابسي تَتشقق فركضت متربعة بهيئتي الذئبة.

ريثما انتهيت من احدى المتحولون الذي كان يهاجم على سيدة عجوز توجهت الى اخر ، خدشته باظافري فتبدلت الوضعية واصبحت انا التي فوقه ، استطعت سماع عظامه التي تهشمت فالقيته بعيداً يصارع الموت بمفرده.

بدأ عددهم يقل فكان هناك القليل من المتحولون والذي اخذ احدى المستئذبين دورهم في قتاله ، رأيت يوتا يقف بعيداً يدفع الدماء من انياب فمه أرضاً ، كانت عيناه صفراء كخاصتي وقميصه مفتوح الازرار.

بدى مثيراً لي وذلك جعل ذئبتي تصرخ حماساً متجاهلين رفيقنا الذي من المفترض ان اجده في الأراضي المظلمة.

بدأت تلك الصهباء اخذ جثث المتحولون جانباً ولاحظت انها لم تشارك في القتال منذ ان ملابسه ليست ملطخة بقطره واحده بل نظيفة.

نظر يوتا نحوي فجأه حتى تحولت نظراته الى اخرى مبتسمة بجانبية ، لم اعتقد انه سيتعرف عليَّ بهيئتي الذئبة ولكنه فعل متوجهاً لي ، انحني قليلاً حتى شعرتُ بيداه تمسح اسفل عيناي.

"ارجو ان تتحولي بهيئتك البشرية بمكانٍ اخر، كما ترين هناك الكثير من الاعين التي ستتوجه نحوك وانتِ عارية." نبس بملامح معترضه مشيراً لي الى احدى المناطق الجانبية.

انا في ورطة لان ملابسي تشققت بالفعل.

"انتِ يا الذئبة !خذي وحافظي عليهم جيداً بالمره المقبلة ربما لن اكون معك." تحدثت الساحره الصهباء تلقي ملابس نحوي.

لم اتسائل من اين لها بهم لأنها ساحره في الاخير.

ارتديتُ سروال ضيق مع، قميص قطني قصير ، توجهت نحو المقاعد التي تحولت الى اخرى دمويه من القتال الذي صار منذ قليل ، استطعت تمييز الساحره ببساطة من شعرها اللامع.

" شكراً لكِ."
تمتمت بإبتسامة صغيره فرمقني ذلك الشاحب الذي بجانبها ، فريت سريعاً قبل ان اموت اختراقاً من حدقتاه المريبة.

"كنتُ رائعاً."
جلست بجانب يوتا بعدما تخلص الاخر من الدماء نهائياً وعاد مصاص دماء نظيف شاحب مثير مجدداً.

"انتِ معجبة بي؟"
قهقهت بعلو صوتي فشاركني بإبتسامه صغيرة.لم ارى ابتسامته متسعه الا حين القى بثلاثه من المتحولون أرضاً في إنٍ واحد.

كان يشبه السايكو وللأسف ذلك نوعي المفضل.

-

"يبدو ان لا احد سيرشدنا يجب على البلوغ للمنطقة بانفسنا."بعد عدة ساعات نبس احد المنتظرين معنا وكان الضجر يعبأ قلوب الجميع.

طبعاً عدى مصاصي الدماء هذا ان كان لديهم قلب.
اتسائل كيف يتنفسون؟ هل يتنفسون اصلاً؟
تباً اني ارغب بشدة بلعق عنق يوتا لأجرب الشعور.

من الجيد انه ليس بالجوار حتى لا يسمع افكاري.

"اللعنة انظروا اظافري بدأت تجف ! اريد ماء حالاً الا يوجد اي مرحاض هُنا؟" تحدثت الصهباء بنبرة صارخة ، كانت ملابسها بالفعل تشع صفو ونقاهه بينما شعرها مصفف بعناية فقط اتسخ ظفرها البنصر من قبل احدى الاتربة هنا.

نظرت لها فتاه شاحبة تجلس بجانبنا بغضب ، كانت ملابسها متشققه وشعرها في حاله بشعة بينما الاتربة والدماء تاخذ بقعات كثيره في جسدها.

اخذنا نتقدم وكأننا قبيلة واحدة رغم ان كل شخص يحمل هجين مختلف في داخله ، لقد التقيت بهجين ثلاثي صدفة وقد تعجبت كيف تحمل ذلك الكُم من الإهانة من البشر.

اعتقد لربما نحن نبدو كقبيلة متعاونه فلقد مرينا بهجوم من المتحولون وساعدنا بعضنا ، حتى انني دافعت عن عجوز هجينة مصاصه دماء.

ذلك الذي يترأسنا رفقه يوتا كان يرشدنا على حسب حاسه الشم لديه فهو مُستئذب ، وكان يوتا يساعده للسير بالطريق الصحيح ، شعرتُ بالامتنان لانهم لم ياخذوا النصيحة لأنفسهم بل ساعدوا الجميع للوصول إلى الارض المنشوده.

كانت الطرقات حرفياً خالية ، وكأن كان احدهم يعيش بذلك الحي وقد هجره ، كنا نسير حسب خطوات ذلك المستئذب ويوتا، كانت الصهباء بجانبي تتذمر لان حذائها قد اتسخ وتلك الفتاه ترمقها بغضب كالعادة.

كانت الصهباء تُسمى اثيرا والفتاة الغاضبه سيلين.

"احذري اثيرا هناك طين اسفلك ! " تحدثت سيلين لتصرخ اثيرا فازعه واخذت تركض في الارجاء كالمجنونة ، شاركت سيلين الضحك حين علمت ان خطتها في افزاعها نجحت.

"يا لعناء كنتم تكذبون؟ يجب ان تحذروا مني انا ساحرة شريره ها !" تحدثت اثيرا بنبرة محذرة فيه تهديد مزيف لانها أصبحت تصرخ مجدداً لان سيلين القت عليها التراب.

"حسناً ذلك يكفي لها" تحدثت مقهقهه لسيلين لتتوقف عن القاء التراب ، اصبح ثوبها المخملي مُترب فابتسمنا برضا فسرعان ما اخذت اثيرا تُهسهس ببعض التعاويذ من اجل ان تعود نظيفة.

"هناك أطفال يعبثون بالتراب ، هل لي ان أسال لِما؟" صدح صوت مألوف لي فكان ذلك المستئذب الضخم الذي يرافق يوتا، هو الذي كان يرشدنا للطريق الصحيح.

"اؤلئك الأطفال هم من انقذوا السيدات من القبائل والسُلالات الاخرى." تحدثت سيلين بنبرة واثقة مشيره للسيدات كبار السن الذي كانوا يجلسون في جنبٍ بداخل خانة ما فلقد توقفنا عن السير لأخذ بعض الراحة.

"اللهي حسناً حسناً استسلم."رفع المستئذب الضخم يداه بجانب رأسه لتُقهقه سيلين عليه ، عاودت النظر فيما بينهم بحدقتان تملؤها الشك ، هناك شيئاً بينهم وانا متأكدة.

"انه رفيقي يُدعي جونجو." تحدثت سيلين بنبرة خافته بعدما ذهب رفيقها للمساعده ، القيت نظره على يوتا فوجدته يتحدث مع مُستئذب صغير ينصحه بعدم التحول ابداً لانه سيكون ذئب بشع.

بربك !
اهكذا ينصح طفل صغير؟
اخذ الطفل يبكي بِصخب راكض الى جدته ، قهقهت على رده فعل يوتا المتعجبة.

"انتَ سيئ حين يكون الامر متعلق بالأطفال." اومأ يوتا مؤيداً رأي "ماذا عنكِ؟" تحدث مشيراً الى جونجو فتعجبت ولم افهم مغزاه "ماذا لم افهم؟" نبست بصوت منخفض يشبه الهمس.

"تجيدين التحدث الى الأطفال." تمتم يرجع خصلات شعره الحمراء الى الخلف. "ايبدو جونجو لكَ طفل؟" قلت بنبره استنكارية مطلقة ضحكة خافتة.

"تبادلتم الأسماء؟" قطبت حاجبي حين اخذت مسيرة حديثنا طريق غير مفهوم ، "هيا جميعاً سنعاود السير مجدداً." هتف جونجو بنبرة عالية مُشجعة وقد تمنيت ان اكون بذات القطيع معه وسيلين مستقبلاً

ربما يوتا أيضاً.
لكن لن يفلح الامر انه مصاص دماء على كل حال.

"من اين أتتكم الثقة حتى تخطون الى تلك الأراضي بدون حارس مرشد؟ انهشَ الجوع غرائزكم فتناولته بينكم؟" وصلنا بعد مدة الى بوابة حديدية ولم اكاد ان اتنهد حتى نبس أحدهم بصوتٍ عالي.

"ماذا تقول انتَ؟ لقد هاجمنا المتحولون حتى آتينا بصعوبة !" لم اهتم لنبره يوتا المتهكمة بل شغلتني نبضاتي المرتفعة عن حدها ، لم اتوقف عن النظر اليه حتى تحدثت ذئبتي بنبرة عالية.

انه رفيقي !

"قصه مؤثره حقاً ، كيف تخبرني انكم جئتم الى هنا دون حارس مرشد؟ بل اي إلهام هذا الذي قد ارشدكم للطريق الصحيح؟ يا تُرى كيف تعاونت وجميعكم من قبيله مختلفه؟" نبس احدى الرجال هازئاً فشعرت بالدماء تغلي في داخلي.

توقف اللعين في البداية عن الحديث حين التقت اعيننا ، لقد شعر بِما شعرت حتماً ، ازعجتني تقطيبة حاجبيه ونظرته وكأنني قذره جائت من اللامكان ، ليس وكأننا من ذات الصنف ايها المستئذب اللعين !

بدأ يوتا في لكم الرجل الساخر فلم يكاد رفيقي الذهاب للدفاع عنه حتى طرحه جونجو أرضاً، لم استعب ان علي جسدي الخوض في حرباً اخرى حتى نبهتني سيلين بأن اتحول لأن أحدهم يهجم على الأطفال معنا.

سيقتلون أطفال؟
اليس لديهم اي رحمة؟
ايجب علينا العيش هكذا فقط كوننا هجناء نصف بشر؟

رأيت اثيرا بعيداً تُلملم احدى الأطفال في حضنها معطياهم عناق كبير ، كانت تلك حجتها من أجل عدم القتال معنا اذاً؟ حافظت على ملابسي بعيداً حتى لا احظي بموقف محرج مجدداً.

دفعت احدهم بذراعي ليتقهقر بعيداً ولكني لم اعود اهجم عليه مجدداً ، شعرتُ بالالم في رأسي وكانت انفاسي تُسحب بطيئاً ، اصبحت الرؤية ضبابية وبِالكاد استطعت رؤية يوتا وهو ينحر عنق رفيقي.

هل سأموت لأن رفيقي قد فعل؟
ذلك اخر ما فكرت فيه حتى رحبت الأرضية بجسدي الهزيل.

-

"أخيراً يا رفاق لقد فتحت عيناها،مرلين يجب ان تعطيني هدية شكر !" كانت تلك اثيرا استطعت تميزها بصوتها العالي.

"اللعنة اثيرا اتركي الفتاة ترتاح قليلاً ، لقد حفظنا جميعاً انكِ انقذتي هيئتها الذئبية من وسط القتال !" تمتمت سيلين بملل حتى نهرتها اثيرا مجدداً قائلة بصوت عالي.

"كلا ! لقد جعلتها ترتدي الملابس ايضاً لو لم افعل لكانت عارية يا عزيزتي وسط الاقدام ، بالمناسبة مرلين لديكِ شامة رائعة اسفل فخذكِ" انهت اثيرا حديثها بغمزة حتى سمعت قهقه سخرية من صوت مألوف.

ارجو ان لا يكون يوتا !

"يجب ان تجدي حلٍ ما في امر ملابسكِ هذا !" تحدث هو لأزفر بحنق ، لماذا عليّ ان اخوض معركة الاحراج مرتين على التوالي؟

"ماذا حدث بشأن القتال؟ هل الجميع بخير؟ هل دلفنا الى الأراضي ؟" تحدثت بهمس مُتعب عالمة بكونهم يستطيعوا سماعي جيداً.

"لا تقلقي مرلين الجميع بخير فقط التئمت اصابتنا ولقد ساعدت اثيرا الجميع بسحرها" تمتمت سيلين حتى قاطعتها اثيرا بِحدة "الرائع !"

"حسناً ساعدت اثيرا الجميع بسحرها الرائع ، للأسف لم نستطيع الدخول ولكن يوتا قد وجد منطقه مهجوره ونحن بداخل منازلها الان." تحدثت سيلين بصوتٍ هادئ.

"الديكِ اي فكرة عن ما حدث لكِ؟" كانت تلك السيدة العجوز الذي انقذتها سابقاً ، عاودت النظر الى الفراغ قبل ان اتنهد بقوه قائلة.

"لقد قتل يوتا رفيقي لذلـ" لم اكمل حديثي حتى صرخت اثيرا عالياً "ماذا؟ اللعنة انتِ كيف للأن لستِ ميتة؟" سرعان ما تلقت صفعه فوق رأسها من سيلين.

نظرتُ نحو يوتا ولم تكن ملامحه مصدومة مثل الجميع بل كانت صارمة وجدية كعادته ، بالتفكير بالامر توقعت ان احظي برفيق جيد يفهمني ويحبني ويهتم بي ولكن وداعاً للاحلام الوردية.

-

"تلك المنطقة كان يسكنها البشر بعدما طردهم أصحاب الأراضي المظلمة ، يمكننا العيش فيها مؤقتاً حتى نجد منطقة اخرى مستقرة كما تعلمون جميعاً أصبحت فكرة الدخول الى الجزء الاخر مستحيلة الان." تحدث جونجو حتى أعلن الجميع تنهيدات خانقة وبعض التذمر.

"لا اُمانع العيش وسطكم يا رفاق كما تعلمون انني الوحيدة من نوعي هنا سأكون مميزة حتماً."تحدثت اثيرا بنبرة سعيدة وكانت الوحيده بالفعل فالجميع عادت ملامحهم الى البهتان مجدداً.

تركت اثيرا تحكي مغامرتها مع البشر وسيلين بالتأكيد تجلس في خلوه لطيفة مع رفيقها جونجو ، ذهبت للغابة الذي بجانب المنطقه المهجورة حتى افرغ قليلاً عن ما بداخلي فذئبتي متلهفة الان للركض وسط تلك الأشجار.

اتسمت معالمي بهيئتي الذئبية حتى حصلت على تحول كامل ، سرعان ما تناولت قدماي الاربعه الارضيه اسفلي تركض بأعلى سرعة لديها ، لدي الكثير لأفرغ عنه واول ما يشغل بالي هو كيف سنعيش مقدماً.

بطريقة ما اشعر بالأمان لانني لم اعاني وحدي.

شممتُ رائحة مألوفه لي ، استدار وجهي جانباً حتى بصرتُ يوتا يركض بسرعته الفائقة يسايرني ، فوراً ما شنت حرب السرعة لدينا وكنتُ في نهاية المطاف خاسرة امام مهاراته العالية ، اشعر نحوه بالقليل من المشاعر التى تشبه....منزل

"عليكِ التدريب على سرعتك يا فتاة !" تحدث بإبتسامة لعوبه ولانه يعلم ان السرعة بيننا لا تُقارن بتاتاً.

رمقته بغضب بينما أسير في طرقات الغابة ، الكثير من ما لدي استطاع التفرغ ولكن مازال هناك الكثير من الأمور تشغل بالي ، كنتُ اعتقد انني سأموت فور موت رفيقي ولكن ها انا احيا على تلك الحياة.

"لستُ اسفاً على قتل رفيقكِ." تمتم بنبرة جدية وبصراحه لستُ نادِمة ، نظرته لي تحمل الكثير من الاستهزاء وذلك ما يغضبني ، نظرت له بهدوء ليفعل المثل.

عيناه صفراء ناصعه كمثل التي لدي ، خصلاته طويلة لتصل اعلى عنقه ، انيابه حادة بيضاء صافية ، بشرته شاحبة ولديه شفاه قرمزية ، كان مثالياً وكأنه لوحة فنية قد رُسِمت في احدى المتاحف المشهورة.

"الن تتحولي ؟ تعلمين لن افوت عرض تحولك الى هيئتكِ البشرية مجدداً." غمز في نهاية حديثه يجلس أرضاً مستنداً على احدى الأشجار ، عاودت رمقه بغضب ليقهقه بخفوت ، صوته جأشٍ مثير عميق لحدٍ ما.

جوانبه حُلوه وتثير اهتمامتي وهذا سيئ.

تركته يعانق الارضيه وذهبت ركضاً الى احد المنازل وتحديداً حيثُ سيلين واثيرا ، رايتهم يخططون لصنع ليلة فتيات فانضممت دون دعوى تذكر ، اريد بشدة الاستحمام وتغيير ملابسي.

-

"اللهي ماذا تفعل هنا !" صرخت اثيرا على يوتا مقتحم الغرفة حتى ظهرت معالمي المذهله من وجود كما الامر مع سيلين.

"كنتُ ساتشارك الغرفة مع مرلين ان كنتِ لا تعلمين. " نبس يوتا بهدوء ليس وكأنه سوى جريمة في حقنا ، بربه نحن بالمناشف امامه فقط من اين آتى بذلك الكُم من البرود؟

"أذهب من هنا انا اطردك الان."عاودت اثيرا تصرخ حتى عاود يوتا الحديث ببرود مجدداً. "لما عليّ فعل ذلك؟" تذمرت اثيرا وقد شعرت بالكثير من الاحراج يملكني مع سيلين.

"هل حظيت بمشاهدة ممتعه؟ الان للخارج." تحدثت بتعلثم فقد تخيلت المنشفه تقع من اعلى جسدي وأصبح في موقف أسوأ من ذا القبل.

"مشاهدة ممتعة؟ انا لا ارى شيئاً ممتعاً للأن." اخذ يوتا يناظر المنشفات اعلى جسدنا بوضوح وقد ظهرت طفيف ابتسامة لعوبة تعلو وجهه.

رغم شعوري بالإهانة قليلاً الا انني صفعته باحدى الجوارب المُلقيه أرضاً ، توقعت ان يلتقطها لانه سريع البديهه ولكنه أصطدمت برأسه نزولاً الى الأرض.

"انتهوا سريعاً لا اريد اشياء الفتيات تلك تحدث في غرفتي." تمتم بنبره تهديديه بينما رمقني بتحذير ، زفرنا جميعاً حين رحل من الغرفه ولكن عاودت اثيرا الشهق حين اقتحمها مجدداً.

"اسرعوا ولا تلمسوا اشيـ" اغلقت سيلين الباب في وجهه صارخه "لعين !" حين شعرنا بابتعاده نظرنا لبعضنا البعض لعدة ثواني حتى انفجر جميعنا ضحكاً.

"هل كلُ ما يعلمه عنا فقط اشياء الفتيات تلك؟" تحدثتُ بين قهقهاتي لتشاركني اثيرا بأخرى عالية وكأنها راقصه في ملهى ما ، "سمعتكم انا مصاص دماء لو كنتم لا تعلمون !" تباً اللعين لم يرحل بعد؟

-

دلفتُ منزلاً قديماً يبعد عن الجميع احظي بخلوه منفرده مع ذاتي ، الأثاث مُهترئ مملوء بالاتربة ولم أتعجب من عمرها الكبير فقد باتت الأمتعة جميعها من عصر حجري قديم ، تخطيت درجات السلم وأغلقت باب احدى الغرف ورائي.

كانت الحجره صغيره يتوسطها فراش باغطيه قاتمة ، جلست أرضاً جانب مهواة صغيرة بالكاد تعمل، كنتُ اضغط على دواخلها المصنوعه من البلاستيك حتى تستمر الدورة وتُكافئني بهواء نقي يعكس صفاء الارجاء حولي.

انني فتاة متناقضه جوانبها عكسية واتعجب شخصياً من مزاجي المتقلب في كل ثانية ، عدت بذكرياتي إلى الأراضي البشرية قبيل ان يتم معاملتي بتلك القسوه حيثُ لم اكاد ان ابلغ سن المُراهقة بعد ، قبل ان اتحول لنصفي الاخر القابع بداخلي في حين كانت ذئبتي من اول المشجعين على ان أهجر موطني.

كنتُ أُسير وراء الأصدقاء ، افعل ما يبسطهم واداوي جروحهم بكلماتي المعسولة واحرص ان اتفادى خسارتهم وكأنهم لوحات فنية نادرة يتعارك عليها نصف الكره الارضيه ، كنتُ ساذجه قبل ان ادرك جوانب شخصيتي وهوايتها وما احب وما اكره وما افضل.

ببساطة كنتُ احب الوردي لأن أصدقائي ذات مره تحدثوا بإنه انوثي ويجب على جميع الفتيات الفاتنة اخذه كلونٍ مفضل ، قبل ان اكتشف انني امقته وكانت الألوان الداكنة ما اُفضلها وتحديداً الاسود المعتم ، كنتُ اهتم بالاشياء لانه كُتب اعلى إطارها ذلك ، كمن يركض وراء العامة فقط لُمسايره الناس.

تحولت شخصيتي وكان ذلك اسوء من اول تحول لي حين خرجت ذئبتي بإنشقاق عظامي ، لا اريد ان اتحدث مع ذلك ولا اريد ان اجاوب تلك ، اعلم وراء كل حديث يتواجد مصلحة ما او نفاق وصل الى ذروته من الحدود ، بذات الوقت أخشى ان ينزعجوا من تصرفاتي فأصبح وحيدة منعزلة.

كنتُ احايل صديقتي حتى تتحدث معي واصنع مناقشات لطيفة معها ولكنها كانت تأبى ان تتجاوب ، يأست من محاولاتي الفاشلة وسرعان ما شعرت بالندم لأنني ضغطت على ذاتي من اجل فتاة لا تسوى شيئاً حتى كدتُ اركع لتُحاكيني ، تناسيت انها شخص عزيزٍ لي وابتعتُ صداقتنا بأقرب سوق.

"حياتك مأساوية." تحدث يوتا خلفي وادركت انه كان يمتلك مقعداً في حملو أفكاري المنشودة "حياتك اكثر." ألتفتُ اُشير الى الندبة جانب خصره ، كان يرتدي قميصاً ابيض شفافاً بفعلة من المياة. ابتسمت لقهقهته وللتو أدركت اننا نُعاير بَعضنا تحت إطار المزاح.

"اهذا القرار النهائي؟" تحدث بنبرة منزعجة تعكس شخصيته الصارمة "سأذهب الى قطيع المستئذبين." بادلته وكلانا نحمل ذات النبرة "هل انتِ واثقة انهم مسالمين ولا يخلوهم من الهجناء المتوحشين؟"

"نحن ايضا هجناء ،انا نصف بشرية ان لم تكن تعلم."
"اعلم ولكن اترين نفسك مثلهم؟انظري انهم يقتلون بعضهم اتريدين العيش في وسط حفنة من المتوحشين؟ نحن هنا سنصنع عالمنا الخاص الخالي من بشاعة الاخرين."

كان يوتا قد فقد الامل في تلك المحادثه العقيمه بالنسبة له ، رأيت وجه نظره صحيحة مئه بالمائة ولكني احببت المراوغة قليلاً، رايت علامات الانزعاج والبؤس تعلوا وجهه لاقهقه بخفوت
"فلنجعله يبدو نظيفاً اذاً " ناظرت قميصه المتلوث حتى ضمي في عناق شمل كلينا بمشاعر مُحببة سالمة.

-

"يوتا هل نسيت الكراميل؟ لاني لن أتناولها بدون نكهة !" حذرته ويداي تربت على هرى صغيره اعتنى بها منذ فترة ، ربما اكملنا سنة هُنا مع توثيق جونجو ويوتا المنطقه باسم الهجناء رسمياً فنحن من نُعمرها الان.

"ذلك مقرف كيف ستأكلين تلك الأشياء؟" تحدث بنبرة متقززة لارمقه نابسة "انتَ اخر من يتحدث عن القرف فمازلت لا اصدق انني مرتبطة بمصاص دماء !" اعطاني قهقه بصوته الأجش بينما يمسد خصري بيداه حتى توقفت نحو بطني.

"اتمنى ان تصبح مثلي تعلمين ساطعمها الدماء كل يوم." تذمرت بصوت عالي استغيث باثيرا التى ركضت بسرعتها نحوي تبعد يوتا من خلفي ، "انا لا افهم لقد تزوجتكِ بمفردك لماذا تلك تتدخل بأمورنا؟" تحدثت يشير بيديه الى اثيرا باستخفاف.

"تعلم؟ انتَ خطر عليها بتلك المرحلة اذهب من هنا وكن بعلمك انها لي قبل ان تصبح لك." ها هي اثيرا تتشاجر مع يوتا يومياً وزادت حِدة عراكهم بعدما أصبحت حامل ، دحرج يوتا عينيه يناولني الكعك الذب طلبته منذ قليل.

"تعلم؟ لم اعد ارغب بها سأذهب للتناول مع حبيب اثيرا وصديقه." ابتسمت اثيرا بفخر "هذه هي فتاتي." لم اكاد ان اُبادلها حتى ثبتني يوتا دون ان يتحرك من مكانه ، بمصطلح اخر كان تنويماً ، لحظة لِما يملك ابتسامة لعوبة الان؟

وداعاً يا طفلتي العزيزة اعتقد سأكون راقدة بسلام الان.

-
انتهى ♡

3538.

بدأت 10/8/2022
انتهت 27/8/2022

التقييم ؟

يوتا؟

مرلين؟

اثيرا؟

سيلين؟

جونجو؟

البارت الجاي يكون لمين ؟

سلام ♡