مـوسـكـو | ٧:٥٣

مطيت الاكتاف لتستقر برودة القميص اعلى ذراعاي، حاولت إخفاء نحافة عِظام يداي بأشتى الطُرق المُمكنة واعتقد انني نجحت ولو بِنسبة ضئيلة.

دلفتُ مَدخل الجامعة بأفكار ثَقيلة ، ماذا لو تعرض لي سُخرية مِن احدهم؟ تنفستُ بِثُقل اسفل قِناعي الطِبي ، لا احمل مرضاً ما ولَكن أدعي ذَلِك.

رُبما لأخفي ملامحي المُزعجة ولكن مازالت اقنع ذاتي انه بسبب ذلك الفيروس المُنتشر.

مررتُ بمجموعة مِن الشُبان ، نظرتُ أسفلاً محاولة عدم صنع تواصل بصري ، استطعت تمييز صمتهم حين مررت بذات الطريق المؤدي الى القاعة.

لابد وانهم يتهامسون عن مظهري
او انهم كذلك بالفعل.

تبقت بعض الدقائق وبدأ المُحاضرة فأستغللتُ الموقف وركضت الى اخر المقاعد قُرب النافذة ، أخرجت هاتفي اعبث بقائمة الرسائل وكانت محاولة فاشلة لتوديع الملل.

ذَهبتُ بإصبعي اعلى شاشه الهاتف الى ذلك التطبيق الخاص بالروايات ، لا ضَرر مِن بعض الكلمات المُحفزة من قصة خيالية ، بدأت في التخلص مِن السطور وكانت الاحداث مشوقة.

شعرتُ بحركة جانبي وعلمت ان الطُلاب منتشرون بالمقاعد بالفعل دون النظر ، كما شعرتُ بنظرات مجموعة من الفتيات لي، درتُ عيناي احاول مُطالعتهم فوجدتهم يتهامسون حول قناعي الذي كان بلا فائدة بالنسبة لهم.

رُبما سيكون كذلك في احدى الأحيان.

دلف المعيد القاعة وخلفه الكَثير من الأجساد الطويلة ، كدت أشك بكونهم عصابة من المافيا من مظهر اجسادهم الضخمة ، لكن معاطِفهم الطبية هيئت لي انهم اطباء.

"لِماذا يوجد الكثير من الأطباء؟
"يبدو ان سيكون هناك فحص ما ظبي."
سنكون محظوظين اذا اُلغت المُحاضرة."

همسات الجميع غوشت اعلى الحديث الهامس بين المُعيد ورجل اخر ذو بنية ضخمة ، كان ملتحف بالاسود وذلك ما جذب انتباهي ، مِن طريقته في الوقوف امام ذلك الحشد من الأطباء احزرت انه قائدهم او رئيسهم ربما.

سرعان ما هدأت الأحاديث المتادوله بين الطلاب ونبس المعيد بنبرة رزينة ان هناك بالفعل فحص طبي تأكيداً وإطمئناناً على صحة الجميع مِن أثار فيروس كورونا منذُ سنة.

شعرت بلذة الانتصار بطريقة ما لم ارتدي قناعي الطبي عبثاً !

مَـطـعـم الـجـامِـعـة | ١٠:٠٨

انتهيت للتو مِن تلك الرواية الخيالية.

كانت الكاتبة تُحيك الاحداث بطريقة مباشره تلمس اوصال قلبي
شعرتُ كأنني اُصنع عالم خاص بي وانني بالفعل اغدو داخل الرواية مستمتعه بجميع تفاصيلها.

زرعت في داخلي الكثير مِن المشاعر المُحببة.

كنتُ اعيش لحظاتها المؤلمة كالغيره والحزن بينما اتمتع بلحظاتها السعيدة منها والمضحكة وبالطبع الكثير من مشاعر الحب نبتت في داخلي.

كنتُ أتخيل ذاتي داخل القصه اسكن بأراضيها وقد نجحت في ذلك بِمهاراه من الكاتبة.

ليس من السهل ان انفصل عن الواقع وخصوصاً داخل صُخب المنزل ولكن استطاعت الرواية ان تلهمني للدخول بها وكنتُ اشارك جميع الابطال تفاصيل ضئيلة محببة إلى قلبي.

جائت تلك اللحظة التي كنت اهاب حدوثها ، وصلت الى نهاية المطاف وقد كانت الرواية الهمتني بمشاعرها لامسة عمق قلبي من الداخل تاركه فجوه هُناك مملوءه بالاشتياق.

شعور الندم انتابني حيث اخذت اعاتب ذاتي بأنه لم يكن علي ان انهي كلماتها سريعاً.

ايضاً شعوري العارم بالرغبة في البكاء يُداهمني في كل لحظة.
نظرت لكلمة -تمت- بأعين ثقيلة يخزوها الحُزن.

لِماذا كان عليها ان تنتهي تاركه اياي اواجه الواقع بمفردي؟

تركت الرواية تأثيراً في داخلي وسأكون سعيده دائما للمسات المحبوبة منها والمشتاقة.

لو استطعت ان ادقق بالتفاصيل المُملة في دراستي كما افعل مع الروايات لكان الاول على المدينة.. بل روسيا بأكملها اعتزل تاركاً لي مقعده بشرف.

ضغطت على شاشه هاتفي اضع الرواية في قائمة القصص المُكتملة،أشعر بالخيانه لانني سأضطر ان اعثر على روايه تؤنس وحدتي.

"مَرحباً."
صَدح صوت رجولي خلفي لأنتفض سريعاً مُعدلة القناع ليخفي ملامح وجهي.

"من تكون؟"
تحدثت بِحدة

"ذلك عدواني للغاية
انا هُنا لِفعل أمر مُسالم صدقيني !"
نبس يرفع يداه بجانب وجهه كراية استسلام.

كان ذلك هو ؛ قائد الأطباء على حسب تحليلي.

"وما هو الامر المُسالم يا سيد؟"

"كاين كون"
كــ...ماذا؟ ذلك اسمه؟

"غريب صحيح؟
ذلك لانني مِن اصول آسيوية
حيثُ الصين تحديداً لو كنتِ مُهتمة."

"استميحك عُذراً ، كيف تتجرأ على القِدوم وانتَ مِن مدينة ترعرع بها فيروس قاتل؟"
دفعتُ الهدوء مِن حديثي وتملكتني الجرأه فنبست.
استطعت ان اشعر براحة حين غادرت الكلمات فمي لِطلاما انه ليس من طلاب الجامعة ولن يتنمر عليَّ بطريقة ما.

"مُبارك لكِ
بلغتِ حدود النجاح في إغضابي."
كانت نبرته هادئة ، كلماته يرويها بتمهل ليس وكأنه يحكي انه غاضب منذ قليل؟

"للأسف يجب ان تأتي خلفي الان
كما ترين انتِ الوحيدة الجالسة في المطعم."
اجل صحيح.... انا الوحيدة
لِطلاما كُنت؟

-

كنتُ اجلس بدوري منتظره ان يتم فحصي داخل غرفة طبيب الجامعة ، شعرتُ بذرات الراحة تنبعث في ذاتي حين لم المح اي من طلاب السنة الخاصة بي.

ايضاً ذلك الكاين كون استطاع ان ياخذ حيزاً بسيطاً من تلاحم أفكاري التي كانت تتحول تدريجياً نحو تلك الرواية الخيالية.

اريد ان اعيش داخل رواية احدهم.

كما اردتُ بشدة وصف شعوري الذي علمت بانني سأفشل في صيغ كلمات تحكي عن ما يجول بداخلي قبل ان ابدأ حتى.

شعرتُ بالاسى اعلى ذاتي.

مهما كتبت من هراء اعلى ورقه مُهترئة لن استطيع توصيل المشاعر التي احسُ بها.

رغم ان كتابة الكلمات التي في جبعتي فكره افضل مِن الحديث المُباشر وجهاً لوجه.

لكن هناك وجدان غريبة الاطوار

مهما كثرت الحروف بالكلمات لن يتسطيع احدهم التعرف على المغزى حتى يشعر بما هو مكتوب.

انا مُتفهم..
كلمتان لن اصدق بصحتهم مهما كان الظرف
حتىَ لو كنتُ قد مررتُ بألم وحصلت على الكثير من الوخزات الطاعنة،بطريقة ما لقد تناسيت.

تناسيت واختفى الالم بمرور الوقت وتعايشت مع الواقع
فأنى لكَ ان تفهمني وانتَ قد قررت ان تغفل عن الشعور غالقاً صفحاته بكتاب الماضي؟

كان الجميع يجلس في مقعده الخاص وكأنه كان طابور ، ما أثار ريبتي ان هُناك طلاب خلفي استطاعوا الدخول الى غرفة للفصح ومازالت لم اتحرك انشاً واحداً.

لِماذا لم ينادي احداً باسمي؟
اهو بذلك البشاعة ايضاً؟

"ويني چوش"
أخيراً؟

"أجل"
تحدثت واقفة فوجدت انني الوحيده بغرفة الاستقبال.

دلفتُ الحجرة البيضاء كما اسميتها في عقلي ، الباب كان يقبع في الجانب الايسر وبجانبه هناك مكتب صغير خلفه موظف استقبال جالس خمنت ان عمله ينحدر على انه ينادي اسماء من يأتي دوره.

وظيفة جيدة لي بالمستقبل ان فشلت بكوني صحفية.

من الحماقه ان اطرق الباب الذي بداخل الحجره البيضاء صحيح؟

بما انه دوري بالفعل لماذا لا ادخل فوراً؟

كانت غرفة اخرى بيضاء ولكن الاختلاف الوحيد انه متسعة بشكل كبير ، لم يكن هناك رُكن فارغاً بل استوطنت الرفوف جميع الجوانب بطريقة مُلائمة.

كانت الغرفة منقسمة الى جانبين تفصلهما ستائر بيضاء واذ بهم منغلقتين فاستطعت ان احصل على رؤية بارحة،هناك سريرين للمرضى يُرافقان مقعدين بجانبهم.

مكتب صغير في الجزء الأولى اعلاه اوراق بيضاء واعتقد قليل وسأصاب بالعمى ، اخر كبير ولكن يتمثل على مقعده ذلك الكاين كون الصيني.

"لِماذا لا تخلعي قناعك؟
انا مُعقم ان كنتِ ترين وأيضاً حرصت على ان اتفادى ذلك الحديث الجارح منكِ منذ قليل."
وها هي ذاتي تتجرع رشفات الندم لكلامي العفوي الذي كان جارح بدوره له.

"لقد قررت اعتزال الكلام اذا سمحت أدي واجبكَ سريعاً."
تحدثت برسمية زائفة ، استطعت بالترحيب بمزاجي المتقلب حين انزعجت من شعوري بالندم وشعوري بأنني جرحته بذات الوقت.

أجل ذلك مُعقد.
بل انا المُعقدة.

ارتسمت اعلى وجهه ابتسامة مستمتعه فقطبت حاجبي، انه يريد المراوغة كما اشك انه حرص على جعلي الاخيره بقصد حتى يزعجني بصوته القبيح.

كما يمتلك لكنة روسية سيئة.

"انتظري سأنتهي من ذلك الملف وسأتي."
نظرت له بأعين مصدومة اسفل قناعي،انه بالفعل تقصد جعلي اخر شيئ في عمله !

غـرفـة الـطَـبـيـب | ١١:٥٨

ايامي مُتاشبهه بطريقة امقتها وكأن ليالي خلقت مِن رحم واحِد.ارغب بقليل من الحركة في وقتي المُمل وبذات الوقت لم تصبح أشيائي المفضلة تسعدني كما قبل بل اندثروا في خبر كان.

اتسائل كيف هو حال الجميع بروتين يومي ممل؟

لم ادلف لُعمر الشيخوخة بعد بل مازلتُ في سنين البلوغ اقبع وقد احاطني البُهتان من جميع النواحي يُحاصرني كطفل صغير رفض الجميع مُلاعبته فآتى الى دميته باكياً.

"انتهيت؟"

"لقد انتصرت في تلك المعركة."
نظرت له بتعجب

"اي معركة؟"

"لقد قلتِ انكِ ستعتزلين الكلام اليس كذلك؟"
من بيننا الطالب والاخر طبيب؟
كم عمره بجدية؟

رمقته بنظرة غير مستوعبة لما يهذيه الان ، شممتُ رائحة الجدية في معالم وجهه لتنقطع حروفي عن مغادره فمي بصدمة.

"كم عُمرك يا سيد كينكون؟"

"ارجوكِ ان كنتِ ستنطقين اسمي
هكذا فانا ادعم قرارك في اعتزال الكلام."
تحدثت يُدير لي وجهه مكمل اعماله التي لا اهتم لها.

"لِما كُل تِلكَ الجَلبة ؟
اعتقد انه فحص عادي سيأخُذ دقائق قليله."

"أعلم انه كذلك ولكني وجدت بعض المُتعه
في جعل الأدوار مُتبادلة."
ماذا يعني ذلك؟

"ستصبحين انتِ الطبيبة وانا بدوري المريض."
استرسل يتحدث بحماسة طفل صغير مُجدداً.

كيف يمكنني التخلص من ثرثره طفل ثلاثيني؟
-بحث-

لم اعتقد انني يوماً سأراوغ احداً فقط مِن أجل التخلص من ازعاجه بل ذاتي المُعقدة ستلقيه بكلمات جارحة حتى لا تُتعب رأسها من هراء كما تُلقبه.

اذاً لنتمرد قليلاً فلا بأس بتحطيم قوانين وهمية صاغتها عقلي.

"اذاً اخبرني يا مُثقف من ماذا تُعاني؟"
نزعت وشاحي واضعه اياه جانب حقيبتي مُتملقة كَدور طبيبٌ جدّي لِعمله مُخلص.

سايرته مُتحدثه بينما اخذ نظاره رفيعة كانت تقبع اعلى المكتب، استطعت انظار هالته المُتحمسه قبل ان لا ارى مُجدداً.

كانت النظاره طبية فعلياً وليست كمظهر فقط واني فتاه استطاعت ان تحافظ على نظرها كامِل دون خدش يلوثه فكانت العدسات مؤلمة لعيناي.

"حمقاء !
ماذا فعلت بالدُنا حتى احظي بطبيبة حمقاء؟ "
تحدث بين قهقهاته لأرمقه بغضب.

"اليس انتَ من اخبرني بتبديل الادوار؟
كنتُ اتملق شخصية الطبيبة للتو !"

"حسناً ضعي النظاره كما كانت
وتعالي لِفصحي ايتها المُهملة."
تمتم يفرش جسده اعلى المقعد المُسطح الخاص بالمرضى.

يبدو أن الوضع جدي بحق.

اِقتربتُ مِن مضجعه متناسيه احراجي بأمر عيناي ، كما أنه كان مستعد لفصحي بطريقة صارمة واضعاً اياي في مازق لانني بالفعل لا اعلم كيف يتم الفحص.... اعني؟

ارتديتُ معطف الخاص بالطبيب ووضعت السماعه القريبه مني في اذني وتوقفت امسد نهايتها ، من المفترض أن تكون اعلى صدره صحيح؟

كان يُغمض عيناه وكأنه كان مُتعب من عمل استمر يومين وانتهز فرصة الارتياح اعلى الفراش مُتسطحاً.

"يا مُثقف لديكَ نبضات قلب جيدة اذاً من ماذا تُعاني؟"

"هل اخبرتك انني اعاني مُشكلة في القلب؟ لقد اخبرتك ان تتفحصيني ثُمَ مَن أخبرك ان تلك السماعه خاصه لنبضات القلب؟"
انتظرته حتى ينتهي من سخريته اللامنتيه حتى نبست بغضب مُكثف.

"هل تُريد إستعراض مهاراتك عليَّ؟
لأنني بالفعل لا اعلم شيئاً انا فقط وجدت فرصه للتخلص من إزعاج الاخرين فَلِما تعتقد انني اجلس اُسايركَ هُنا؟"
انتهيت لأزفر بإزعاج.

"لِما تَفعل ذَلِكَ مَعي؟"
استرسلت ولكن بِنبرة اعلى.

"لا بأس لقد توقعت كُل شيئ منكِ،الا تَرين ان ذلك مُبالغ فيه؟
فقط اريد ان اُخلصكِ مِن ذلك الإطار المُعقد الذي يُحيطكِ."

-

"إذاً تخلصتِ مِن نوبتكِ ام مازال هُناك المزيد من الوقت؟"
بعد مُدة تُحاسب بالدقائق الكثيرة نبس هُو مُتململاً.

"اريد الخروج من هُنا."

" أشعر وكأنني اُجالس إمرأه حامل !
يمكنك المُغادره بعد إنهاء مُهمتكِ يا الطبيبة
ام انكِ جاهلة لذلك الحد؟ "
نَجح في مسيرته لإستفزازي فنهضت عنوه وشرارات الغضب تحيط بهالتي.

امسكت المعطف بغضب ارتديه مُجدداً ، شيئاً ما يصيح في عقلي ان لا اخرج من تلك الغرفة قبل ان انتصر على ذلك الطفل الثُلاثيني لانه بالفعل بدأ بمسد اوتار العصبية برأسي.

رأيته يندفع خلفاً خوفاً مِن تقدمي المندفع نحوه ، اراه يبذل الكَثير مِن الجهد حتى يعود بالجو المرح والفكاهي الذي هدمته بصراخي قبل قليل.

دفعت القناع الطبي أرضاً اعاود ارتداء السماعة في اذني.

كانت يدي تمسك بنهايتها اضع الكثير من اللمسات المُتفرقة اعلى صدره الممشوق الذي كان يَفترش سرير المرضى أمامي.

"تعلمين ان السماعة لا تعمل صحيح؟"
نبس بتساؤل.

"اصمت"
أومأ بطاعة فعاودت لعملي المُزيف.

انتهيت ليستقيم بدوره صانع ملامح مُتعبة واستطيع الشعور بأنه تقمص دور المريض جيداً حتى انه انحني بألم مِن وجع ظهره المُزيف كي يلتقط حذائه.

أكان خلعه لحذائه دوراً لكونه مريض؟

"اذا يا طبيبة ماذا تكون عِلتي؟"

"هل ترى ذلك الكوب؟"
نظر له بنظرات مُنهكة ليعاود يناظرني بينما يهز رأسه مطلق نعم صغيره.

"انه سبباً في كونك مريض لذلك
حبذاً ان لا ترتشف منه مُجدداً يا مُثقف."
ارتخت ملامح وجهه المتعبة يناظرني بصدمة.

كنتُ أُشير إلىَ كوب ماء.

"اتخبريني ان لا اشرب مياه مجدداً؟"

" هذا تماماً ما قصدته."

"أنى لي ان اعيش دون مياه !
هل تُخططين لموتي بطريقة ما؟ "

" هذا تماماً ما قصدته الجزء الثاني."
حاولت كبح ضحكتي قد ما أستطيع.

رأيته يبتسم بإتساع وكانت ملامحه تعطي إشاره لُجريان السعادة في محياه براحة، وددتُ ان اكون مثله ولكن هناك جزء داخلي يخبرني ان ابتسامتي بشعة وسيتم التنمر علىَ بطريقة او بأخرى.

"انتِ جميلة."
ارتخت ملامحي المبتسمة لاخرى دون ملامح.

نظرتُ له لأجد ان مُتسمر يحدق في جهتي ، تعثرت في جلب المعطف وتعثرت كلماتي معها وفي دواخلي تعلثمت وجداني فوجدتني اُبادله بحدقتان مُرتبكة.

لم يكن عليه ان يقولها بتلك الطريقة.

ابتسم يعاود ارتداء حذائه ، نظرت ارمق الارجاء بملامح غير مفهومة ، انا لوهله لم اشعر بالندم انني خلعت قناعي الطبي بل كانت لفحات الامتنان تتملكني.

"شُكراً."
همست ودعيت ان لا يسمعني.

لا اريد منه ان يسمع شكري له ولا اريد ان اشعر بتأنيب الضمير لانني لم اجاوبه على اطرائه.

ذلك مُعقد.

"تعلمين انني ايضاً لا اعلم كيف تَعمل تلك السماعة؟"
تمتم فسرعان ما ناظرته بتوتر مُفرط.

هل كان يخدعني كلُ تلك المده؟

"اخبرني انكَ لم تتلاعب بي رجاءً."
اردته ان ينفي سريعاً فناولني اجابه نافية.

تنهدت براحة.

لا اعلم ما هي مُشكلتي بعد؟

هل كنتُ لأظن انه فتى لعوب يستدرجني من اجل بعض المراوغة؟

"انني طبيب نفسي."
تحدث بملامح قلقه من رَده فعلي.

توقفت عن التحديق فيه وتوقف عقلي عن العمل معه.

انا مُشتتة.

أيجب ان اسعد لانني فُزت عليه بأمر طفولي بُعِثَ منه ام أنزعج لانه كذب عليَّ في النهاية.

الِذلك جعلني الاخيره؟

"أسف لذلك ويني.
كنتِ وحيدة القاعة في المحاضرة
وحيدة الطاولة في المطعم
ووحيدة الجلسة في غرفة الطبيب
اردت ان ازيل تلك الوحده التي تحيطك
اعلم انني لن استمر معكِ طويلاً
وستعودين لتلك الوحده
لكنكِ جميلة ويني
لا يجب أن تحظي فتاة رائعة مثلك بهالة حزينة.
رايتُكِ جسد حي بلا روح
لوهله كدت اشك انكِ ترافقين مُتلازمة ما تجعلكِ غير قادره للتعرف على المشاعر ولكني مُخطأ."
توقف عن الحديث بتنهيدة اصدرها أخيراً.

"أكُنت حالة مثيرة للريبة بالنسبة لكَ؟"
تحدثت بخيبة أمل.

"لستِ حالة لي ولستُ طبيباً لكِ بل اردت مساعدتك بطريقه مُختلفة
لو كنتِ حالة كما تقولين لكنت تخليت عن علاجكِ منذ أن صرختِ بغضب.
خلعتِ عنكِ القناع بملأ ارادتك فتعجبت، انتِ جميلة فلماذا تخفية برداء طبي مزعج؟
أدركت ان المُشكلة معكِ ليست قُبح
إنما عُقدة بغيضة
كنتِ حاجة لشخص يخبركِ ان ما تفعليه بذاتك لا تستحقيه وها قد آتى الشخص
توقفي عن ربط نفسك بأفكار سلبيو طليقة بل تعمدي للركوض الى الجانب الايجابي لعله يؤثر على همسات العقل السلبية."

-
جفَ حلقي فأخذت اعثر على أقرب متجر حولي كالمجنونة ، هذا ما توصلت اليه بعد سير دام لساعتين.

ابتعت قنينة مياه والكثير من المشروبات الباردة وبعضها المُثلجة أُلبي نداء حلقي الصارخ.

يجب ان اجد حلٍ ما توقيت الجامعة المزعج ذاكَ ، لن اخاطر بعد الان وأخرج من منزلي من أجل التعليم !

كما يجب ان اعتذر لاحدى الشوارع والطرق المفضلة لي، قررت الاعتزال في غرفتي لاسيما يرحب الشتاء بنا.

مازالت لحظات ذلك اليوم مدفونه برأسي.

رغم ان الوقت كان قصيراً لَكِن به ذكرى طويلة وحُلوه.

تعمدتُ في ايامي اختيار الجانب الُمحادي.

فلا ارفع سقف امآلي ليُحلق بعيداً فتأتيني طلقة من معيار فاخر تُغدر بلهفاتي فاتحطم واقعة بالهاوية

ولا اقبع في الصف السلبي حتى اخسر مُتعة الحياه منذ ان سمحت لمشاعري الموحشة تتحكم بي

على المرء إيذاق الألم حتى يشعر بوجدان الإنسان المُكتملة

فلَن تشعر بمدى سعادة الحصول على شيئ دون العِناء له.

عليك أن تتوقع الخيبة بأشتى اصنافها لكي ترى وجوه الآخرين المُخبئة منها والصادقة

بتجربتك المؤلمة ستبصر مخابئ الحياه وسوداويتها وكأنك على قِمة جبل ترى ما تملك في جبعتها بوضوح.

ومازلنا نتسائل لِما علينا الشعور بالألم؟

لِما لا نُحظي بطريق نسعي فيه دون بعثرات تُعيقنا؟

بعد يومين عدتُ وحيده الى غرفة الطبيب بداخل الجامعة حتى احظي بفحص طبي حقيقياً ، استطعت بمشاعر فضوليه نحوه العلم بأنه عائد الى وطنه؛ الصين.

تخلصت من بعض الخصل المعيقة لمسيره حياتي كنزع القناع الطبي ولكن لم انتهى من جميعها.

مازلت أشعر وان احدهم يقوم بمراقبتي أثناء تناولي للطعام فأمنعه عني حتى لا يقوم بالتقاط صوره لي واُفضح على مواقع الانترنت تحت عنوان -الفتاة ذات الفم البشع-

احياناً يأتي هو على بالي حين ارتشف المياه او ارتداء نظارتي للدراسة.

لقد خلصني من الغوص في كومة افكاري الثقيلة واستطعت الجزم بالنجاح حتى ولو بنسبة قليله.

لكنه تركني في كومة اخرى ولكن اوصالها متعلقة فيه

لا اعلم

أأشكُرك على علاجي النفسي؟
ام اتشبت بخُصلك حتى تعود ذاتي المقيته مجدداً؟

اخذت الكثير من الراحة اعلى فراشي مُكافاه ل ذهابي سيراً للجامعة ، كدتُ اتوجه الى المرحاض حتى اصدر جرس المنزل صوتاً.

"انها ملامحكِ التى تواجهني الان وليس رداء طبي عفن !
انعاود الأخذ بجلساتي الرائعة؟"

"كينكون؟"
تمتمتُ بصدمة
لقد كان هو بحقيبة سفر ضخمة.

"تعلمين ؟سآخذ بنصيحتكِ واعتزل الكلام وداعاً."
قهقهت بمتعة على ملامحه المُستائه.

"اسمحُ لكَ بِعلاجي يا المُثقف."

-

انتهت ♡

2623.

بدأت 3/8/2022
انتهت 6/8/2022

كون ؟

ويني ؟

التقييم ؟

البارت الجاي هيكون لوكاس عشان ناهو متقتلنيش 💀

اسرع واقصر بارت كتبته بجد وكالعادة مش راضيه عنه 👍🏻