20. نهاية لبداية جديدة ..~ ..The end

فوت و كومنت رجاءً للإستمرار و دعمي ✨✨✨✨✨✨


قراءة ممتعة ✨✨✨


.........


* لاحت بقدميها تعبر عتبة المنزل و تسمح لنفسها بتفقد المكان ...فلم يكن في وسع الآخر سوى كتم رغبته في طرد أي مقتحم لخلوته الكئيبة و فقط قام بغلق الباب خلفه ...*


سومي ( بإبتسامة خفيفة ): هل كل شيء بخير ؟


* ابتسم جانبياً ساخراً من سؤالها ...أو ربما لا يعلم من ماذا يسخر بالضبط ...ربما من نفسه التي أعلنت أن لا خير بعد الذي حدث بالفعل ...فهو لن يأمل وجوده ...


..و ياليتها لم تسأل ..هي فقط تعمدت وضع قطرات من عصير الليمون الحمضي لجرحه حديث التكوين ...فلم يخلف هذا سوى ألم لا يطاق ...ليبقى أثره مر في منتصف الحلق يمنعه من الكلام ...


...تقدمت بخطوات منه تحاول فهم ما تحمله تعابير وجهه ...إلا أنه يتجنب التحديق بها ...فبعد أن حاول و جاهد في جعلها تراه على أنه مثالي ...


..ها هو ذا يقترف خطأ قد تعتقده بهذا وحشاً لا يعرف الرحمة في قلبه و لم تسكنه يوماً ...أو ربما مجنون أعلن فقدانه لعقله بكل جدارة و رفض العلاج مستمتعاً بحياته الجديدة ...


..اكفهرت تعابيرها هي الاخرى ...فالتغيير الذي طرأ عليه جعل منها تشعر بالضيق ...هذا ليس تايهيونغ الذي تعرفه ..ذلك الاحمق الغبي الذي يوقع نفسه في المشاكل لدرجة أنه قد تم سلب شارة عمله و جعل حياته المهنية على المحك و هذا فقط لأجل إنقاذ الابرياء و معاقبة المذنبين...


..لكن من كان يعلم ...


أن لكل مذنب في هذا العالم يجب عليه أن يتلقى العقاب ....و لكن ...لابد للأبرياء أن يأخذوا نصيباً منه ...


سومي ( ببرود ): ما لي أراك بهذا العبوس الخطير تايهيونغ ..ما هكذا عرفتك ...ضعيف ..مكتئب ...لا حول له و لا قوة ...هل هذا هو أنت حقاً ؟ ...


* سومي ليست من ذلك النوع الذي يبادر بالتخفيف عن من تحبهم من الدرجة الاولى ...و إنما تقوم بتأنيبهم و التذمر حول ما يحصل معهم ...لعلها تشعرهم ببعض الذنب لإهمالهم لأنفسهم ...بعدها تبادر بشيء من اللطف و جعلهم يسترخون ...لكن ليس مع تايهيونغ ...


تايهيونغ ليس كالجميع ...هو شخص بطريقة ما وجدت أنه يجب أن تتعامل معه بطريقة خاصة ليست كالبقية ..


...و هذا ما يجب عليها فعله بالضبط ...


..ابتعدت عنه تتخذ من الاريكة مقعداً لها *


سومي : فلتجلس ..أنت لا ترغب في الوقوف لمدة طويلة صحيح ؟


* و من دون كلمة أخرى تقدم نحوها و جلس على الاريكة المقابلة له ...ليحل الصمت بينهما ...فتقول بمزاح تحاول تغيير الاجواء الكئيبة *


سومي : أنت حقا لا تحسن الضيافة ..


تايهيونغ ( بدون اهتمام ): إذن غادري ...


* تلاشت ابتسامتها و ظلت تحدق به بصمت ..هو بالفعل لا يزال في طور جمع شتات نفسه و لا يملك أي رغبة في مقابلة شخص ما حتى و لو كانت سومي نفسها ...تلك التي يحترق قلبه شوقاً للقائها أو الحديث معها ...


..لكن لسومي رأي آخر تماماً فبقدر ما هو عنيد ...هي تجاريه في ذلك ..*


سومي ( بهدوء ): ماذا ؟


تايهيونغ ( رفع ناظريه ): ألم تسمعي ما قلته للتو ؟ ..أخبرتك أن تغادري المكان مثلما فعل الجميع ..هل أنت بطريقة ما أصبت بالصمم ؟ ..


* حسنا لطالما كانت تملك فكرة عن تعكر مزاج تايهيونغ و تحطمه لأبعد الحدود ...لكنها فقط لم تتوقع أن يصل الأمر بها لأن تتلقى اهانته و جرحه لها بهذه الطريقة ...و الاكثر غرابة من هذا ...هي قد تأثرت بكلماته ...أليسا هما الضحية هنا ؟ ...


..كلاهما لم يكونا يملكان فكرة عن ما حصل ...كلاهما جرحا ...كلاهما تحطما ...لكن أحدهما وقف و حاول الصمود ...و الآخر لم يستطع ...أو لنقل بشكل أصح أنه أحب سقوطه هذا و فضّل البقاء في الأسفل يتجاهل الايادي التي تمتد بإتجاهه لتنتشله من ظلمته و خناقاته ...و رمى بطوق النجاة بعيداً معلناً عن تعايشه لأمر الواقع ...


ابتلعت ريقها ترد عليه بهدوء عكس هيجانه و رغبته في معاركة احدهم ..*


سومي : نعم ..أنا أصبت بالصمم ...لم أعد قادرة على سماع أحد غيرك تاي ...صحيح أنك قد تذكرت كل شيء ...لكنني الضحية هنا أيضاً ...دعنا نحل الأمر بروية حسنا ؟


تايهيونغ : كيف علمت ؟


* اقتربت منه تمسك بيديه بقوة تقول بنبرة هادئة ...*


سومي : لا يهم كيف علمت الآن ..علينا التخلص من كل هذا حس..


* لم تكمل كلماتها حينما سحبها تايهيونغ و جعلها تسقط بين ذراعيه ...حاوطها بقوة و دفن رأسه في رقبتها ...لم تبدي الاخرى ردة فعل سوى أنها كانت متفاجئة من فعلته ...لكنها سرعان ما بادلته حينما استشعرت حرارة دموعه على رقبتها و ارتجاف شفتيه ...


...شدت على احتضانه تقول *


سومي : يمكنك البكاء تايهيونغ ...أنا معك و لن اتخلى عنك ...أبداً ..


* كلماتها جعلت منه يطلق شهقة خافتة تزامناً مع تشبته بها بقوة كأنها شيء ثمين يخاف اختفاءه ...


...ظلا على هذه الحال لوقت طويل ...الى أن فصلت الاخرى العناق و هدأ تاي و ظل ينظر إليها بهدوء و تعابير حزينة ...


...تنهدت تقول *


سومي : أبي ...أبي مذنب ...لهذا استحق الموت ...


* رفع ناظريه نحوها و ظل يحدق بها ينتظر تفسيرا لما قالته ...فتكمل مسترسلة تحاول كتم غصتها ...*


سومي : لقد عانيت الكثير تايهيونغ ...و فقدت ذاكرتك إثر هذا ...لقد ...كان أبي السبب في ذلك ...


* ظل يحدق بها بتعابير لا تقرأ .. أما عنها...فهي خائفة ... خائفة من أن تفقد آخر شخص تمسكت به بقوة ...لا تريد أن يرحل عنها لذنب هي لا تعلم عنه شيئا ...


...انزلت رأسها تخفي دموعها لكنه بالفعل لاحظ ذلك ...*


سومي.( بغصة ): لو ...لو أنه فقط نظر لموضوع قضية مقتل والدتك ...لأخذ بالثأر ...و لما لجأ لقتل والدي ...


...و لما دخلنا في هذه المتاهة ... انا آسفة ...أعتذر لأنني ابنة السيد هان ...رجل مخابرات لم اكن لأعلم بطبيعة عمله ...


* غطت وجهها تبكي امامه بصمت ...حان الآن دورها في البكاء ...لكن تايهيونغ لم يحتضنها مثلما فعلت ...و للحظة داهمتها فكرة انه يمقتها كونها ابنة شخص كان مستهتر في عمله و على إثر هذا ماتت والدته و لم يتكلم عنها أي أحد ...سواه ..


....ظلت تبكي لبرهة الى أن صمتت ترفع رأسها فتتقابل عيناهما المحمرتان و المتورمتان ...هما تعبا من كل شيء ..كلاهما يواجهات نفس الماضي و يقفان الآن امام فوهة المدفع ...*


سومي : ربما ما رأيته في صغري أهون علي من كرهك لي الآن ...كيف يقتل ابي ...مقيد على الكرسي لا حول له و لا قوة ...يتم طعنه عدة مرات و الدماء تتطاير هنا و هناك ...لتكون رقبته هدفه الأخير و يتم فصل رأسه عن جسده ....


...كل هذا لا شيء بالنسبة لكره..


*لم تكمل كلامها حينما اطلقت شهقة خافتة لإندفاعه نحوها و احكامه القبض على مؤخرة رأسها ...يجعل من شفتيه تلتقيان بخاصتها في قبلة أصمتتها و جعلتها تناظر الفراغ بصدمة و دموعها تنهمر بغزارة ...


...حل الصمت حينها ...هي لم تقدر مبادلته و هو يأبى الابتعاد عنها ...ربما هذه هي طريقته في التخفيف عنها ...ابتعد بعد برهة و وضع جبينه على خاصتها يقول بنبرة عميقة و متحشرجة إثر بكائه السابق *


تايهيونغ : كلانا الضحية هنا ...لا تلومي نفسك و لا تحمليها ذنب إقترفه غيرك ...ما هكذا عرفتك ...هان سومي ...أم دعيني أقول ..كيم سومي ..


* ابتسم و اطلق شبه ضحكة فقط لتخيله حينما تحمل اسمه ...في حين انزلت رأسها محمرة الوجنتين ناسية سبب بكائها برمته ...


...قبل وجنتها و قال بهدوء ...*


تايهيونغ : علينا الانتهاء من هذا و الامساك بالماحي ...حينها فقط سأعاقبه أشد العقاب ...


* عاودت النظر اليه تناظره بحزن ...هو لا يعلم بالحقيقة بعد ...لا يعلم أن الماحي يكون نفسه شقيقه الذي يود لقاءه بشوق كبير و لهفة لامتناهية ...هي لا تريد اخباره بذلك ...لا تريد جعله يدخل في دوامة لا نهاية لها ...


اومأت له فحسب تبتسم بخفة ...مقررة المبيت عنده و اشباع نفسها بملازمته الى حين تنفيذها للمهمة في الغد ...*


.................


في صباح اليوم التالي ~


* تركن سيارتها مع بعض رجال الشرطة ...لكن ليس بمفردها هذه المرة ...و إنما مع تايهيونغ الذي يناظر المستودع بملامح فارغة تماماً ...


الفتت نحوه و قالت *


سومي : هل أنت متأكد من مرافقتي ؟


تايهيونغ ( ابتسم ممسكاً بيدها ): و هل علي ترك حبيبتي تواجه الخطر لوحدها ؟


سومي ( ابتسمت بخجل ): انت حقا متحاذق ...لطالما فعلت هذا قبل التقائي بك ...


* قهقه لكلماتها تزامنا مع خروجهما من السيارة و اخذهما للحيطة و الحذر اثناء التوجه للمستودع ...*


.....


* و في لحظة ما ...تقدم تايهيونغ بسرعة و ركل الباب الرئيسي للمستودع بقوة فجعله يفتح رغماً عنه ....


...تقدمت القوات الخاصة للبحث في كل شبر ...في حين ظل تايهيونغ يناظر المكان بعينيه فقط ..


...لم يتغير شيء به ...سوى انه صامت لكنه بإمكانه سماع اصوات النيران و الصراخ هنا و هناك ....


...و كأنه حدث بالامس ...يستفيق من شروده حينما صرخت سومي به تعلن عن ايجادها للسيدة بيون ...


...سارع في الاتجاه نحوها ...فيساعدها على حمل السيدة التي بالكاد قد تأكدا من وجود نبض لها ....


...رأسها مغطى بالدماء و قدمها مليئة بالمسامير المثبتة عليها مما عزز هذا من تدفق الدماء اكثر و فقدانها للكثير منه مما جعلها تفقد وعيها ...و اصابتها على مستوى ذراعها بشكل بليغ ...الامر فقط اكثر من أن تتحمله امرأة حامل في شهرها الخامس ...


...وضعها تايهيونغ في السيارة و انطلقا بها الى المستشفى ...و هذا بعد أن اتفق مع سومي بأن تعلم الاخيرة عائلتها و عائلة زوجها بخبر ايجادها ...و منه تستطيع بهذا تبرئة تايهيونغ من التهمة الباطلة ....*


.....


* سارعت كل من العائلتين نحو تايهيونغ الذي يجلس على الارض يستند على قديمه مقرفصاً ...


..حينما لمحهم ..سارع في النهوض و استقبلهم بإبتسامة خفيفة *


السيدة بيون ( والدة بيكيهون ): أين هي ؟


تايهيونغ ( بهدوء ): في غرفة الطوارئ يتم علاجها بهدوء ...


* همهمت له ببرود و خرجت من المشفى ...هكذا بكل بساطة ...و هذا بعد أن قالت ببرود و حدة كبيرين *


السيدة بيون : احرص على أن لا تعلم الصحافة بأمرها ....


* غضب تايهيونغ لكلامها الغير مبالي ...كيف لا يجب للصحافة ان تعلم بسلامتها و هو متهم بطريقة ما بشأن خطفها ....تقدم نحوها و قال بحدة يتمالك اعصابه ...*


تايهيونغ : ما قصدك بهذا يا سيدة ؟ ...أنت لا تملكين فكرة عن كمية المشاكل التي انا بها الآن بسبب زوجة بيكهيون ...أريد اسقاط تلك التهمة الباطلة عني و اثبات براءتي ...


السيدة بيون : لا يهمني ..


* قالتها بكل بساطة و همت بالرحيل تاركة اياه يناظر هالتها بغضب حارق ...نقل بناظريه نحو بيكهيون الذي يناظره بطريقة غريبة ...


...كانت تحمل الامتنان ...الحزن و الذنب ...و شيء ما لم يستطع فهمه ...عقد حاجبيه بإستغراب ...تقدم نحوه و قال ببرود *


تايهيونغ : ستكون بخير ...


بيكهيون ( ابتسم بغموض ): شكراً لك ...قريبي ...


* نبض قلب تايهيونغ حين آخر كلمة نطق بها .
.ليتعرق جبينه و يحاول طرد ما جال في ذهنه ...فمن المستحيل ان يكون ما فكر فيه صحيح أليس كذلك ؟ ...أعني ...الامر اكثر مما قد يتقبله عقله ...لا يمكن أن يكون بيكهيون شقيقه المختفي صحيح ؟ ...


...مد يده يصافحه ...ليبادله تايهيونغ بصعوبة و بنفس متقطعة ...ليقوم بيكهيون بالضغط عليها بطريقة غريبة مما جعل من تاي يبتلع ريقه و يحاول عدم التأثير بهذا ...رفع ناظريه و قال بهمس ..*


تايهيونغ : ماذا ..تعني ؟! ..


* هو فقط لم يعر امر سؤاله أي اهتمام ...إذ غادر المكان بهدوء تاركاً تايهيونغ يناظر الفراغ بضياع و هذا تحت انظار سومي التي تحاول ربط ما جرى ...


...و في لحظة ما امسك السكرتير الخاص بالعائلة ذراع تايهيونغ يقول بإمتنان و دموعه قد علقت بين محجريه يقول بصعوبة بالغة *


السكرتير ( بإمتنان ): ش...شك...شكرا لك ..س... سيدي ...ل...لولاك ..لما عا ....عادت الينا سالمة ....أنا ....لا يمكنني ....التعبير ...عن فرحتي الآن ....أنا حقا ....ممتن لك ...


* ناظره تاي بهدوء و ابتسم بخفة يطبطب على كف يده التي وجدها دافئة و مريحة ...فيقول يحكم القبض عليها ...*


تايهيونغ : لا داعي لكل هذا ما افعله هو واجبي وحسب ..


* توجهت سومي نحوهما و امسكت بذراع تايهيونغ تدعوه للمغادرة ... تزامناً هذا مع رمقها للسكرتير بطرف عينها قائلة ..*


سومي : فلتعتني بالسيدة بيون ...


* قالتها بنبرة شبه هامسة ...عكس نظراتها التي تنبئ بشيء ليس فيه خير او ارتياح على الإطلاق ...فقط طغت عليها الريبة ...لكنها لم تهتم و غادرا المكان تاركين الذي ينظر اليهما مبتسماً ببراءة و سعادة لسلامة سيدته ....*


...........


الساعة 22:00


* كان هذا الذي يستلقي على سريره في منزله الخشبي المخفي عن الأنظار ...هو لا يستطيع العودة الآن دون التأكد من براءته بشكل كامل ...لذا و فور أن طمأن سومي بأخذه لحذره ...عاد الى صمت المكان و قد راق له هذا بعض الشيء ...


..لكنه الآن يفكر في كيف سيتخلص من كل هذا ...كيف سيجد الماحي الآن ؟ ..كيف سيجد من تسبب له بكل هذا ؟ ..ليس هو وحده فحسب ...والد سومي ... أشخاص أبرياء آخرين ...لا يجب عليه الافلات من قبضته و لا بد له من تلقي العقاب لامحالة ...


...لم يدم الصمت لوقت طويل ...فرنين هاتفه المعلن عن قدوم رسالة نصية قد قطعت ذلك الصمت و عكرت هدوءه ...فيزيح ناظريه المعلقة على السطح و ينقلها نحو هاتفها الذي أضاء وسط العتمة بسبب الرسالة ...انتشله من دون اهتمام و ألقى نظرة على المرسل ظنّا منه انه جونغكوك المزعج او جيهوب الذي لا ينفك و يرسل اليه رسالة تغير مزاجه ...


...لكن ...لم يكن أي أحد منهما ...


...بل كان مصدره من رقم مجهول لم يسبق لتايهيونغ أي مرّ عليه من قبل ...أخذ يتمتم ما جاء بين طيات الرسالة ...


" مستودع الماضي ...هناك أنتظرك ...أخي "


* لم تكن تلك الكلمات مهمة بالنسبة اليه ...بقدر ما ظل يحدق بحروف تلك الكلمة ..." اخي" ...


...ارتجفت انامله التي تحمل الهاتف ...هناك شيء ما غريب يحصل و هذا ما شعر به ...لما من بين الاوقات التي مرت ...يتصل به من حيث لا يدري و يرسل هذا النوع من الرسائل و يطلب مقابلته أخيراً ...هل هذه مؤامرة ؟ ...هل لا يزال شقيقه على قيد الحياة فعلاً ؟ ...


...ابتلع ريقه يحاول فهم ما يجري ...إلا انه لم يجد نفسه سوى الاستقامة من مكانه و ارتداء ملابسه بسرعة بغية الخروج و التوجه الى ذلك المستودع ..دون ذلك فهو تناسى امر نفوره منه و شعوره بالرهبة و التوتر بسبب ذلك المكان المشؤوم ...لكنه سيصبح بين طيات افضل لحظاته و هذا بعد أن يقابل أخاه المفقود ..


..كيف سيكون اول لقاء بينهما ؟ ...اول نظرة اتجاه بعضهما ؟ ...اول انطباع بعد سنوات مرت ...كل تلك الاسئلة يريد الاجابة عنها فور رؤيته ....


...في تلك الاثناء رن هاتفه بصوت قوي ...ليفتح الخط و يقول بنبرة هادئة مرحة ...*


تايهيونغ : مرحباً ..


جيهوب : اراك سعيداً من نبرتك ...هل تعجبك المشاكل التي تنهمر عليك كمطر يأبى التوقف ؟ ..


تايهيونغ ( بحماس ): أنا سأقابله ...سأرى اخي الآن ...اتصل بك لاحقا ..


* اغلق الخط بسرعة و خرج من المنزل يركب سيارته و يغادر بسرعة نحو مكان اللقاء ...*


.......


جيهوب ( بتذمر ): ذلك الاحمق اغلق الخط في وجهي ..


* سومي التي تستمع لتذمراته و تقهقه بخفة ...ففي الآونة الأخيرة أصبحت أكثر انفتاحا من ذي قبل ...اذ لا تملك مانعا الآن من الاختلاط بالاشخاص و الحديث معهم ...فقد بات الآن جزءاً من راحتها ...*


سومي ( بإبتسامة ): صداقتكما قوية و متينة ...و قد مرت عليها سنوات فكيف لا تعرف طباعه ...


جيهوب ( بسعادة ): لا يهم الآن ...المهم أنه وجد أخاه بعد طول انتظار ...


* توقف الزمن حينها لوهلة و تلاشت ابتسامتها حينما سمعت وما قاله للتو ...ظلت تناظره بطريقة جعلت من الاخير يشعر بالتوتر و يعيد التفكير فيما قاله *


جيهوب : ه...هل هنا..هناك


سومي ( قاطعته بحدة مفاجئة ): ماذا قلت الآن ؟


جيهوب ( بإرتباك ): ت...تايهيونغ ...ذهب ليقابل أخاه ...


* و فور أن قال هذه الكلمات ... انتفضت من مكانها تمسك سترتها و تقول صارخة و قد تصبب العرق من جبينها ومن فرط التوتر و الخوف بالفعل ...*


سومي : أين سيتقابلان ؟


جيهوب : ل...لا اعلم اين بالتحديد ...


* سارعت في اخراج هاتفها و بحثت في تطبيق تحديد الموقع ...اذ حرصت على حفظ تشفير هاتفه في خاصتها و ملاحقته عند الحاجة و هل احتاجت اليها في الوقت الحالي ...حينما لاحظ ارتجاف اناملها و سرعتها في البحث عن موقعه ...تقدم نحوها و قال بنبرة قلقة و هذا تزامنا مع دخول جونغكوك و تغير ملامحه من سعيدة الى مستغربة مما يجري امامه ...*


جيهوب : ماذا هناك ؟ ...ما الشيء الذي يستدعي لكل هذا القلق ؟


جونغكوك : ماذا يحصل هنا ؟


* قاطعت ذلك حينما صرخت بذعر و قالت بنبرة تخللها الخوف و الاهتزاز كان لخير دليل على هذا ...*


سومي : انتم لا تملكون فكرة عن ما سيحدث ...تايهيونغ في خطر كبير ...علينا اللحاق به بسرعة قبل أن يفعل أخاه به شيئا ...جهزوا رجال الشرطة و القواة الخاصة لمحاصرة المستودع ...


* تقول هذا بسرعة كبيرة بعد ان اكتشفت مكان لقاء الاخوين ...ليستوقفها جونغكوك بسده للطريق امامها و يقول بنبرة جدية لامتناهية ...و هذا حينما لمح لمعان عينيها ...لم يراها بهذا القلق و الخوف الشديدين من قبل ...لذا و في هذه اللحظة فقط ...أيقن أن الأمر أكبر من أن يكون بتلك البساطة التي يتخيلها ...*


جونغكوك : ماذا هناك ؟ ..تعلمين أنه لا يمكنك التصرف لوحدك ..


* فقدت الاخرى السيطرة على انهمار دموعها لتقول صارخة جعلت الواقفين امامها يناظرانها من غير تصديق ...فهل هما مجبران على تصديق ما قالته حرفياً ...أم ضعفها و انهيارها المفاجئ أمامهما ...*


سومي.( بصراخ ): هو سيموت ..سيقتله الماحي لامحالة ..أرجوكما دعاني أذهب ...الوقت يمر ...


.......


* ركن سيارته بعد أن قاد بسرعة كبيرة يتمنى الوصول في أقرب وقت و ها قد فعل ...


..توجه نحو المستودع و دخله بكل هدوء ...العتمة كل ما لاقاها و هو بالكاد يلمح ضوءاً يرشده الى أين يضع قدميه ...


قطرات المياه التي تسقط من الاعلى مصدرة صوتاً بصحبة الهدوء المريب مع صوت خطواته الثابتة التي تدل على توتر صاحبها و ارتباكه ...


...فها هو ذا قد لمح جسداً ما فاره الطول يقابله بظهره ينتظره هو الآخر ...بلباس اسود و سترة جلدية طويلة تغطيه بالكامل ...


...ابتلع ريقه و تقدم نحوه اكثر لتلك المسافة التي تسمح له بالتحديق في ملامحه ....


..لكن الآخر لم يستدر و ظل في مكانه ...تحمحم تايهيونغ و تعرق جبينه من فرط التوتر ...فهذا هو أول لقاء له بأخيه و من المفترض أن يكون مليئا بالشوق و الحب ...فلما لا يستشعر هذا الآن ؟ ..*


تايهيونغ : أ...أخي ؟ ..


* و فور أن قالها بنبرة هامسة و لهدوء المكان استطاع المعني بالامر التقاط نبرته التي باتت اكثر ضعفًا و ارهاقًا
من ذي قبل ...


...كان مرتدياً قناعا يغطي ملامحه فقط كل ما يظهر من وجهه عينيه الحادتين ...


...تجمد جسد تايهيونغ و لم يقوى على الحراك ...نبض قلبه بقوة الى ذلك الحد الذي تيقن أنه قد يتوقف في أية لحظة ...


..ذلك القناع لم يكن بالغريب عليه أبداً ...


...فمن كان يعتقده الماحي ...كان في حوزته هو الآخر ...تناسى ما فكر فيه و اطلق ابتسامة يتبعها شخير طفيف ...


...تقدم اخاه نحوه ...و كل خطوة يخطوها يزيد ارتجاف تايهيونغ دون أن يعرف السبب وراء هذا ...


...تلك الملامح ..لم يمر وقت طويل على مشاهدتها ...


...لاحظ تقوس عينيه الدال على ابتسامته ...ليقول بهدوء خلف قناعه ...*


؟؟ : مر وقت طويل جداً ..أخي العزيز ...


.* اختنق اثر تنفسه الضئيل ...هو تعرف على الصوت فورا اذ لم يمر عليه وقت طويل على سماعه سوى ساعات قليلة ...رفع يده نحو وجهه يزيل القناع بهدوء فتتضح ملامحه تحت الضوء الطفيف ...


...اين البراءة و التوتر الذي جاهده في ملامح هذا الرجل ؟ ...أين الخوف و الذعر ؟ ..أين الهزالة و الضعف ؟ ...


...هو يراه بكل قوته ...هالة حادة شامخة مرعبة تحيط به ....اتسعت عيناه و انعقد لسانه فلم يستطع قول شيء سوى التحديق به بأعين مغرورقة بالدموع ...فيقول بإختناق ينفي بهدوء *


تايهيونغ : لا يمكن ...


نامجون : كيم نامجون ...شقيقك الأكبر ...


* اطلق ضحكات متتالية لما يسمعه ..فيعيد خصلات شعره للخلف ... ألم يكن ذلك السكرتير ضعيف البنية و الكلام ...له عائق التأتة و تحتقره العائلة ...لكن كل هذا بدى كتمثيلية وضيعة قام بها لسنوات مضت ...لهدف واحد فقط ...الانتقام ...


..تقدم نامجون نحوه و قال بعد ان وضع كفه على كتف المتجمد *


نامجون : ألم تشتق لشقيقك ؟


تايهيونغ : مستحيل ..لا يمكن أن تكون أخي الذي هجرني منذ صغري بعد موت أمي ...أخي لا يفعل هذا ...


* ارتجف جسده و لم يعد قادراً على الوقوف لمدة طويلة ...هو خائف ...خائف من أن يكون ما جال في ذهنه في هذه اللحظة صحيحاً ...لذا رفع ناظريه الدامعتين و قال بنبرة هامسة حذرة *


تايهيونغ : أنا حتى لا أعلم من تكون ..ما اسمك ؟ ..كم عمرك ...لما لا يمكنني تذكر ماهية اخي ...لماذا اتذكر أمي التي قتلت امامي وحسب ...الامر فقط مخيف ...مخيف أن تعيش حياة مظلمة لا تعلم فيها من تكون و ما الاشخاص الذي يحيطون بك ...سوى ذكرى باتت تؤرقك و تصنع كوابيسك ...كنت تتمنى لو كانت حلماً لكنها جزء من ماضي لعين أسود ...


* صمت حل بينهما هذه المرة بغض النظر عن صوت لهاثه المهتز اثر صراخه في آخر كلماته ...


...تنهد نامجون و قال دفعة واحدة ببرود صدم الأصغر ...ليتراجع خطوة نحو الخلف فتتبعها خطوات مترنحة أخرى ..*


نامجون : هذا لأنني من محوت ذاكرتك ... أنا من تبحث عنه ...شقيقك هو الماحي ...


* نفى بسرعة تزامنا مع ذرفه لدموع أهلكته ...لم يشهد هذا الضعف في نفسه يوماً ...منذ تلك الحادثة التي تعرض لها في صغره ... الأمر فقط يعيد نفسه ...


..عقد نامجون حاجبيه بغضب و تقدم نحوه يمسك بكتفيه يقول بحدة *


نامجون : ما بك ؟ ..هل أنت عاجز الآن ؟ ...ما لي أراك بهذه الحالة المثيرة للشفقة ...لم أكن لأتوقع أنني سأقابل شقيقي بهذه الهشاشة ...


تايهيونغ ( بغصة ): أنت لست الماحي ... أنت لست القاتل ...اخي لم يقتل أحداً ...أخي بريء من كل هذا ...لا يمكنه تلويث يديه بدماء الناس ...


* دفعه بقوة ليسقط على الارض دون مقاومة ...فقد كان هذا حافزاً بالفعل لإنهياره ...فقدماه لم تعد تحملانه لوقت طويل ...*


نامجون ( صرخ بغضب ): أنت لا تملك اي فكرة عن كمية المعاناة و الالم الذي تعرضت لها فقط من اجل ان انتقم لوالدتنا ...تلك العائلة اللعينة ...اتعلم مدى الذل و المهانة التي تعرضت لها بسببها ...اتملك فكرة عن مدى البرد و الجوع و الالم الذي لازمني لوقت طويل كطفل لم يجتز سن الرشد بعد ؟ ...


... أتملك فكرة عن نظرات الناس المستصغرة لي ...هل اذكر لك كم من ليلة قضيتها في الشوارع و الازقة اتناول الطعام الفاسد مع القطط و الكلاب لينتهي بي الامر اتقيأ و اخرج ما اكلته في الصباح ؟ ...هل اذكر كم من يوم مضى و لم اشعر به بالراحة و لا حتى ذرة من السعادة ؟ ...


...كنت مختلفا عني ...قاموا بالاعتناء بك و جعلوك تدرس ...اكلت و شربت و ارتديت اجمل الملابس و اكثرها دفئا ...جعلوك تعش ما تبقى لك من طفولة و تشعر بالسعادة التي تمنيتها انا في ذلك الوقت ...الى أن اصبحت الى ما أنت عليه الآن ...


...فكيف لك أن تنكر هذا ؟ ...كيف لك أن تحكم على ما افعله فقط لانك قابلتي الآن دون وقت آخر ...ما الذي كنت تتوقعه من اخيك الذي لم يذق ربع ما ذقته انت في صغرك ...مثلك ؟ ...اتظنني سأرمي بالماضي مثلك ؟ ..أنا من خلقت للانتقام هنا ...


...الشيء الوحيد الذي جعلني اصمد طوال هذه المدة هي رغبتي الجامحة في الانتقام و اذاقة كل من كان المتسبب في موت امي الكأس نفسها ...


...انا أستطيع فعل اكثر مما تتوقعه اخي العزيز ...قتلت الكاهن ....حرضته على قتل الفتاتين ...قتلت والد بيكهيون ...تشانيول تحت التهديد الآن و على الارجح سيلفظ انفاسه الأخيرة هو و عائلته ...


...هههه رئيسك في العمل ...مين يونغي ... أنا استهدف عائلته الآن و هو في ضغط كبير ...


...والد سومي ....قتلته ايضاً ...اجل ...انا السبب في كل هذا ... أنا ...


* اكمل حديثه بضحكة هستيرية مجنونة تحت نظرات تايهيونغ التي اصبحت فارغة تماماً ...يناظر الفراغ و لا يبدي ردة فعل بإستثناء دموعه التي لا تتوقف عن الانهمار و شق طريقها عبر وجنتيه وصولا لرقبته ...


...بعد فترة من الضحك الجنوني و سكون الآخر ..استقام تايهيونغ و قال ببرود مخيف ... سيطرت عليه الصدمات و لم يعد يعرف الصواب من الخطأ ...بل و بات كل شيء مبهم بالنسبة إليه و لم يعد يستطيع التمييز الخيط الأبيض من الأسود ...


..تقدم نحوه ببرود الى أن قابله وجها لوجه و قال بنبرة عميقة تحمل في طياتها الرعب ..*


تايهيونغ : فعلت هذا لأجل أن تنتقم ؟ ...هل تظن أن والدتنا سعيدة بما فعلته ؟ ..قتلت اناساً لا يعلمون شيئا عن أمر إنتقامك حتى ...حتى لو كانوا بطريقة ما لهم علاقة بأولائك الأشخاص الذين تحاول قتلهم بأشنع الطرق ...


... إن كنت حقا كيم نامجون شقيقي الذي كنت ابحث عنه ...و الذي يكون نفسه الماحي ..فأنا أتبرأ من كل هذا ...لا يشرفني أن أكون شقيقاً أصغر لشخص مث..


نامجون ( قاطعه بصراخ ): لماذا ؟! ...بعد أن قطعت هذه المسافة و وصلت الى هذه المرحلة ترفض تقبل ما فعلته ...أتعي ما تقوله ايها الاحمق ؟ ..كفاك عناداً و لتكمل ما بدأته أنا ...


..خطوة واحدة فقط ...خطوة اخيرة تفصلنا عن النهاية ..عندها فقط سنعيش معاً بسعادة و راحة ...


* قضم شفته السفلى يمنع دموعه من الانهمار إثر الخيبة التي تعرض لها اليوم ...ليس هذا هو الأخ الذي تمنى الحصول عليه يوماً ...كما لم يتوقع أن يكون نفسه المجرم الذي افنى حياته لعقابه و زجه في السجن ...


...فذلك المجرم قاتل والدته ...فر هارباً و لم يسمع عنه أي خبر ...


...و قد تولى شقيقه الانتقام من المسؤولين ...*


تايهيونغ : لماذا فعلت هذا ؟ ..لماذا قمت بمحو ذاكرتي ...جعلتني اعيش كدمية يتحكم بها الجميع ...لا أعلم من اكون او أي نوع من الأشخاص أنتمي ...


نامجون ( تنهد): فعلت هذا كوني لا أريدك أن تفكر بالطريقة التي أفعل بها الآن ...لا اريدك ان تنتقم لأي شخص كان ..توليت الأمر لوحدي و حملت نفسي كامل المسؤولية ...جعلتك تعيش حياة هادئة الى أن يأتي ذلك اليوم الذي تتضح فيه الامور ...و ها قد أتى ...


* نفى في وجهه يحاول طرد كل هذا ...صحيح أن ما فعله يبقى خرقاً للقانون و جنون بحد ذاته ...إلا أنه يبقى شقيقه الذي تمنى وجوده ...و قد فعل الأكبر هذا من أجل هناء كليهما ...في النهاية هو تحمل الألم و المسؤولية ..خطط و نفذ لوحده فقط و لم يقحم الأصغر في هذا ...و قد يتحمل العقاب أيضاً و هذا ما لا يريده تايهيونغ ...


...في لحظة ما ...لمح تايهيونغ مجموعة من الرجال التي تسللت خلف نامجون على مسافة معينة استطاع تمييزهم بها وسط العتمة ...و هم مسلحين بشكل قد أيقن أنهم من رجال الشرطة لا غير ...


...اتسعت عينيه و انعقد لسانه ...لقد تم الامساك به و هو لم يخطط لهذا الأمر ...للحظة فكر في جعل نامجون يهرب و عدم القاء القبض عليه ...هو شقيقه ..و بالكاد التقاه ...فلما يأتون الآن و يأخذوه منه بهذه البساطة فقط لأنه أذنب و يستحق العقاب ... أو ربما يكون أشد و هو الاعدام ...


...ظل نامجون يحدق في شقيقه الاصغر حينما صمت و لم يبدي ردة فعل سوى النظر بخوف خلف الأكبر ...مما جعل الأخير يعقد حاجبيه ...*


نامجون : ماذا هناك ؟


تايهيونغ ( نفى هامساً ): لا ...لا يمكن ...


* و في لحظات كانت أسرع من رمشة عين ...اندفع تايهيونغ نحو شقيقه يحتضنه بقوة و يجعله يستدير للجهة الأخرى ليكون الاصغر في مكانه ...


..بعدها دوى صوت العيارات النارية ...


......


...هنا ساد الصمت المكان و توقف الجميع عن الحركة ...تايهيونغ ذو البنية المرتجفة ...يحدق في شقيقه الذي تملكته الصدمة و فغر فاهه من غير تصديق ...


...اندفع رجال الشرطة في تفريقهما ...فجروا نامجون بعيداً عنه تاركين تايهيونغ طريح الأرض و الدماء اخذت مجراها على الأرض بالفعل ....


...سومي التي تحدق على مقربة مما حدث ..تبتسم غير مصدقة لما حصل ...تقدمت بخطوات مرتجفة نحو تايهيونغ ...بينما تتمتم بعبارات التفاءل و الامل ...لكن ما من أمل في هذه اللحظة و هي ترى من تحبه يلفظ أنفاسه الأخيرة ...،


...انحنت لمستواه و ضمت وجهه بين كفيها تضعه على فخذيها ...فقالت بعد أن وجدت صوتها أخيراً ...*


سومي : ل...لا تخف ...سيزول الالم ...سننتهي من كل هذا ...و ...و نصنع ذكرانا معاً ...أنت قلت هذا ...لا تخلف بوعدك ...


* ابتسم بوهن حينما قالت ذلك و هذا قد أنبأ بخروج الدماء من فمه مما زاد من بكاء التي اقتربت منه تقبل جبينه و تبعد خصلات شعره عنه ...فتح فاهه للحديث فقال بألم و نبرته التي زادت من ألمها ألماً مضاعفاً ..*


تايهيونغ : سعيد ...أنا ..س...سعيد ...و..وجدت أخي ...و ...و ...


سومي ( ببكاء ): لا ...لا تتحدث ..ارجوك لا تفعل ..


* رفع يده بصعوبة بالغة و قد استهلك هذا طاقة كبيرة منه ...أمسك برقبتها من الخلف و قربها نحوه يلتقط شفتيها في قبلة واهنة متعبة ...فكانت مجرد تلامس مختلطة بدموعهما ...


..ابتعد عنها بقدر شبر يهمس قبل ان يعلن استسلامه ..*


تايهيونغ : أحبك ..


* سقطت يده التي كانت تمسك بوجنتها و أغلقت ستائر عينيه بخفوت ...في حين ظلت الاخرى تناظر الفراغ بهدوء لا تقول شيئا ...امتنعت عن الصراخ و النحيب ...ضاع صوتها و لم تقدر على التعبير عن ما في داخلها ...*


.......


بعد مرور تسعة أشهر ~


* فتح عينيه بضعف شديد ...فكان سقف الغرفة التي يقبع بها أول من استقبلته بعد مضي اشهر ...بعدها ..يستشعر كف يد تحط على جبينه لوقت طويل ...


..التفت نحو صاحبها ...ليلقى شقيقه الذي يبتسم له بإتساع ...و يقف بجانبيه شخصين بدى و كأنهما من رجال الشرطة ...*


نامجون : استيقظت أخيراً ..أخي ..


تايهيونغ ( بتعب ): ماذا حصل ؟ ..اشعر و كأنني كنت في حلم ..


نامجون ( تنهد): كان حلماً طويلاً و قد استيقظت منه ...


* اومأ له بهدوء يغمض عينيه ...حاول تذكر ما جرى إلا أنه لم يستطع ...فبادر نامجون بالحديث *


نامجون : تعافى سريعاً ...فأنا في انتظارك تاي ..


تايهيونغ : و أنت أيضاً ...فلتكمل مدة عقابك و لتنتقل للعيش معي ...


نامجون ( قهقه ): لا تقلق حيال هذا الأمر ..رئيس القسم كان مشاركاً في هذا و اعترف بكل شيء ...مما خفف هذا من مدة عقوبتي ...ثلاث سنوات كافية لأفكر بشكل ملي بما سأفعل مستقبلاً ...


تايهيونغ : صحيح ... زوجتك المستقبلية تنتظرك ..


* قهقها في نهاية حديثهما ...فخالجتهما راحة لم يذوقاها منذ مدة طويلة ...


...لحظات مرت لتتغير ملامح نامجون للهدوء ..فيزيل كفه عن جبين شقيقه و يقول بعد أن أجبراه على فعل ذلك ...*


نامجون : تايهيونغ ..فلتبدأ من جديد ..و عش حياتك ..الى ذلك الوقت الذي سأنضم فيه اليك ..


* أومأ له مبتسماً ينظر الى ظهره و منه اغلاق باب الغرفة ...فتأخذه روحه مرة اخرى في نوم عميق ...*


.......


بعد مرور اسبوعين ~


* يسير قرب نهر الهان بهدوء و نسمات الهواء العليلة تضرب جبينه جاعلة من خصلات شعره السوداء التي صبغها مؤخراً تتراجع نحو الخلف بحرية و سلاسة ...


و في يده يقبع هاتفه الذي و في لحظة ما يرن ..فيرد على الاتصال *


تايهيونغ ( بإبتسامة ): مرحباً


جيهوب ( بتأنيب ): أين أنت ايها الاحمق ...كفاك تجولا هنا و هناك و ساعدنا في التجهيزات لزفاف جونغكوك فلم يبقى الكثير ...


تايهيونغ ( بتذمر ): هيونغ ...لا ازال متعباً ..ارجوك فلتعفني من هذا ...


جيهوب ( تنهد): حسنا ..هذا لأنك بالكاد تسير على قدميه ..انتبه لنفسك و لا تتهور ...


تايهيونغ ( بهدوء ): هل كنت كذلك في الماضي ؟


جيهوب ( تنهد): سأغلق الآن ...


* اغلق الخط تهرباً من سؤاله ...تاركاً الآخر يناظر الفراغ ...هناك شيء ما ناقص ...هو يشعر بهذا ...هناك شيء ما كان يتوق له لكنه لا يعرف ما هو ...


...رفع رأسه ليقابل فتاتاً تناظره من بعيد و لا تحرك ساكناً ...


..تجاهل الامر تماماً كونه إعتاد على نظرات الفتيات المعجبة به ...


..لكن تلك كانت مختلفة ...مختلفة تماماً ...كانت تحمل الصدمة و الشوق ...الحنين و الحب ...


...فقد تجاهل كل هذا و تخطاها ببرود يكمل جولته الصباحية الهادئة ...تاركاً تلك التي تبكي بصمت منزلة رأسها فيما راحت تبتسم بخفوت ....فهي قد توقعت ذلك بالفعل ..


...اخرجت هاتفها و رمته في النهر كعلامة لبداية جديدة ...*


سومي.( تنهدت ): فعلتها مجدداً ...


* صحيح ...هو قام بفعلها مجدداً ...


..لم يتوقف حتى بعد مرور أشهر ...فكان تايهيونغ ضحيته التالية كما قيل ...


...فالماحي لن يموت ...


أجل ...لقد كان ...


الماحي ...


...........


النهاية ~


The end ..


النهاية الرسمية لرواية تايهيونغ ماحي ...النهاية يمكن تكون مفتوحة ...لكنها جيدة بالنسبة إلي ...بمعنى لا يوجد حلقة خاصة او شيء من هذا القبيل ...


..يمكنكم تخيل التكملة بأنفسكم 😁😁😁


..رأيكم في الرواية عموماً ...و في البارت الاخير خصوصاً ؟ ...


..انطباعكم نحو الرواية ؟ ...


..في أي حالة او مزاج كنتم فيه حينما بدأتم بقراءتها ...و هل تأثرتم بأحداثها ؟ ...


...يوني كانت سعيدة للغاية لقراءتكم لروايتها ...بالرغم من انها لم تكن بذلك الذي يجذب الانتباه كونها من نوع آخر ...لكنني راضية بما فعلته و ما جنيته من ثمار ...


...اتمنى أن تكونوا بخير ...دعونا نلتقي مرة اخرى في رواية جديدة ..{ سحر مباح } ...


...سيتم كتابة رواية { سحر مباح } ...تزامناً مع رواية اخرى 😏😏😏 ...لذا كونوا في الانتظار ...


..بوراهيو 💜💜💜💜💜















Comment