أتَعَمْقُ في تَفكيري بِكَ، فأجِدُنيِ مُبْتَسِماً

بِحُزن.

- بالماضي -

ركضت بأعلى قدره تملكها قدماي لاراه قد فاز في النهاية، حزنت على حالي وزاد شده بكائي هو سخريته مني، في كل مره نتسابق فيها يفوز هو قائلاً جملته المعتادة، نزل الى ركبتاه ليبدأ تدريجياً في الجلوس على الارض بجانبي

"لا تقلقي بايا لقد فزت لانني هنا ويجب ان احميكي."
"أتعتقد حقاً سنستطيع فعلها؟"
"لِما لا؟
جميعنا لا نقبل فكره ان يتم تبنينا من قبل عائلات غريبة لذلك نحن سنهرب سوياً من هنا فلتثقي بي."

ابتسمت باتساع لاتناسى تلك المسابقة التي لم افوز فيها، رأيته عاد الى سخريته بانه دائما ما يفوز علي، لاحشد غبار في يداي واركض خلفه متوعده لعيناه البنية باشد الجرائم. بعد عدة ساعات عدت الى الغرفة مرهقة، امسكت إحدى اوراقي المهترئه لابقى ناظره فيها بحزن.

اعلم ان تفكيري يسبق عمري بالقليل، اخبروني بذلك العاملات هنا والكثير من الأصدقاء الذين اصادفهم في بعض الألعاب المسلية، يوجد في داخل الورقه رسمة على شكل قمر، ويجلس اعلاه انا وجوزفين، قررت ان اعطيه تلك الورقه اذا افقدتنا الظروف وعدنا واخذه القدر مني.

نظرت الى النافذه بينما احدق في تلك الورقة اعيد ترتيب الوان شعري القصير البني وتلوين القمر باللون الاصفر، نظرت اعلى النافذة لارى سياره مرموقة تستقر امام البوابة التابعه الى الميتم، اطلت النظر لاستعب انهم عائلة اتت واكيد لتبني شخص ما.

"ارجوكم كلا"

نفيت برأسي بينما كنت على وشك البكاء حين رأيت من النافذه جوزفين وقد اخذته عاملة ما الى تلك السياره، أسيذهب بعد ان وعدني بالهروب سوياً؟ حدقت فيه لاجده مغلوب على امره ويبدو كالمضطر فشعرت بالدموع تتسابق اعلى وجنتاي.

استمريت بالركض الى الاسفل محاولة ان الاحقه قبل أن يدخل تلك السياره، في لحظة واحدة تجمعت جميع تعليماته لي بالركض السريع، ابقيت يداي بجانبي لاتمكن من زيادة سرعتي كما قال لي بينما اتمسك بورقتي بشدة.

وصلت الى الاسفل ولكن باب السياره قد اغلق، صرخت باسمة باعلى نبره امتلكها لتحملني العامله التي اوصلته الى السياره لأنفر منها سريعاً، فُتح باب النافذة من السياره ويبدو انه والده الجديد قد عطف علي، ظهر جوزفين خلفه بعيون لامعه ودموع تهاب ان تسقط فتسقط تلك الوعود التي حثني عليها

رأيت عيناه تنبس بـ
انه من العيب ان يبكي الرجل الذي سيحميكي.

مديت يداي اعطي له رسمتي لنا سوياً حتى منعتني تلك العاملة المستفزه مجدداً ولكن والده اصر ان ياخذ مني الورقه فاعطاها لجوزفين وقد اغلق باب النافذه مباشره لانظر له نظره اخيره الى الابد، لتسقط من كلتا اعيننا دمعة ما

تحمل في جبعتها الكثير من الوعود
الكاذبة.

- الحاضر -

نظرت الى النافذه حيث الضوء القادم منها حيث ضوء القمر يسعدني، رفعتُ شعري بإهمال لتتساقط بعض الخصلات تزعجني لأتأفف، هكذا حالي منذُ نصف ساعة، تنفست ببطئ لأمسك فرشاتي مقرره الانتهاء من اخر جزء اليوم والأن.

تذكرت جدتي وهي تتذمر انني سأفقد بصري تدريجياً لانني اعتمد ضوء القمر في رسمي، لا احتاج ضوء غرفتي بعد منتصف الليل، ذلك صعب قليلاً ولكنه مازال يسعدني، ايضاً انه ساطع لتلك الدرجة حقاً.

بعد يوم سأتعاون مع شركه -چاي- سأُمنح لهم لوحاتي ليوفروا لي معرض بسيط، كون حالتي المادية لا تسمح لذلك انتهزت تلك الفرصه سعيدة،لم اقرر بعد ان كنتُ سأترك عملي بالحانة ام لا لذلك قررت استشاره جدتي.

"ماذا تظنين ؟ انه من أجل ليكس العزيز."
"أستطعمين الجرو فطائر؟"
"أجل."

خرجتُ من الغرفة انادي جدتي بصراخ لأراها في المطبخ تصنع لي طعامي المفضل، تأثرت حقاً لألمس قلبي في مودة حتى تراني، نبست بقسوه لي لأصنع وجه حزيناً واسرق البعض منه راكضة، لأرى جدتي وجروي يركضون ببطأ خلفي.

"تصبحون على خير"

جدتي صغيره في السن حتى ان الجيران يعتقدون انها والدتي كونها تزوجت في سن صغير، اغلقت غرفتي سريعاً، لأبدا بالضحك على تذمرات جدتي والجرو خلفه، نبست بصوتٍ عالي لأنظر للوحتي الذي منذ قليل اقسمت انني ساكملها لاذهب للنوم.

-

جلست على الارض بينما اضع افضل ملابس لدي اعلى السرير لأبدا بالاختيار، هذا اصعب من المعادلة الفيزيائية، جدتي تجلس على الفراش تنظر في حيره مثل ما افعل تماماً، حسناً مهما كان فارق السن مازلنا نساء وتلك الحيره غير ممتعه.

"اعتقد ذلك."

سأذهب الى الحانة في بالبدايه لانهي دوامي الصباحي، ثم اذهب الى الشركه التي ساتعاون معها لذلك لن يكون هناك وقت لاغير فيه ثيابي، نبست جدتي وأعتقد ان اذواقنا متنافره تماماً فهذا اخر ما كنت ساختاره من الاصل.

نظرت لها بطرف عيني اما هي فقد فهمت نظرتي فوراً لتدفعني لأقف حتى ابدل ملابسي لذلك الاختيار التي اشارت عليه، كان فستاناً باللون الأحمر قصير بالتدريج وطويل قليلاً من الخلف دون اكمام ظاهراً لعنقي.

حسناً لقد ارتديته الان يبدو ضيقاً من حيث الخصر ولكنه لطيفاً ولكن اختياري كان سيكون افضل، اقتنعت به لارتدي عقد خفيف باللون الفضي ينتصف عنقي واخرته اعلى صدري، لعنت بالخفاء لانه خساره في تلك الحانة الملعونة.

ارتديت معطف خفيف وفتحت ازراره، تركت شعري البني مفروداً اعلى ظهري ليكون اخرته حيث خصري لذلك فكرت في قصه حين اعود خرجت لأخذ بعض الكلمات الموفقه من جدتي واقبل ليكس لاذهب، حيثُ البداية من الصفر.

-

غيرت ملابسي الى اخرى خاصه بزي الحانة التي اعمل بها، اوصلت اخر طلب الرجل المريب الذي قال لي صديقي انه يأتي فقط في أيام عملي ويختفى في اجازتي، كان ذلك أشد غرابة لانني اكاد احترق من نظراته.

وضعت طلبه امام طاولته في اخر ركن حيث يمكنه من هناك مشاهدة الجميع وذلك غير مريح، كدت اذهب حتى تمسك بيداي بقوه، جذبني بمعنى اخر لأفزع وانظر له سريعاً مطالبه اياه برد.

"اين مكان المرحاض؟"
"خلفك ثم انحني يميناً"

تمتمت بها بثبات حتى لا اشعره بفزعي نحوه ترك يداي ليستقيم ولكنه أشار لي برأسه ان اخذ الكاسات الفائضه على نفس الطاوله، زفرت من طريقته التي لا تعجبني لانحني اجلب الكاسات في الصحن المتسطح.

"ما هو اسمك؟"
"عذراً؟"

لم اكاد اذهب حتى وقفني مجدداً ليقف امامي سريعاً،شعرت ببعض من الرهبه لكني اخفيتها تحت قناع البرود، جاوبته بهدوء ثابت، قلب عيناه مدحرجهم ليعيدهم لي في النهاية ونبس نفس سؤاله مجدداً .

"اعتقد انه ليس ضمن عملي ان اخبرك بذلك."
"ولكنني اسأل، اهكذا تعاملين زبونك؟"

ذعرت حين رأيته يُعلي من صوته في نهاية حديثة مع ولوج مارك وبعثه لنظراتٍ مشكوك فيها ناحيتنا، حاولت ان اخفض من روعي حتى اتعامل مع ذلك الشبه ثمل امامي بهدوء دون ان اطرد من هنا.

"بايا"

تمتمت بخفوت لأركض ناحيه غرفه تبديل الملابس، جذبت فستاني الاحمر الذي اتيت به من اجل الذهاب الى شركة چاي، كدت اخلع عني ملابس العكل حتى لاحقني مارك واقفاً امامي وقد غفلت عن امر الباب تماماً.

"ماذا هناك؟"
"انه الرجل المريب الذي اخبرني عنه جينو."

"افعل لكِ شيئاً؟"
"لم اكن لاسمح."

اغلقت باب الغرفه او بمعنى اخر طردت مارك حتى اغير ملابسي فقد انتهى دوامي الصباحي على كل حال، اعتقد انه علي ان استقيل من العمل، ولكن في في نفس الوقت لا اضمن جلب الأموال من بيع اللوحات.

قد تبيعني تلك الشركة في اي لحظه، مثلاً عندما يعثرون على رسام اعلى مكانة من فقيره مثلي سيتخلون عني بالطبع، لذلك مكانتي هناك ليست ثابتة على الإطلاق.

امسكت حقيبتي ومعطفي الخفيف بيداي لاخرج من الغرفه واخرج من الحانة كلها، لم اعتاد على زبائن بتلك الغرابة لذلك الامر مريب بالنسبة لي، رأيته يجلس في مكانٍ بقرب من الباب ويبدوا انه علم انني على وشك الذهاب.

مررت من جانبة وكأنه غير مرئي تماماً لا اراه، اعطيت نظره خاطفه اعلى قميصه لأجد بطاقه تكاد تخرج من جيب قميصه وقد دون عليها حروف بلكنه انجليزية، حيثُ كُتب -Huang Renjun- حفظت اسمه في عقلي حتى اعلم القليل بشأنه عن طريق الانترنت.

-

تنفست برخاءٍ أكثرت فيه، ارخيتُ يداي المتمسكة بحقيبتي بعنف لأهدئ من روعي، انا سأظل فخوره بلوحاتي واعمالي جمعيها، حتى اذا لم يقبلون بي سأستمر بالرسم كأنهم لم يكونوا هذا حلمي الجميل ولا يمكنهم تحطيمه بداخلي.

وقفت امام الحارسين انظر لهم، هل سيسمحون لي بالدخول الى ذلك المبنى العريق؟ تحولت نظراتي من واحد الى اخر بينما هم يطالعوني بشك وريبة، انها بداية ليست موفقة على الإطلاق،هل سأستطيع المرور؟

"عُذراً هل تريدين شيئاً؟"
"اريد المرور."
"فلتمرِ آنستي لم امنعك."

صفعت ذاتي بداخلي، كان هناك فراغ بالمنتصف حيث على بُعد خطوات يوجد بابٍ إلكتروني، وعلى جانبية يقف حارسان ولكنني بكل حماقة ذهبت لاقف امام الحارس واقول له اريد المرور؟

عذراً وماذا يفعل الباب؟ انا لوهله ظننتهم مثل هؤلاء الحراس بالافلام يمنعون ذو الناس اسفل السن القانوني الدخول، ظننتهم سيكونون قاسيين معي بالنسبة لمظهري ولكنهم لطفاء، يجب ان اتخلص من الدرامات تلك.

ابتسمت بأحراج وذهبت للمنتصف امر من خلال الباب الاكتروني، قهقهت بسعادة حين فُتح أمامي دون ان افعل شئ انا فقط وقفت اماكه، اردت ان اعيد الكره ولكني صُدمت من المنظر بالداخل.

في البداية هناك مساحة واسعه وفقط مكتب صغير يقف خلفه رجل ببدلة رسمية، يبدو لي انه ذاك الرجل الذي يستقبل الضيوف، خلفه يوجد خمس مكاتب مربعة الشكل ويغطيهم الزجاج، انهم الموظفون غالباً. احببت كيف ان كل مكتب يبعد عن الاخر بالكثير من الامتار.

هناك الكثير من النساء يسيرون بكل رقي، جميعهم يرتدون ذات الشئ، انه زي موحد ولكن ما صدمني هو ذلك الحذاء الذي يكاد ان يصل كعبه الى مترين، ابدو غبية بالحذاء الرياضي خاصتي، انتهيت من المنتصف لارى درجين على الجانبين وجميعهم يأدون الى غرفة واحده.

تلك الغرفة تتسع بمقدار منزلي، ولكن بجانب الغرفة هناك الكثير من الممرات يبدو ان هناك طوابق كثيره وغرف ومكاتب بالأعلى أيضاً، احببت كيف ان الالوان متناسقه، الجميع جدي للغاية، وأخيراً التنظيم.اشعر وكأنهم آلات وليسوا بشر، تقدمت الى ذلك موظف الاستقبال بأبتسامة موتره.

"مرحباً انا بايا."
"تشرفت بكِ."

تمتمت وأشعر بالحماقه في داخلي، بالطبع لن يكون هذا مراده، يجب ان اخبره من اريد ان اقابل، نظرت حولي لأرى الجميع في حالة تملك من الحزم اكثره، حتى موظف الاستقبال تحدثت لي بشبه ابتسامة، ماذا يطعمهم مديرهم ليكونوا بتلك الصرامة.

"لدي موعد اليوم مع السيد تشينلو."

نظر للاسفل يتفقد شيئاً ما في كتاب صغير للغاية، يبدو انه يتأكد من حديثي، بعد لحظات نظر لي بشبه ابتسامة يخبرني ان اذهب من تلك الجهة للأخير وسأجد تشينلو أمامي ينتظرني، شكرته وذهبت للدرج الذي أشار عليه لأبدا فيه.

كانت درجاته عالية للغاية غير انها مصنوعه من الزجاج، أعني انا ارى ماذا يقبع أسفل الدرج، كما ارى ذاتي الحمقاء تضغط على ادراجه بخفوت بطئ لأنني خائفه من الوقوع، رأيت امراه تصعد في سرعة مع حذائها ذو الكعب المترين كما لقبته.

يجب ان اسرع هكذا سأصل بعدما ينتهى الموعد، أستند بكفاي لاسرع في خطواتي متمنية في داخلي ان يمر اليوم في سلام وخير، اقتربت من اخر درجاته لاتنهد وارخي ذاتي، كدت اضغط عليه بجرائه مظنه انني انتهيت منه لأشعر بتوعك احدى قدماي لأشعر بقلبي يسقط معي.

جذبتني يدٍ ما من الوقوع بينما كنت اهوى للخلف صارخة باعلي نبره امتلكها، تمسكت في تلك اليد المليئه بالعروق البارزه لأشعر بأنتفاضه تجري في سائل جسدي، اصبحت الان واقفه بأحضان منقذي اتنفس سريعاً وكأنني كنت على وشك الموت.

عذراً مع ذلك السلم الزجاجي كنت سأموت ولم اكن على الوشك حتى !

رجعت للخلف سريعاً ابتعد من احضانه ومازالت اشعر بعروق يداه، لدي رهبة من تلك الاشياء تبدو مرعبة حتماً، نظرت له لأجده ناظر لي بملل وكأنه يتابع احدى الدراما الكوميدية، له الحق تلك الأشياء تحدث في جميع الدرامات.

طويل القامة حيث ان طولي بجانبه يبدو احمق، راسي تصل الى كتفاه العريضه، خصلات شعره تصبغت باللون البني كان القليل اعلى جبته ليس مغطي لاتمكن من روية عيناه بقليل من الوضوح، تملك نفس لون شعره ولكن النظره الباردة تحتل جمالها.

"ذلك درامي قليلاً، اليس؟"
"أجل، من حسن الحظ انك لست المدير فذلك عادة ما يحدث بالدرامات."

راقبت رده فعله لتتحول تلك النظره الباردة الممله من عيناه الى اخرى لامعه، ظهر شبح إبتسامة اعلى محياه، لأشعر بالوسامة،اعني انه وسيم يبدو كاللعوب او الفتى السئ، ذهب ليتركني وحيدة، لأنظر الى الدرج الزجاجي بخوف هاربه.

استمريت بالسير متعجبة من طول الممر واتساع تلك الشركةحتى وصلت الى النهاية لارى السيد تشينلو الذي حدثني عن امر المعرض منذ اسبوع حين رأني ارسم في المقهي الذي اعمل به، كان يتحدث مع فتى اطول منه بقليل لانتظره حتى ينتهى.

رأيتُ السيد تشينلو قادم ناحيتي واعلى وجه ابتسامة واسعه، لكن ما الفت انظاري هو الفتى الذي يقبع بخلفه، كان اطول من تشينلو ويمتلك شعر ياخذ من زرقه السماء اصفاها، لعنت ذاتي اللعوبة التي تنظر الى رجال اخرون باعداد انفاسها.

"اعتذر عن جعلك تنتظرين
كنت اتحدث مع جايمين في امر المعرض."

"لا بأس حقاً
تستطيع اكمال الحديث حتى !"

وسيم أيها الجايمين ساضعك في قائمة الفتيان الذين اعجب بهم رفقة حبيب جدتي العجوز، تحدثت مع السيد تشينلو اللطيف، لينفي في نهاية الحديث قائلا بأنه قد انتهى بالفعل، ذهب امامي لأبدأ بالسير خلفه لنصل الى قاعه الاجتماع كما قال.

عاد توتري وفكره انهم قد يتخلون عني بسبب مكانتي الاجتماعيه لا تذهب من رأسي، لا يجب علي ان اكون هكذا وفي ذلك الوقت، انا لم اترجى احد من اجل بيع لوحاتي في معرض مرموق، لقد جاء سيدهم الى مقترحاً الفكره.

لست متأكده انه كذلك لا اعتقد انه المدير التنفيذي.

ذهب جايمين يسير في نفس خطي ليزيد من توتري حيث ابتسامته تكاد تصل الى اذناه مع ابراز تفاحته التى متعلقه في عنقه، تباً لأفكاري المنحرفة يجب ان اتوقف رؤية جدتي وحبيبها المزيف يتغازلون سوياً.

بالنسبة للسيد تشينلو وذلك الوسيم جايمين فهما يتناقضان تماماً مع الموظفين هنا، اعتقد مكانتهم تعلوهم شأناً ولكنهم في ذات الوقت لطفاء للغاية، اعني تكاد ابتسامتهم ان تقع بينما الجميع في الأسفل الصرامة فقط من يعرفون.

وصلنا الى الغرفة الكبيره التي رأيتها فور دخولي من الباب، يجب ان اتعرف على شكل المبنى الداخلي حقاً، كيف وصلنا الى هنا من طرق وممرات جانبية؟ كم يبلغ اتساع تلك الشركة بحق، اعتقد سأتوه ان أصبحت بمفردي.

"لقد أتى عمكم ايها الأطفال."

فور دخولنا صرخ بها السيد تشينلو بمرح لأقهقه في خفاء، أي أطفال بحق؟ بجانب تشينلو وجايمين كان هناك اربعة اخرون يتلحفون بالبدل وملامح وجههم ترمز بالجدية عدا حين دخل ابتسم الجميع في سخرية منه.

يبدو انهم أصدقاء.

شعرت بنظراتهم نحونا او بمصطلح اخر نحوي كوني انا الغريبة عنهم، لذلك لم أشأ برفع رأسي لا اريد صنع تواصل بصرياً يجب ان لا اتعثر في الحديث او الوقوع بالاخطاء انه اول يوم لي ! اشار لي تشينلو فجلست جانبه.

"اعتقد الامر لن يأخذ كثيراً
فقد تحدث تشينلو مع يوتا المخصص للمعارض في شركتنا
وكل شئ جاهز."

"بالفعل
اليس كذلك انسة دراما؟"

رفعت انظاري ببطئٍ حين سمعت ذلك الصوت، نبضات قلبي ازدادت لأتاكد من كونه ذلك الفتى الذي انقذني من الوقوع اعلى السلم الزجاجي، كنت فاقده للنطق بكل معانيها، أكان يجب علي ان اخبره بذلك؟ الان ينتصف تلك الطاولة هذا معناه...؟

"أنتَ؟"

"أتعرفان بعضكما ؟
هذا لذيذ."

"ما هو اللذيذ اتظنه كعكاً اصمت هيتشان
اعتذر لم اعرفك على اعضاء ذلك الاجتماع
ذلك يكون بارك جيسونج المدير التنفيذي لشركة چاي."

رأيته يرفع احدى اصابعه بينما يحركهما بخفة وكأنه يشير لي سلاماً، ومجدداً تلك النظرة الجانبية اللعوبة قد حصلت علي ، رأيت امامي كوباً من الماء لاتمنى ان اكون حشره دخلت ذلك الكأس بالخطأ لتنتهى رحلتها بالحياه.

"انا لم اكن اعلم
اعتـ"

"لا اعلم ما الذي حدث بينكما ولكن اعتقد لا بأس لا اريد جعل الموقف يبدو موتراً لانني تلك السمة لذلك لتبدأي بقرائه شروط العقد انسه بايا."

اوقفني تشينلو مجدداً بعدما عرفني عليه،هؤلاء الثلاث امامي لم ينكفون عن الهمس بأشياء تبدو مضحكة ولكن ما جعلني اشعر بالراحة انها ليست عني، كان ذلك الجيسونغ يتوعد لهم بينما تشينلو ينقذ الموقف وجايمين في عالم موازي.

امسكت الورقة بيداي لأقرأ بنودها في خفوت بعدما تخلصت من احراجي بصعوبة، لا اعلم ماذا كنت سأفعل دون تشينلو حقاً اريده صديقاً لي، طمئننت حين رأيت شرطاً ينبس بأنه لا يجب ان يُلغي العقد إلا بعد سنه من التعاون ان حبذ احد الطرفين التخلى عن الامر.

أمضيت بأسمي لاضعها امام تشينلو ليشير لي على الذي ينتصف الطاولة وهنا تأكدت انه المدير حقاً، نظرت له لاجده يعبث بإحدى اصابعيه الطويلة في خصلات شعره الامامية بينما ينظر بعيداً، نظر لي مجدداً ليأخذ يمضي هو أيضاً ولكنه توقف فجأه.

اعاد نظراته الي وبقى ساكناً بلا ملامح تذكر، استمريت في محاولة العثور على معالم وجهه افهمها فكان اقرب شئ لي الصدمة، اعاد نظره الى الورقه ولا اعلم ما المريب بها، اليست من صنع شركته؟

"حسناً انتهى الاجتماع
يمكنك ان تأتي لتري مرسمك الخاص انسة بايا."

"كيم بايا."

انتهيت ذلك التواصل المريب مع ولوج الملقب بهيتشان والاثنين معهما الى الخارج، تحدث تشينلو وأومأت له بخفة لانهض واتبعه، استطعت ان اسمع همسه لي بينما ينهض ببطئ او بصدمة كما يتخيل عقلي، لا اعلم لما انا فقط من لاحظته.

تذكرت الان ان جايمين في عالم موازي.
امسكت حقيبتي لاضعها اعلى كتفاي لاخرج وراء جايمين وتشينلو حتى امتدت يد طويلة لتغلق الباب من خلفي ليصدر صوتاً عالياً جعل نبضاتي تعلو معه، شعرت بأنفاسه لأجزم انه قريب تماماً من ظهري.

"ماذا ؟"

عدت الى الامر الواقع لاتمتم بتعلثم حين كان يشبه ان يحاصرني ولكني لم اسمح له، كان يتقدم ولكنني لم اعود للوراء لا اريد ان اظهر كالضعيفة بعد كدت ان اعتذر له كالبلهاء منذ قليل، صعقت حين اقترب الى الحدود التي تجعلنا نتلامس.

"اسمك
الا يذكركِ بشئ؟ "

لم اكاد ان اعترض على قربنا المبالغ به حتى القى سؤاله ليستمر على حالهُ منتظر جواباً يشبع فضول سؤاله والذي للأسف لا امتلكه وليس عندي، شعرت وكأن مغزاه ليس اسمي، انه ينظر لي بتلك الطريقة مجدداً كما القاصد اغوائي بعيناه اللامعتان ، بقيت احدق فيهما لانفي بتوتر.

أومأ لي بعيون باردة كالثلج ولكنني مازالت ارى ذلك اللمعان الذي يجعلني اجزم ان بداخله شخصاً اخر، طردت تلك الأفكار من عقلي لتحل محلها فكره اخرى اشد مراوغة، نظرت الى هيئته بعد ان ابتعد عني لأنهي ما كان على بالي سريعاً.

ليس هو.

-

مرت بعض الساعات والسيد تشينلو يعطيني أفكار عن كيفية العمل بالشركة وكم كان صعب عليه ان يحصل على مكانته هنا، سمعته بقلب منفتح لاحاديثه لاعطيه بعض الكلمات المشجعة، اخبرني انني سأنهي لوحاتي في مرسم خاص بالشركة.

كان ذلك رائع بالنسبة لي، رغم انني سأشتاق الى ضوء القمر العزيز عليّ ولكن لا بأس، اعتقد سيوفرون لي احتياجاتي الخاصة بالرسم، انا ماذا فعلت في حياتي حتى احصل على فرصة رائعة كتلك؟ كما انني سأقلل من عدد الايام التي ساذهب بها الى الحانة.

هذا رائع لن احتاج لمواجهة ذلك المريب رونجون.

نظرت الى هاتفي لارى مرور المزيد من الساعات هنا، كما استطيع ان ارى ان الليل قد حل بالفعل، بالتأكيد جدتي قلقه بشأني يجب ان اذهب للمنزل الان، اخذت الاذن من ذلك المرح تشينلو وقد كان ينتف شعر جايمين بكل قسوه.

ابتسمت اعلى منظرهم لأتسائل أهم مدراء حقاً؟ فقط ارغب بشده ان اعلم من الذي جعل الموظفين حازمين لذلك الحد بينما مدرائهم يمتلكون من الخفة اكثرها، لابد وانه ذلك المدير البارد ذو اللمعه في عيناه، لقد شخصته كاللعوب في بالي

فمن سيحاصر فتاه اول مره يراها في شركته متحدثاً ببعض الحماقات التي لم افقها شيئاً؟ كان يريد التلاعب بي ذلك واضح جداً، ما سيكون مغزاه من محاصرتي على الباب؟ تركت ذلك الأمر لأفكر به قبل النوم مع موضع ذلك الهوانج رونجون.

صفع الهواء البارد خصلاتي لأعدلهم بينما ارفع اعلى كتفاي معطفي الذي ندمت كونه خفيف وليس له فائده. طلبت سياره اجرى منذ ربع ساعه ولكنها لم تأتي لي بعد لذلك قررت الذهاب الى الطريق الرئيسي الذي تمر فيه السيارات.

-

مرت نصف ساعة ولم يأتي وقد هلكت قدماي طالبة النجدة، زفرت بغضب لأبدا في السير الى منزلي الذي يبعد عن الشركة بالاطنان، كان الليل قد حل منذ ساعات والان زادت حلكته سواداً، استمريت بالسير متعبة ولم ارى اي سياره تمر الى نادراً.

كان الطريق مظلم لذلك انرت بهاتفي العزيز الذي انقذني و لم يقرر ان يموت الان، رأيت اضواء سيارات كثيره في الامام لأدقق النظاره فيتضح لي انها سيارات شرطه تحاوط شيئاً ما.

اخذت اقترب ببطئ حتى وصلت اليهم واعتقد انه من الممنوع المرور للناحية الاخرى بتاتاً ، اقتربت خفية وراء الظابط لارى بوضوح ماذا يقبع في المنتصف، كان شاباً معتقل اليدين وعلى الارض جثة هامده مليئة بالدم.

صدمت من المنظر البشع امامي لافضح ذاتي بذاتي واصدر شهقه عالية جعلت الظابط امامي يلاحظني، انها جريمة قتل، لم ارى ذلك عدا في الافلام لذلك انا مفزوعة بحق، رأيت ذلك الشاب المعتقل يعطيني وجه ببطئٍ لأفزع مره اخرى وتزداد ضربات قلبي.

هوانج رونجون.

اخذني الظابط الى الخلف متمتماً بكلمات لم يستعبها عقلي بعد فما يملأه هو ذلك الناظر لي بقليل من ملامح المذنبة، لا اعلم ولكنني شعرت وكأنه يرمي اللوم عليّ بنظراته تلك. همس بكلمات لم استطع سماعها لانه بعيد ولكنه فاجأني بصراخه فجأه.

"لقد ارتكبت ذلك
انه بسببكِ
لقد نظر لكِ بطريقة قذره."

اصبح يتخبط في ايادي الشرطه حوله بينما يصرخ ب هيسترية ارعبتني، كانوا ينتظرون تلك السياره التي سيجلس فيها حتى يذهب ليُلقى في السجن. ارتجفت يداي اضعها على فمي لأشهق بقوه.

هل الان اصبحت مذنبة؟

شعرت بيدٍ تمسد اعلى كتفاي لالتفت في خوف، جيسونج ذلك مدير تلك الشركة مجدداً، لم تتوقف عيناي عن ذرف الدموع لاراه فقط واقف صامتاً، يبدو انه قد سمع كلمات ذلك المختل وشاهد ما حدث.

-

"توقفي عن صنع تلك المعالم بوجهك."

همهمت بتساؤل وعيناي تركض في ذكرياتي معه بالحانة التي اعمل بها، لقد كان جينو محقاً حين اخبرني بانه قد يكون مختل ما هارب من المصحة، من قد يفعل شيئاً كهذا بحق الإله؟ غير ذلك ينتابني الشعور بالذنب.

"انا احدثك منذ ساعة
توقفي عن الشرود والا طردتك من منزلي والعمل سويا"

افقت لذلك المتذمر بجانبي،كنت بحاجة لاعاده ترتيب افكاري وها قد انتهيت بالأصل من سيخرج من دوامة التفكير في حين قد رأه جريمة قتل أمامه بل وتقريباً انه السبب بطريقة غير مباشرة. صرخت بوجه دون وعي لاتنفس بهدوء بعدها.

"اصلا انتَ من اقترحت ذلك،
تأمرني منذ أن وقفت على عتبه منزلك.ان لم يكن الطريق مسدود بكلتا الطرق للذهاب لمنزلي لم لكن لامكث معك."

منذ قليل

حين توقفت عن بكائي الهيستيري في منتصف الطريق حملني الى سيارته دون النبس ببنت شفه، استعبت الامر بعدما حاصرني ليغلق نافذه الباب التي بنحايتي،صرخت به باعلى صوتي ليعيدني و تركني افعل ما اشاء

خرجت وقتها من سيارته لابحث عن طريق للعودة الى منزلي دون الحاجة اليه ولكن الظابط من تلك الحادثه اخبرني ان ابقى عند صديقه لي لانه فات الأوان بالفعل، قد كانت هناك حادثه اخرى قبل تلك الجريمة وذلك ما فاجأني.

قال لي الظابط ان ذلك المجرم قد افتعل مشاكل كثيره بسيارته وجعل السيارات الماره على الطريق جمعيها ترحب ببعضها البعض مما ادى الى وفاه السائقين بسبب تهور ذلك الرونجون.

بصراحه لقد ارتعبت من فكرته المجنونة مثله لاركض ناحيه جيسونج الذي كان مازال ينتظرني بسيارته، فوراً ما ان جلست قلت له انني سارحل للمنزل صباحاً وحتى لا يتحط كبريائي جعلت وكأنني مغرمه على ذلك ولست أكاد ان اموت رعباً.

صرخت به وكأنني اُنفس عن الضغط الذي سببه رونجون لي، اعتقد ساحلم بكوابيس بعد صراخه في منتصف الحادث، نظرت ببطئ لجيسونج لاراه ينظر بهدوء امامه وكأنه ينتظرني ان انتهي من جولة صراخي.

"اتتحدثين هكذا مع مديرك؟"

كدت اعتذر له بخفوت فاعتقد انني مخطئه بشكل ما، لقد صرخت بوجهه رغم مساعدته لي ومكوثي في منزله، اي شخص اخر كان سيتخلى عني بالإضافة انني امتلك نبره صوت عاليه حقاً، نبس بهدوء مجدداً ليستفزني لاصرخ واعيد الكره.

"انتَ الان شخص عادي قد انقذني بدافع الإنسانية لستُ مديري بالشركة على الإطلاق."

"فكريني مجدداً ، انا لِما ساعدت مخبولة مثلك جلبت لي صداع نصفي منذ اول دقائق لها بمنزلي؟"

كان يتحدث بنبرة باردة تكاد تميل الى الاستفزاز او انها حقاً مستفزه من كثره برودته، يتحدث وكأنه يشاهد جريمة قتل ليلاً نهاراً، اليس لديه اي رحمة تمكث في قلبه؟ هل سيطردني حقاً ام يخيفني؟

"تلك الغرفة ستجدين بها ملابس نسائية
لا اريد سماع صوتكِ تتنفسين حتى."

تحدث بتلك النبرة الباردة المستفزه واستقام يذهب الى تلك الغرفة الكبيره امام الدرج، انا لم اقابل احداً في مثل وقاحته حقاً، نظرت حولي لاتمعن في ارجاء المنزل لم ادقق بها كون ذلك المجرم نهش حوزات عقلي.

التف حولي احاول العثور على اي لون غير الابيض ولكن لا يوجد، جميع الاثاث أيضاً باللون البيض والرمادي قليل، شعرت لوهله انني في مشفى وليس منزل، ذهبت للغرفة التي اشار عليها اصعد الدرج بهدوء بطئ.

اخر مره صعدت بها درج
لم تكن جيده على الإطلاق.

صعقت حين رايت فقط الأسود امامي اهو احمق ؟ لما قد يبقى ارجاء المنزل بالأسفل بيضاء ومن الداخل سوداء تماماً، هل اخبره احد ان وضع لونين سوياً متمازجين سيقلل من اسهمه في الشركة؟

تجولت بالغرفة التي شعرت بالريب منها كون حتى الاثاث باللون الاسود، يا اللهي لماذا تذمرت على الأبيض بالأسفل؟ كان اهون عليّ بمئه مره. فتحت الخزانة لارى بها ملابس نسائية بالفعل.

يا له من زير نساء وقح !

بقيت على ثوباً يستر جسدي ولو قليلاً فجميع الثياب هنا شبه عارية، اخذت فستاناً باللون الازرق السماوي ارتديه، كان ضيقاً اعلى جسدي ولكن ما يهم انه طويل ويخفي قدماي.

امسكت الفستان الاحمر والمعطف الابيض الذي اتيتُ بهما اضعهما على مقعد وجدته حتى لا انساهما. لا اريد ان افقد الفستان كونه هدية لعيد مولدي التاسعه عشر من جدتي، نظرت له بحزن افكر في جدتي.

فتحت عيناي بصدمه لافكر مجدداً، جدتي؟ اللعنة لا بد وانها قلقة لقد بلغ الليل منذ ساعات، كان من المفترض ان اتواجد بالمنزل الان ! ركضت الى الاسفل اتخطى درجات السلم متوجه للاسفل باحثه عن هاتفي.

وجدته يقبع فوق الاريكة لاتنهد براحة، امسكته لافتح ولكنه لا يعمل، ايعقل انه قد مات بالفعل؟ اللهي لما يفصل بطاريته في تلك الأوقات تباً لذلك الملعون رونجون بلا سبب، اخذت نفس يهدأ من روعي

لأتجه الى ذلك الوقح مضطره.

طرقت باب غرفته بعنف، استمريت بالطرق بقوه ولا اعلم لماذا، يبدو ان قلقي وتوتري منذ رؤية ذلك الحادث بدأ يؤثر عليّ سلباً، لم اسمع اي رد منه يحثني على الدخول لاقتحم الغرفة فقد نفذ صبري.

رأيته يجلس على مكتب صغير في ركن بعيد عن الفراش تماماً، ما مدى اتساع تلك الغرفة بحق الجحيم؟ القيت بذلك في اخر زاوية بعقلي لاسمعه يتمتم بوقاحة قد ازدادت علناً.

"كانت فكرة سيئة حتماً."

نظرت له لاراه ينظر بقله حيله وقد علمت مغزاه من الحديث، انه نادم الان على مساعدتي ذلك الوقح زير النساء عديم الرحمة المستفز، ارخيت من دفاعي حين رأيته بلا قميص ! تباً لما الاحظ ذلك الان.

"اعيرني هاتفك !
جدتي مؤكد قلقة."

اعطيته ظهري لاتحدث بتعلثم، حسناً ساعترف رغم انه وقح ومستفز وزير نساء وبارد وهادئ بشكل مبالغ فيه ولكنه وسيم، اجل لقد اعترفت بذلك في اول لقاء لا يجب ان انفي حديثي، طال مده جوابه ولاسيما انني اعطيه ظهري لا اعلم ما هي رده فعله.

استدرت ببطئ مهمهمة بتساؤل مجدداً لاجده يحدق بي، اعتراني ذلك الشعور مجدداً فلعنت تلك النطرة اللامعه الذي ستأتيني على شكل كوابيس، شعرت بنبضات قلبي تدق بعنف لاتدارك الأمر سريعاً.

ما يحدث بداخلي؟

توقف عن النظر ليشير الى طاولة خشبية طويله يقبع اعلاها هاتف ولكنه متصل بسلكٍ ما ليتضح ان هاتفه ياخذ ما يكفيه من شحن لبطاريته، همهمت متفهمة بحزن، لا اريد ان تقلق جدتي، من الممكن ان تذهب وتبحث عني اتوقعها بجدية.

"يمكنك الاتصال بها ولكن ابقى الهاتف بمكانه على الشاحن."

كدت ارحل لاسمع صوته الجَوهري يتمتم بنبرة خافتة، تركت امر صوته الذي بدى وكأنه عميق للغاية لاركض الى هاتفه ادون فيه رقم جدتي ليرن على الفور، جعلت الهاتف مستلقى اعلى الطاولة وجعلته على وضع المكبر.

"مرحباً؟"

لا اهتم ان كان سيسمع حديثي ام لا، كل ما يشغل بالي الان هو جدتي، استمريت بالرنين ثلاث مرات وقد استجابت في المرة الرابعه لاسمع كلمة مرحباً خافتة ومرتجفة، تباً هل كانت تبكي؟ نبست بخفوت لتدرك انها انا بالفعل.

"بايا ؟
اللعنة اين انتِ يا فتاة، لقد كنت ارتدي حذائي للتو من اجل الذهاب الى الحانة، اعتقد ان احداً ما خطفكِ من هناك واللعنة اقلقتيني عليكي وبشدة اخبريني اين انتِ الان وسأتي لكِ !"

"يا اللهي اهدئي جدتي قليلاً فقط !
لقد انقطع الطريق المؤدي للمنزل بعدة حوادث لا استطيع ان اعود للمنزل الان."

"عدة حوادث؟ ما هذا لقد قلقت اضعاف، بايا هل تعرضتي لحادث ما؟ "

"كلا انا الان في منزل احداً ما لقد التقيته في الشركة."

"لحظة الا توجد فعلاً اي طريقة للعودة الى المنزل؟"

نفيت بحزن القى نظره على ذلك المتمدد اعلى مقعدة عاري الصدر المنحرف، لقد كان يستمع بحق ! يبدو أنه مستمتع باحاديث جدة وحفيدتها، شتمته بلا سبب تحت انفاسي لاكمل حديث مع جدتي القلقة جداً.

"يا اللهي انه يوم تعيس بالفعل، هل تعلمين؟ لقد حلمت بليكس يخونني مع ابنة الجيران
لا اعلم كيف آتى عقلي الباطن بجرو يكون في علاقة ما فتاة شابة !"

لم أكاد ان اواسيها مبتسمة على تفكيرها حتى انفجر ذلك العاري صدر خلفي ضحكاً ، يا اللهي ذلك محرج تماماً. بعد ثواني افقت من الواقع لاتدارك الأمر، هل ذلك البارد يجيد الضحك؟ تباً لم اكن اعلم انه يمتلك ابتسامة رائعه كتلك.

"لا تضحك ! "

اغلقت الهاتف مع جدتي بعدما حذرتني ان لا افتعل المشاكل مع ذلك الشخص الذي سأُبيت معه، من الجيد انها لم تعلق ان كان رجل ام فتاة، نظرت له ونبست متظاهرة بالجدية لارى اثار ضحكاته مازالت على وجهه.

ابتسامته جميلة بالمناسبة.

تحولت نظراتي لاخرى متنافره تماماً حين ادركت ما قلته في داخلي، صنعت بعض النظرات المتقززه بداخلي نافية انني لا اريد علاقة حب مع رجل زير نساء ووقح، هذا اخر ما اتمناه حقاً !

"لِما قلتِ احداً ما؟
ايبدو لكِ انني احداً ما؟"

نبس بابتسامة جانبية وكدت اتعرقل في تَفكيري بحق، اهو متقلب المزاج؟ لقد كان بارد ومستفز بالأسفل وهنا غير دوره لرجل منحرف ولعوب ما الذي يهذيه الان؟ نظراته اخبرتني ان لحديثه مغزى لن اصل له ولو فكرت طوال يومين.

ما الذي يقصده بقوله ايبدو احداً ما؟ هل اعرفه سابقاً؟ من الطبيعي ان اناديه باحداً ما !

"اذاً ساخبر جدتي انني أُبيت في منزل مديري الذي قابلته اليوم فقط."

تحركت لاقف ناحية الباب افتحه لاخرج ولكنني شعرت ببعض الحركة خلفي لارى يداً ما جعلت الباب يرتد مجدداً ليُغلق، فلخبرني احد رجاء ما مدى اعجابه بتلك الوضعية؟ لماذا لا ينتهي لقائنا الا بكارثة تجعل مني لاهثة؟

"ذلك الوشم"

التفت له ببطئ مغلقة عيناي، لا اريد مواجهه صدره العاري وبذلك القرب اللعين، كان تنفسي اقل وتيره حين سمعت صوته الهامس يعطي لانفاسه الحرية للتجول اعلى عنقي، كان يتحدث عن وشم ما لارى من الحماقة جوابه بإغلاق عيناي.

"هل يذكركِ بشئ؟"

ندمت اشد الندم حين رأيت خصلات شعره البنية تعطي لهيئته اكثر هيبة، رفعت عيناي لتقايل خاصته، استمريت بالتحديق وكأن عيناه تروي عن الكثير بالفعل، لا اريد ان تخاب توقعاتي على ما يجول في خاطري الان.

نفيت ببطئ لارى يداه التي زادت اشتداداً على الباب بعنف، ظهرت عروق يداه مجدداً لاحاول ان ارخى دفاعي بكل ما امتلك، توترت مضاعفاً حين رأيت فكة ظاهر جلياً امام ناظري، ابتلعت ما بوجفي متمته بارتجافه واضحة.

"ابتعد"

شعرت بيده تتجه الى خصري ثم تجولت لتصبح الان ناحيه ظهري تماماً، كدت اصرخ به بالرغم من ارتباكي ولكنه فتح موصد الباب من خلف ظهري، كاد عقلي الذهاب إلى المريخ حتماً، اشار لي برأسي للخارج، حسناً كان ذلك وقحاً للغاية.

"للخارج."

-

فتحت عيناي بخفة اطالع ما حولي بريبة، ارجاء غرفه لا تنتمي الى غرفتي ذات الطلاء باللون الوردي الفاتح، ما كل هذا السواد؟ فركت عيناي لتعود ذكريات امس تدريجياً لعقلي،ذلك الوقح اللعين لقد طردني من غرفته امس !

الان ساذهب لاتعارك معه

"انتَ كيف تصنع الارجاء والوان الحائط جميعها بالاسود؟ ماذا ان اصبتُ بالعمى؟ سيكون ذلك بسببك حتماً."

ارتديت حذاء من الجلد وجدته من ضمن الأمتعة بالغرفة، وركضت الى الاسفل لاجده يجلس على الاريكة ببدلة رسمية، يحتسي كوباً من القهوة ببرود كعادته، تخلصت من درجات السلم لاتحدث بصوتٍ شبه عالي أضع يداي على خصري منتظره جواباً منه.

"الا تلاحظين تهورك ناحية الدرج؟
ان وقعتي سأتركك بمكانك حتى يتخلل جسدكِ لينسهر."

"الا تلاحظ تواقحك مع مرور الوقت؟
ان استمريت هكذا لن يتضطر الموظفون التعامل معك ليتركوا لك الشركة فارغة."

"no please!"

صنع معالم ساخره بوجه وتمتم بلكنة انجليزية، حتماً كان يسخر من حديثي ! اشعر بشرارات الغضب تملك جسدي بأكمله فقط حين اتحدث معه، وعندما يبقى قريباً يتسمر جسدي وكأنه شل تماماً، انا فقط اكره كيف له تأثير قوي عليّ !

"هيا لتأكلي."

"ها؟"

تحدث مجدداً ولكن بنبره أمره، همهمت بعدم استفهام ليعيد نبرته الأمره المزعجة تلك، كدت القي في وجه حديث حول كيف نبرته يجب ان تكون معي ولكنه لم يترك لي فرصه حتى جذبني من اعلى يداي متوجهاً الي المطبخ، تباً انا سأجن ! اجالس رجل مجنون !

"لم تحظي بعشاء ليلة امس"

"ما خصكَ؟"

"صحة موظفيني من واجبي آنسة بايا."

جلس يراقبني حتى أكل، لالقى نظره على الطاولة، لقد كان كل شئ مجهز تماماً من عصير وفطائر وحتى الماء جانباً وغيرهم ، لقد صنعه بنفسه حتماً لانني لم ارى للخدم وجود على الإطلاق، تعجبت لاوجه حديثي له.

"أصنعته بنفسكَ؟"

"لا وقت لذلك
انهي طعامك سريعاً لأن خلفك أعمال كثيره اليوم، سيوصلك السائق الى منزلكِ بالأول لان
لنا حديث طويل بعدها !"

ثم ذهب.

-

"أقسم جدتي ذلك ما حدث تماماً
يجب علي اخبار جينو ولكن للأسف اليوم عطلة من الحانة."

حدثت الى جدتي وانا ارتدي حذائي متجهه الى الشركة، كان يوم الأمس كارثياً بحق حتى انني لم استطع النوم بحرية من كثره افكاري، أيعقل انه ذات الشخص ولكني لا ادري؟

لا يوجد اي تشابه بين جوزفين وجيسونج سوى لون الشعر ولكن حتماً انا اشعر بذات الشعور، ظننته سيكون حب مراهقة قد طغي علي بايام وردية ولكن لما استمر الى الان؟ افقت على صوت جدتي وهي تحذرني الا اسير بمفردي مجدداً

"بايا انتِ لن تذهبي من المنزل حين أراكي تجلسين على الاريكة في سياره اجرى !"

"لا تقلقي لن اجرؤ على السير بمفردي حتى بالنهار حسناً؟ الان لن يتواجد اي سياره اجرى هنا ارجوكِ دعيني اذهب سأتاخر !"

تنهدت بقلة حيلة وشعرت حينها بموجات القلق تلعب بعالم وجهها الحزين، قبلتها بحب فبالاخير هي من رعاني حين توفى والدي، ليسوا والدي تماماً ولكنهم لقبوا بذلك حين تبنوني من الملجأ واخرجوني من دوامة حزني.

ودعتها لاذهب على الطريق السريع، عثرت على سياره اجرى سريعه لاشكر ربي فلا احتمل ان اقف بمفردي مجدداً بعد ذلك الحادث والمنظر المريع في ليلة امس، بالتفكير بالأمر لقد حذفت أمر جيسونج حين رويت على جدتي ما حدث.

لا اعلم ولكن شعرت بنبضاتي قد تعاود لعنتها لذلك عزمت على انهاء امره من عقلي تماماً، الان يجب علي الحديث بكل تقليد مثل باقي الموظفين فأنه بالشركة مديري ووجب على احترامه، تباً له

نظرت ليداي التي تفركان اعلى قدماي بارتباك، انا اعلم شعوري تماماً، انه توتر لمقابلته، لا اريد مواجهته بعد ما حدث ليله امس بجدية، اعدت النظر الي يداي لالحظ ثوبي، لقد كنت ارتدي قميصاً دون اكمام واسفله تنوره من الجينز

هل ابالغ في ملابسي؟ اعني تلك هي الملابس التي كان سيقع عليها الاختيار ليلة امس، فقط اريد أن اكون في احسن حال عندما اقابله، بالطبع سيد تشينلو وجايمين ليس هو انا لا أفكر فيه بتاتاً.

-
ابتسمت لموظف الاستقبال ذو الأخلاق السيئه في الضحك، كدت امر الى مكتب السيد تشينلو حتى اخبره بأنني وصلت حتى أخبرتني احدى الموظفين ان المدير ينتظرني بمكتبه، عادت نبضات قلبي وعاد امر ذلك الجوزيف اللعين على بالي.

هل حان الوقت لحديثه الطويل الذي أخبرني بشأنه؟

"لن اقول صباح الخير."

ذهبت الى مكتبه لاطرق فسمعت صوته يأذن لي بالدخول، كونه محترم بالشركة وبالمنزل شئ اخر امر مضحك، اتذكر انني اكاد اقتلع باب غرفته من كثره الطرق ولكنه في عالم اخر، تمتمت سريعاً وفوراً تذكرت كوني حقاً بالشركة ويجب أن احترمه قليلاً.

"انتِ حقاً شيئاً ما !
تعالي الى هنا."

تغاضى عن أمر احترامي وشكرت ربي كثيراً، ظننته سيأخذ الامر حجة للسخرية مني من اجل حديثي بالامس، اقتربت من مقعده بدون اكتراث وبالطبع متظاهره بذلك فحسب، اكاد ان اتعثر في سيري حتى.

رأيت ورقه ما وبداخلها رسمة جعلت من خافقي يصرخ، رمشت عيناي اكثر من مره لاعيد الكره وانظر الى الرسمة، انه قمر واعلاه شخصين يجلسان، انا اعلم تماماً تلك هي رسمتي التي تملك ذلك الوعد الذي خنث به ذلك الوغد !

"مازال حال شعركِ كما هو"

نظرت له بأعين دامعة لارى نظرات هادئة يوجهها نحوي، الذلك تغاضى عن حديثي بدون احترام؟ أكان القدر لئيماً ليجعلني انتظر كل تلك المدة وحين افقد املي يظهر جلياً؟ أكان يجب ان استسلم منذ دهر؟ نبس مقترباً يلمس خصلات شعري المتمردة.

"مازالت الرجل الذي سيحميكي آنسة بايا."

تحرك ليقف خلفي بينما يداه قد تسللت الى خصري، كان عناق بطريقة غير مباشرة، مازالت اتفحص كل شبر في تلك الورقة امامي، اتذكر حين اعيد التلوين عليها كل يوم حتى لا تصبح مهترئه وها هي.

"لقد ذهبت."

"كنت بحاجة لوقت ان اجمع شتات ذاتي واواجهكِ"

"هل انتَ من خــ"

"صحيح اخبرت تشينلو ان يخبركي بشأن العمل بعد ان بقيت اعثر على اسم بايا في جميع أنحاء كوريا، أتعبتينني بحق !"

جعلني التفت له لاقابل وجهه بماء وجهي الذي قررت تركه ان يذهب لحالة، نظرت الى عيناه بنظرات تملؤها العتاب، رغم انني اعلم انه قد ذهب دون ارادة منه ولكنني اشعر بالاستياء فقط.

"لا تعتقد انني قد عفيت عنكَ
ماتزال تلك الملابس النسائية في خلدي ! "

انزل رأسه بقله حيله إلى عنقي فشعرت بقهقة قد اصدرها، هل ذلك المكان المناسب حقاً؟ اعني عمودي الفقري يسبه علناً، رفع رأسه ليقترب اكثر ويتمتم بهمس خافت.

"كان لكِ على كل حال"

"ماذا تعني؟"

"اليس هذا واضحاً
ذلك المنزل ستعودين معي له
وتلك الملابس انها لكِ"

"بأي حق سأفعل؟"

"اتريدين المعرفة حقاً؟"

في الواقع كلا، لا أرغب بالمزيد من الديناصورات بداخلي يكفيني عناقه الذي لم ينتهي بعد الان، انني وبطريقه ما اعلم ما هي الخطوه الاتية واريد التهرب منها بأي بشكل من الأشكال، تخلصت من دموعي العالقه اعلى وجنتي لاتمتم بخفة حين توجه للباب.

"اين ذاهب؟"

"سوف القي رونجون ذلك درساً لن ينساه."

انه مسجون على كل حال؟ تداركت الموقف حين رأيته يجلب معطفة وبالفعل متوجه لخارج الشركة.

ذلك المجنون؟

-

انتهي ♡

5828.

21/6/2022
1/7/2022

التقييم؟

جيسونج؟

بايا؟

الجدة؟

تشنيلو؟

جايمين ؟

البارت الجاي يكون لمين؟

سلام♡